- 10 يونيو 2008
- 335
- 1
- 0
- الجنس
- ذكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
[FONT="] منقول مع شيئ من التصرف اليسير وهو[/FONT]:
[FONT="]حافظة النقود أنستني طريق الصمود[/FONT]!!
****
[FONT="]رأيت فيما يرى النائم أن هاتفًا صاح فينا بصوتٍ هزَّ البلاد وزلزل العباد،[/FONT]
[FONT="]يا خيل الله اركبي.. يا خيل الله اركبي.. حي على الجهاد[/FONT].
[FONT="]فانطلق آلاف الشباب إلى حيث يأتيهم الصوت، كلهم يقول لبيك.. لبيك، كلنا فدى الإسلام والأوطان والخلان في كل البلاد[/FONT].
[FONT="]فقال لنا المنادي[/FONT]:
[FONT="]جزاكم الله خيرًا عن الدين والوطن والعِرض، لكن جيشنا له شروط[/FONT] !!
[FONT="]فصِحتُ من بين الناس قائلاً[/FONT]:
[FONT="]اشترط ما شئت فقد بعنا أنفسنا لله، وكل شرط يحقق هذه الصفقة نحققه، فهات ما عندك[/FONT].
[FONT="]فقال لنا[/FONT]:
[FONT="]خمسة مطالب، من فعلها انطلق معي للجهاد وإلارجع[/FONT]!!
[FONT="]فصاح الجميع[/FONT]:
[FONT="]هات ما عندك واطلب ما تشاء[/FONT].
[FONT="]فقال المنادي[/FONT]:
[FONT="]لا يصحبنا إلا من حفظ سورتي الأنفال ومحمد لأنهما أصل حديث المجاهدين[/FONT].
[FONT="]فنظر بعضنا إلى بعض، ثم قلنا له[/FONT]
[FONT="]أكمل... أكمل وأسمعنا ماعندك أولاً[/FONT].
[FONT="]فقال[/FONT]:
[FONT="]لا يتبعنا في معاركنا إلا من صلى الفجر اليوم في الصف الأول، وأدرك تكبيرة الإحرام،[/FONT]
[FONT="]فطأطأت رأسي؛ لأنني اليوم بالذات أدركت الإمام في التشهد الأخير وقبل التسليم[/FONT].
[FONT="]ثم صاح المنادي قائلاً[/FONT]:
[FONT="]لن ينال شرف الجهاد معنا إلا من يحفظ عشرة أحاديث في[/FONT][FONT="]فضل الجهاد، بسندها ومتنها؛ ليستشعر شرف الجهاد الذي خرج يبيع نفسه لله من[/FONT][FONT="]خلاله[/FONT].
[FONT="]فأخذت أسترجع ما أحفظ، فما وجدتني أحفظ إلا حديثًا أوحديثين، إن تذكرت أحدهما كاملاً لا أظنني أتذكر الآخر[/FONT].
[FONT="]فقال المنادي[/FONT]:
[FONT="]بقي شرطان، لا يصحبنا إلا من كتب وصيته وتركها لأهله، لأنه لا وقت عندنا الآن لكتابة الوصايا،[/FONT]
[FONT="]فتذكرت أن عليَّ لفلان أموالاً هنا ولفلان أموالاً هناك، وأحتاج لأيامٍ لأتذكر الديون الأخرى، ناهيك عن أقساط ومستحقات و.. و[/FONT]..
[FONT="]فصرخ المنادي: قاطعا عليَّ تفكيري وشتاتي في الدنيا التي أهلكتني ومزقتني،وقال[/FONT]:
[FONT="]الشرط الأخير ألا يصحبنا إلا من كان مثل المجاهد في[/FONT][FONT="]حياته، فكما سهرالمجاهدون على ثغورهم يحرسون، بات هو مع من كانوا في[/FONT][FONT="]بيوتهم يصلون، وسهر يقلب أوراق المصحف كما سهر المجاهدون يقبضون على[/FONT][FONT="]بنادقهم[/FONT].
[FONT="]وما إن تلا الرجل شرطه الخامس حتى انسللت من بين الناس قبل أن يتمَّ كلامه حتى لا يفتضح أمري[/FONT].
[FONT="]أبناؤناالمجاهدون[/FONT]
[FONT="]وبعد أن ابتعدت خطوات عن الرجل تلفتُّ ورائي فإذا الآلاف على أثري، كلهم رجعوا إلا عددًا قليلاً وقف مع المنادي،[/FONT]
[FONT="]فأشفقت عليه أن يعود ببضع رجال وقد كان معه الآلاف فوقفت وقلت له[/FONT]:
[FONT="]يا أخي هل لك أن تتنازل عن شرطين أو ثلاثة؛ حتى لا ترجع خائبًا بلا عدد يفرحك أو جيش يؤازرك؟[/FONT]
[FONT="]فابتسم الرجل وقال[/FONT]:
[FONT="]لا يا أخي، فمعاركنا اليوم ليست بحاجة إلى أجساد بقدر ما هي بحاجة إلى عبَّاد، وهي معركة قلوب وطهارات، وليست معركة مدافع وآلات[/FONT].
[FONT="]ثم قال لي[/FONT]:
[FONT="]ولم لا تغير أنت من حالك لتلحق بنا؟[/FONT]
[FONT="]قلت وهل تنتظرونني حتى أتغيَّر؟[/FONT]
[FONT="]فقال[/FONT]:
[FONT="]القوافل كل يوم تمر، والمعارك مع الباطل لن تنتهي حتى[/FONT][FONT="]تقوم الساعة، فإن فاتك ركب اليوم، فأدرك ركب الغد، لكن حذار أن يفوتك كل[/FONT][FONT="]الركبان،ولات حين مندم[/FONT].
[FONT="]ثم انصرف وهو يقول لمن معه[/FONT]:
[FONT="]هيا يا إخوتاه فلمثلكم تتنزل الملائكة، وعن مثلكم يدافع الله عز وجل، وعلى أيدي أمثالكم يأتي النصر[/FONT].
[FONT="]أما أنا فنظرت حولي فرثيت لحالي وبكيت، فقال لي أحدهم[/FONT]:
[FONT="]لاتراع، غدًا نلحق بهم[/FONT]!
[FONT="]فصرخت في وجهه قائلاً[/FONT]:
[FONT="]منذ عشرات السنين ولم يأت الغد الذي تتحدث عنه، حتى أوشكت قوافل خيل الله أن تنتهي ولم نحجز لأنفسنا فيها مكانًا بعد[/FONT].
[FONT="]ثم أخرجت حافظة نقودي لأخرج منها ورقةً أكتب عليها[/FONT][FONT="]وصيتي، ففاجأتني صور أبنائي، وخلفها بعض الأوراق المالية، فنسيت الوصية[/FONT][FONT="]ونسيت الجهاد ومضيت لحالي، ثم ....... استيقظت[/FONT]!!
---------------
[FONT="]بقلم الشيخ خالد حمدي[/FONT]
[FONT="]من علماء الأزهر[/FONT]
[FONT="]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT]
[FONT="]حافظة النقود أنستني طريق الصمود[/FONT]!!
****
[FONT="]رأيت فيما يرى النائم أن هاتفًا صاح فينا بصوتٍ هزَّ البلاد وزلزل العباد،[/FONT]
[FONT="]يا خيل الله اركبي.. يا خيل الله اركبي.. حي على الجهاد[/FONT].
[FONT="]فانطلق آلاف الشباب إلى حيث يأتيهم الصوت، كلهم يقول لبيك.. لبيك، كلنا فدى الإسلام والأوطان والخلان في كل البلاد[/FONT].
[FONT="]فقال لنا المنادي[/FONT]:
[FONT="]جزاكم الله خيرًا عن الدين والوطن والعِرض، لكن جيشنا له شروط[/FONT] !!
[FONT="]فصِحتُ من بين الناس قائلاً[/FONT]:
[FONT="]اشترط ما شئت فقد بعنا أنفسنا لله، وكل شرط يحقق هذه الصفقة نحققه، فهات ما عندك[/FONT].
[FONT="]فقال لنا[/FONT]:
[FONT="]خمسة مطالب، من فعلها انطلق معي للجهاد وإلارجع[/FONT]!!
[FONT="]فصاح الجميع[/FONT]:
[FONT="]هات ما عندك واطلب ما تشاء[/FONT].
[FONT="]فقال المنادي[/FONT]:
[FONT="]لا يصحبنا إلا من حفظ سورتي الأنفال ومحمد لأنهما أصل حديث المجاهدين[/FONT].
[FONT="]فنظر بعضنا إلى بعض، ثم قلنا له[/FONT]
[FONT="]أكمل... أكمل وأسمعنا ماعندك أولاً[/FONT].
[FONT="]فقال[/FONT]:
[FONT="]لا يتبعنا في معاركنا إلا من صلى الفجر اليوم في الصف الأول، وأدرك تكبيرة الإحرام،[/FONT]
[FONT="]فطأطأت رأسي؛ لأنني اليوم بالذات أدركت الإمام في التشهد الأخير وقبل التسليم[/FONT].
[FONT="]ثم صاح المنادي قائلاً[/FONT]:
[FONT="]لن ينال شرف الجهاد معنا إلا من يحفظ عشرة أحاديث في[/FONT][FONT="]فضل الجهاد، بسندها ومتنها؛ ليستشعر شرف الجهاد الذي خرج يبيع نفسه لله من[/FONT][FONT="]خلاله[/FONT].
[FONT="]فأخذت أسترجع ما أحفظ، فما وجدتني أحفظ إلا حديثًا أوحديثين، إن تذكرت أحدهما كاملاً لا أظنني أتذكر الآخر[/FONT].
[FONT="]فقال المنادي[/FONT]:
[FONT="]بقي شرطان، لا يصحبنا إلا من كتب وصيته وتركها لأهله، لأنه لا وقت عندنا الآن لكتابة الوصايا،[/FONT]
[FONT="]فتذكرت أن عليَّ لفلان أموالاً هنا ولفلان أموالاً هناك، وأحتاج لأيامٍ لأتذكر الديون الأخرى، ناهيك عن أقساط ومستحقات و.. و[/FONT]..
[FONT="]فصرخ المنادي: قاطعا عليَّ تفكيري وشتاتي في الدنيا التي أهلكتني ومزقتني،وقال[/FONT]:
[FONT="]الشرط الأخير ألا يصحبنا إلا من كان مثل المجاهد في[/FONT][FONT="]حياته، فكما سهرالمجاهدون على ثغورهم يحرسون، بات هو مع من كانوا في[/FONT][FONT="]بيوتهم يصلون، وسهر يقلب أوراق المصحف كما سهر المجاهدون يقبضون على[/FONT][FONT="]بنادقهم[/FONT].
[FONT="]وما إن تلا الرجل شرطه الخامس حتى انسللت من بين الناس قبل أن يتمَّ كلامه حتى لا يفتضح أمري[/FONT].
[FONT="]أبناؤناالمجاهدون[/FONT]
[FONT="]وبعد أن ابتعدت خطوات عن الرجل تلفتُّ ورائي فإذا الآلاف على أثري، كلهم رجعوا إلا عددًا قليلاً وقف مع المنادي،[/FONT]
[FONT="]فأشفقت عليه أن يعود ببضع رجال وقد كان معه الآلاف فوقفت وقلت له[/FONT]:
[FONT="]يا أخي هل لك أن تتنازل عن شرطين أو ثلاثة؛ حتى لا ترجع خائبًا بلا عدد يفرحك أو جيش يؤازرك؟[/FONT]
[FONT="]فابتسم الرجل وقال[/FONT]:
[FONT="]لا يا أخي، فمعاركنا اليوم ليست بحاجة إلى أجساد بقدر ما هي بحاجة إلى عبَّاد، وهي معركة قلوب وطهارات، وليست معركة مدافع وآلات[/FONT].
[FONT="]ثم قال لي[/FONT]:
[FONT="]ولم لا تغير أنت من حالك لتلحق بنا؟[/FONT]
[FONT="]قلت وهل تنتظرونني حتى أتغيَّر؟[/FONT]
[FONT="]فقال[/FONT]:
[FONT="]القوافل كل يوم تمر، والمعارك مع الباطل لن تنتهي حتى[/FONT][FONT="]تقوم الساعة، فإن فاتك ركب اليوم، فأدرك ركب الغد، لكن حذار أن يفوتك كل[/FONT][FONT="]الركبان،ولات حين مندم[/FONT].
[FONT="]ثم انصرف وهو يقول لمن معه[/FONT]:
[FONT="]هيا يا إخوتاه فلمثلكم تتنزل الملائكة، وعن مثلكم يدافع الله عز وجل، وعلى أيدي أمثالكم يأتي النصر[/FONT].
[FONT="]أما أنا فنظرت حولي فرثيت لحالي وبكيت، فقال لي أحدهم[/FONT]:
[FONT="]لاتراع، غدًا نلحق بهم[/FONT]!
[FONT="]فصرخت في وجهه قائلاً[/FONT]:
[FONT="]منذ عشرات السنين ولم يأت الغد الذي تتحدث عنه، حتى أوشكت قوافل خيل الله أن تنتهي ولم نحجز لأنفسنا فيها مكانًا بعد[/FONT].
[FONT="]ثم أخرجت حافظة نقودي لأخرج منها ورقةً أكتب عليها[/FONT][FONT="]وصيتي، ففاجأتني صور أبنائي، وخلفها بعض الأوراق المالية، فنسيت الوصية[/FONT][FONT="]ونسيت الجهاد ومضيت لحالي، ثم ....... استيقظت[/FONT]!!
---------------
[FONT="]بقلم الشيخ خالد حمدي[/FONT]
[FONT="]من علماء الأزهر[/FONT]
[FONT="]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT]