إعلانات المنتدى


رِسَالَةٌ لصَاحِب الفَضِيلَةِ العَلامَة ابنِ جِبرِين (1/9/1427هـ )

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-


رِسَالَةٌ لصَاحِب الفَضِيلَةِ العَلامَة ابنِ جِبرِين (1/9/1427هـ )

--------------------------------------------------------------------------------



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ




رِسَالَةٌ

لصَاحِب الفَضِيلَةِ العَلامَة عَبْداللهِ بن عَبْدالرَّحْمَن بن جِبْرِين
- حفظه اللهُ ورعاه -




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد...
فإننا نهنئ جميع المسلمين المؤمنين المتقين في أصقاع الأرض بحلول شهر رمضان، وإدراك أيامه الغر ولياليه الزهر، فإن بلوغ رمضان وصيامه نعمة عظيمة لمن وفق لذلك، فقد من الله - وله الفضل والحمد - علينا بإدراك هذا الشهر العظيم، الذي هو شهر البركات والخيرات، وشهر إجابة الدعوات، وإغاثة اللهفات، الذي تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد الشياطين، فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره.
ونوصي جميع المسلمين في هذا الشهر وما بعده بإخلاص الدين لله، والاعتماد عليه وحده، وخوفه ورجائه، والتوكل عليه، والاستعانة به على أمور الدنيا والآخرة، والابتعاد عن الشرك بجميع أنواعه، وعن دعاء أي مخلوق، أو سؤال المخلوق شيئًا مما لا يقدر عليه إلا الله.
كما نوصيهم بالمواظبة والمحافظة على صلاة الجماعة، وحضور القلب فيها، والطمأنينة، والخشوع الذي مدح الله أهله بقوله تعالى: ((الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ))[سورة المؤمنون :2 ]، والحرص على أداء الصلوات مع جماعة المسلمين، وعدم التخلف عن الجماعة، وعدم تأخير الصلوات عن أوقاتها، وهذا واجب على كل مسلم في جميع السنين والأشهر، ولكن يختص هذا الشهر بزيادة الاهتمام، والمواظبة على الصلوات في مواقيتها، كذلك نوصيهم بحفظ صيامهم عما يجرحه وينقصه، ففي الحديث قوله : "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"(1)، وفي حديث آخر: "ليس الصيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغو والرفث"(2)، فإذا حافظ المسلم على صيام هذا الشهر وحرص على تكميله، رجي أن يغفر الله له ما تقدم من ذنبه.
كذلك نوصي المسلمين بقيام رمضان أو ما تيسر منه، اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد كان يقوم نصف الليل، أو يزيد عليه، أو ينقص منه قليلاً، عملا بقول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ))[سورة المزمل : 1- 4 ] .
كذلك نوصي المسلمين بحفظ أوقاتهم وبالأخص في هذا الشهر الشريف، فلا يفرطوا في شيء من الأوقات، ولا يضيعوها فيما لا فائدة فيه من القيل والقال، وكذلك في اللهو واللعب، والعكوف على المسلسلات والملهيات، والأفلام الخليعة، والصور الفاتنة، وما تبثه القنوات الماجنة، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال"(3)، ومدح الله المؤمنين بقوله تعالى: (( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ))[سورة المؤمنون : 3 ] ، ونوصيهم باستغلال أيام هذا الشهر في الأعمال الصالحة، كتلاوة القرآن، فإن لهذا الشهر خصوصية بالقرآن، لقوله تعالى: (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ))[سورة البقرة : 185 ] ، ولقد كان السلف رحمهم الله يكبون في رمضان على قراءة القرآن، ويكثرون من تلاوته، فبعضهم يختمه في كل أسبوع، وبعضهم في كل خمس ليال، وبعضهم في كل ثلاث، أو في كل يومين، أو في كل يوم، أو في اليوم مرتين، وكل ذلك اغتنامًا لفضل هذا الشهر، ومضاعفة الأجر فيه.
وهكذا نوصيهم بكثرة الدعاء، وسؤال الله جميع الحاجات، الدنيوية والأخروية، فقد قال تعالى: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ))[سورة غافر : 60 ] ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "من لم يسأل الله يغضب عليه" (4) ، كما نوصيهم بكثرة ذكر الله واستغفاره وتوحيده وتكبيره، وكل شيء يذكر بعظمته وجلاله، كما نوصيهم بمضاعفة الجود والكرم، وكثرة الصدقات والنفقات في هذا الشهر، فإنها تضاعف أضعافًا كثيرة، واقتداء بالنبي فهو في هذا الشهر يتضاعف جوده، وهو أجود من الريح المرسلة.
كما نوصي المسلمين المؤمنين بالتمسك بالسنة، التي حث عليها نبينا - صلى الله عليه وسلم - ، بقوله: "عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"(5) ، والخلفاء الراشدون هم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، رضي الله عنهم، وكذا من سار على نهجهم من الخلفاء قديمًا وحديثـًا، ونوصي أيضًا بالترضي عن بقية الصحابة، الذين مدحهم الله وأثنى عليهم بقوله تعالى: (( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكفار))[سورة الفتح : 29 ] ، وكذا نكثر الصلاة على النبي محمد عند ذكره، وعند بعض المناسبات، وقبل الدعاء وبعده، فقد رغب في ذلك بقوله: "من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله بها عليه عشرًا"(6) ، ولما قال له جبريل عليه السلام: (رغم أنف رجل أدرك شهر رمضان ولم يغفر له) قال: "آمين" (رغم أنف رجل أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة) فقال: "آمين"، (رغم أنف رجل ذكرت عنده ولم يصل عليك) فقال: "آمين".(7)
اللهم صل وسلم على نبينا محمد صاحب المقام المحمود، واللواء المعقود، والحوض المورود، صلاة وسلامًا دائمين إلى يوم الدين، وارض اللهم عن أصحابه وأتباعهم إلى يوم الدين. والله أعلم.


قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين (8)
1/9/1427هـ

= = = = = = = = = = = = = = = =
(1) صحيح البخاري الصوم (1804)
(2) رواه الحاكم في المستدرك في (الصوم) باب من أفطر في رمضان ناسيا برقم (1604)، وابن خزيمة في (الصيام) باب النهي عن اللغو في الصيام برقم (1995)، وصححه الألباني في (صحيح الجامع /5376).
(3) صحيح البخاري الأدب (5630)،صحيح مسلم الأقضية (593)
(4) سنن الترمذي الدعوات (3373)،سنن ابن ماجه الدعاء (3827)،وحسنه الألباني في (صحيح سنن الترمذي / 2686 )
(5) سنن الترمذي العلم (2676),سنن أبو داود السنة (4607),سنن ابن ماجه المقدمة (44),مسند أحمد بن حنبل (4/126),سنن الدارمي المقدمة (95).
(6) رواه مسلم في ( الصلاة ) باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد برقم ( 408 ) .
(7) مسند أحمد بن حنبل (4/344) وصححه الألباني في (صحيح الترغيب / 1679 ) .
(8) من موقع الشيخ ابن جبرين
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: رِسَالَةٌ لصَاحِب الفَضِيلَةِ العَلامَة ابنِ جِبرِين (1/9/1427هـ )

بسم الله
بارك الله بك اخي الخزاعي وغفر الله للشيخ بن جبرين ووفقه لما فيه خيري الدنيا والاخرة وجزاه الله عن الامة الاسلامية خير الجزاء
 

زاكي شرف الدين

مزمار داوُدي
30 نوفمبر 2005
3,046
6
0
الجنس
ذكر
رد: رِسَالَةٌ لصَاحِب الفَضِيلَةِ العَلامَة ابنِ جِبرِين (1/9/1427هـ )

بارك الله فيك اخي الخزاعي .. دائما سبّاق للخير ..
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع