- 4 مارس 2006
- 313
- 0
- 0
بسم الله الرحمن الرحيم
ما نظمه ابن القيم رحمه الله في وصف الحور العين
يا خاطب الحـــور الـحسان وطالبا *-*-*-*-*-* لوصـــــــالهن بجنة الحيوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلـب*-*-*-*-*- ـت بــــذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنـت تدري أين مســكنها جعـ *-*-*-*-*-* ـلت الســـعي منك لها على الأجفان
ولقد وصـفتُ طريق مســكنها فإن*-*-*-*-*-*رُمتَ الوصـــــال فلا تكنْ بالواني
أسرِعْ وحُـث السـير جـهدَك إنـما*-*-*-*-*-*-*مــــــــسراكَ هذا ساعة ٌ لزمان
فاعـشَق وحـدثْ بالوصـال النفـس*-*-*-*-*-*وابذُلْ مهرها ما دمـــــتَ ذا إمكان
واجـعل صـيامكَ قـبل لقـياها ويـ *-*-*-*-*-*ـوم الوصــل يومَ الفطر من رمضان
واجعـلْ نـعوتَ جمالها الحادي وسِ*-*-*-*-*-* ـرْ تلقى المـــخاوف وهْي ذات أمان
فاسـمـعْ صـفاتِ عرائـس الجـناتِ *-*-*-*-*-*ثم اخــــــترْ لنفسكَ يا أخا العرفان
حـور ٌ حـسـانٌ قـد كـمُلنَ خلائـقاًَ*-*-*-*-*-* ومحاسناً مِن أجـــــــمل ِ النسوان
حـتى يحار الطـرف في الـحسن الـ*-*-*-*-*- ـذي قد أُلْبِســـتْ فالطرف كالحيران
ويـقول لـما يـشاهـد حــسنــها*-*-*-*-*-*سبحـــــان معطي الحسن والإحسان
والـطرف يشـرب من كؤوس جمالـ*-*-*-*-*-* ـها فتراه مثل الشـــــارب النشوان
كـملتْ خـلائـقا وأُكـمِل حـسنـها*-*-*-*-*-*كالبدر ليل الــــــــست بعد ثمانِ
والـشمس تـجري في محاسن وجهـ*-*-*-*-*-*ـها والليل تــــحت ذوائب الأغصان
فـتراه يعـجب وهْو موضعُ ذاك مِن*-*-*-*-*-*ليل وشمــــــــس كيف يجتمعان
فـيقـول سـبحان الـذي ذا صـُنْعُه*-*-*-*-*-*-*-سبحان متقن صنـــــــعة الإنسان
لا الــليل يـدرك شـمسها فـتغيبَ*-*-*-*-*-*-*عند مجيئه حتى الصــــــباح الثاني
والشـمس لا تــأتي بــطَرد الليل *-*-*-*-*-*-*بل يتصاحبان كلاهما أخـــــــوان
وكلاهــما مــرآة صــاحبه إذا*-*-*-*-*-*-*ما شاء يُبــــــــصِر وجهه يريان
فــيرى محـاسن وجهه في وجهها*-*-*-*--*-*-*وترى محاســـــــــنها فيه بعيان
حُــمْر الخـــدود ثغورهن لآلئ *-*-*-*-*-*-*سود العــــــــيون فواترُ الأجفان
والبــرق يـبدو حين يبسِم ثغرها*-*-*-*-*-* فيُضيء ســــــقفَ القصر بالجدران
ولــقد رويــنا أن بـرقا ساطعا*-*-*-*-*-*-*يبدو فيســـــــــأل عنه مَن بِجِنان
فيُقال هــذا ضـوء ثــغرٍ ضاحكٍ *-*-*-*-*-*-*في الجـــــــــنة العليا كما تريان
لِــله لاثِـــمُ ذلك الــثغر الذي*-*-*-*-*-*-* في لثمــــــــــه إدراك كل أمان
ريـــانةُ الأعطــافِ من ماء الشبا*-*-*-*-*-*ب فغــــــــصنُها بالماء ذو جريان
لما جـــــرى ماء النعيم بغصنها *-*-*-*-*-*حملَ الــــــــــثمارَ كثيرة الألوان
فالورد والــــــتفاح والرمان في *-*-*-*-*-*غصنٍ تعالى غارسُ البســــــــتان
والقد مــــــنها كالقضيب اللدن *-*-*-*-*-* في حُســـــــن القَوام كأوسط القضبان
في مــــغرِسٍ كالعاج تحسَب أنه*-*-*-*-*-*-*عالي الــــــــــنقا أو واحد الكثبان
لا الظـــهر يلحــقها وليس ثُدِيُّها*-*-*-*-*-*بلواحقٍ للبـــــــــــطن أو بِدَوان
لكــــنهن كواعِـب ونـــواهدٌ*-*-*-*-*-*فثُدِيُّهنَّ كألطــــــــــــف الرمان
والجيِــد ذو طولٍ وحُســن في بيا*-*-*-*-*-* ض واعـــــــــتدال ليس ذا نكران
يشــــكو الحُلِي بِعـــادَه فله مد*-*-*-*-*--*ى الأيامِ وســــــــواسٌ من الهجران
والمعصـــمان فإن تــشأْ شبِّهْهما*-*-*-*-*-*-*بسبــــــــــــيكتين عليهما كفان
كالـــزبد لــيناً في نعومة ملمسٍ*-*-*-*-*-*أصدافُ دُرٍّ دُوِّرَت بــــــــــوِزان
والـــصدر متــسِعٌ على بطن لها*-*-*-*-*-*حُفَّتْ به خصـــــــــران ذات ثمان
ولقـــد رويـــنا أن شغلَهم الذي*-*-*-*-*-*قد جاء في يس دونَ بــــــــــيان
شُغـــلُ العروسِ بِعرسه مِن بعد ما*-*-*-*-*-*عبثَتْ به الأشــــــــواق طولَ زمان
بــــالله لا تســـألْه عن أشغاله*-*-*-*-*-*تلك اللـــــــــــيالي شأنُه ذو شان
واضرِب لـهم مثلا بِصَبٍّ غـاب عن*-*-*-*-*-* محبوبِه في شاســـــــــــع البلدان
والشــوق يُزعــجه إلـيه وما له *-*-*-*-*-*بِلقائه سبب من الإمـــــــــــكان
وافـــى إليه بـــعد طول مَغيبه *-*-*-*-*-*-*عنه وصـــــــــار الوصل ذا إمكان
أتــلومه إن صــار ذا شـغل به *-*-*-*-*-*لا والذي أعطى بلا حسبـــــــــان
يا رب غُفرا قــد طــغت أقلامنا*-*-*-*-*-*يا رب مــــــــــعذرةً من الطغيان
أقـــدامـها من فــضة قد رُكِّبت*-*-*-*-*-* من فوقها ساقان ملــــــــــــتفّان
والــساق مــثل العاج ملمومٌ يٌرى*-*-*-*-*-*مخ العظام وراءه بِعـــــــــــيان
والــــريح مـسك والجسوم نواعم*-*-*-*-*-* واللون كالياقوت والمرجـــــــــان
وكلامــها يسبـــي العقول بنغمة *-*-*-*-*-*زادت على الأوتار والعـــــــــيدان
وهْــي العَروب بــشكلها وبدُرِّها*-*-*-*-*-*وتحـــــــــــببٍ للزوج كل أوان
تـــلك الحــلاوة والملاحة أوجبا*-*-*-*-*-*إطلاقَ هذا اللفظ وضــــــــعَ لسان
فملاحـــة التــصوير قبل غِناجها *-*-*-*-*-*هي أول وهْي المـــــــــحل الثاني
فإذا هما اجــتمعا لـــصَبٍّ وامِق*-*-*-*-*-* بلغت به اللذات كل مــــــــــكان
أتـــراب ســن واحــدٍ متماثل *-*-*-*-*-**-سنُّ الشباب لأجــــــــــملِ الشبان
بـكر فلــــم يأخـذ بكارتها سوى*-*-*-*-*-*-*المحبوب من إنـــــــس ولا من جان
حــصن عــليه حارس من أعظم*-*-*-*-*-*الحراس بأسا شأنــــــــــه ذو شان
فإذا أحـــس بداخــل للحـصن*-*-*-*-*-*ولى هاربا فــــــــــتراه ذا إمعان
ويعود وهنا حين رب الحصن يخـ *-*-*-*-*-ـرج مـــــــنه فهْو كذا مدى الأزمان
وكــذا رواه أبــو هـريرة أنـها *-*-*-*-*-*-*-تنــــــــــصاع بكرا للجماع الثاني
لــــكنَّ درّاجا أبا الســمح الذي *-*-*-*-*-*فيه يضعـــــــــــفه أولو الإتقان
هذا وبـــعضهم يصـــحح عنه*-*-*-*-*-*في التفسير كالمــــــــولود من حِبان
فحـــديثه دون الصـــحيح وأنها*-*-*-*-*-*فوق الضــــــــعيف وليس ذا إتقان
يعطــى المجــامِع قوة المائة التي*-*-*-*-*-اجتمعت لأقــــــــوى واحد الإنسان
لا أن قوتــه تَضــاعف هــكذا *-*-*-*-*-* إذ قد يكون لأضــــــــعف الأركان
ويــكــون أقوى منه ذا نقص مـ *-*-*-*--* ـن الإيمان والأعــــــمال والإحسان
ولقــد رويــنا أنه يغــشى بيـو *-*-*-*-*-* م واحد مائة من النســــــــــوان
ورجــاله شرط الصحيح رووا لهم*-*-*-*-*-* فيه وذا في معـــــــــجم الطبراني
هذا دلـــيلٌ أن قدر نــــسائهم *-*-*-*-*-* متفاوت بـــــــــــتفاوت الإيمان
وبه يـــزول توهــم الإشكال عن*-*-*-*-*-* تلك النصــــــــوص بمنة الرحمان
وبـــقوة الــمائة التي حصلت له*-*-*-*-*-* أفـــــــــضى إلى مائة بلا خوَران
وأعـــفهم في هذه الدنـــيا هو*-*-*-*-*-* الأقوى هــــــــناك لزهده في الفاني
فاجِمَع قـــواك لِما هــناك وغمِّـ*-*-*-*-*-* ـض العينين واصـــــبر ساعة لزمان
مــــــا هنا ما يســـوي قُلا *-*-*-*-*-* مة ظفر واحـــــــــدة تُرى بجنان
ما ها هنا إلا النِّـــقار وسـيء الأ *-*-*-*-*-* خلاق معْ عيـــــــــب ومعْ نقصان
هــم وغــم دائــم لا يــنتهي *-*-*-*-*-* حتى الطلاق أو الفراق الــــــــثاني
والله قد جــــعل النساء عوانـيا *-*-*-*-*-* شرعا فأضحى البعـــــــلُ وهو العاني
لا تؤْثرِ الأدنـــى على الأعلى فإن *-*-*-*-*-* تفعلْ رجعت بـــــــــــذلة وهوان
وإذا بــــدت في حـلة من لِبسها *-*-*-*-*-* وتمايلــــــــــت كتمايل النشوان
تــــهتز كالغصن الرطيب وحمله *-*-*-*--* وردٌ وتــــــــــفاح على رمان
وتبـــخترت في مشـيها ويحق ذا *-*-*-*-*- ك لمـــــــــثلها في جنة الحيوان
ووصــائفٌ مِن خلـــفها وأمامها *-*-*-*-*-* وعلى شمائلها وعن أيـــــــــمان
كالــــــبدر ليلة تمٍّه قد حُف في *-*-*-*-*-* غسق الدجى بكـــــــواكب الميزان
فلـــسانه وفؤاده والطـــرف في *-*-*-*-*-* دَهَش وإعــــــــجاب وفي سبحان
فالقلـــــب قبل زفافها في عرسه *-*-*-*-*-* والـــــــعرس إثر العرس متصلان
حتى إذا ما واجـــــهَتْه تقابــلا *-*-*-*-*-* أرأيــــــــــت إذ يتقابل القمران
فـــسل المتيَّم هل يحِل الصبر عن *-*-*-*-*-* ضم وتقـــــــــــبيل وعن فلتان
وســـــل المتيم أين خلَّف صبره *-*-*-*-* في أي واد أم بأي مكــــــــــان
وسل المـــــتيم كيف حالته وقد *-*-*-*-*-* ملئت له الأذنان والعيــــــــــنان
من منـــطقِ رقَّت حواشيه ووجـ *-*-*-*-*-* ـهٍ كم به للشــــــــمس من جريان
وســـــل المتيم كيف عيشته إذاً *-*-*-*-*-* وهما على فرشيـــــــــهما خَلِوان
يتــــــــساقطان لآلئاً منثورة *-*-*-*-*-* من بين منـــــــــظوم كنظم جُمان
وســـــــل المتيم كيف مجلسه *-*-*-*-*-* مع المـــــحبوب في روح وفي ريحان
وتدور كاســــات الرحيق عليهما *-*-*-*-*-* بأكف أقمار من الوِلـــــــــــدان
يتــــــنازعان الكأس هذا مرةً *-*-*-*-*-*والخودُ أخرى ثم يتــــــــــكئان
فيــــــــضمها وتضمه أرأيتَ *-*-*-*-*-* معشوقين بعد البعد يلتـــــــــقيان
غاب الرقيــــب وغاب كل منَكِّد *-*-*-*-*--* وهما بثوب الوصل يشتمـــــــلان
أتراهما ضـــجِرينِ من ذا العيش لا *-*-*-*-*-* وحياة ربك ما هما ضجــــــــِران
ويزيد كل منهــــــما حبا لصـ *-*-*-*-* ـاحبه جديدا سائرَ الأزمــــــــان
ووصـــــــاله يكسوه حبا بعده *-*-*-*-*-* متسلسلا لا ينتهي بزمـــــــــان
فالوصـــــل محفوف بحب سابق *-*-*-*-*-* وبلاحق وكلاهما صنـــــــــوان
فرق لــــطيف بين ذاك وبين ذا *-*-*-*-*-* يدريه ذو شغل بهذا الشــــــــان
ومزيــــدهم في كل وقت حاصلُ *-*-*-*-*-* سبحان ذي الملكوت والسلطــــــان
يا غافـــــلا عما خُلِقتَ له انتبه *-*-*-*-*-*-* جدَّ الرحيل فلست باليقظــــــــان
سار الرفاق وخلَّفــــوك مع الأُلي *-*-*-*-*-* قنعوا بذا الحظ الخسيس الفانــــــي
ورأيـــــتَ أكثر من ترى متخلفا *-*-*-*-*-* فتبعتَهم ورضيتَ بالحرمــــــــان
لكنْ أتـــيتَ بخطتيْ عجز وجهـ *-*-*-*-*-* ـل بعد ذا وصحبتَ كل أمــــــان
منَّتْكَ نفــــسك باللحاق مع القعـ *-*-*-*-*-* ـود عن المسير وراحة الأبـــــدان
ولســـوف تعلم حين ينكشف الغِطا *-*-*-*-*-* ماذا صنعتَ وكنتَ ذا إمـــــــكان
ما نظمه ابن القيم رحمه الله في وصف الحور العين
يا خاطب الحـــور الـحسان وطالبا *-*-*-*-*-* لوصـــــــالهن بجنة الحيوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلـب*-*-*-*-*- ـت بــــذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنـت تدري أين مســكنها جعـ *-*-*-*-*-* ـلت الســـعي منك لها على الأجفان
ولقد وصـفتُ طريق مســكنها فإن*-*-*-*-*-*رُمتَ الوصـــــال فلا تكنْ بالواني
أسرِعْ وحُـث السـير جـهدَك إنـما*-*-*-*-*-*-*مــــــــسراكَ هذا ساعة ٌ لزمان
فاعـشَق وحـدثْ بالوصـال النفـس*-*-*-*-*-*وابذُلْ مهرها ما دمـــــتَ ذا إمكان
واجـعل صـيامكَ قـبل لقـياها ويـ *-*-*-*-*-*ـوم الوصــل يومَ الفطر من رمضان
واجعـلْ نـعوتَ جمالها الحادي وسِ*-*-*-*-*-* ـرْ تلقى المـــخاوف وهْي ذات أمان
فاسـمـعْ صـفاتِ عرائـس الجـناتِ *-*-*-*-*-*ثم اخــــــترْ لنفسكَ يا أخا العرفان
حـور ٌ حـسـانٌ قـد كـمُلنَ خلائـقاًَ*-*-*-*-*-* ومحاسناً مِن أجـــــــمل ِ النسوان
حـتى يحار الطـرف في الـحسن الـ*-*-*-*-*- ـذي قد أُلْبِســـتْ فالطرف كالحيران
ويـقول لـما يـشاهـد حــسنــها*-*-*-*-*-*سبحـــــان معطي الحسن والإحسان
والـطرف يشـرب من كؤوس جمالـ*-*-*-*-*-* ـها فتراه مثل الشـــــارب النشوان
كـملتْ خـلائـقا وأُكـمِل حـسنـها*-*-*-*-*-*كالبدر ليل الــــــــست بعد ثمانِ
والـشمس تـجري في محاسن وجهـ*-*-*-*-*-*ـها والليل تــــحت ذوائب الأغصان
فـتراه يعـجب وهْو موضعُ ذاك مِن*-*-*-*-*-*ليل وشمــــــــس كيف يجتمعان
فـيقـول سـبحان الـذي ذا صـُنْعُه*-*-*-*-*-*-*-سبحان متقن صنـــــــعة الإنسان
لا الــليل يـدرك شـمسها فـتغيبَ*-*-*-*-*-*-*عند مجيئه حتى الصــــــباح الثاني
والشـمس لا تــأتي بــطَرد الليل *-*-*-*-*-*-*بل يتصاحبان كلاهما أخـــــــوان
وكلاهــما مــرآة صــاحبه إذا*-*-*-*-*-*-*ما شاء يُبــــــــصِر وجهه يريان
فــيرى محـاسن وجهه في وجهها*-*-*-*--*-*-*وترى محاســـــــــنها فيه بعيان
حُــمْر الخـــدود ثغورهن لآلئ *-*-*-*-*-*-*سود العــــــــيون فواترُ الأجفان
والبــرق يـبدو حين يبسِم ثغرها*-*-*-*-*-* فيُضيء ســــــقفَ القصر بالجدران
ولــقد رويــنا أن بـرقا ساطعا*-*-*-*-*-*-*يبدو فيســـــــــأل عنه مَن بِجِنان
فيُقال هــذا ضـوء ثــغرٍ ضاحكٍ *-*-*-*-*-*-*في الجـــــــــنة العليا كما تريان
لِــله لاثِـــمُ ذلك الــثغر الذي*-*-*-*-*-*-* في لثمــــــــــه إدراك كل أمان
ريـــانةُ الأعطــافِ من ماء الشبا*-*-*-*-*-*ب فغــــــــصنُها بالماء ذو جريان
لما جـــــرى ماء النعيم بغصنها *-*-*-*-*-*حملَ الــــــــــثمارَ كثيرة الألوان
فالورد والــــــتفاح والرمان في *-*-*-*-*-*غصنٍ تعالى غارسُ البســــــــتان
والقد مــــــنها كالقضيب اللدن *-*-*-*-*-* في حُســـــــن القَوام كأوسط القضبان
في مــــغرِسٍ كالعاج تحسَب أنه*-*-*-*-*-*-*عالي الــــــــــنقا أو واحد الكثبان
لا الظـــهر يلحــقها وليس ثُدِيُّها*-*-*-*-*-*بلواحقٍ للبـــــــــــطن أو بِدَوان
لكــــنهن كواعِـب ونـــواهدٌ*-*-*-*-*-*فثُدِيُّهنَّ كألطــــــــــــف الرمان
والجيِــد ذو طولٍ وحُســن في بيا*-*-*-*-*-* ض واعـــــــــتدال ليس ذا نكران
يشــــكو الحُلِي بِعـــادَه فله مد*-*-*-*-*--*ى الأيامِ وســــــــواسٌ من الهجران
والمعصـــمان فإن تــشأْ شبِّهْهما*-*-*-*-*-*-*بسبــــــــــــيكتين عليهما كفان
كالـــزبد لــيناً في نعومة ملمسٍ*-*-*-*-*-*أصدافُ دُرٍّ دُوِّرَت بــــــــــوِزان
والـــصدر متــسِعٌ على بطن لها*-*-*-*-*-*حُفَّتْ به خصـــــــــران ذات ثمان
ولقـــد رويـــنا أن شغلَهم الذي*-*-*-*-*-*قد جاء في يس دونَ بــــــــــيان
شُغـــلُ العروسِ بِعرسه مِن بعد ما*-*-*-*-*-*عبثَتْ به الأشــــــــواق طولَ زمان
بــــالله لا تســـألْه عن أشغاله*-*-*-*-*-*تلك اللـــــــــــيالي شأنُه ذو شان
واضرِب لـهم مثلا بِصَبٍّ غـاب عن*-*-*-*-*-* محبوبِه في شاســـــــــــع البلدان
والشــوق يُزعــجه إلـيه وما له *-*-*-*-*-*بِلقائه سبب من الإمـــــــــــكان
وافـــى إليه بـــعد طول مَغيبه *-*-*-*-*-*-*عنه وصـــــــــار الوصل ذا إمكان
أتــلومه إن صــار ذا شـغل به *-*-*-*-*-*لا والذي أعطى بلا حسبـــــــــان
يا رب غُفرا قــد طــغت أقلامنا*-*-*-*-*-*يا رب مــــــــــعذرةً من الطغيان
أقـــدامـها من فــضة قد رُكِّبت*-*-*-*-*-* من فوقها ساقان ملــــــــــــتفّان
والــساق مــثل العاج ملمومٌ يٌرى*-*-*-*-*-*مخ العظام وراءه بِعـــــــــــيان
والــــريح مـسك والجسوم نواعم*-*-*-*-*-* واللون كالياقوت والمرجـــــــــان
وكلامــها يسبـــي العقول بنغمة *-*-*-*-*-*زادت على الأوتار والعـــــــــيدان
وهْــي العَروب بــشكلها وبدُرِّها*-*-*-*-*-*وتحـــــــــــببٍ للزوج كل أوان
تـــلك الحــلاوة والملاحة أوجبا*-*-*-*-*-*إطلاقَ هذا اللفظ وضــــــــعَ لسان
فملاحـــة التــصوير قبل غِناجها *-*-*-*-*-*هي أول وهْي المـــــــــحل الثاني
فإذا هما اجــتمعا لـــصَبٍّ وامِق*-*-*-*-*-* بلغت به اللذات كل مــــــــــكان
أتـــراب ســن واحــدٍ متماثل *-*-*-*-*-**-سنُّ الشباب لأجــــــــــملِ الشبان
بـكر فلــــم يأخـذ بكارتها سوى*-*-*-*-*-*-*المحبوب من إنـــــــس ولا من جان
حــصن عــليه حارس من أعظم*-*-*-*-*-*الحراس بأسا شأنــــــــــه ذو شان
فإذا أحـــس بداخــل للحـصن*-*-*-*-*-*ولى هاربا فــــــــــتراه ذا إمعان
ويعود وهنا حين رب الحصن يخـ *-*-*-*-*-ـرج مـــــــنه فهْو كذا مدى الأزمان
وكــذا رواه أبــو هـريرة أنـها *-*-*-*-*-*-*-تنــــــــــصاع بكرا للجماع الثاني
لــــكنَّ درّاجا أبا الســمح الذي *-*-*-*-*-*فيه يضعـــــــــــفه أولو الإتقان
هذا وبـــعضهم يصـــحح عنه*-*-*-*-*-*في التفسير كالمــــــــولود من حِبان
فحـــديثه دون الصـــحيح وأنها*-*-*-*-*-*فوق الضــــــــعيف وليس ذا إتقان
يعطــى المجــامِع قوة المائة التي*-*-*-*-*-اجتمعت لأقــــــــوى واحد الإنسان
لا أن قوتــه تَضــاعف هــكذا *-*-*-*-*-* إذ قد يكون لأضــــــــعف الأركان
ويــكــون أقوى منه ذا نقص مـ *-*-*-*--* ـن الإيمان والأعــــــمال والإحسان
ولقــد رويــنا أنه يغــشى بيـو *-*-*-*-*-* م واحد مائة من النســــــــــوان
ورجــاله شرط الصحيح رووا لهم*-*-*-*-*-* فيه وذا في معـــــــــجم الطبراني
هذا دلـــيلٌ أن قدر نــــسائهم *-*-*-*-*-* متفاوت بـــــــــــتفاوت الإيمان
وبه يـــزول توهــم الإشكال عن*-*-*-*-*-* تلك النصــــــــوص بمنة الرحمان
وبـــقوة الــمائة التي حصلت له*-*-*-*-*-* أفـــــــــضى إلى مائة بلا خوَران
وأعـــفهم في هذه الدنـــيا هو*-*-*-*-*-* الأقوى هــــــــناك لزهده في الفاني
فاجِمَع قـــواك لِما هــناك وغمِّـ*-*-*-*-*-* ـض العينين واصـــــبر ساعة لزمان
مــــــا هنا ما يســـوي قُلا *-*-*-*-*-* مة ظفر واحـــــــــدة تُرى بجنان
ما ها هنا إلا النِّـــقار وسـيء الأ *-*-*-*-*-* خلاق معْ عيـــــــــب ومعْ نقصان
هــم وغــم دائــم لا يــنتهي *-*-*-*-*-* حتى الطلاق أو الفراق الــــــــثاني
والله قد جــــعل النساء عوانـيا *-*-*-*-*-* شرعا فأضحى البعـــــــلُ وهو العاني
لا تؤْثرِ الأدنـــى على الأعلى فإن *-*-*-*-*-* تفعلْ رجعت بـــــــــــذلة وهوان
وإذا بــــدت في حـلة من لِبسها *-*-*-*-*-* وتمايلــــــــــت كتمايل النشوان
تــــهتز كالغصن الرطيب وحمله *-*-*-*--* وردٌ وتــــــــــفاح على رمان
وتبـــخترت في مشـيها ويحق ذا *-*-*-*-*- ك لمـــــــــثلها في جنة الحيوان
ووصــائفٌ مِن خلـــفها وأمامها *-*-*-*-*-* وعلى شمائلها وعن أيـــــــــمان
كالــــــبدر ليلة تمٍّه قد حُف في *-*-*-*-*-* غسق الدجى بكـــــــواكب الميزان
فلـــسانه وفؤاده والطـــرف في *-*-*-*-*-* دَهَش وإعــــــــجاب وفي سبحان
فالقلـــــب قبل زفافها في عرسه *-*-*-*-*-* والـــــــعرس إثر العرس متصلان
حتى إذا ما واجـــــهَتْه تقابــلا *-*-*-*-*-* أرأيــــــــــت إذ يتقابل القمران
فـــسل المتيَّم هل يحِل الصبر عن *-*-*-*-*-* ضم وتقـــــــــــبيل وعن فلتان
وســـــل المتيم أين خلَّف صبره *-*-*-*-* في أي واد أم بأي مكــــــــــان
وسل المـــــتيم كيف حالته وقد *-*-*-*-*-* ملئت له الأذنان والعيــــــــــنان
من منـــطقِ رقَّت حواشيه ووجـ *-*-*-*-*-* ـهٍ كم به للشــــــــمس من جريان
وســـــل المتيم كيف عيشته إذاً *-*-*-*-*-* وهما على فرشيـــــــــهما خَلِوان
يتــــــــساقطان لآلئاً منثورة *-*-*-*-*-* من بين منـــــــــظوم كنظم جُمان
وســـــــل المتيم كيف مجلسه *-*-*-*-*-* مع المـــــحبوب في روح وفي ريحان
وتدور كاســــات الرحيق عليهما *-*-*-*-*-* بأكف أقمار من الوِلـــــــــــدان
يتــــــنازعان الكأس هذا مرةً *-*-*-*-*-*والخودُ أخرى ثم يتــــــــــكئان
فيــــــــضمها وتضمه أرأيتَ *-*-*-*-*-* معشوقين بعد البعد يلتـــــــــقيان
غاب الرقيــــب وغاب كل منَكِّد *-*-*-*-*--* وهما بثوب الوصل يشتمـــــــلان
أتراهما ضـــجِرينِ من ذا العيش لا *-*-*-*-*-* وحياة ربك ما هما ضجــــــــِران
ويزيد كل منهــــــما حبا لصـ *-*-*-*-* ـاحبه جديدا سائرَ الأزمــــــــان
ووصـــــــاله يكسوه حبا بعده *-*-*-*-*-* متسلسلا لا ينتهي بزمـــــــــان
فالوصـــــل محفوف بحب سابق *-*-*-*-*-* وبلاحق وكلاهما صنـــــــــوان
فرق لــــطيف بين ذاك وبين ذا *-*-*-*-*-* يدريه ذو شغل بهذا الشــــــــان
ومزيــــدهم في كل وقت حاصلُ *-*-*-*-*-* سبحان ذي الملكوت والسلطــــــان
يا غافـــــلا عما خُلِقتَ له انتبه *-*-*-*-*-*-* جدَّ الرحيل فلست باليقظــــــــان
سار الرفاق وخلَّفــــوك مع الأُلي *-*-*-*-*-* قنعوا بذا الحظ الخسيس الفانــــــي
ورأيـــــتَ أكثر من ترى متخلفا *-*-*-*-*-* فتبعتَهم ورضيتَ بالحرمــــــــان
لكنْ أتـــيتَ بخطتيْ عجز وجهـ *-*-*-*-*-* ـل بعد ذا وصحبتَ كل أمــــــان
منَّتْكَ نفــــسك باللحاق مع القعـ *-*-*-*-*-* ـود عن المسير وراحة الأبـــــدان
ولســـوف تعلم حين ينكشف الغِطا *-*-*-*-*-* ماذا صنعتَ وكنتَ ذا إمـــــــكان
التعديل الأخير: