إعلانات المنتدى


سر الهمزة التي كتبت في الرسم العثماني على الوصل لا الوقف!

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الملكة الحزينة

مشرفة سابقة
6 مارس 2009
12,753
154
63
الجنس
أنثى
[frame="6 80"]

(بسم الل)


سر الهمزة التي كتب على الوصل لا الوقف في الرسم القرآني
من خصائص الرسم العثماني أنه يراعي المعاني في رسم الكلمات؛ فراعى الوصل لا الوقف في كتابة بعض الكلمات.
والقاعدة الإملائية في كتابة الكلمات؛ تسكين أواخر الكلمات، وكتابة الحرف الأخير حسب الوقف عليه.
أما الوقف على الهمزة فيكون تبعًا لحركة الحرف الذي قبلها؛
فإن كان ما قبلها مفتوحًا؛ كتبت الهمزة على ألف؛ مثل: (امْرَأَ - اقْرَأْ– يُنَبَّأْ)،
وإن كان ما قبلها مكسورًا؛ كتبت على نبرة بصورة الياء؛ مثل: (امْرِئٍ– قُرِئَ– وَتُبْرِئُ)،
وإن كان ما قبلها مضمومًا؛ كتبت على الواو؛ مثل: (امْرُؤٌا- لُؤْلُؤٌ)،
أما إذا كان ما قبلها ساكنًا سكونًا حيًا؛ كتبت على السطر؛ مثل: (الْخَبْءَ– دِفْءٌ- مِلْءُ)،
أو سكونًا ميتًا وهي حروف المد الساكنة؛ مثل: (السَّمَاءِ– شَيْءٍ– السُّوءُ)،
فعند الوقف على الهمزة لا تظهر حركتها، وما قبلها ساكن لا حركة له، ولما لم يكن لها صورة مستقلة بذاتها، لذلك لم يوجد في الرسم ما يشير إليها، حتى جاء الفراهيدي رحمه الله تعالى، فجعل لها صورة تكتب على السطر، وفوق حروف المد التي جعلت صورة لها.
والهمزة التي قبلها سكون أو حرف مد، ثم صورت واوًا؛ هي موضع بحثنا، وهي التي قد خرجت في كتابتها عن القاعدة، وكتبت وفق حركتها هي، وهذه الحركة لا تعرف إلا إذا واصلنا القراءة، ولذلك قلنا بأنها كتبت على الوصل لا الوقف.
الكلمات التي كتبت على الوصل ثمان عشرة كلمة؛ تسعة أسماء وتسعة أفعال، منها ما كرر، ومنها لم يكرر، ومنها ما كتبت على الطريقتين؛ أي مرة على الوقف، ومرة على الوصل، ومنها لم يكن له مثال آخر فكتبت على الوصل فقط.
سر كتابتها، وسنذكر هذه الكلمات التي كتبت على الوصل؛ مبينين
وسنذكر ما كتب على الوقف من مثيلاتها للمقارنة بينها.

القسم الاول همزات الاسمــــــــــــــاء
الهمزة الاولى .الضعفـــــــــــاء
وردت الضعفاء أربع مرات؛ مرتان كتبت على أصل الوقف، ومرتان كتبت على الوصل.
ويعود السر في اختلاف الرسم لاختلاف الضعف؛ فهناك من الضعف ما ينتهي في حياة الإنسان عند الكثير؛ كالضعف بسبب الصغر، أو المرض، أو الفقر.
ومنه ما ينتهي مع نهاية الدنيا، وكالضعف الذي يكون عن كبر في السن؛ ثم يبعث يوم القيامة في كمال شبابه وقوته.
وقد ذكر مثل هذا الضعف المنقطع في آيتين:
قال تعالى : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَـاـرُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الْآيَـاـتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ(266) البقرة
وقال تعالى : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(91) التوبة
ففي آية البقرة "ذُرِّيَّةٌضُعَفَاءُ"؛ فيهم ضعف مؤقت يزول ببلوغ سن الرجال، فكتبت الكلمة على أصل الوقف؛ أي على تسكين آخر الكلمة، والسكون انقطاع، لأن مصير ضعف هؤلاء الذرية الضعفاء إلى الانقطاع؛ وذلك عند الخروج من الصغر، وبلوغ مبلغ الرجال.
وفي آية التوبة "الضعفاء" ؛ فيهم ضعف من سنة الله في عباده عند بلوغ الكبر؛ وهذا الضعف مرتبط بالحياة الحياة الدنيا، ويوم القيامة يبعثون على سن واحد، والآية تتحدث عمن أعذر عن الجهاد بسبب ضعفه، وذكر معهم المرضى والفقراء، مما يدل على أن ضعفهم ليس بسبب المرض أو الفقر، إنما هو بسبب كبر السن، وهذا الضعف مصيره الانقطاع، لذلك كتبت الهمزة على أصل الوقف: أي السكون الذي يفيد الانقطاع.
لكن هناك ضعفًا لا ينقطع بانتهاء الدنيا فكتبت فيه همزة (الضُّعَفَـاـؤُا) على الوصل لا الوقف في آيتين:
قال تعالى : (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَـاـؤُا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَـاـنَا اللَّهُ لَهَدَيْنَـاـكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ(21) إبراهيم.
وقال تعالى : (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَـاـؤُا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنْ النَّارِ(47) غافر
تتحدث هاتان الآتان عما يجري بين أصحاب النار؛ محاججة في النار بين المستكبرين والضعفاء الذين تبعوهم؛ باعتبار ما كانوا عليه في الحياة الدنيا.
وضعف هؤلاء الضعفاء كان في الدنيا، ولضعفهم فيها اتبعوا المستكبرين على ما كانوا عليه من الكفر والشرك، وذلوا لهم، وتواصل ضعفهم واستمر في الآخرة؛ فليس في جهنم قوي، فهذا الضعف لا نهاية له ولا انقطاع، ولا خروج منه، فكتبت همزة الضعفاء على الواو مراعاة للوصل والاستمرار، لا الوقف والانقطاع؛ مبينة الواقع الذي هم عليه؛ ضعف لم ينته بنهاية الحياة الدنيا واستمر في الآخرة، والواو تشير دائمًا إلى الداخل والباطن؛ فهم في ضعف عند رب العالمين، ونار لا خروج لهم منهما.
فكان اختلاف رسم الكلمات مبنيًا على الواقع الذي تصور هذه الكلمات.
الهمزة الثانية : همزةالعُلَمَـاـؤُا(المعرفة بالألف واللام)
قال تعالى : (وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَـاـمِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَـاـؤُا إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) فاطر
الهمزة الثالثة : همزةعُلَمَـاـؤُا(المعرفة بالإضافة)
قال تعالى : (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَـاـؤُا بَنِي إِسْرَاءِيلَ(197) الشعراء
العلماء في الآية الأولى لم يحددوا بقوم ولا بعلم خاص، ولم يحددوا بزمن معين؛ والعلم جاء لهم من التعلم؛ أي أن هناك من تعلموا منه العلم، وورثهم إياه؛ فالعالم ينقل العلم من علماء سبقوه، وقد يزيد على علمهم، ويورث هذا العلم لمن يأتي بعده فيصبحوا علماء مثله، أو أكثر منه علمًا... وهكذا يستمر تناقل العلم، وبروز العلماء بالعلم الذي تعلموه وما زادوا عليه مما علمهم الله، وفتح لهم من أبواب العلم .. وكان أول من ورث العلم هو آدم عليه السلام، وبعث الله الأنبياء والرسل ليزيدوا الناس علمًا، وحتى زادوهم بعض الصناعات؛ فقد كان إدريس عليه السلام حائك ثياب، ونوح عليه السلام نجارًا، وقد صنع السفينة بمن معه، وكان داود حدادًا، ...........
وفي الآية الثانية كان تخصيص العلماء بعلماء بني إسرائيل؛ وعلمهم هو مما ورثوه من العلماء قبلهم، في تسلسل امتد في بني إسرائيل من نزول التوراة إلى مبعث محمد صلى الله عليه وسلم، فكانوا على علم واحد بهذا الأمر؛ أي بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
فكتابة همزة (الْعُلَمَـاـؤُا) على الوصل لا الوقف؛ لتدل على استمرار العلم، وأن المقصودين بالعلماء؛ هم الذين لم يخرجوا من هذا العلم بتوارثهم له بدلالة رسم الواو؛ (المشيرة للباطن والداخل)، المضافة كصورة للهمزة.
الهمزة الرابعة : همزةشُرَكَـاـؤُا
أما الموضع الأول؛ فكان في استفهام استنكاري للذين ادعوا أن لله شركاء دائمين معه، وآمنوا بذلك، والملك لله وحده يوم القيامة؛ فأين ذهب هؤلاء الشركاء يوم القيامة؟! فكتبت لذلك (شُرَكـاـؤُا) على الوصل لا الوقف، على ما كان يعتقده المخاطبين في الآية.
قال تعالى : (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَـاـكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَـاـكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَـاـؤُا ..(94) الأنعام
وأما الموضع الثاني؛ فكان في استفهام عن شركاء شرعوا لهم دينًا، ومن يشرع شرعًا لا يشرعه لسنوات معدودة، بل ليكون دائمًا، تعمل به أجيال عديدة، ولذلك لا بد من أن يكون الشريك قادرًا على محاسبة من يخرج عن الدين، ويكافئ من عمل به، وأن يستمر معهم وليس لجيل واحد أو زمن محدود؛ لذلك كتبت (شُرَكَـاـؤُا) على الوصل لا الوقف، مراعاة للسؤال عن شركاء في اعتقادهم لهم صفة الاستمرار والتواصل مع الناس، وأنهم ما زالوا في الشراكة ولم يخرجوا منها. تعالى الله عما يصفون.
وقال تعالى : (أَمْ لَهُمْ شُرَكَـاـؤُا شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ... (21) الشورى.
كتبت شركاء على الوصل لا الوقف في موضعين فقط؛
وما ذكر غير ذلك من شركاء كان في شراكة منقطعة؛ لذلك كتبت على أصل الوقف الذي يفيد السكون والانقطاع.
فمن ذلك في توزيع الإرث؛ (فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ(12) النساء، وفي اقتسام الجاهليين الميتة؛ (وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ (139) الأنعام، وفي اقتسامهم الاستعباد؛ (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِشُرَكَاءُ مُتَشَـاـكِسُونَ(29) الزمر، وفي تحديهم بإثبات ما لا وجود له؛ (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَـاـدِقِينَ(41) القلم،
وغير ذلك وردت منصوبة بالفتح
الهمزة الخامسة : همزةبُرَءَاؤُا
قال تعالى : (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَابِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (4) الممتحنة.
لم يكن قول إبراهيم عليه السلام ومن معه لقومهم؛ هو إخبار لهم بأنهم برآء؛ بل هم مستمرون على البراءة منهم، بلا انقطاع ولا تراجع؛ إلى أن يؤمنوا بالله وحده، ولذلك كتبت الكلمة على الوصل والاستمرار لا الوقف والانقطاع، وصورت الهمزة واوًا لضمتها، وأنهم داخلون في هذا الذي يفرقهم عن قومهم، ويعزلهم عنهم ولا يخرجون منه؛ وهو البراءة منهم بسبب شركهم.
الهمزة السادسة : همزةأَنْبَـاـؤُا (بالجمع)
ورد لفظ (أَنْبَـاـؤُا) المضموم الهمزة في القرآن مرتين، وقد كتبت فيهما الهمزة على الوصل والاستمرار، لا الوقف والانقطاع.
قال تعالى : (فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَـاـؤُا مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون(5) الأنعام.
لما يبين الله تعالى أن هذه الأنباء في طريق وصولها إليهم؛ فكتبت الهمزة لذلك على أصل الوصل والاستمرار، لا الوقف والانقطاع، وصورت بسبب ضمها واوًا... والأنباء التي ستأتيهم هي ما توعدهم الله عز وجل به من العذاب، وإدخالهم جنهم خالدين فيها، ولا خروج لهم منها؛ فكانت الواو التي تستعمل في الإشارة إلى الباطن والداخل، واستمرار إشارتها تلك، لأنها آخر الحروف في الكلمة؛ فكانت تصويرًا لما يؤول إليه حالهم.
ووردت الأنباء معرفة بأل التعريف، ومضمومة الآخر في موضع واحد؛ كتبت فيه على أصل الوقف والانقطاع:
قال تعالى : (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمْ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ(66) القصص
فقوله تعالى "فعميت عليهم" دالة على أن "الأنباء" لم تصلهم ومقطوعة عنهم، فكتبت الكلمة لذلك على القاعدة؛ أي على الوقف والتسكين.
ووردت "أنباء" في مواضع أخرى مجرورة، ومكتوبة على الوقف والتسكين، وليست محل بحثنا.
الهمزة السابعة : همزةنَبَؤُا (بالإفراد)
كتبت همزة نَبؤُا على أصل الوصل؛ أي على واو، حيث هي مضمومة وما قبلها مفتوح، والضمة أقوى من الفتحة في الأمثلة التالية :
قال تعالى : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ (9)إبراهيم
قال تعالى : (وَهَلْ أَتَـاـكَ نَبَؤُا الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ(21) ص
قال تعالى : (قُلْ هُوَ نَبَؤُا عَظِيمٌ(67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ(68) ص
قال تعالى : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(5) التغابن
والسر في كتابة الهمزة على الوصل؛ أي على الواو هو أن الكلمة كانت صورة لواقع النبأ.
فالأنباء على نوعين: منها ما توقف تداوله بين الناس، وانتهى أمره إلى النسيان عند الكل أو عند طائفة منهم ، ونوع من الأنباء استمر تناقله بين الناس فاستمر العلم به.
والسؤال عن النبأ هو سؤال عن نبأ استمر بين الناس وتواصلت المعرفة به، والسؤال له أو لهم بصيغة المخاطب؛ هل وصل النبأ أم لم يصل؟
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ(9) إبراهيم؟ ،
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ (5) التغابن؟
(وَهَلْ أَتَـاـكَ نَبَؤُا الْخَصْمِ(21) ص؟.
أو يكون الحديث عن نبأ أعرضوا عنه بعد وصولهم إليه؛ (قُلْ هُوَ نَبَؤٌا عَظِيمٌ(67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ(68) ص.
ففي هذه الأمثلة كتبت نبأ على أصل الوصل للدلالة على أن النبأ استمر وتواصل واشتهر وتناقله الناس.
وأما الأمثلة التي كتبت فيها كلمة النبأ على أصل الوقف، فقد كان الحديث فيها عن نبأ لم يصل القوم والمطلوب تبليغهم هذا النبأ وتوصيله إليهم؛
قال تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) الشعراء
وقال تعالى : (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَـاـبِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَـاـتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَـاـتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(70) التوبة
وأما هذا الذي في سورة التوبة (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) فهو استفهام عن إتيان نبأ لغائب، وليس لمخاطب كما في الأمثلة الأولى؛ ففيه تعجب لبيان شدة قبح إعراضهم وكفرهم، وكأن نبأ الذين من قبلهم لم يصلهم فلم يتعظوا مما حل بهم ... فكتبت الهمزة على الوقف عليها، وكان ما قبلها مفتوحًا فكانت الألف صورة لها.
وهذا غير الذي ذكر في آيات إبراهيم والتغابن وصاد؛ فالاستفهام فيهما كان موجهًا لمخاطب قد سمع نبأ هلاك السابقين، ويقر بوصوله إليه، ولم يكن الاستفهام لطلب العلم من قبلهم.






كتاب التجويد الفريد

[/frame]
 
  • أعجبني
التفاعلات: Imanmas

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

بنت الاسلام *

مزمار فعّال
19 أبريل 2009
155
1
0
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: سر الهمزة التي كتب على الوصل لا الوقف في الرسم القرآني

بارك الله فيك وجزاك كل خير
 

الملكة الحزينة

مشرفة سابقة
6 مارس 2009
12,753
154
63
الجنس
أنثى
رد: سر الهمزة التي كتب على الوصل لا الوقف في الرسم القرآني

وفقكم الله على الردود الطيبه
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: سر الهمزة التي كتب على الوصل لا الوقف في الرسم القرآني

جزاك الله خيرا أختنا الملكة الحزينة على نقلك المفيد الطيب. نفع الله بك وبنقولك.
 

faresaly

مزمار جديد
28 أكتوبر 2008
23
1
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: سر الهمزة التي كتب على الوصل لا الوقف في الرسم القرآني

بارك الله فيك وزادك من فضله ونفعك ونفع بك
تقبلي مروري
 

الملكة الحزينة

مشرفة سابقة
6 مارس 2009
12,753
154
63
الجنس
أنثى
رد: سر الهمزة التي كتبت على الوصل لا الوقف في &#1575

,باارك الله فيكم ونفع بكم
وبلغكم الفاااائده ,مما قرئتم ,,,,وفقك الله لكل خير
وجزاكم الجنـــــة ونعيمها
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع