- 21 مارس 2009
- 277
- 2
- 18
- الجنس
- ذكر
الصلاة في الإسلام منزلة لا تعدلها أي منزلة ، وهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا بها ، وهي فريضة دائمة لا تسقط إلا في حال الخوف ، وهي أول ما أوجبه الله تعالى من العبادات ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد ، وهي آخر وصية وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته ، وهي آخر ما يفقد من الدين ، فإن ضاعت ضاع الدين كله .
والخشوع فيها من الأهمية بمكان ، ولذلك امتدح الله المؤمنين لأنهم حققوا صفة الخشوع في صلاتهم ، فقال تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ } المؤمنون 1- 2
وهناك وسائل مساعدة على الخشوع ومحققة له ، من هذه الوسائل :
أولاً : معرفة الله واستحضار عظمته والخوف منه ، وكل من كان بالله أعلم كان أكثر خشية له وأشد ، قال تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } فاطر 28
ويتفاوت الخشوع في القلوب بحسب معرفتها لمن خشعت له .
ثانياً : أن يعلم أن الصلاة لقاء مع الله ومناجاة له ، ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربه )) ، وهذه المناجاة أرفع درجات العبد فينبغي أن يفرغ قلبه لله ففي سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته ، تسعها ، ثمنها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها .. فبمقدار ما يفرغ العبد قلبه لله تعالى يكتب له من الأجر في صلاته )) .
ثالثاً : الابتعاد عن التفات القلب والجوارح ، فمن الأمور التي تفوت على العبد الخشوع في الصلاة الالتفات ، ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة ، فقال : (( هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ))
قال ابن رجب رحمه الله : عدم الالتفات بالنظر يمينا وشمالا وقصر النظر على موضع السجود هو من لوازم الخشوع للقلب وعدم التفاته .
رابعاً : الطمأنينة في الصلاة ، فكلما قلّ خشوع الإنسان في الصلاة اشتدت عجلته حتى تصير حركته بمنزلة العبث الذي لا يصحبه خشوع ولا إقبال على العبودية ، ثبت في سنن أبي داود بسند صحيح عن أبي مسعود البدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود )) .
خامساً : أن يصلي الإنسان صلاة مودّع ، وذلك بأن يذكر الموت في صلاته وأنه لعله لا يصلي بعدها .. ثبت في المسند وسنن ابن ماجه بسند حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا قمت في صلاتك فصلّ صلاة مودّع )) .