إعلانات المنتدى


أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الرشيدي12

مزمار فضي
16 مارس 2008
589
0
0
الجنس
ذكر
(بسم الل) (ص) :x18:
لو كان خيرا لسبقونا إليه
سلسة رسائل علمية عقائدية تهدف إلى نشر الوعي الإسلامي الصحيح على ضوء الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة رحمهم الله تعالى . يصدرها مجموعة من طلبة العلم .
أولا البدع الفعلية :

بدعة الاحتفال بالمولد النبوي
يقوم بعض المسلمين بالاحتفال بالمولد النبوي ، وليس لديهم دليل من الكتاب أوالسنة ولا من عمل الصحابة من بعدهم ، وأما ما جاء في صحيح مسلم (( أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سئل عن صوم يوم الاثنين فقال : فيه ولدت وفيه انزل علي )) فلا يجوز الاستدلال به على جواز الاحتفال بالمولد النبوي لأمور :

أن النبي (صلى الله عليه وسلم) سئل عن صيام يوم الاثنين ولم يسأل عن مولده .

أن تحديد تاريخ مولده عليه الصلاة والسلام غير معروف ، وقد ذكر أهل السير خمسة أقوال في تاريخ مولده .

لو كان الاحتفال بيوم مولده جائزا ومشروعا فضلا عن أنه مستحب لبينه عليه الصلاة والسلام بيانا واضحا لا غموض فيه ، كما في صيام يوم عاشوراء ويوم عرفة وليلة القدر وغيرها .

أن هذه البدعة لم تكن على عهد الصحابة رضوان الله عليهم الذين هم أشد حبا للنبي (صلى الله عليه وسلم) ، بل ما عرفت إلا في القرن الثالث في زمن الدولة الفاطيمة .

لم يقل أحد من العلماء الذين شرحوا صحيح مسلم ، أن هذا الحديث دليلا على الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام ، بل على العكس من ذلك ، نص بعضهم على بدعية هذا الأمر . انظر كتاب (( السراج الوهاج شرح مختصر مسلم بن حجاج ، منحة المنعم شرح صحيح مسلم )) .


بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان:


ومما ابتدعه بعض الناس تخصيص ليلة النصف من شعبان بعادات معينة مثل : قيام ليلة النصف من شعبان وصيام يوم خمسة عشر من شعبان ، ولا يوجد دليل من الكتاب أو السنة الصحيحة ما يحث على ذلك . أما حديث علي بن أي طالب قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا ، فيقول ألا من مستغفر فاغقر له ، ألا من مسترزق فأرزقه ، ألا من مبتلى فأعطيه ، ألا كذا ألا كذا ، حتى يطلع الفجر ) رواه ابم ماجة وسنده ضعيف جدا . فيه ابن أبي سبرة ، قال أحمد وابن معين : يضع الحديث . وحديث ( من صلى ليلة النصف من شعبان ثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد ثلاثين مرة لم يخرج حتى يرى مقعده من الجنة ..... ) الحديث (الموضوعات(2/50))

ذكر الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الترغيب والترهيب (( عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك ، أو مشاحن )) رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه ، وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى حديث صحيح (صحيح الترغيب والترهيب499) قلت لا يوجد في هذا الحديث أي دليل على مشروعية الاحتفال بهذه الليلة .

بدعة الاحتفال بليلة بليلة الإسراء والمعراج:


لا ريب أن الإسراء والمعراج آية من من آيات الله عز وجل قال تعالى : ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )) الإسراء 1.

ولكن الاحتفال بهذه المناسبة وتخصيصها بعبادة معينة فهذه بدعة منكرة لأمور :

- لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيين هذه الليلة لا في رجب ولا غيره وكل ما ورد في تعيينهافهو غير مثبت .

- على فرض تعيينها لم يجز للمسلمين الاحتفال بها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه الاحتفال بها .

- لم ينقل عن الصحابة والتابعين وأئمة الهدى أنهم احتفلوا بها ولو ثبت أنهم احتفلوا بها لنقلوه إلينا ، حيث أنهم نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة ولم يفرطوا في شيء من الدين بل هم السابقون إلى كل خير .

بدعة صلاة الرغائب في رجب:

ومن البدع المحدثة في شهر رجب ما يعرف بصلاة الرغائب ، وهي ما يفعله بعض الناس في أول ليلة جمعة من رجب بين صلاتي المغرب والعشاء يسبقها صيام الخميس الذي هو أول خميس في رجب . وهي بدعة منكرة حيث لا دليل لها من الشرع بل الأصل فيها حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم . (الموضوعات 2/48)
ثانيا البدع اللفظية:

عبارة عن ألفاظ اشتهرت على ألسنة بعض الناس وقد نهى الشرع عنها .

الله ما يضرب بعصى:

قال الشيخ بكر بوزيد حفظه الله تعالى (( هذه من الألفاظ الدارجة على ألسنة بعض العامة ، عند المغالبة والمشادة ، ويظهر أن المراد : أن الله - سبحانه - حكم قسط (( وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً )) ، لكن التعبير بها سوء ادب ، فتجتنب وينهى عنها من يتلفظ بها )) . (معجم المناهي اللفظية 119)

أنا بالله وبك وأنا متوكل على الله وعليك أو لولا الله وفلان:

هذه ألفاظ نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( لا تقولوا ما شاء الله وفلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ، ثم شاء فلان)) رواه أبو داود وصححه الألباني . والصواب في هذه الألفاظ أن يأتي بقول ((ثم)) ومثال ذلك ((توكلت على الله ثم عليك )) . (معجم المناهي اللفظية 153 بتصرف)

الله ورسوله أعلم:

قال الشيخ بكر بوزيد حفظه الله تعالى : (( الأصل أن يقال الله سبحانه وتعالى أعلم ، وأما قول الصحابة رضي الله عنهم (( الله ورسوله أعلم )) فذلك من حسن أدبهم في التعلم ، وكذلك أنه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم . أما بعد وفاته فلم يكن من هدي الصحابة رضوان الله عليهم إذا سئلوا عن شيء ان يقولوا الله أعلم . كما جاء في صحيح البخاري (( أن عمر بن الخطاب سأل الصحابة عن سبب نزول آية في القرآن الكريم فقالوا الله أعلم )) . (معجم المناهي اللفظية 128)

وكذلك يقال الله ورسوله أعلم في أمور الدين أما في امور الدنيا يقال الله أعلم لقوله عليه الصلاة والسلام (أنتم أعلم بأمور دنياكم) .

الله لا يغفر لفلان:

قال عليه الصلاة والسلام (( قال رجل ، والله لا يغفر الله لفلان ، فقال الله عز وجل ، من ذا الذي يتألى على أن لا أغفر لفلان ، إني غفرت له وأحبطت عملك )) رواه مسلم .

وكذلك تعيين شخص بعينه أنه من أهل النار أو من أهل الجنة ، فهذا لا يجوز لأنه من علم الغيب ، ومعتقد أهل السنة والجماعة أنهم لا يشهدون لأحد بجنة أو نار إلا ما شهد الله تعالى له أو رسوله صلى الله عليه وسلم.

صدق الله العظيم:

قال الشيخ بكر بوزيد حفظه الله تعالى : نعم صدق الله العظيم (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً )) النساء 122 (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً)) النساء 87. وقول القائل صدق الله العظيم ، فتقييده بزمان أو مكان ، أو حال من الأحوال ، لا بد من دليل ، إذ الأذكار المقيدة لا تكزن إلا بدليل ، وعليه :

فإن التزام هذا بعد قراءة القرآن ، لا دليل عليه ، فيكون غير مشروع والتعبد بما لم يشرع من البدع ، فالتزامها والحال هذه بدعة . والله أعلم . (معجم المناهي اللفظية 336 ). ولكن لو قالها إنسان بعد وقوع أثر ما وكان في القرآن ما يوافقه فإنه يقول صدق الله كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم .

قول(لو)

قال الشيخ بكر بوزيد حفظه الله تعالى : (( عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( المؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ، ولا تعجز ، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا لكان كذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان )) رواه مسلم . ومن كمال التوحيد الاستسلام لقضاء الله وقدره ، واللو : تحسر يوحي بمنازعة للقدر ، والله المستعان . واستثنى العلماء من ذلك جواز (لو) في المور الشرعية التي تمكنه ، لأنه من باب تمني الخير وفعله ، وعليه عقد البخاري في ((الصحيح )) : ( باب ما يجوز من اللو ) . وجوازها فيما يستقبل مثل : لو اشتريت كذا فانا شريكك . (معجم المناهي اللفظية 476 ).
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفق المسلمين للعمل بالسنة والتمسك بها وأن يجنبهم البدع في الدين إنه جواد كريم .
 

عبيد الجزائري

مزمار ألماسي
13 مارس 2007
1,867
1
38
الجنس
ذكر
رد: أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

بارك الله فيك أخي الكريم على هذه التنبيهات
 

الكاسر

مزمار داوُدي
27 فبراير 2006
4,050
12
0
الجنس
ذكر
رد: أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

أحسن الله إليك أخي الرشيديّ على الفوائد
و رحم الله علماءنا


أظن أن العنوان الأخير التبس عليك, أظن "حكم قول لو" عوض "صدق الله العظيم"
 

من مكة

عضو موقوف
12 مارس 2008
676
1
0
الجنس
ذكر
رد: أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

جزاك الله خيرا ..

وكل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف ..
 

عبدالرحمن المدينه

عضو كالشعلة
7 يونيو 2008
343
2
0
الجنس
ذكر
رد: أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

جزالك الله خير
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

جزاك الله خيرا يا اخي رشيدي
ولكن هندي استدراك على قول " لو " لان المنهي عنه هو قول لو التي يقصد صاحبها الحسرة والندم والسخط على قضاء الله تعالى وقدره كما في الحديث " لو كان كذا لكان كذا وكذا " اما كلمة لو ككلمة عادية فان هذا غير منهي عنه
وجزاك الله خيرا على الافادة والتنبيهات الهامة هذه
 

الرشيدي12

مزمار فضي
16 مارس 2008
589
0
0
الجنس
ذكر
رد: أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

جججججججززززاك الله ألف خير وعلى الممممممممررررررررروووووووووووووووورررررررررررررررررر
 

الرشيدي12

مزمار فضي
16 مارس 2008
589
0
0
الجنس
ذكر
رد: أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

الله يثبتن
 

S B

عضو موقوف
26 مايو 2008
94
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

رسالة "هل نحتفل؟!" لوزارة الأوقاف في دبي: http://www.sunnah.org/arabic/a_mawlid.htm

مقالات الإمام المحدث الفقيه الحجة الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله تعالى حول المولد النبوي الشريف :http://www.geocities.com/kawtharee/mawlid


نقلاً عن [ دار الإفتاء المصرية ] :

المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه ؛ فلقد عَبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه "رحمة للعالمين " ، وهذه الرحمة لـم تكن محدودة فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية ، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الـزمان بل تمتد على امتداد التأريخ بأسره { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ } (الجمعة 3) .

والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات ؛ لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الإيمان ، وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ». رواه البخاري .

قال ابن رجب : " محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصول الإيمان ، وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل ، وقد قرنها الله بها ، وتوعد من قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمـور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك ، فقال تعالى : { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } (التوبة 24) ، ولما قال عُمَرُ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُـلِّ شَيْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِي ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم : « لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ؛ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ ». فَقَالَ لَـهُ عُمَرُ : فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَـبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم : « الآنَ يَا عُمَرُ ». رواه البخاري " ا هـ .

والاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم هو الاحتفاء به ، والاحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلم أمر مقطوع بمشروعيته ؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى ، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه ، فعرَّف الوجود بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته ، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحجته .

وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزي وابن كثير ، والحافظ ابن دحية الأندلسي ، والحافظ ابن حجر ، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى .

وألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل ؛ بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ، وقد أطال ابن الحاج في ( المدخل ) في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال ، وذكر في ذلك كلامًا مفيدًا يشرح صدور المؤمنين ، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه ( المدخل ) في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي .

والاحتفال في لغة العرب : من حَفَلَ اللَّبنُ في الضَّرْع يَحْفِل حَفْلاً وحُفُلاً وتَحَفَّل واحْتَفَلَ : اجتمع ، وحَفَل القوم من باب ضرب ، واحْتَفَلوا : اجتمعوا واحتشدوا . وعنده حَفْلٌ من الناس : أي جمع ، وهو في الأصل مصدر ، ومَحْفِلُ القوم ومُحْتَفَلُهم : مجتمعهم ، وحَفَلهُ : جلاَه فَتحَفَّلَ واحتَفَلَ ، وحَفَل كذا : بالى به ، ويقال : لا تحفل به .

وأما الاحتفال بالمعنى المقصود في هذا المقام ، فهو لا يختلف كثيرا عن معناه في اللغة ؛ إذ المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على الذكر ، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، وإطعام الطعام صدقة لله ، إعلانا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإعلانا لفرحنا بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم .

ومما يلتبس على بعضهم خلو القرون الأولى الفاضلة من أمثال هذه الاحتفالات ، وهذا - لعمر الحق - ليس مسوغا لمنعها ؛ لأنه لا يشك عاقل في فرحهم - رضي الله عنهم - به صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن للفرح أساليب شتى في التعبير عنه وإظهاره ، ولا حرج في الأساليب والمسالك ؛ لأنها ليست عبادة في ذاتها ، فالفرح به صلى الله عليه وآله وسلم عبادة وأي عبادة ، والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيلة مباحة ، لكل فيها جهة هو موليها .

وإذا كان الله تعالى يخفف عن أبي لهب - وهو مَن هو كُفرًا وعِنادًا ومحاربة لله ورسوله - بفرحه بمولد خير البشر بأن يجعله يشرب من نُقرة مِن كَفّه كل يوم اثنين في النار ؛ لأنه أعتق مولاته ثُوَيبة لما بشرته بميلاده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح البخاري ، فما بالكم بجزاء الرب لفرح المؤمنين بميلاده وسطوع نوره على الكون !

وقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف ، فقد صح أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول : « ذَلِكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ » رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه ، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على منة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة ، فالأولى بالأمـة الائتسـاء به صلى الله عليه وآله وسلم بشكر الله تعالى على منته ومنحته المصطفوية بكل أنواع الشكر ، ومنها الإطعام والمديح والاجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك ، وكل ماعون ينضح بما فيه ، وقد نقل الصالحي في ديوانه الحافل في السيرة النبوية " سبل الهدى والرشاد في هدْي خير العباد " عن بعض صالحي زمانه : أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه ، فشكى إليه أن بعض ما ينتسب إلى العلم يقول ببدعية الاحتفال بالمولد الشريف ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " من فرِح بنا فَرِحْنا به " ، والرؤيا وإن كان لا يثبت بها حكم شرعي فإنه يُسْتَشهَد بها فيما وافق أصول الشرع الشريف .
والله سبحانه وتعالى أعلم


تجده هنا : http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?id=4024

والله أعلم

دعواتكم
 

جمال زوغام

مزمار فعّال
10 يونيو 2008
110
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبدالله عواد الجهني
رد: أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

احسنت أحسن الله إليك ونفع بك وجزاك الله كل خير اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا
 

الرشيدي12

مزمار فضي
16 مارس 2008
589
0
0
الجنس
ذكر
رد: أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

رسالة "هل نحتفل؟!" لوزارة الأوقاف في دبي: http://www.sunnah.org/arabic/a_mawlid.htm

مقالات الإمام المحدث الفقيه الحجة الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله تعالى حول المولد النبوي الشريف :http://www.geocities.com/kawtharee/mawlid


نقلاً عن [ دار الإفتاء المصرية ] :

المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه ؛ فلقد عَبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه "رحمة للعالمين " ، وهذه الرحمة لـم تكن محدودة فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية ، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الـزمان بل تمتد على امتداد التأريخ بأسره { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ } (الجمعة 3) .

والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات ؛ لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الإيمان ، وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ». رواه البخاري .

قال ابن رجب : " محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصول الإيمان ، وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل ، وقد قرنها الله بها ، وتوعد من قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمـور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك ، فقال تعالى : { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } (التوبة 24) ، ولما قال عُمَرُ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُـلِّ شَيْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِي ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم : « لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ؛ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ ». فَقَالَ لَـهُ عُمَرُ : فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَـبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم : « الآنَ يَا عُمَرُ ». رواه البخاري " ا هـ .

والاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم هو الاحتفاء به ، والاحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلم أمر مقطوع بمشروعيته ؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى ، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه ، فعرَّف الوجود بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته ، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحجته .

وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزي وابن كثير ، والحافظ ابن دحية الأندلسي ، والحافظ ابن حجر ، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى .

وألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل ؛ بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ، وقد أطال ابن الحاج في ( المدخل ) في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال ، وذكر في ذلك كلامًا مفيدًا يشرح صدور المؤمنين ، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه ( المدخل ) في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي .

والاحتفال في لغة العرب : من حَفَلَ اللَّبنُ في الضَّرْع يَحْفِل حَفْلاً وحُفُلاً وتَحَفَّل واحْتَفَلَ : اجتمع ، وحَفَل القوم من باب ضرب ، واحْتَفَلوا : اجتمعوا واحتشدوا . وعنده حَفْلٌ من الناس : أي جمع ، وهو في الأصل مصدر ، ومَحْفِلُ القوم ومُحْتَفَلُهم : مجتمعهم ، وحَفَلهُ : جلاَه فَتحَفَّلَ واحتَفَلَ ، وحَفَل كذا : بالى به ، ويقال : لا تحفل به .

وأما الاحتفال بالمعنى المقصود في هذا المقام ، فهو لا يختلف كثيرا عن معناه في اللغة ؛ إذ المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على الذكر ، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، وإطعام الطعام صدقة لله ، إعلانا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإعلانا لفرحنا بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم .

ومما يلتبس على بعضهم خلو القرون الأولى الفاضلة من أمثال هذه الاحتفالات ، وهذا - لعمر الحق - ليس مسوغا لمنعها ؛ لأنه لا يشك عاقل في فرحهم - رضي الله عنهم - به صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن للفرح أساليب شتى في التعبير عنه وإظهاره ، ولا حرج في الأساليب والمسالك ؛ لأنها ليست عبادة في ذاتها ، فالفرح به صلى الله عليه وآله وسلم عبادة وأي عبادة ، والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيلة مباحة ، لكل فيها جهة هو موليها .

وإذا كان الله تعالى يخفف عن أبي لهب - وهو مَن هو كُفرًا وعِنادًا ومحاربة لله ورسوله - بفرحه بمولد خير البشر بأن يجعله يشرب من نُقرة مِن كَفّه كل يوم اثنين في النار ؛ لأنه أعتق مولاته ثُوَيبة لما بشرته بميلاده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح البخاري ، فما بالكم بجزاء الرب لفرح المؤمنين بميلاده وسطوع نوره على الكون !

وقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف ، فقد صح أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول : « ذَلِكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ » رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه ، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على منة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة ، فالأولى بالأمـة الائتسـاء به صلى الله عليه وآله وسلم بشكر الله تعالى على منته ومنحته المصطفوية بكل أنواع الشكر ، ومنها الإطعام والمديح والاجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك ، وكل ماعون ينضح بما فيه ، وقد نقل الصالحي في ديوانه الحافل في السيرة النبوية " سبل الهدى والرشاد في هدْي خير العباد " عن بعض صالحي زمانه : أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه ، فشكى إليه أن بعض ما ينتسب إلى العلم يقول ببدعية الاحتفال بالمولد الشريف ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " من فرِح بنا فَرِحْنا به " ، والرؤيا وإن كان لا يثبت بها حكم شرعي فإنه يُسْتَشهَد بها فيما وافق أصول الشرع الشريف .
والله سبحانه وتعالى أعلم


تجده هنا : http://www.dar-alifta.org/viewfatwa.aspx?id=4024

والله أعلم

دعواتكم

قول أتقى الله أنك قاعد تضلا الناس في أشياء محرم أيت أحب الرسول أنت أو أبي بكر الصديق رضي الله عنة أيت أحب انت او عمر الخطاب رضي الله عنة او عثمان او علي سائر صحابة أجمعين هم احب الى الرسول(ص) ولس الذي تقول الذي يحب الرسول يسوي المولد الذي هو محرم
جبلي دليل واحد يقو ل أن المولد حلال من الكتاب الله والسنة لا توجد أبد أقول أتقى أسأل الله الك الهداية وجمعي الذين يقولون أن االمولد
http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/2.htm حلا
 

الرشيدي12

مزمار فضي
16 مارس 2008
589
0
0
الجنس
ذكر
رد: أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

سبحان والحمدالله ولا إله إلى الله والله أكبر وجزاكم الله ألف خير


والقادم أكثر إن شاءلله
 

الرشيدي12

مزمار فضي
16 مارس 2008
589
0
0
الجنس
ذكر
رد: أفعال وألفاظ مبتدعة لو كان خيرا لسبقونا إليه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاكم الله ألف خير على هذ المرور طيب
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع