إعلانات المنتدى


سيرة بطل منسي

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ben_tachfine

مزمار داوُدي
13 ديسمبر 2005
3,858
9
38
الجنس
ذكر
-بسم الله-

كم نسينا من أبطال أمتنا، سطرو بدمائهم الزكية صفحات عز في تاريخ أمة عظيمة، أصابهم النسيان و طويت صفحات عزهم، فأحببنا أن نبدأ بهذا البطل الهمام، الذي حارب داخل و خارج وطنه، و نسي و جهر اسمه و سيرته و الله المستعان :36_1_44:

هذه بعض صوره:

abdelkrim1.jpg


abdelkrim2.jpg



صورة مع محمد الخامس:
abdelkrim4.jpg


abdelkrim3.jpg


صورة بمنفاه في القاهرة:
abdelkr2.jpg


ph_631


لا أطيل و أترككم مع سيرته

توطئة:
تقاسمت إسبانيا وفرنسا النفوذ في المغرب التي كانت تعاني من ضعف وانقسام وصراع داخلي، واستعانة بالقوى الخارجية، وترتب على هذا التقسيم أن صار القسم الشمالي من المغرب خاضع للسيطرة الإسبانية، وهذا الجزء ينقسم بدوره إلى قسم شرقي يعرف ببلاد الريف، وغربي يعرف بجبالة، وتمتد بلاد الريف بمحاذاة الساحل لمسافة تبلغ 120 ميلاً، وتمتد عرضًا لمسافة 25 ميلاً، وتسكنها قبائل ينتمي معظمها إلى أصل بربري، يأتي في مقدمتها قبيلة بني ورياغل، التي ينتمي إليها عبد الكريم الخطابي، الذي قاد الثورة ضد الإسبان، وأقام دولة ناشئة، وحقق انتصارات عظيمة.




النشأة والتكوين:
ولد محمد بن عبد الكريم الخطابي سنة (1300هـ= 1822م) في بلدة أغدير المغربية، ونشأ تحت كنف والده، الذي كان يتزعم قبيلة "بني ورياغل"، وقد حفظ الصبي الصغير القرآن الكريم، ثم أرسله أبوه إلى جامعة القيرويين بمدينة (فاس) لدراسة العلوم الشرعية واللغوية، وبعد تخرجه في الجامعة عاد إلى مليلة، واشتغل بالقضاء الشرعي، وفي الوقت نفسه عمل في تحرير جريدة "تلغراف الريف"، وقد ساعد كل ذلك على تكوين شخصية الخطابي الذي كانت الأقدار تعد له أعظم المهام وقيادة إقليمه في مواجهة الاستعمار الإسباني والفرنسي.

وبعد إعلان إسبانيا الحماية على شمال المغرب، وتطلعها إلى التهام منطقة الريف، اصطدمت بوالد الخطابي زعيم قبيلة بني ورياغل، الذي رفض الخضوع للإسبان، وتقديم فروض الولاء للجنرال الإسباني "غودرانا"، وأدى هذا الخلاف إلى قيام الإسبان بعزل الخطابي الابن عن القضاء، وسجنه نحو عام، ولما خرج من معتقله وجد أباه يعد العدة لقتال الإسبان، لكن الموت لم يمكنه من تحقيق أمنيته، فتوفي في سنة (1339هـ= 1920م)، وخلفه ابنه عبد الكريم الخطابي في زعامة قبيلته.




من القضاء إلى إشعال الثورة:
كان الخطابي في التاسعة والثلاثين حين تولى مقاليد الأمور في منطقة الريف، قد حنكته التجارب، وأصقلته الأيام، ووحد هدفه، فاستكمل ما كان أبوه قد عزم على القيام به من مواصلة الجهاد، وإخراج الإسبانيين من البلاد.

وفي تلك الأثناء كان الجنرال "سلفستر"- قائد قطاع مليلة- يزحف نحو بلاد الريف؛ ليحكم السيطرة عليها، ونجح في بادئ الأمر في الاستيلاء على بعض المناطق، وحاول عبد الكريم الخطابي أن يحذر الجنرال "سلفستر" من مغبة الاستمرار في التقدم، والدخول في مناطق لا تعترف بالحماية الإسبانية الأجنبية، لكن الجنرال المغرور لم يأبه لكلام الخطابي، واستمر في التقدم ممنيًا نفسه باحتلال بلاد الريف.

كانت قوات الجنرال الإسباني تتألق من أربعة وعشرين ألف جندي مجهزين بالأسلحة والمدفعية، ولم تصادف هذه القوات في زحفها في بلاد الريف أي مقاومة، واعتقد الجنرال أن الأمر سهلاً، وأعماه غروره أن رجال عبد الكريم الخطابي يعملون على استدراج قواته داخل المناطق الجبلية المرتفعة، واستمرت القوات الإسبانية في التقدم وتحقيق انتصارات صغيرة؛ حتى احتلت مدينة أنوال في (7 من رمضان 1339هـ= 15 من مايو 1921م).

بعد ذلك بدأ رجال عبد الكريم الخطابي هجومهم على كل المواقع التي احتلها الإسبانيون، وحاصروا هذه المواقع حصارًا شديدًا، وفشل الجنرال في رد الهجوم، أو مساعدة المواقع المحاصرة، وأصبحت قواته الرئيسة، التي جمعها في "أنوال" مهددة، بعد أن حاصرها وطوقها رجال الريف، وحين حاول الانسحاب بقواته اصطدم بقوات الخطابي في (16 من ذي القعدة 1339هـ= 22 من يوليو 1921م) في معركة حاسمة عُرفت بمعركة (أنوال)، وكانت الهزيمة الساحقة للقوات الإسبانية؛ حيث أبيد معظم الجيش المحتل، وأقر الإسبان بأنهم خسروا في تلك المركة 15 ألف قتيل يتقدمهم الجنرال "سلفستر"، ووقع في الأسر 570 أسيرًا، غير الغنائم من الأسلحة التي وقعت في أيدي المجاهدين.

ما إن زاع خبر انتصار الخطابي ورجاله في معركة (أنوال)، حتى هبت قبائل الريف تطارد الإسبان أينما وُجدوا، ولم يمض أسبوع إلا وقد ظفر الريف عليهم، وأصبح وجود الإسبان مقتصرًا على مدينة "تطوان" وبعض الحصون في منطقة جبالة.



من الثورة إلى بناء الدولة:
بسط الخطابي سلطته على بلاد الريف بعد جلاء الإسبان عنه، واتجه إلى تأسيس دولة منظمة دون أن يتنكر لسلطان ملك المغرب، أو يتطلع إلى عرشه بدليل إنه منع أنصاره من الدعاء له في خطبة الجمعة.

وأعلن الخطابي أن أهداف حكومته تتمثل في عدم الاعتراف بالحماية الفرنسية على المغرب، وجلاء الإسبان من المناطق التي احتلوها، وإقامة علاقة طيبة مع جميع الدول، والاستعانة بالخبراء الأوربيين في بناء الدولة، وقام بتحويل رجاله المقاتلين إلى جيش نظامي على النسق الحديث، وعمل على تنظيم الإدارة المدنية، وقام بشق الطرق ومد سلوك البرق والهاتف، وأرسل وفودًا إلى العواصم العربية للحصول على تأييدها، وطلب من بريطانيا وفرنسا والفاتيكان الاعتراف بدولته.

وفوق ذلك كله دعا إلى وضع دستور تلتزم به الحكومة، وتم تشكيل مجلس عام عرف باسم الجمعية الوطنية، كان أول قرارته إعلان الاستقلال الوطني، وتأسيس حكومة دستورية لقيادة البلاد.




صدى الهزيمة في إسبانيا:
كان من أثر هذه الهزيمة المدوية أن قام انقلاب عسكري في إسبانيا بقيادة "بريمودي ريفيرا" سنة (1342هـ= 1923م)، لكن هذا لم يغير من حقيقة الأوضاع في المغرب، ولم تعلن الحكومة الجديدة إنهاء احتلالها للمغرب؛ الأمر الذي دعا الخطابي إلى مواصلة الجهاد ضدها، فقام بهجوم عام سنة 1924م على مدينة "تطوان"، لكنها لم تسقط في يده على رغم من وصول جنوده إلى ضواحيها، واضطرت القوات الإسبانية إلى الانسحاب من المناطق الداخلية، والتمركز في مواقع حصينة على الساحل، كما أنها أخلت مواقعها في إقليم "جبالة"، في أواخر سنة (1343هـ= 1924م) بعد أن ثبت لها عجزها عن الاحتفاظ بهذا الإقليم أمام هجمات الخطابي.




سياسة فرنسا مع الخطابي:
فوجئ الفرنسيون بانتصار الخطابي على الإسبان، وكانوا يتمنون غير ذلك، كما فجعوا بانسحاب القوات الإسبانية من إقليم جبالة كله؛ ولذا قرروا التدخل في القتال ضد الخطابي ولمصلحة الإسبان، وكانت فرنسا تخشي من أن يكون نجاح الخطابي في ثورته عاملاً مشجعًا للثورات في شمال إفريقيا ضدها، كما أن قيام جمهورية قوية في الريف يدفع المغاربة إلى الثورة على الفرنسيين ورفض الحماية الفرنسية.

واستعرت فرنسا لمحاربة الخطابي بزيادة قواتها الموجودة في المغرب، وبدأت تبحث عن مبرر للتدخل في منطقة الريف، فحاولوا إثارة الأمير الخطابي أكثر من مرة بالتدخل في منطقته، وكان الخطابي يلتزم الصمت أمام هذه الاستفزازات؛ حتى لا يحارب في جبهتين، ويكتفي باستنكار العدوان على الأراضي التابعة له، ثم قام الفرنسيون بتشجيع رجال بعض الطرق الصوفية على إثارة بعض القلاقل والاضطرابات في دولة الريف، فلما تصدى لهم الخطابي تدخلت فرنسا بحجة حماية أنصارها، واندلع القتال بين الخطابي والفرنسيين في (رمضان 1343هـ= إبريل 1925م)، وفوجئ الفرنسيون بالتنظيم الجيد الذي عليه قوات الخطابي، وببسالتهم في القتال، فاضطروا إلى التزام موقف الدفاع طيلة أربعة أشهر، وأصيبت بعض مواقعهم العسكرية بخسائر فادحة.




استسلام الأمير عبد الكريم الخطابي:
لم يعد أمام الدولتين الكبيرتين (فرنسا وإسبانيا) سوى أن يجتمعا على حرب الأمير الخطابي، وأُعد لهذا الأمر عدته بالإمدادت الهائلة لقواتهما في المغرب، والإنزال البحري في مكان قرب (خليج الحسيمات)، الذي يمتد في قلب بلاد الريف، وأصبح على الأمير الخطابي أن يواجه هذه الحشود الضخمة بقواته التي أنهكها التعب والقتال المستمر، فضلاً عن قلة المؤن التي أصبحت تهددها.

وكان من نتيجة ذلك أن بدأت الخسائر تتوالى على الخطابي في المعارك التي يخوضها، ويمكن الإسبان بصعوبة من احتلال مدينة (أغدير) عاصمة الخطابي، ثم تمكنت القوات الإسبانية والفرنسية من الاستيلاء على حصن (ترجست)، الذي اتخذه الأمير مقرًّا له بعد سقوط (أغدير) في (11 من ذي القعدة 1344هـ= 23 من مايو1926م).

واضطر الأمير "عبد الكريم الخطابي" إلى تسليم نفسه إلى السلطات الفرنسية باعتباره أسير حرب بعد أن شعر بعدم جدوى المقاومة، وأن القبائل قد أُنهكت، ولم تعد مستعدة لمواصلة القتال.. وقد قامت فرنسا بنفي الأمير المجاهد إلى جزيرة نائية في المحيط الهندي.

وفي تلك الجزيرة عاش الخطابي مع أسرته وبعض أتباعه أكثر من عشرين عامًا، قضاها في الصلاة وقراءة القرآن، وفشلت محاولاته لأن يرحل إلى أية دولة عربية أو إسلامية.




الإقامة بالقاهرة:
وفي سنة (1367هـ= 1947م) قررت فرنسا نقله إليها على متن سفينة، فلما وصلت إلى ميناء بورسعيد تمكَّن بعض شباب المغرب المقيمين في مصر من زيارته على متن السفينة، ورجوه أن يتقدم باللجوء إلى مصر ليواصل مسيرة الجهاد من أجل تحرير المغرب، فوافق على هذا الرأي شريطة أن توافق الحكومة المصرية على طلبه، كما لاقاه وفد من جماعة الإخوان المسلمين مرحبين به.

وتمت الموافقة على طلبه على الرغم من احتجاج السفير الفرنسي في مصر، وبدأ "الخطابي" عهدًا جديدًا من النضال الوطني من أجل تحرير بلاده، وأسس مع أبناء المغرب العربي لجنة أطلقوا عليها "لجنة تحرير المغرب العربي"، تولى هو رئاستها في (25 من المحرم1367 هـ= 9 من ديسمبر 1947م).




وفاته:
ظل الأمير "عبد الكريم الخطابي" مقيمًا في القاهرة، يتابع نشاط المجاهدين من أبناء المغرب العربي المقيمين في القاهرة، ويمدهم بنصائحه وإرشاداته، حتى لقي ربه في (1 من رمضان 1382هـ= 6 من فبراير 1963م).
 

أيمن_أقصى

عضو شرف، تقني مؤسس للمنتدى
عضو شرف
20 أبريل 2006
9,167
15
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبدالله عواد الجهني
علم البلد
رد : سيرة بطل منسي

-بسم الله الؤحمن الؤحيم
بارك الله فيك اخي الكريم والحبيب بن تاشفين وجزاك عنا كل خير!
مشكوووووووووور

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

سما

مزمار ألماسي
25 أبريل 2006
1,438
0
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد : سيرة بطل منسي

السلام عليكم
بوركت أخ بن تاشفين على هدا الموضوع الرائع
ففعلا هناك أبطال سطروا بدمئهم تاريخنا و لكننا ننساهم في غمرة
زماننا هدا و كثرة مشاغله
جزاك الله خيرا
على فكرة كنت سأطرح موضوعا ألا و هو التعريف ببطلك المفضل و الشخصية التي تتير اهتمماك
ولمادا؟ فما رأيكم في هده الفكرة؟؟
وهكدا ندكر بأبطالنا و نعيش معهم بطولاتهم وننجاحاتهم

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ben_tachfine

مزمار داوُدي
13 ديسمبر 2005
3,858
9
38
الجنس
ذكر
رد : سيرة بطل منسي

-بسم الله-

فكرة رائعة بارك الله فيك، و علي أن أثبتها :goood:

بوركت أختي، ابدئي أنت بارك الله فيك في الموضوع، و نحن نتابعك بإذن الله...


mofaq
 

بناجح عبدالهادي

مزمار ألماسي
22 فبراير 2006
1,321
2
0
رد : سيرة بطل منسي

السلام عليكم

أخي الكريم بن تاشفين أحسن الله اليك ، ذكرتنا ببطولات أجدادنا وغيرتهم على الدين

والوطن..تبتكم الله أخي وزادكم حرصا على الخير..
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد : سيرة بطل منسي

بسم الله الرحمن الرحيم
رحم الله ابطالنا وابطال هذه الامة رحمة واسعة فما اجملها من ذكريات وما اجملها من سير من جعل سيرته عطرة بالبطولات والامجاد تمتد الى ما بعد موته او استشهاده غفر الله لك اخي بن تاشفين وسدد خطاك بالنجاح والفلاح على كل ما تقدمه لنا من سير وتعاريف لمثل هذه الشخصيات المنسية
 

الداعي للخير

عضو موقوف
1 يناير 2007
8,231
10
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد رفعت
مشاركة: سيرة بطل منسي


بارك الله فيك
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

محمد الجنابي

عضو شرف
عضو شرف
9 فبراير 2007
15,361
18
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: سيرة بطل منسي

بارك الله فيك اخي الكريم
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع