- 25 يوليو 2007
- 2,393
- 22
- 38
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
- علم البلد
(بسم الل)
-------------------------------------------------------------------------------
وردت فى القرآن آيات شبه الله تعالى فيها الدنيا بالماء
ومن ذلك قوله تعالى {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس:24]
وقوله تعالى {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ }[الكهف: من الآية45]
فلم مثل الله تعالى الدنيا بالماء ؟
قيل لأن الماء ليس له قرار وكذلك الدنيا
وقيل لأن الماء إن أمسكته تغير ونتن وكذلك الدنيا لمن أمسكها بلية
وقيل لأن الماء يأتى قطرة قطرة ويذهب دفعة واحدة وكذلك الدنيا وأيضا الماء يستر الأرض وكذلك المال ( وهو رمز للدنيا ) يغطى عيب الرجل
وأيضا الماء طبعه النقصان كذلك الدنيا
وأيضا الماء يكون فى موضع كثير وفى موضع قليل كذلك الدنيا
وأيضا لا يقدر أحد أن يرد المطر كذلك لا يقدر أحد أن يرد الرزق
وقيل الماء قليله رى للعطشان وكثيره داء كذلك الدنيا
وقيل الزرع يفسد بالماء الكثير كذلك القلب يفسد بالمال الكثير
وأيضا الماء كله لا يكون صافيا كذلك المال فيه الحلال والحرام والشبهة
وأيضا الماء يطهر النجاسات كذلك المال الطيب الحلال يطهر دنس الآثام ، قال الله تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: من الآية103]
وعلى الجملة فإن هذا التشبيه يفيد أن كلا من المشبه والمشبه به
( الدنيا والماء إذا نزل وأثمر ثمرته )
يقال :لم يصف الله سبحانه أحداً من خلقه بصفة أعزّ من الحلم ، وذلك حين وصف اسماعيل به . ويقال : إن أحداً لا يستحق اسم الصلاح حتى يكون موصوفاً بالحلم ؛ وذلك أن إبراهيم صلوات الله عليه دعا ربه فقال : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)(الصافات:100) فأجيب بقوله فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ ) (الصافات:101) فدلّ على أن الحلم أعلى مآثر الصلاح ، والله أعلم .) [ من كتاب : شأن الدعاء للخطابي ص64 بتحقيق أحمد يوسف الدقاق ] .
وهذه فائدة في الفرق بين الغفار والغفور في أسماء الله تعالى :-الغفور ، والغفار من أسماء الله تعالى ، واشتقاقهما من أصل واحد ،( وسبيل الاسمين من أسماء الله جلّ وعزّ المذكورين على بناءين مختلفين – وإن كان اشتقاقهما من أصل واحد – أن تطلب لكل واحد منهما فائدة مستجدة ، وأن لا يحملا على التكرار . فيحتمل – والله أعلم – أن يكون الغفار معناه : الستار لذنوب عباده في الدنيا بأن لا يهتكهم ولا يشيدها عليهم ، ويكون معنى الغفور منصرفاً إلى مغفرة الذنوب في الآخرة ، والتجاوز عن العقوبة فيها والعلم عند الله تعالىt7
-------------------------------------------------------------------------------
وردت فى القرآن آيات شبه الله تعالى فيها الدنيا بالماء
ومن ذلك قوله تعالى {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس:24]
وقوله تعالى {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ }[الكهف: من الآية45]
فلم مثل الله تعالى الدنيا بالماء ؟
قيل لأن الماء ليس له قرار وكذلك الدنيا
وقيل لأن الماء إن أمسكته تغير ونتن وكذلك الدنيا لمن أمسكها بلية
وقيل لأن الماء يأتى قطرة قطرة ويذهب دفعة واحدة وكذلك الدنيا وأيضا الماء يستر الأرض وكذلك المال ( وهو رمز للدنيا ) يغطى عيب الرجل
وأيضا الماء طبعه النقصان كذلك الدنيا
وأيضا الماء يكون فى موضع كثير وفى موضع قليل كذلك الدنيا
وأيضا لا يقدر أحد أن يرد المطر كذلك لا يقدر أحد أن يرد الرزق
وقيل الماء قليله رى للعطشان وكثيره داء كذلك الدنيا
وقيل الزرع يفسد بالماء الكثير كذلك القلب يفسد بالمال الكثير
وأيضا الماء كله لا يكون صافيا كذلك المال فيه الحلال والحرام والشبهة
وأيضا الماء يطهر النجاسات كذلك المال الطيب الحلال يطهر دنس الآثام ، قال الله تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: من الآية103]
وعلى الجملة فإن هذا التشبيه يفيد أن كلا من المشبه والمشبه به
( الدنيا والماء إذا نزل وأثمر ثمرته )
يقال :لم يصف الله سبحانه أحداً من خلقه بصفة أعزّ من الحلم ، وذلك حين وصف اسماعيل به . ويقال : إن أحداً لا يستحق اسم الصلاح حتى يكون موصوفاً بالحلم ؛ وذلك أن إبراهيم صلوات الله عليه دعا ربه فقال : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)(الصافات:100) فأجيب بقوله فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ ) (الصافات:101) فدلّ على أن الحلم أعلى مآثر الصلاح ، والله أعلم .) [ من كتاب : شأن الدعاء للخطابي ص64 بتحقيق أحمد يوسف الدقاق ] .
وهذه فائدة في الفرق بين الغفار والغفور في أسماء الله تعالى :-الغفور ، والغفار من أسماء الله تعالى ، واشتقاقهما من أصل واحد ،( وسبيل الاسمين من أسماء الله جلّ وعزّ المذكورين على بناءين مختلفين – وإن كان اشتقاقهما من أصل واحد – أن تطلب لكل واحد منهما فائدة مستجدة ، وأن لا يحملا على التكرار . فيحتمل – والله أعلم – أن يكون الغفار معناه : الستار لذنوب عباده في الدنيا بأن لا يهتكهم ولا يشيدها عليهم ، ويكون معنى الغفور منصرفاً إلى مغفرة الذنوب في الآخرة ، والتجاوز عن العقوبة فيها والعلم عند الله تعالىt7