إعلانات المنتدى


تفسير: تفريط الكفار بالدنيا، وإحياء الموتى

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ابواحمد2

عضو موقوف
16 ديسمبر 2007
2,963
3
0
الجنس
ذكر
{كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِي(26)وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ(27)وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ(28)وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ(29)إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ(30)فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى(31)وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى(32)ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى(33)أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى(34)ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى(35)أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى(36)أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى(37)ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى(38)فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى(39)أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى(40)}



سبب النزول:

نزول الآية (34، 35):

{أولى لك فأولى ..}: أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال: لما نزلت: {عليها تسعة عشر} [المدثر: 30] قال أبو جهل لقريش: ثكلِتكم أمهاتُكم، يخبركم ابن أبي كبشة أن خزنة جهنم تسعة عشر، وأنتم الدَّهم (العدد) والشجعان، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم، فأوحى الله تعالى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي أبا جهل، فيقول له: {أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى}.



{كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِي} {كَلا} ردعٌ وزجر عن إيثار العاجلة أي ارتدعوا يا معشر المشركين عن ذلك، وتنبهوا لما بين أيديكم من الأهوال والمخاطر، فإن الدنيا دار الفناء، ولا بد أن تتجرعوا كأس المنية، وإذا بلغت الروح {التَّرَاقِي} أعالي الصدر، وشارف الإِنسان عل الموت {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} أي وقال أهله وأقرباؤه: من يرقيه ويشفيه ممَّا هو فيه؟ قال أبو حيّان: ذكَّرهم تعالى بصعوبة الموت، وهو أول مراحل الآخرة، حين تبلغ الروح التراقي - وهي عظام أعلى الصدر - فقال أهله: من يرقي ويطب ويشفي هذا المريض؟ {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ} أي وأيقن المحتضر أنه سيفارق الدنيا والأهل والمال، لمعاينته ملائكة الموت {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} أي والتفت إحدى ساقي المحتضر على الأخرى، من شدة كرب الموت وسكراته، قال الحسن: هما ساقاه إذا التفتا في الكفن، وروي عن ابن عباس أن المراد اجتمعت عليه شدة مفارقة الدنيا، مع شدة الموت وكربه، فيكون ذلك من باب التمثيل للأمر الهائل العظيم، حيث يلتقي عليه شدة كرب الدنيا، مع شدة كرب الآخرة، كما يقال: شمَّرت الحرب عن ساق، استعارة لشدتها {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} أي إِلى الله جل وعلا مساق العباد، يجتمع عنده الأبرار والفجار، ثم يُساقون إلى الجنة أو النار، قال الخازن: أي مرجع العباد إلى الله تعالى، يساقون إليه يوم القيامة ليفصل بينهم .. ثم أخبر تعالى عن حال الجاحد المكذب فقال {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى} أي لم يصدق بالقرآن، ولم يصل للرحمن، قال أبو حيان: والجمهور على أنها نزلت في "أبي جهل" وكادت أن تصرح به في قوله {يَتَمَطَّى} فإنها كانت مشيته ومشية قومه بني مخزوم، وكان يكثر منها {وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} أي ولكن كذب بالقرآن، وأعرض عن الإِيمان {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى} أي ذهب يتبختر في مشيته، وذلك عبارة عن التكبر والخيلاء {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} أي ويلٌ لك يا أيها الشقي ثم ويلٌ لك، قال المفسرون: هذه العبارة في لغة العرب ذهبت مذهب المثل في التخويف والتحذير والتهديد، وأصلها أنها أفعل تفضيل من وليه الشيء إذا قاربه ودنا منه أي وليّك الشر وأوشك أن يصيبك، فاحذر وانتبه لأمرك... روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد أبي جهل ثم قال له: {ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} فقال أبو جهل: أتتوعدني يا محمد وتهددني؟ والله لا تستطيع أنتَ وربُك أن تفعلا بي شيئاً، والله إني لأعزُّ أهل الوادي، ثم لم يلبث أن قتل ببدر شر قتلة {ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} كرره مبالغة في التهديد والوعيد، كأنه يقول: إني أكرر عليك التحذير والتخويف، فاحذر وانتبه لنفسك، قبل نزول العقوبة بك .. ولما ذكر في أول السورة إمكان البعث، ذكر في آخر السورة الأدلة على البعث والنشور فقال {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى}؟ أي أفيظن الإِنسان أن يُترك هملاً، من غير بعثٍ ولا حساب ولا جزاءٍ؟ وبدون تكليف بحيث يبقى كالبهائم المرسلة؟ لا ينبغي له ولا يليق به هذا الحُسبان {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} الاستفهام للتقرير أي أما كان هذا الإِنسان نطفة ضعيفة من ماءٍ مهين، يراق ويُصب في الأرحام؟ والغرض بيان حقارة حاله كأنه يقول إنه مخلوق من المني الذي يجري مجرى البول {ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى} أي ثم أصبح بعد ذلك قطعة من دم غليظ متجمد يشبه العلقة، فخلقه الله بقدرته في أجمل صورة، وسوَّى صورته وأتقنها في أحسن تقويم {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى} أي فجعل من هذا الإِنسان صنفين: ذكراً وأنثى بقدرته تعالى، هذا هو أصل الإِنسان وتركيبه، فكيف يليق بمثل هذا الضعيف أن يتكبر على طاعة الله؟ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} أي أليس ذلك الإِله الخالق الحكيم، الذي أنشأ هذه الأشياء العجيبة، وأوجد الإِنسان من ماءٍ مهين، بقادرٍ على إعادة الخلق بعد فنائهم؟ بل إنه على كل شيء قدير روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال: "سبحانك اللهم بلى".
 

أيمن_أقصى

عضو شرف، تقني مؤسس للمنتدى
عضو شرف
20 أبريل 2006
9,167
15
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبدالله عواد الجهني
علم البلد
رد: تفسير: تفريط الكفار بالدنيا، وإحياء الموتى

جزاك الله خيرا اخي الكريم افدتنا الكثير
 

محمود الطيباوي

مزمار فضي
11 ديسمبر 2007
578
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: تفسير: تفريط الكفار بالدنيا، وإحياء الموتى

جزاك الله خيرا اخي الكريم أحسنت حفظك ربي:)
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع