- 7 مارس 2006
- 5,489
- 17
- 0
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تصادفنا حالات أقل ما يمكن القول عنها أنها محزنة و مؤسفة فعلا ، فهذه سيدة مطلقة
منذ سنوات عديدة حاولت جاهدة العيش بين الناس و مشاركنهم الحياة الإجتماعية
بمختلف أنواعها ، إلا أنها في قرارة نفسها و أعماقها بقيت وحيدة تشعر بحاجة ماسة إلى
شريك بقاسمها فراغها و همومها ، و يخفف عنها قسوة العيش و خوف الغد المجهول
و الغامض .
غير أن هذا الشعور لم يصنع لها المستقبل أو يحقق طموحاتها الإنسانية ، فهي لا تزال
تعي أن الستار لم يسدل بعد على حياتها الزوجية السابقة ، لأن تفاعلات الأحداث التي
قادت إلى الطلاق لا تزال عالقة في ذاكرتها ، و لا تزال المرارة في نفسها على الرغم من
أنها قد تشعر الآخرين ظاهريا ، بقدرتها على مواجهة تحديات الحياة الجديدة بكل أبعادها .
و على الرغم من كل الضغوطات التي ترزح تحتها فقد ينظر المجتمع إليها أنها امرأة
منبوذة و لا يمكن الوثوق بها ، مهما كانت ظروف طلاقها فضلا عن أن العادات و التقاليد
المجتمعية تفرض عليها ممنوعات و قيودا كثيرة تقيد حريتها و انسانيتها ، خاصة الأسرة
و الإخوان الذين يعاملونها بحذر و يراقبونها بسبب خوفهم عليها ، حتى يتمكنون من إيجاد
فرصة أخرى لها ، مما يسبب لها نوعا من المعاناة النفسية ، و يعزز شعور الوحدة
عندها .
و لم تقف الأضرار التي تتعرض لها المطلقة عند هذا الحد ، بل تعدتها إلى مشكلات
أخرى لعبت دورا مهما في إثقال كاهلها الإنساني ، و إحباط قدرتها على إدارة حياتها ،
و أهمها حضانى الأطفال الذين تتركهم في بيت الزوجية السابق .
و السؤال :
من المسؤول عن فشل تجربة الزواج بين الزوجين ؟؟
و كيف تنظر المطلقة إلى الحياة ؟؟
و هل أسدلت الستار على مشروع الزواج ؟؟
و ما مصير أبنائها الذين انفصلوا عنها .. ؟؟
و بعبارة دقيقة :
ماذا بعد الطلاق ؟؟
أسئلة مفتوحة لذوي الفكر و النقاش الجاد ، بقصد الإحاطة بالموضوع قدر الإمكان ،
و الإستفادة من تبادل الأفكار ، للوصول إلى تذليل الصعوبات لهذه الآفة التي أصبحت
تؤرق مضاجع بعض الأسر في المجتمع العربي .
منذ قراءتي لهذه المقدمة أحسست بضرورة ان نطرحها هنا ونناقشها بجدية
املين ان نصحح بعض المفاهيم ونحاول الإجابة على كل ماسبق من تساؤلات
ماذا بعد الطلاق ..... ؟
أفيدونا بارك الله فيكم