- 11 أبريل 2008
- 3,980
- 151
- 63
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
الحلقة الاولى مستل من بحث لي عنوانه تجويد وترتيل المنشاوي دراسة وتحليل :
ثانيا :تصوير المعنى
من خصائص أسلوب القرآن الكريم التي عرف بها : تصوير المعاني : ويراد بها إظهار المعاني بكلمات تكاد أن تجعلها بصورة المحسوس، حتى تهم بلمسها بيديك ،وحتى تلج على ذهنك مترابطة متكاملة ، لا تكلف ذهنك مشقة تركيبها ، ولا تثقفه بمهمة تجميعها ، فتقسره قسرًا على الفهم والإدراك ، بل تفجؤه بانطباعها فيه بمجرد توجهه إليها ، وإذا كان تفسير سيد قطب (1)رحمه الله تعالى له عناية خاصة بهذا المعنى من ناحية توضيحه وبيانه واستجلائه ، والذي تميز فيه من بين سائر المفسرين ،فان تجويد المنشاوي رحمه الله من ناحية تطبيقية تجعلك تعيش في أجواء الآيات كانك تراها رأى عين ،وتجعلك تتذوق معانيها وتنقلك إلى عوالم غير علم الماديات ،وتجعل من يستمع إلى التلاوة يتفاعل معها بقلبه وعقله ووجدانه ،وعلى ذلك أمثلة لا حصر لها منها:
أولا:تلاوته لقوله تعالى من سورة الفجر(2)- وهي من أكثر السور التي تلاها في المحافل والمناسبات -(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) وهو من روائع الآيات التي يتلوها(3) ،ويستعمل المقرئ ما يناسب أجواء الآية من المقام وهو الحجاز- هذا المقام من أحزن و أخشع المقامات.. و أصله يرجع إلى بلاد الحجاز.. -وهو الثاني في الروعة بعد الصبا والمنشاوي رحمه الله في تلاوته يقطع القلب ،وتخنقه العبرة ،وهو يذكر الإنسان الغافل بما فات من عمره في غير طاعة الله بعد رؤيته لجهنم بنارها وحميمها وزقومها وهي تقاد بالسلاسل ،ليقذف فيها العصاة من خلق الله ،ويصور لك الحالة تماما وكأن جهنم مربوطة بالحبال ،وتجر إلى ساحة الحساب فيراها جميع خلق الله،هناك في ساحات العرض والحساب ،هناك تبلغ القلوب الحناجر، ويشيب الولدان من هول الموقف والمطلع ، حينئذ يصرخ الإنسان بأعلى صوته نادما (ياليتني قدمت لحياتي )والمقرئ في المقطع يرفع صوته مناديا على الخلق إن هلموا إلى طاعة الله قبل فوات الأوان ،واستجيبوا نداء ربكم قبل حلول الموت ،أنها لحظات حاسمة في عمر الإنسان، بل في عمر البشرية جمعاء، إن الآية تختصر عمر الدنيا لتوضح صورة عن قصر عمر الدنيا مقارنة بحال الأخرة، وان الإنسان على مفترق طريق إما إلى نعيم سرمدي ،أو عذاب اليم دائم ، إن الذين يفهمون بالمقامات والدرجات والأصوات يقولون إن المنشاوي رحمه الله لا نظير له في التصوير المعنوي ، فهو من أوائل من قرأ القرآن بالتصوير للمعاني- وقبله الشيخ محمد رفعت رحمهم الله للحديث بقية .
أولا:تلاوته لقوله تعالى من سورة الفجر(2)- وهي من أكثر السور التي تلاها في المحافل والمناسبات -(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) وهو من روائع الآيات التي يتلوها(3) ،ويستعمل المقرئ ما يناسب أجواء الآية من المقام وهو الحجاز- هذا المقام من أحزن و أخشع المقامات.. و أصله يرجع إلى بلاد الحجاز.. -وهو الثاني في الروعة بعد الصبا والمنشاوي رحمه الله في تلاوته يقطع القلب ،وتخنقه العبرة ،وهو يذكر الإنسان الغافل بما فات من عمره في غير طاعة الله بعد رؤيته لجهنم بنارها وحميمها وزقومها وهي تقاد بالسلاسل ،ليقذف فيها العصاة من خلق الله ،ويصور لك الحالة تماما وكأن جهنم مربوطة بالحبال ،وتجر إلى ساحة الحساب فيراها جميع خلق الله،هناك في ساحات العرض والحساب ،هناك تبلغ القلوب الحناجر، ويشيب الولدان من هول الموقف والمطلع ، حينئذ يصرخ الإنسان بأعلى صوته نادما (ياليتني قدمت لحياتي )والمقرئ في المقطع يرفع صوته مناديا على الخلق إن هلموا إلى طاعة الله قبل فوات الأوان ،واستجيبوا نداء ربكم قبل حلول الموت ،أنها لحظات حاسمة في عمر الإنسان، بل في عمر البشرية جمعاء، إن الآية تختصر عمر الدنيا لتوضح صورة عن قصر عمر الدنيا مقارنة بحال الأخرة، وان الإنسان على مفترق طريق إما إلى نعيم سرمدي ،أو عذاب اليم دائم ، إن الذين يفهمون بالمقامات والدرجات والأصوات يقولون إن المنشاوي رحمه الله لا نظير له في التصوير المعنوي ، فهو من أوائل من قرأ القرآن بالتصوير للمعاني- وقبله الشيخ محمد رفعت رحمهم الله للحديث بقية .