إعلانات المنتدى


القارئ الشاطري: الخطابة ليست سهلة .. والإمامة ميدان «الصبر»

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
(بسم الل)



تأثر في بداياته بـ«حفظة » التليفزيون
القارئ الشاطري: الخطابة ليست سهلة .. والإمامة ميدان «الصبر»



g30-big.jpg




لم يكن يتوقع أن يصبح يوماً ما قارئاً مشهوراً يقف المصلون للصلاة خلفه، ذلك أنه لم يدر بذهنه أن يحفظ القرآن الكريم إلا عندما رأى ذات مرة أحد الحفظة يقرأ ويرتل القرآن الكريم في تليفزيون المملكة في برنامج “رحاب القرآن” الذي كان يستقبل الحفظة في مبنى التليفزيون ليقدمهم للمشاهدين، فأراد أن يكون أحد هؤلاء الحفظة مما جعله يلتحق بأحدى الحلقات القرآنية. هذه هي بداية القارئ الشيخ أبوبكر الشاطري ـ إمام جامع الفرقان بحي النسيم بجدة ومشرف الشؤون الدينية بالمركز الطبي الدولي ـ الحاصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة والأب لأربعة من الأبناء (أسيل وعبد الرحمن وعبد العزيز وأحمد). بدأت مع صاحب الصوت الشجي بسؤاله عن مشايخه في حفظ القرآن الذين أوصلوه لهذه الدرجة من قوة الحفظ وبراعة التجويد فأجاب بقوله: أخذت القرآن على يد مجموعة من المشايخ الفضلاء منهم الشيخ هاشم باصرة والدكتور علي بادحدح وبعض الإخوة الفضلاء الذين كان لهم دور كبير في هذا الأمر وفي حسن توجيهي للاهتمام بالحفظ والمراجعة، وقد أكرمني الله لأخذ إجازة في رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية على يد الشيخ المقرئ الدكتور أيمن سويد حفظه الله ورعاه وجزاه عني خير الجزاء وأتمه موضحاً أن الإجازة لها أهمية كونها توصلك إلى القراءة الصحيحة التي نزل بها القرآن الكريم من لدن رب العزة والجلال ونقلها جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ثم مازال كل جيل ينقلها للجيل الذي يأتي بعده كما سمعها من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف ، ومعنى هذا أنك بحصولك على الإجازة من شيخ متقن تكون كأنك تقرأ كما كان يقرأ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وذلك شرف يسعى كل عاقل لتحصيله ونيله..
وهل تذكر بعض من كانوا معك في مرحلة حفظك للقرآن وتعتز بهم كثيراً؟ وما تميزوا به في تلك المرحلة ؟
- من فضل الله على الإنسان أن يكرمه برفقة صالحة تكون له عوناً على طاعة الله والثبات على طريقه القويم، حيث أن الإنسان ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، ولا أدل على تأكيد هذا المعنى أن الله جل جلاله أمر خير البشر محمداً صلى الله عليه وسلم بقوله في سورة الكهف: “واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً” أي أحبس نفسك مع هؤلاء الذين عمروا أوقاتهم بطاعة الله وامتثال أمره واجتناب نهيه وقد عمروا قلوبهم قبل ذلك بالإخلاص لله والتوجه إليه في كل أمر من أمورهم وعدم الالتفات إلى غيرهم.
والحمد لله أن الله قد أحاطني بمجموعة من الأخيار والصالحين الذين كان لهم دور كبير في تربيتي وحسن توجيهي وكانوا بحق إخوة صالحين متى ما احتجتهم وجدتهم في السراء والضراء، وبعضهم قد اختاره الله لجواره وغادر هذه الدنيا بعد أن ترك بصمة فيها علي وعلى غيري ممن خالطهم وعاش معهم وهكذا هو المؤمن أينما حل نفع وأينما وضع كان مشعلاً للهداية والصلاح والخير فهو كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم مثل النخلة الطيبة أينما غرست نفعت وفاضت بالخير لكل من قصدها ويمم شطرها ، ومن الإخوة من هو موجود يواصل طريق الخير وإيصال الهدى للناس ونسأل الله لنا ولهم الثبات والتوفيق والسداد وأن يجزيهم عنا خير الجزاء .
هلا ذكرت لنا ما استقر بذاكرتك من مواقف مرت بك خلال رحلتك في حفظ القرآن الكريم أو الإمامة ؟
- من أراد الله به خيراً وجهه إلى القرآن ونشأه عليه ، كيف لا وهو رسالة رب العالمين للبشرية جميعاً فهو السراج المنير والهادي إلى صراط الله المستقيم ، ولذا كان السلف يحرصون على تربية أبنائهم على القرآن فقد ورد عن الإمام الأوزاعي أنه كان إذا جاء إليه الصبي يريد أخذ الحديث عنه يسأله هل حفظت القرآن يا بني فإن قال لا رده وإن قال نعم يقول له اقرأ: {يوصيكم الله في أولادكم} يختبره في آيات المواريث ليرى قوة حفظه وثبات القرآن في صدره.
ولقد كان من فضل الله علي أن أخذ بي إلى طريق القرآن فهو والله الطريق الصحيح الموصل إلى الله ونسأل الله أن يجعل أعمالاً وأقوالاً خالصة لوجهه الكريم وألا يفتنا بالناس ولا بما يقولون وأن يجعل مقصدنا هو وحده سبحانه وتعالى.
أما بالنسبة للإمامة فهو ميدان عظيم من ميادين الدعوة إلى الله ولكنه يحتاج إلى صبر عظيم وسعة في الصدر والرحمة بالناس لأن الإمام سيتعرض لجميع شرائح المجتمع فمنهم الحليم ومنهم الغضوب ومنهم غير ذلك ، فكلما حرص الإمام على كسب قلوب المصلين واستمالتهم للخير فإنه إن شاء الله سيجد خيراً كثيراً ، وليتذكر أنه يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المكان والله المستعان وعليه التكلان .
من مِن القراء الذين تأثرت بهم؟ وماهو نصيب القرآن من وقتكم؟
- القراء كثير وأنا أحب كل أهل القرآن وإذا وجدت قلبي مع أحدهم حمدت الله كثيراً على ذلك ودعوت له بالسداد والتوفيق ، والقضية في ذلك تعتمد على القارئ والسامع فإذا كانا جميعاً مهيئين لقبول موعظة الله أدركا جميعاً رحمة الله وفضله في الأيات التي تتلى .
أما نصيب القرآن من وقتي فأنا أراجع القرآن بعد صلاة الفجر وفي أي وقت يتسنى لي ذلك وخصوصاً أحاول استغل أوقات ركوب السيارة.. ولكن لا بد للإنسان من ورد ثابت يتناسب مع المحفوظ والناس في ذلك يتفاوتون فمنهم من يراجع العشرة أجزاء يومياً ومنهم الخمسة ومنهم أقل من ذلك.
هل هناك آية أو سورة معينة في القرآن الكريم استوقفتك كثيراً ؟ وتتأثر منها حال قراءتها ؟
- القرآن كله مؤثر فأنت ترى أحياناً الإمام قد يقرأ الفاتحة ويتأثر ويخشع وقد يقرأها في وقت آخر ولا يحس بذلك الأثر الذي وجده في المرة السابقة فالقضية ليست في الفاتحة وإنما في حالة القلب أثناء قراءة القرآن فإذا صادفت القراءة قلباً مقبلاً على الله منيباً إليه منكسراً بين يديه أثرت القراءة واستجاب لها القلب بالخشوع والعين بالدموع فالخشوع رحمة من الله نسأل الله أن يجعلنا من الذين إذا تليت عليهم آياته خروا سجداً وبكياً.
وهنا يحسن بالإنسان قبل أن يقبل على كلام الله أن يسعى إلى تطهير قلبه من الأدران والأوساخ بكثرة الاستغفار والتوبة من الذنوب صغيرها وكبيرها وتنقية قلبه من الشوائب حتى يكون القلب مهيأ لكلام الله، لأنه كلام عزيز وعظيم وذلك قبل القراءة لتتعود أنك قبل أن تقرأ أن تستغفر وتستشعر ندمك على تفريطك في جنب الله وعند ذلك ستجد حلاوة وخشوعاً لأنك قد هيأت نفسك لهذا الخير العميم.
ما هي رؤيتك للخطيب المتميز ؟ وما الذي يجب أن يتحلى به من يخطب للناس في هذه الأيام؟
- الفصاحة والبلاغة والقدرة على إيصال المعلومة بالأسلوب المناسب للغير منحة ربانية وعطية إلهية ونعمة عظيمة ينبغي لمن رزقه الله هذا الأمر أن يحمد الله عليه وينسب الفضل لصاحب الفضل فهو يقول جل في علاه : “وما بكم من نعمة فمن الله” والخطيب المتميز في نظري والعلم عند الله هو الذي هدفه بيان الحق للناس من خلال الكلمة الهادفة الهادئة الصادقة والإعذار إلى الله في ذلك، وعليه أن يتناول ما ينفع الناس في دنياهم وآخرتهم والابتعاد عن أسلوب التهييج الذي قد يعطي نتائج عكسية ، وعليه الاستعانة بالله وحده والإخلاص لأن الله يعطي الرجل على قدر ما في قلبه من الإخلاص “إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم”.
وأعان الله الخطباء فالأمر ليس بالهين لأن عليه أن يراعي أشياء كثيرة وأمورا متداخلة فأسأل الله أن لا يحرمهم من الأجر وأن يفتح لهم القلوب وأن ينفع بما يقولون.
كيف ترى رمضان بين الأمس واليوم؟.
- لا شك أن هناك اختلافا بين رمضان اليوم ورمضان الأمس ولكنه إن شاء الله اختلاف للأحسن فالمتأمل في أحوال الناس يرى إقبالاً على الله عز وجل في هذا الشهر الكريم أكثر من ذي قبل ، وانظر يارعاك الله للحرمين الشريفين في مكة والمدينة ترى الأعداد الهائلة من الناس تؤم البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف ، كما أنك ترى إقبال الناس على المساجد في المدن والقرى بشكل ملفت للنظر يحمد المؤمن ربه على هذا الخير ، كما ترى كثرة الحفاظ للقرآن الذين يؤمون الناس في المساجد وقد حباهم الله بالإتقان في الحفظ والقراءة إضافة إلى جمال الصوت والخشوع في القراءة ، نسأل الله للجميع التوفيق والسداد في هذا الشهر الكريم .



جريدة عكاظ
 

أيمن_أقصى

عضو شرف، تقني مؤسس للمنتدى
عضو شرف
20 أبريل 2006
9,167
15
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبدالله عواد الجهني
علم البلد
رد: القارئ الشاطري: الخطابة ليست سهلة .. والإمامة ميدان «الصبر»

بارك الله فيك اخي الكريم فالح على النقل الطيب المبارك... بارك الله في عمر الشيخ شيخ ابو بكر الشاطري وحفظه ربي من كل سوء
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع