إعلانات المنتدى


المجلة الرمضانية - العدد السابع عشر

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-


تصاعد الغضب داخل الشارع المصري بسبب الإساءة للصحابة

القاهرة : عبد الوهاب الديب

علمت « المدينة « أن الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد المعارض والمعتقل حاليا بأحد السجون المصرية فى جناية سياسية يدرس بشكل جدى إصدار توجيهات من محبسه بإقالة رئيس تحرير صحيفة الحزب احمد فكرى بعد أسبوعين فقط من توليه مهام منصبه بسبب السلسلة التى نشرها فى ملحق مستقل بالجريدة حملت عنوان «أسوا 10شخصيات فى تاريح الإسلام «تضمن تطاولا وسفاهة على بعض صحابة رسول الله وتابعيه وأم المؤمنين السيدة عائشة ،وقد قابل نور حسب زوجته السيدة جميلة إسماعيل ومسئول الإعلام بالحزب باستياء بالغ تهجم صحيفة الحزب على رموز الأمة والجهل بمقامهم مؤكدا اعتزازه بحرية الرأى لكن هذه الحرية لا تعنى الفوضى اللاخلاقية والتطاول على مقام الصحابة والتابعين ونحن فى أمس الحاجة لاقتفاء إثرهم الطيب لمواجهة مشكلات وأزمات العصر الراهن ،وقالت ان الحزب اصدر بيانا بعنوان «ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منها»، أكد فيه ان المقالات المسيئة لا تعبر عن أفكار أو مبادئ الحزب وأعضائه أو قياداته.واعتبر أن ما تم نشره من إساءة لبعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة رضي الله عنها، ما هو إلا رأي شخصي للصحفي ناشر هذا الموضوع واتهمته بأنه مدسوس من جهات خارجية لتشويه صورة الحزب وزعيمه أمام الشعب المصري وأمام المسلمين عمومًا»، وفى السياق نفسه هاجمت الجماعة الصحفية فى مصر بكافة توجهاتها الإساءة للصحابة والتابعين فى صحيفة تصدر فى دولة دينها الرسمى الإسلام وتقدم عدد من الصحفيين بمذكرة إلى نقيب الصحفيين جلال عارف للتحقيق في إساءات بعض الصحف إلى شخصيات الصحابة الكرام- رضوان الله عليهم- والسيدة عائشة على خلفية واقعة جريدة الغد ثم «جريدة «الفجر» المستقلة والتى نشرت ملحق رمضانى تضمن اتهامات صريحة وإساءات للصحابة وطلب الصحفيون من النقابة اتخاذ إجراءات عقابية مشددة ضد من يثبت تورطه فى اهانة الصحابة والتابعين مذكرين النقابة بالإجراءات والعقابية التى اتخذتها ضد بعض ما نشر من إساءات لشخصيات سياسية حالية ليس لها قداسة.



رمضان فرصة لتعزيز الأخوة بين المسلمين في العالم

نوري جعفر - مكة المكرمة

يأتي رمضان وتأتي معه النفحات الإيمانية الموجبة لبث الأخوة بين أبناء الدين الواحد ليزيد ذلك في تعاضدهم وتكاتفهم وتقاربهم وسد الفجوات فيما بينهم. وهذا ما يؤكده العلماء والمفكرون الذين استضفناهم في هذا التحقيق.

العمل الجاد

* الدكتور عبدالله بن عمر نصيف نائب رئيس الحوار الوطني بالمملكة العربية السعودية قال: شهر رمضان هو الذي فضله الله سبحانه وتعالى على سائر الشهور وجعل فيه من المناسبات التي تتيح للمسلمين الاغتراف من معينه والعمل الجاد لإصلاح الحال بالنسبة للأفراد وبالنسبة للمجتمعات والاستفادة من البركات التي فيه للاستزادة من الحسنات ولإعلان التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والعمل على ما يسعد المسلمين ويخفف من آلامهم في البلاد التي يتضررون فيها من مشكلات كثيرة. رمضان كما هو معروف فرصة ذهبية لكل من يريد ان يضاعف حسناته ويزيدها حتى ينال مرضاة الله سبحانه وتعالى والقبول منه. ومن أسباب السعادة للإنسان المسلم أن يستقبل شهر رمضان بالطمع في رحمة الله عز وجل ومغفرته ورضوانه ويستعد باستقبال هذا الشهر الكريم كما أقول دائماً بأنه دورة تدريبية سنوية للمسلم يروض فيها نفسه وشهواته ويتغلب فيها على شهواته وعلى رغباته ويصلح حاله وحال أسرته وحال مجتمعه ويستشف فيها من الطاعات ويرجو من الله سبحانه وتعالى أن يصلح أحوال المسلمين وأعمالهم وأن يكشف الهم والغم والكرب الذي أصاب المسلمين في كل مكان وأن يعيد إليهم عزتهم وكرامتهم ومجدهم، وهذا الشهر مناسبة عظيمة لدعاء خالص والإنابة إلى الله والإقبال على الله بالطاعات والتقرب إليه بكل الوسائل.

مسؤولية خطيرة

* الدكتور محمد عبده يماني رئيس جمعية اقرأ الخيرية بالمملكة العربية السعودية قال: أحمد الله سبحانه وتعالى الذي أتم علينا نعمة الإسلام، هذه النعمة العظيمة وشهر رمضان هذه الروضة الجليلة من رياض الجنة التي ننعم فيها، وهو في الحقيقة دون شك نعمة تميزت بها الأمة الإسلامية عن أي أمة أخرى.. شهر رمضان نعمة ولكنها في نفس الوقت مسؤولية خطيرة لأن بعض الناس قد يخرج من رمضان صفر اليدين وقد يخرج والعياذ بالله آثماً من رمضان.. وذلك ان هذا الشهر له آداب وله خصائص وله مسؤوليات.. فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا ان هذا الصيام مسؤولية وان الله عز وجل متكفل بالأجرة فيه وكل عمل ابن ادم له إلا الصوم فإنه لله وحده وهو يجزي به عز وجل.

وقد دل هذا على أن الصيام شعيرة متميزة فوجب أن يتجه إليها الناس وأن يمارسوها بما لها من آداب لأنه كما جاء في الحديث النبوي الشريف:) رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش..) مما يدل على أن هناك آداباً معينة يجب الالتزام بها ويجب تعلمها قبل ان يبدأ بالصيام ولهذا فعلى الشباب ان يتعلموا أولاً: آداب الصوم وفوائد الصوم وأخلاقيات الصوم حتى يقبلوا على هذه الشعيرة بما لها من فضائل حتى تنعكس على سلوكها وعلى حياتهم.

ومن هنا تأتي أهمية أن نعلم أبناءنا آداب الصيام، قبل ان نعلمهم مجرد الصيام، وأن نتواصى بالحق في هذا الشهر الكريم لأنه شهر عظيم، وإذا أكرم الله سبحانه وتعالى الإنسان فيه بالقبول والتوبة كان فوزاً عظيماً وتوبة مقبولة وعملاً صالحاً يكفّر عنه الكثير من السيئات ويكفيه كثيراً من الخطايا، وفيه لحظات عظيمة وإشراقات كثيرة هذا بالنسبة لنا وبالنسبة لشبابنا المسلم. *
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد السابع عشر

ضعف صلة الأرحام في رمضان بسب الانشغال بالملذات الحسّية

نعيم تميم الحكيم - مكة المكرمة

تختلف يوميات الداعية المسلم عن يوميات الآخرين لما تتطلبه حياته من معطيات خاصة تفرض عليه الثقافة المتواصلة التي تهيئه للدعوة وتتيح له التحرك في إطار رسالته السامية وهدفه النبيل ولقاؤنا اليوم يجمعنا مع أستاذ في العقيدة وأديب له في مناسبات دينية أكثر من قصيدة وهو الدكتور أحمد البناني عضو هيئة التدريس في كلية الدعوة بجامعة أم القرى لنتعرف على برنامجه اليومي الرمضاني فإلى هذا الحوار:

* باختصار.. (الصوم) ماذا يعني ذلك؟

- بداية أقول لكم أهلا وسهلا بكم في هذا الشهر الفضيل جعلنا الله وإياكم من عتقائه، أما عن سؤالك الأول فجوابه أن الصوم والصلاة والزكاة والحج وبر الوالدين وغيرها من شعائر دين الإسلام ليس لمؤمن ولا مؤمنة أن يقول فيها برأيه قال تعالى:(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) فهو يعني لي الطاعة والامتثال لأمر الله تعالى حيث قال تعالى:(يا أيُّها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ثم لا يمنع بعد هذا أن نكتشف من الفوائد والمصالح والمحامد للصوم ما لا يكفي للحديث عنه العام كله، ويمكن اختصار ذلك في قولنا: إن الصوم لمدرسة ربانية تخرج المؤمن الحق وتدله على المحافظة على مكتسباته الدينية إلى أن يلقى ربه عز وجل.

* في رأي فضيلتكم شهر رمضان هل هو شهر العمل أم شهر العبادة أم شهر الكسل؟

- قبل أن أجيب على هذا السؤال أحب أن أوضح أن العبادة كما عرفها المحققون من العلماء اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، ومعنى هذا أن لا نحتقر شيئاً من العمل قليلاً كان أو كثيرًا طالما يحقق لك رضا الله تعالى وما قد يسميه بعض الناس كسلاً قد يكون راحة للبدن ليتقوى بها على الطاعات التي يعيها كما ورد على لسان بعض السلف: إني لأحتسب نومتي كما احتسب قومتي، وعبر عن ذلك الفقهاء بقولهم المباحات مع النية الصالحة تصبح عبادات.

* كيف يقضي فضيلتكم يومه الرمضاني، وهل للفضائيات فسحة من يومكم هذا؟

- أحب أن أقول لك لا تتشابه الأيام، فلكل يوم ظروفه ومشاغله، ولكن في الجملة لا يخلو المرء من عبادة يؤديها، وعمل مكلف به ينجزه، ومقاضٍ للبيت يحضرها، وأقرباء وزملاء يلتقي بهم ويسأل عن أخبارهم وأخبار من في طريقهم وكذلك معرفة ما يدور في العالم من أحداث عن طريق الإذاعة أو التلفاز عادياً كان أم فضائياً كما لا يخلو من أخذ قسط من الوقت للراحة والنوم لتجديد النشاط والله هو المعين.

* ما هي الكتب التي تحرص على قراءتها في شهر رمضان؟

- بالنسبة للكتب التي أحرص على قراءتها في شهر رمضان فأولها وأعزها وأكرمها كتاب الله العظيم ثم ما أحتاج إلى مراجعته من كتب العقيدة لضرورة التدريس للمواد التي كلفت بها ثم ما يقع تحت يدي من كتب حديثة إن اتسع لي الوقت لقراءتها أو تصفح موضوعاتها وفهارسها.

* صلة الأرحام أحد أميز الخصال التي تميز هذا الشهر، هل تحرص عليها؟ ولماذا اختفت صلة الأرحام بين الأسر في الآونة الأخيرة؟

- بخصوص صلة الأرحام فلا شك أن شهر رمضان فرصة عظيمة لتذكر المسلم أقرباءه ليسأل عن أحوالهم فيساعد المحتاج منهم ويهنئ المرتاح منهم، كما يدل بعضهم بعضاً على من افتقر منهم للمال أو إلى الصحة ليعود صحيحهم مريضهم، ويواسي غنيهم فقيرهم، وينصح عالمهم جاهلهم. وما ظاهرة ضعف صلة الأرحام في الوقت الحاضر إلا نتيجة لانشغال الناس بأنفسهم لتحقيق أكبر قدر من ملذاتهم الحسية غافلين عما في الإحسان وصلة الأرحام من ملذات روحية عجيبة لا يشعر بها إلا من ذاقها وجربها.

* كلمة أخيرة...؟

- أشكركم على هذا الحوار الرمضاني الخفيف في جريدة (المدينة) التي تفيد ملايين القراء ويحرصون على اقتنائها والمشاركة فيها، ونسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر وأن ينصر الأمة الإسلامية ويمكن لها ويتقبل من كل المسلمين صيامهم وقيامهم وسائر أعمالهم والله من وراء القصد.


الحرص على الصيام وترك الصلاة

موسى الشابحي – جدة

أكد الدكتور عبد الله المصلح أن المسلم الذي دخل في عهد مع الله عز وجل من خلال إقراره بشهادة «أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله», يجب عليه أن يعلم أن أركان هذا العقد والعهد والدخول في الإستسلام لله عز وجل مبني على خمسه أركان : ومن أهم أركانها بعد الشهادة هي الصلاة, ومن يحرص على الصيام فقد فعل فعلاً عظيماً وجزاه الله خيراً, وعليه أن يعلم أن الركن الثاني السابق للصيام هو الصلاة وعليه المحافظة عليها, لأنها هي عمود الدين ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع, ومن حافظ عليها فهو الطريق للمحافظة على بقية الأركان , فعليه أن يتقي الله وأن يحافظ عليها وأن يجعل من شهر رمضان شهراً للتوبة والإنابة والاستغفار والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.




رمضان في الفلبين



يعيش المسلمون في الفلبين كأقلية، وذلك على الرغم من مجاورة هذه الدولة لكل من ماليزيا وإندونيسيا ذات الغالبية المسلمة، وللمسلمين في هذه البلاد العديد من العادات والتقاليد التي تعتبر خاصةً بالمجتمع الإسلامي هناك، والتي وإن اتفقت في الجوهر مع التعاليم الإسلامية إلا أنها تحتفظ بخصوصية مجتمعها، وفي شهر رمضان المجال الواسع لإبراز مثل هذه العادات.

تقع الفلبين في الجنوب الشرقي من قارة آسيا، وتتكون من حوالى 1200 جزيرة، بعضها غير مأهول بالسكان، وتبلغ مساحة هذه الدولة 300 ألف كيلو متر مربع تضم 67 مليونًا و898 ألف نسمة من بينهم 5% من المسلمين، ويعتنق أغلب الشعب الفلبيني الديانة المسيحية، ومن أشهر المدن في هذه الدولة العاصمة «مانيلا» ومدن «مينداناو» و»لوزون» و»دافوا».

الإسلام في الفلبين

دخل الإسلام إلى هناك عن طريق التجَّار المسلمين الذين جاءوا حاملين تعاليم الدين السمح يطبقونها في تعاملاتهم التجارية؛ مما كان له أكبر الأثر في اعتناق أهالي هذه البلاد للإسلام، وقد ظل الإسلام هو الدين الغالب في الأراضي الفلبينية حتى وصل إليها الغرب عن طريق الرحالة «ماجلان» الذي تغلب على المسلمين وفتح الطريق أمام الاحتلال الأسباني من بعده في العام 1568م في عهد الملك «فيليب الثاني»، وسمِّيت البلاد على اسم هذا الملك لتبدأ رحلة اضطهاد للمسلمين هناك، ومن ملامح ذلك الاضطهاد تغيير نطق اسم العاصمة إلى نطق غير عربي، فبعد أن كانت المدينة تسمى «أمان الله» صارت تسمى «مانيلا»، وللآن يعيش المسلمون في الجنوب في حرب دائمة مع السلطات الفلبينية التي لم ترحم حتى بيوت الله تعالى، فقامت بتهديم المساجد، لكن السلطات حاليًا بدأت تأخذ اتجاهًا أكثر هدوءًا في تعاملها مع الوجود الإسلامي بالبلاد، وعامةً توجد العديد من المساجد في الفلبين لا تزال باقيةً منها مسجدا «سولو» و»دافوا».

وللمسلمين في الفلبين عادات وتقاليد خاصة بهم، فهو مجتمع أصيل في هذه البلاد التي لا وافد إليها من بعيد كما هو الحال في الدانمرك مثلاً، ويرتقب المسلمون دخول شهر رمضان من أجل تأكيد هويتهم الإسلامية في مواجهة الحرب ضدهم، ومن أبرز عاداتهم خلال الشهر الكريم تزيين المساجد وإنارتها والإقبال على الصلاة فيها، بل وجعلها مركز التجمع العائلي، فتصبح دارًا للعبادة وللتعارف بين المسلمين، أيضًا يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح واصطحاب أبنائهم إلى أدائها بغرض غرس التعاليم الدينية في نفوسهم من الصغر، ولا بد على كل مسلم أن يؤدي هذه الصلاة هناك وتقام في 20 ركعة، ويحرص المجتمع الإسلامي الفلبيني في شهر رمضان على تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين، كما أن الأغنياء يستضيفون الفقراء على موائدهم من دون أية حساسيات، فالكل إخوةٌ في الإسلام، وتُوزَّع الصدقات خلال الشهر في ليلة النصف منه، ويعمل أئمة المساجد على جمع زكاة الفطر وتوزيعها بمعرفتهم الخاصة على المستحقين من الفقراء. ولا ينسى المسلمون الفلبينيون أن يزيِّنوا موائد الشهر الكريم بالأكلات المحلية الخاصة بهم مثل طبق «الكاري كاري» وهو اللحم بالبهارات وكذلك مشروب السكر والموز وجوز الهند، وهناك بعض الحلوى التي تشبه «القطائف» المصرية وعصير «قمر الدين»، ويلهو الأطفال في هذا الشهر بعد الإفطار؛ حيث يرتدون الملابس المزيَّنة بالألوان والزخارف، ثم يحملون الفوانيس أو ما يشبهها، ويبدأون في التنقل من مكان لآخر بل ويتولون إيقاظ النائمين لتناول طعام السحور وهو ما يضفي بهجةً على هذا الشهر الكريم.
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد السابع عشر

التفسير الميسر

الشيخ عائض القرني

، بل حق وصدق وفصل، ولهذا تعوّذ موسى من الجهل الذي منه الاستهزاء بالناس، والسخرية بعباد الله. والتكلم بكلام لا فائدة فيه، واللعب بأمر الله، والمزاح في شرعه سبحانه.

فمن مزح بالحق فقد جهل، ومن استهزأ بالناس فقد خسر.

68- (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إنَّهُ يَقُولُ إنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ ولا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ)

فلما علموا صدق موسى أخذوا يطلبون أوصاف البقرة تعجيزاً وتردداً، فقالوا: يا موسى، اسأل ربك يخبرنا ما سنّها؟! أكبيرة هي أم صغيرة؟ فقال موسى: ربي يقول: إنها وسط ليست بالفارض وهي الكبيرة، ولا بالبكر وهي الصغيرة، بل هي بينهما،وذلك الأقوى والأحسن والأكمل نمواً، فهيا بادروا إلى الأمر واتركوا التشدد والتعنت فمن سأل عم سُكت عنه ساءه ما صدر منه.

69- (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إنَّهُ يَقُولُ إنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ)

فلما سألوا عن السن وأجيبوا، سألوا عن اللون، فقال لهم موسى: إن ربي يقول: إنها صفراء شديدة الصفرة، وهي أحسن ألوان الدواب التي تبهج العين حسناً وتسر النفس مشاهدة، وقيل في الصفراء إنها السوداء شديدة السواد، ولكن نبقى على ظاهرة القرآن.

70- (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وإنَّا إن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ)

وما زال اللبس عندهم بعد هذا البيان، فقالوا: ادع لنا يا موسى ربك يبين لنا شأن هذه البقرة وإنا بعد ذلك لمهتدون بمشيئة الله، ولو لم يقولوا: إن شاءالله ما اهتدوا.

71- (قَالَ إنَّهُ يَقُولُ إنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ ولا تَسْقِي الحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا ومَا كَادُوا يَفْعَلُونَ)

فقال لهم موسى إنا ليست مذللة للعمل، ولا مسخرة للخدمة، ولا يُحرث عليها، ولا يُسقى عليها، سالمة من العيوب كالعرج والعور والمرض، أو سالمة من العمل، ولونها لون واحد لا لون فيها غير الصفرة، وبعد هذا التشدد منهم شدد الله عليهم، فقالوا لموسى بعد هذه الأوصاف: عرفنا البقرة الموصوفة، فذبحوها بعد عنت ومشقة.

72- (وإذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا واللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ)

وقد قتل أناس منكم نفساً معصومة، واختلفتم فيمن قتلها والقاتل جاحد والشاهد كاتم، فجعل الله علامة بينت الحق، وهي أن الله أمركم بذبح البقرة، ثم أخذ عضو منها وضرب المقتول به، فأحياه الله وأخبر بمن قتله، فأخرج الله البينة التي أخفاها القاتل وكتمها الشاهد.

73- (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ المَوْتَى ويُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)

فلما أمرناكم بضرب المقتول بعضو من أعضاء البقرة أحيينا المقتول بإذن الله ليتحدث بنفسه ويخبر عمن قتله، وتكون لكم أية على قدرة –الله تعالى- في الإحياء لعلكم تراجعون عقولكم، لأنكم بعد هذه الآيات والحجة ضللتم في المحجة.



على خطى الحبيب

للداعية عمرو خالدإعداد: علي طالب المراني

إسلام عمر:

أما إسلام عمر رضي الله عنه فكان بالتدرج: الوقفة الأولى: كان رضي الله عنه شديد الغلظة على الدين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو للإسلام وعمر يتبعه ويقـول للذي يسمعه ابتعد، فقال له: يا عمر ما تتركني ليلاً أو ًنهارا !

الوقفة الثانية: كان لعمر جارية أسلمت، فأخذ يضربها حتى أنهكه ذلك، فقالت له: انظر كيف أتعبك الله و قواني، والله لم أتعب.

الوقفة الثالثة: كان عمر يذهب ليسهر ويسكر مع أصدقائه كل يوم، وذات مرة لم يجدهم فقرر الذهاب إلى الكعبة للاستماع إلى ما يقوله الحبيب صلى الله عليه وسلم، فقال إنه شاعر. فقرأ وهو لا يعلم بوجود عمر، الآيـة التالية: (وَمَا هو بَِقَوْلِ شَاعِرٍ َقلِيلاً مَا تُؤْمِنُون) الحاقة: .41 قال: إذاً كاهن. فقرأ: (وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكرُون) الحاقة: 42، قال: إذاً ما هو؟ فقرأ: (تَنزِيلٌ مِّن َرَّبِّ الْعَالَمِين) الحاقة: .43 فخاف عمر وذهب.

الوقفة الرابعة: قرر عمر ذات يوم قتل الحبيب صلى الله عليه وسلم، وبينما هو في طريقه إليه استوقفه أحد الصحابة قائلا: إلى أين يا عمر؟ فأجابه: لأقتل محمدا.

فخاف الصحابي على النبي، فأراد أن يعيق سير عمر فقال له: أتقتل محمدا وأختك اتبعته.

وبينما كانت أخته فاطمة بنت الخطاب جالسة مع زوجها وخباب يقرأون القرآن إذا بعمر يدق الباب، فاختبأ خباب وأخفى المصحف، ففتحت فاطمة الباب ودخل عمر وضرب زوجها، فقالت له بشجاعة: أرأيت إن كان الحق في غير دينك، فصفعها حتى سقطت على الأرض فأعادت كلامها.

وكان بيدها صحيفة قرآن فأمرها أن تناوله إياه، فقالت: أنت رجل نجس اذهب واغتسل. ففعل ثم أخذ الصحيفة وقرأ فيها سورة طه، فشرح الله صدره للإسلام، فسأل عن الحبيب صلى الله عليه وسلم فقيل له: هو في دار الأرقم. فأتى الدار ثم دق الباب، فخاف من بالبيت. فخرج إليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم وأخذ بمجامع ثيابه، ثم نتره نترة حتى جثا على ركبتيه فقال: (ما أنت بمنته يا عمر؟) فقال عمر رضي الله عنه: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد. فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا؟ قال: بلى. فقال عمر: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن، فخرجوا في صفين، حمزة في صف وعمر في صف حتى دخلوا المسجد.

فلما نظرت إليهم قريش أصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها قط. فسماه رسول الله الفاروق، وقال لها أنت الفاروق يفرق بك بين الحق والباطل. فأراد عمر رضي الله عنه أن تعرف قـريش بإسلامه، فأخبروه أن هنالك شخصا يدعى جميل لا يدع خبرا إلا وأذاعه لكل قريش، فذهب إليه وقال له: يا جميل أأكتمك سرا؟ قال: قل يا عمر. قال و لا تخبر به أحدا؟ قال نعم.

فقال أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذهب وأخبر الكل بذلك، فعلمت قريش بإسلام عمر. و لما عاد رضي الله عنه إلى بيته، جمع أبناءه يحدثهم عن الإسلام، فقال ابنه عبد الله: أنا مسلم منذ سـنة. فقال عمر: أو تسلم و تترك أباك يقول الإمام الحسن البصري: يأتي الإسلام يوم القيامة، يمر على الناس ويقول: يا رب هذا نصرني، يا رب هذا خذلني، حتى يصل إلى عمر بن الخطاب فيأخذ بيده ويقول: يا رب كنت غريبا حتى أسلم هذا الرجل.

الدروس المستفادة.

1- الحق منتصر.

2- لا تعش للمصالح مثل أبي لهب و أبي جهل.

3- ضح لأجل الرسالة مثل سمية و ياسر و خباب.

4- اتسم بصفة الرجولة، و كن يا نساء كفاطمة بنت الخطاب.

5- كونوا كعمر وحمزة.

6- يا فقراء، لا تقولوا لا رسالة لنا فنحن فقراء، بل خذوا بلالا رضي الله عنه قدوة لكم.

7- المعجزات لم تأت إلا بعدما تحرك الحبيب صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فكن مبادراً مثلهم و مصرا على الرسالة.



اقتدوا بالرسول ودعوا المتكلفين !
بدل أن يقتدي العديد من أئمة المساجد والجوامع بهديه صلى الله عليه وسلم في صلاته ودعائه عندما كان يؤم الناس في الصلوات أو يدعو لهم أو يخطب فيهم، بما عرف عنه صلى الله عليه وسلم من تخفيف وإيجاز في الدعاء وعدم تكلف في سجع أو غيره من المحسنات البديعية، بدل الاقتداء بالرسول الأعظم والرحمة المهداة أخذ العديد من أئمة المساجد والجوامع يقتدون بغيره من أئمة هذا الدهر، ممن أخذوا يتكلفون في الدعاء برفع الصوت والمبالغة في استخدام السجع والكلمات المرصوفة بطريقة ثقيلة، والتطويل الممل في دعاء القنوت لاسيما في ليلة ختم القرآن، غير عابئين بوجود المريض والضعيف وذي الحاجة حتى وصل زمن دعاء القنوت في بعض الأحيان إلى نحو أربعين دقيقة، عبر كلام مرصوف وسجع مقصود إضافة إلى تحويل الدعاء إلى صياح وزعيق لا علاقة له بالخشوع أو التأثر الصادق، وقد انحبس المأمومون وراء الإمام ينتظرون فراغه من السجع الممل ومنهم من يكون مريضاً أو مطارداً من أحد الأخبثين أو ضعيف القوى يكاد ينهار من طول الوقفة بينما يكون الإمام سادراً في سجعه يظن أن الجميع في غاية السعادة مما يفعله بهم محولاً دعاءه إلى نشرة أخبار سياسية واجتماعية.
لقد قرأت من قبل توجيهاً ونقداً في الصحف جاء على لسان مسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وعلى لسان علماء كبار، وقد حمل ذلك التوجيه والنقد نصحاً لأئمة المساجد والجوامع بالبعد عن السجع المصطنع والتكلف في الدعاء والإطالة المخلة المملة، ولكن الاستجابة لما بذل من نصح لم تكن في المستوى المأمول وقد لاحظت ذلك شخصياً عندما رحت أصلي صلاة التراويح في بعض المساجد والجوامع فوجدت أن من تابعتهم من أولئك الأئمة مقتدون بغيرهم مقلدون لهم في سجعهم المصطنع ودعائهم المتكلف وسمعت بعض المصلين يتواصون فيما بينهم بالتحول من جامع إلى آخر لأن إمامه يخفف ولا يُطوِّل! والحاصل والمحصلة أنه كان ينبغي على الجميع التماس هديه صلى الله عليه وسلم في عباداتهم وأعمالهم وسلوكهم لا اتباع طرق المبتدعين والمتكلفين هدى الله الجميع لما يحبه ويرضاه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد السابع عشر

«يوم الفرقان».. الفضائل والدروس المستفادة (2)
«بدر الكبرى».. نبراس لتعامل أبنائنا مع الواقع المعاش


د.محمد عبده يماني
من يقف ويتعمق في أحداث هذه الغزوة العظيمة يلاحظ ان هناك دروسا عظيمة من أهمها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر لايعلم الغيب الا بوحي من الله، وقد ندب المسلمين لملاقاة عير قريش، ولم يكن يعلم انها ستكون الحرب، لذلك لم يعزم على المسلمين بالخروج، وترك لهم الخيرة في ذلك، فسار معه من سار، وتخلف عنه من تخلف، ولو كان المسلمون يعلمون ان النبي صلى الله عليه وسلم سيبلي حربا ما تخلف عنه أحد، وقد رأوا ان الذين خرجوا معه كافون للظفر بالعير التي يقودها ابو سفيان في ثلاثين او اربعين رجلا، وكان الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم اضعافا كثيرة لهذا العدد. كذلك من الدروس العظيمة التي نستفيدها من هذه المعركة الخالدة:
1- كان خروج ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من الصحابة دليل حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحرصهم عليه، وقد عبر عن ذلك سيد الأنصار سعد بن معاذ حين أشار على النبي صلى الله عليه وسلم ببناء العريش وكان فيما قال: فقد تخلف عنك اقوام ما نحن بأشد حبا لك منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك. وقد قدر الله تعالى وقوع الحرب بين الفريقين لحكم كثيرة سنلم ببعضها ونحن نستقرئ هذه الدروس والعبر المستفادة من هذه الغزوة، ثم اوحى الله تعالى الى نبيه صلى الله عليه وسلم ان المسلمين سيظفرون بأحدى الطائفتين العير او جيش قريش، فلما نجت القافلة بقيادة أبي سفيان تأكد لهم ان الحرب واقعة لا محالة، وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ للقاء العدو.
2- كان النبي قد جعل للأنصار راية دفعها الى سعد بن معاذ، وللمهاجرين راية أعطاها لعلي بن أبي طالب، ودفع الراية العامة الى مصعب بن عمير الذي كان أول من هاجر الى المدينة بعد بيعة العقبة ليعلم الأنصار الاسلام، ويقرأ عليهم القرآن، وفي هذا تقدير لأهل الفضل والسبق للاسلام ومراعاة للمشاعر واثارة للحماس وتنويه بمكانة العاملين والسادة المحبوبين.
3- وفي تعاقب الثلاثة او الأربعة على بعير واحد دليل على قلة الظهر عند المسلمين، وجواز تعاقب الثلاثة او أكثر على البعير، ودليل على تعاون المسلمين في الأمور المهمة، وفيما يوصل الى البر والتقوى ورضوان الله عز وجل، ودليل على علو الهمة عند اولئك المؤمنين، فلا تقف في وجوههم الصعاب مهما عظمت، ولا يبخلون بأنفسهم.
4- اقامة المساواة وتحقيق العدالة بين الجنود والقائد، فقد رفض صلى الله عليه وسلم ما عرضه عليه علي بن أبي طالب، ومرثد بن أبي مرثد بأن يركب ويمشيا فقال: ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما، وفي هذا ما فيه من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الأجر، واظهار التواضع والافتقار الى الله، والرغبة فيما عنده، وايثار الآخرة على العاجلة، وتعليم المسلمين ذلك بالقول والعمل، واكتمال الأسوة الحسنة في شخصه الكريم، مما لامثيل له في أحد من البشر ابدا، وان خير ما يتصف به المؤمن الحرص على الأجر، وقد قال صلى الله عليه وسلم لن يشبع المؤمنين من خير حتى يكون منتهاه الجنة.
5- التعمية على العدو بكل وسيلة ممكنة فقد قطع اجراس الابل ليبقي تحرك الجيش سرا عسكريا، وعدم إعطاء الخصم أي خبر يمكن اخفاؤه وجواز استعمال المعاريض خروجا من الكذب كقوله صلى الله عليه وسلم (نحن من ماء) جوابا لمن سأله ممن انتم؟
6- أهمية معرفة أحوال العدو والتجسس عليه وتتبع أخباره واستنتاج أحواله واستعداده، فقد سأل عن منزل قريش وعددها وزعمائها وأبطالها، وأرسل العيون لذلك وسأل من لم يكن على علم بما يدور ليكون أقرب إلى الصواب وأبعد عن الشبهة، وقام بنفسه ومعه صاحبه أبو بكر ببعض هذه المهام ليكون ذلك درساً لكل قائد عسكري، كي لا يكون اعتماده كله على القادة ولا على عيونه وجواسيسه.. ولأن نظر القائد أبعد من نظر من دونه، وحرصه أشد من حرص غيره، وليكون كل جندي عيناً على عدوه يعرف كل ما يستطيع معرفته عنه، ويواصل أخباره ويكشف تحركاته ومؤامراته، وفي هذا جواز إرسال الجواسيس وبث العيون وجمع الأخبار عن العدو بكل وسيلة ممكنة، وسؤال كل من يمكن أن نستفيد منه في معرفة أخباره
7- براعة النبي صلى الله عليه وسلم وقدرته على مواجهة الظروف الطارئة، والمفاجآت الصعبة، فقد خرج وندب المسلمين لاعتراض القافلة، فلما جاء النفير وخرجت قريش بخيلها وخيلائها. بدا فاستشار الناس، وأخبرهم أنه ربما لقي حرباً.. وتكلم ثلاثة من اكابر الصحابة فاحسنوا.. وكان يريد أن يسمع رأي الانصار لأنهم بايعوه على أن يمنعوه مما يمنعون أنفسهم وأبناءهم ونساءهم ولم يكن في البيعة ما يلزمهم بالدفاع عنه خارج بلدهم.. وأدرك سعد بن معاذ سيد الأنصار أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يسمع رأيهم فقال ما قال وسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال سعد، وبما أظهره الأنصار من التعطش للشهادة والاستعداد للقتال مهما كلفهم من تضحيات.
8- بشر النبي صلى الله عليه وسلم جيشه بالنصر: سيروا وابشروا فإن الله وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم.. وكانت هذه المقدمات كلها في صالح المسلمين فازدادوا ثقة بنصر الله، وإيماناً بوعد الله، وعزماً على القتال في سبيل الله حتى إذا كانت ساعة اللقاء أبدوا من ضروب البسالة وفنون الشجاعة ما قرت به عين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعين الإسلام. فكان يوم الفرقان.. ويوم التقى الجمعان.. وكان النصر العظيم الخالد إلى يوم القيامة.
9- كان للشورى أثر كبير في التمهيد والاستعداد للمعركة فقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشورة الحباب بن المنذر فغير المكان وجعل آبار بدر خلف ظهور المسلمين وغور الآبار، وبني الحوض ليمنع المشركين من الماء وأمر ببناء العريش كما أشار سعد بن معاذ ولو أن أحداً استغنى عن الشورى لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من استغنى، وهو المؤيد بالوحي، والذي ينظر بنور النبوة، ولكن حكمة الله قد قضت أن لا يكون المكان ملائماً للمعركة لتظهر فضيلة الشورى ومكانتها في حياة المسلمين إلى يوم القيامة، وأنه ليس لأحد من أهل الحل والعقد أن يستقل برأيه عن آراء أهل المشورة، وقد جاء الأمر من الله العزيز الحكيم لرسوله فقال: }وشاورهم في الامر| {آل» عمران:159 ووصف سبحانه جماعة المسلمين بقوله الكريم: }وأمرهم شورى بينهم| {الشورى: 38» فأرشد ذلك إلى أنها أساس الحكم وسبيل الفلاح.
10- النصر بيد الله ومن عنده ولكن يناله المتقون الذين اخلصو دينهم لله، وتوكلوا حق التوكل على الله }الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ| (النساء الآية 74) فلا يعولون في تحقيق النصر إلا على البر والتقوى }إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ(9)وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ| (الأنفال: 9-10). }وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ | (آل عمران: 123). فإذا عُصي الله ورسوله ولو من فئة قليلة من المقاتلين نزع الله النصر من بين أيديهم عقوبة لهم، وتصحيحاً لطريقهم وإصلاحاً لأخطائهم، وتخليصاً لقلوبهم من شوائب الدنيا، ووساوس النفوس، فلا تكون الهزيمة بذلك خسارة معركة فحسب، بل تكون وسيلة تطهير وتزكية للنفوس وتمحيصا للقلوب، وشحذا للعزائم ورغبة فيما عند الله وإيثار للآجلة على العاجلة، والباقية على الفانية، هذا ما وقع في أحد: }وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ| (آل عمران: 152).
11- كذلك دروس الهزيمة كدروس النصر في غاياتها وأهدافها لتحقيق كمال العبودية لله وصدق التوكل على الله، وبذل الجهد في إعلاء كلمته، وبذلك تظهر للمسلمين كلمة الله الخالدة: }وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ| (البقرة: 216).وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له” رواه مسلم.
12- الالتجاء إلى الله والتذلل إليه وطلب المعونة منه أساس النصر يزيد إيمان المؤمن وثقته بربه، وبربط قلبه به، ويفيض عليه الإحساس بالقوة المستمدة من قوة الله التي لا تقهر وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في تضرعه والتجائه لربه. وقد وعد الله عباده المؤمنين الصادقين اللائذين به المجاهدين في سبيله بالنصر والتأييد. وهنا نحب أن نقول: إن ما حدث في بدر من المقدمات والحوادث والمعجزات والنتائج ليس محصوراً في أهل بدر رضي الله عنهم، ولا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ووجوده بين ظهرانيهم، بل إن ذلك يمكن أن يقع ويتحقق في حياة المسلمين حيثما وجدت الجماعة المسلمة أو الجيش المسلم الذي يعتقد اعتقاد أهل بدر ويعمل بعملهم، وليس هذا أمراً مستحيلاً ولا بعيد المنال، بل هو أمر متاح وقابل للتكرار كلما وجد الإيمان العميق الصادق والتربية الإسلامية الصحيحة، والالتجاء إلى الله عز وجل والتذلل إليه، وطلب المعونة منه، والتصديق بوعده: }وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ| (الحج: 40). والثقة الكاملة بنصره: }يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ| (محمد: 7). فإن هذه الآيات الكريمة وأمثالها ليست خاصة في أهل بدر، بل هي لعموم المسلمين إلي يوم القيامة وعملها باق دائم، وما فيها من وعد أو وعيد ليس خاصاً برجال بدر، ولا بكفار قريش بل هي وعود من الله عز وجل لعباده بالنصر والتأييد، والتثبيت وللكافرين بالهزيمة والتمزيق.
13- الكافر مقطوع عن الله، محجوب عن رؤية الحق، متبع للهوى، متكبر بالباطل، يستحوذ عليه الحقد والغرور، يسعى في مضرة نفسه وهلاك قومه من حيث لا يشعر، وقد تكفل الله تعالى بإذلاله وخذلانه وإضلاله، ويعمي بصره عن رؤية الحق، ويصمُّ أذنه عن سماعه فلا ينفعه تحذير، ولا تجدي معه النصيحة ولو جاءت من أقرب الناس إليه.. فقد رفض أبو جهل الرجوع واصر على السير إلى بدر حتى تنحر الجزر وتعزف القيان، وتشرب الخمور وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا.. وقد خذله الله وأهانه وقتله شر قتلة مع من قتل من سادة قريش. وهذا حال الكافرين في غالب أحوالهم ن وقد قص القرآن الكريم خطأ تقديرهم، وسوء مصيرهم في كثير من الأمم، كما خاطب كفار قريش في بدر فقال تعالى: }إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمْ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ| (الأنفال: 1). وكان أبو جهل قد استفتح قبل المعركة فقال (اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا يعرف فَأَحِنْهُ الغَداةَ أي اقتله واخذله اليوم) ورغم ذلك ظلت قريش سادرة في غيها، ساعية في باطلها سنين طوالاً حتى جاء نصر الله والفتح.
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: المجلة الرمضانية - العدد السابع عشر

جزيت خيرا أخي الفاضل
 

baderelama

عضو كالشعلة
4 أكتوبر 2006
336
0
0
الجنس
ذكر
رد: المجلة الرمضانية - العدد السابع عشر

السلام علبكم و رحمة الله تعالى وبركاته.......


جزاكم الله عنا خيرا .....و نفع الله بكم العباد.....يارب



تحياتي...؛ Baderlama
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع