إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

خطبتاالجمعة من المسجدالحرام ومسجدالنبي صلي الله عليه وسلم البدع والتكفيررضاالجنايني

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

رضا الجنايني

مزمار كرواني
6 يونيو 2008
2,850
27
0
الجنس
ذكر
خطبتا الجمعة
خطبة الشيخ السديس من المسجد الحرام عن التكفير
وخطبة الشيخ الحذيفي من المسجد النبوي عن البدع

]مكة المكرمة / المدينة المنورة 05 جمادى الآخرة 1430هـ الموافق 29 مايو 2009م أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله حقَّ التّقوى، فإنها الذُّخر الأبْقَى، والسَّعَادَة التي مَا دونَها فَوزٌ ولا فوقها مَرْقَى .
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم / أيها المسلمون في مَعَارِج الكُشُوفاتِ والعِرفان، اسْتَقَرَّ إنسان هذا الزّمان، في عصر الثَّوْرَاتِ التِّقَانِيّة الهائلة، التي أسْفرت عن وسائل الاتصال السريعة المُتطوِّرة، فَخوَّلَتِ الإنسان أنْ يَتَواصل مع من شاء في أيِّ شِبْرٍ من المعمورة شاء، وفي أيِّ لحظةٍ شاء، في بثٍّ مُبَاشِرٍ مُفَصَّل، يَحْمِل الصَّوت والصُّورَة مَعَا. وما ذلك إلاَّ دليل عظمَة الخالق البارئ المُصَوِّر –سبحانه - الذي هَدَى العُقولَ والأفكار فَصَنَعَتْ واخْتَرَعَت؛ وطوَّرت وأبْدَعَت، قال –جَلَّ جَلاله- مُمْتَنًّا على عِباده:( عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)/.
وأضاف يقول/ ومِمَّا ابْتَكَرَهُ العَقْل البَشرِي وجوَّدَه، وبما يذهل من العجائب أرْفَدَه، آلات ووسائل قد عَمَّ بين الخَلِيقة انتشارُها، وجَلَّتْ مَنَافِعُها وآثارُها، وكذَا أضرارها وأخْطارها، كَمْ أظْفرت مِنَ المُنَى والأرَبْ، مَتَى التُزِم فِيها الحِجَى والأدب، وكَم نَشَرَت مِنْ هُدَى واستقامَةٍ ومعروف، وحِكمةٍ ومَوعظةٍ وإغَاثةِ مَلْهُوف! يَسَّرت بُلُوغَ الأخْبَار، ونَتائج الأفكار، في لَمْحِ الأبْصار، بَيْن القرى والأمصار، مهما شط المَزَار، قَرَّبت البعيد، وجَدَّدَت العهيد، وغَدَت للعَالَم أجْمَعْ قطب رحى التّخاطب، ومَدَارُ الاتصال والتواصل ولكنها في مُقابل ذلك، إنْ أسَاءَ حَامِلها وانْحَرَف، وللإثْم بِها اقْتَرَف، أصْبَحت بُوتَقَةً للشُّرُورِ والنِّقَم، فكم أوْقَعَت في مَصَائد المصَائِب، وألْقَت كثيرًا مِن مستخدميها بين أنْيَاب الغوائل والنَّوائب، تلكم هي وسائل الاتصالات الحديثة بما فيها الهواتف المحمولات، والحاسوبات وأجهزة التقانات، وشبكات المعلومات .
وأردف يقول مع تهافُتِ الناس على أرقى تِقانات تِلك الوسائل وأحدثِها، إلا أنك تُلْفِي لَدَيهم جهلاً ذريعًا بِحُسْنِ اسْتِعمالها وأَمْتَا، وخَطرًا مُحْدِقًا كالسَّبَنْتى، مِن: جَفافِ الرُّوح، وضعْف القِيم، وعجز الهِمَمِ دُون التَّحَدِّيات التي استهدَفت كثيرًا من قضايانا العقديّة والفكريّة، والثقافية والأمنية، كان رَافِدُها هذه الوسائل والتقانات المعاصرة.
وأكد فضيلتة انه لن يُرْتقى بالوعي الشرعي والأدبي والثقافي في ذلك، إلاَّ إذا قُوِّمت العقول، وشُذِّبَت الثَّقافات، وهُذِّبت التعاملات والانطباعات، إزاء تلك المتوارِدَات وقال // ما أحرانا أن نُزجي للعالم الإسلامِيِّ دُرَرًا من كنوز شريعتِنا الغرَّاء عَبْرَ بَصَائر وإلْمَاحات، ووقفات سَنِيَّات، تكون تذكرة بأخْلاقِيات تلكم الوسائل وإيقاظا، وتسْدِيدًا إلى حُسْن استثمارها وإنْهَاضا؛ تطلُّعًا واستشرافًا لخيرٍ يَعُمّ، وتحذيرًا من شرور وبَوَائق تَغُمّ، بل لِيُؤجَرَ مُسْتعمِلوها ويَغْنَموا، ولا يَأْثَموا ويَغْرَموا، ومن المولى نَسْتَلْهِم الأيْد والتوفيق، والهدَى لأقوم طريق //.
وأوضح الشيخ الدكتور السديس أن أولى هذه الآداب والبَصَائر، إخلاصٌ للمولى، وحمدٌ وشكرٌ للمنعم –سبحانه- على هذه النِّعم الجُلّى، والادِّكار والاعتبار بما سلف من الأحوال والأعصار والبصيرة الثانية ألاّ يَهْتِف المتّصل بمُخاطبه إلاَّ في الأوقات المُناسِبة، التي جاء الشرع الحنيف بِبَيَانِها، والعُرف بِحُسْبَانِها، كَسَاعات البكور وأوقاتِ الظهيرة، وما تأخّر من الليل؛ حتى لا يؤذِي مَشاعر المسلمين ويقطع عنهم راحتهم وخلوتهم؛ إلاّ لِمضطرٍّ وطارئ، قال ( فيما رواه الترمذي عن ابن عمر –رضي الله عنهما-:«لا تؤذوا المسلمين»، ومن ابْتُلِي فَلْيَحلم ويَصْبِر.اما الدُّرَّة الأدبيّة الغالِية الثالثة: التزام التّحِيّة الشّرعِيّة (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ)، قبل المبادرة بالخطاب والكلام، وكم يَغْفل عن هذا الخُلُق فئام مِن الناس، قال صلى الله عليه وسلم :)«أَوَلاَ أدُلُّكم على شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوه تحَابَبْتُم، أفشوا السلام بينكم» أخرجه مسلم. أو يستبدلونها بتحايا وافدة، وعبارات نمطية نافدة، يلي ذلك تعريف المُتَّصِل بِنفسِه وقَصْدِه، مُفْصِحًا عن أرَبِهِ بِوَقَارٍ واحْتِرَام، دون تمويه وإلغاز، ومُوارَبَةٍ وإعجاز؛ لِيَطمَئِنَّ المُخَاطب، وتَنْدَاح الوِحشة بين المتصلين .
وأفاد أن رَابِعَةُ دُرَرِ البَصَائر والأخْلاق، التي تُضمّن الأحْدَاق، الإيجَاز في الحديثِ والاختصار، وأن يكون الاتِّصال هادِفًا لَطِيفًا، مُدَبَّجًا بالعقل ورِيفا، دونما يُشاهد ويُرَى، ويُسمع ويُروى، مِن هَذَرٍ وإمْلال، وقيل وقال، وإهْدَار وقت نفيس وإثقال،أنسي قال –تبارك وتعالى-:(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
وقال فضيلته // ومِمَّا يَسْتَوقِفُنَا خامِسًا، وهو من السُّلوكِيّات المقيتة، التي لا يتورَّع عنها فئام من الناس، ممن تجافوا عن المروءة والنبل، والشهامة والفضل، ولا يفْقهون نَكارَتها فَتح مُكبِّر الصَّوت على الملأ، أو تَسْجيلُ مُكَالَمَةٍ، أو تنصّت خادع، دون عِلْم المُتّصِل وإذْنه، وهذا الفعل الوضيع، بغيضٌ شرعًا وأدَبًا؛ لِتَضَمُّنِهِ الخِيَانَةَ والنَّمِيمَة والتجسس، وتتبع العورات، الوقفة السَّادسَة فهي نحو محظور شرعي، يحتفُّ بهذه الوسائل والتقانات، ألا وهو تلكم النَّغمات غير الشرعية، التي ضَمَّنها جم غَفير من الناس أجهزة اتصالهم، ومَا كان أغْنَاهم بالمُبَاحِ عَنْ ذلك، بَلْ مِنهم –هَدَاهم الله- مَن يَتَوَقَّحُ بإسْمَاعِ غيره ذلك المُنكر، بِكُلِّ صَفَاقةٍ ورعونة، ودون مُسْكَةِ ارْعِواء أو حَيَاء وسَابعة الوقَفَات المُهِمَّات، التي ألَمَّت بالمُقلِقات، وأطلَّت بالمؤرِّقات، وحَادِّتِ المسلمين في لَذِيذِ مُناجَاتِهم وخُشوعهم، وأُنْسِهم بِالله وخُضوعهم، ترْك الهَواتِف المَحمولة في حالة استِقبال أثْنَاء الصَّلاة، فَتَرْتَفِع مِنها أصوات المعازِف في بيوت الله، في بيوتٍ حَقُّها التطهير والتعظيم، والرَّفْعُ والتّفْخِيم،قال سبحانه (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ).
وبين الدكتور السديس ان ثامن مِمَّا نَسْتبْصِرُ بِه في أخْلاقِيَّات هذه الوسائل الخَطيرَة، أنَّها تسْتعمل –دُون تَحَرُّج أو خجل- حَال قيادَة المركبات، مِمَّا جرَّت مَآسِيَ وَنَكَبَات، حَيْث أكّدَتِ الدِّراسات والإحصَاءات أنَّ أهمَّ أسْبَاب حوادثِ السَّير، وإزهاق الأرواح، وإشاعة الأتراح، سَببها الانشغال بالهواتف المحمولة، وصاحِبه لا يزال مستخفًا مَذْمُومَا، وبأفظع المخالفات موسوما، داعيا الجهات المُخْتصّة إلى سَنّ الأنظمة الوَاقِية، حِيال هذا السّلوك المَشين، الذي يَحْمِلُ في طَيَّاته كوارث بَشريّة، ومَخَاطِر اجتماعِيّة مُحَقَّقة، نسْأل الله العافية والسَّلامة.
وخاطب الآباء والأمَّهَات بالقول ولَئن دَلَفْنَا إلى البَصيرة التَّاسعة، فإنّه يجب على أولياء الأمور متابعة أبْنَائِهم ومَحْمُولاتِهم، بين الفينة والأخرى، وتعهّدُهم –في عطفٍ وحُبٍّ- بالنّصْح والإرشاد، بالمَرْحمة قبل الملحمة، تلقاء تلك الأجهزة والتّقانات، فكم مِنْ فرَطات وويلات ومَهَالك، أسْفَر عَنْهَا تفْرِيط الآباء هُنالك، وحَاقَ النّدَم ولات سَاعَةَ مَنْدَم، أخرج الشيخان من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال :)«كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيّتِها»، .
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إن عَاشرة تلك البَصائر وخاتمتها، استغلال تلك الوسائل والتقانات في المَسَالك الوبيئة، والأغراض المحطِّمة الدنيئة، بنشر الرذيلة، وهدم الفضيلة، وذلك عبر الهواتف المحمولة المزودة بآلات التصوير الحديثة، فيسعى منحطُّو السلوك، عديموا المروءة، ميّتوا الضمائر، بكل خُبْثٍ وحيلة، ومكرٍ وغيلة؛ لإيقاع الغافلات المخدوعات في شِرَاك التصوير الخادش، ليتخذوا ذلك –وبئس ما اتخذوا- حجة للتشهير والاستفزاز، والمساومة الوقحة والابتزاز، مما يَهْصِرُ الغيرة هَصْرَا، ويُذيبُ أفئدة المؤمنين عصْرَا، والأغمار الجاهلون عن وعيد الله ذَاهِلون ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُون).
إن مثل ذلك في ما يُسمى بمواقع التخاطب مع الغير /غرف الشات والبلوتوثات/ التي تحطِّم الشرف والعِرْض على نواتئ الصُّخُور الصَّلْدة، من قِبل السِّباع البشرية الضَّارية، والذِّئاب الشارية، ويُسْلك في ذلك السِّمط الصَّدِئ، الطعن في أعراض البُرَآء والبريئات، عبر مواقع ومنتديات الشبكة العالمية «الإنترنت»، إمعانًا في كيدهم والنّيل من شرفهم، (وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ)، وبمغرورِق الأسى واللهف/ مشيرا إلى إن تلك الفواجع والمواجع، متى استحكمت في مُجْتمع واسْتمْرَأها، فعلى الدنيا العَفَاء، وسَطّروا على أنْقاضها عِبَارات الفَنَاء، والله وحده المستعان، وإليه المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وبين الشيخ عبد الرحمن السديس اهمية التوازن في استخدام وسائل التقنية الحديثة واستماره خدمة الدِّين ونَشر إشراقاته،والاضطلاع بواجب الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من خلال مَواقع الهواتف المنقولة، وشبكات المعلومات، والمنتديات والمواقع الإسلامية، التي تُقَدِّم الحلول الشرعية لنوازل العصر ومستجدّاته، والفتاوى الموثوقة المؤصّلَة، والفائدة العلميّة المُعَجَّلة، وفي تحصين شباب الأمة، دون الانزلاق في بؤر الشّهوات التي تعصِف بهم، والشبهات التي تَخْلُص بهم إلى مَرَاتِع التكفير والتّنَطع والغلوّ، والتخريب والعولمة والتغريب، وأن نَغْرِسَ فيهم إيمانًا يَأتَلِق بِنُور الاعتدال والوسطية، والثّبات والبَصِيرة.
وقال الشيخ السديس ما كان لهذه القضِيّة المهمّة، أن تُنَكِّبَنا عن أحوال أهالِينا وإخواننا في محافظتي أملج والعِيص وما جاورهما، حيث لا غنى لهم عن رِفْدِكم، وصَادِق دعائكم في جوف الأسْحار أن يكشف الله كُربتهم، ويزيل غُمَّتَهم، ويخفف لوعتهم، ويَرُدّهم إلى دورهم سَالِمين آمِنِين.
واضاف غير خاف على الجميع، أن التسلح بالإيمان بالله، والصبر على قضائه وقدره، واحتساب أجره، والإنابة إليه واستغفاره، وصدق اللجئ إليه، ودعائه مع عدم التهويل والإثارة، والسير وراء الإرجاف والشائعات، على أن الجُهد الرّائد المَشكور لولاة الأمور، ورجال الأمن والدفاع المدني، السَّاهرين على رعايتهم و
وفي المدينة المنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي // عباد الله خذوا أنفسكم بحقائق الدين الاسلامي وألزموا أنفسكم بكتاب الله وسنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وتمسكوا بالهدي النبوي العظيم فأنتم ترون كثرة المسلمين في هذا الزمان زادهم الله كثرة وصلاحاً ، ولكن مع هذه الكثرة فرقتهم البدع والأهواء وأضعفهم الاختلاف وضعفت القلوب بإيثار الدنيا على الآخرة ومقارفة الشهوات إلاّ من حفظ الله//.
وبين أن البدع المضلة والشهوات المحرمة تضعف القلوب فهي الداء العضال والسم القتال تُعمي وتُصم وتهلك صاحبها وتضر الدين والدنيا ، والبدع هي ما أُحدث في الدين مما لا أصل له في الشريعة ويعرف المبتدع بمخالفته لجماعة المسلمين وإمامهم وأهل العلم بالقرآن والسنة ، وأما من أنتسب للعلم وهو معرض عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم جاهل بذلك فليس من ذوي العلم وإنما هو داعية إلى ضلال وفتنة.
وأفاد فضيلته أن الصحابة حاربوا البدع التي ظهرت في زمانهم وردوها واطفأوها وبينوا للناس سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والهدى والحق بالكتاب والسنة فكشف الله بهم الغمة وقمع بهم البدع وقام بالأمانة بعدهم التابعون وتابعوهم بإحسان إلى آخر الدهر.
وقال // كلما ظهرت بدعة قيض الله لها من يبين مخالفتها للشريعة ومن يدحرها ومن يرد عليها ، والله حافظ دينه وناصر كلمته ، قال الله تعالى (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )).
وقد حذر الله عز وجل من البدع وبين لنا عواقبها الوخيمة في الدين والدنيا والآخرة فقال عز وجل (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون )). وهذه الآية في أهل البدع التي فرقت بين الأمة ، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره / يعوأضاف // فالبدع تهدم الدين وتفسد ذات البين وتوجب غضب الرب عز وجل وأليم عقابه في الآخرة وتعم بها العقوبات في الدنيا وتتنافر بسببها القلوب وتتضرر بها مصالح الناس وتورث الذل والهوان كما قال صلى الله عليه وسلم ( وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري//.
وأوضح الشيخ الحذيفي أن الشهوات المحرمة التي تهدم الدين بعد البدع تضر دين المسلم من حيث أنها تفسد قلبه وتقسيه وتورث الغفلة الضارة وإذا تنادى بها الإنسان واسترسل وأقام عليها رانت على القلب فطبع عليه وأعمت البصيرة فأحب الإنسان ما ابغض الله وابغض ما أحب الله وجرت عليه المعاصي الخسران والحرمان والذلة والعقوبات المتنوعة في الدنيا وما يلاقيه في الآخرة أدهى وأمر. وإذا رتعت النفس في المعاصي استعصت على صاحبها وصعب عليه انقيادها فقادته إلى كل شر وبلاء فوقع فيه.
وأكد فضيلته أن المسلم يتحكم في نفسه ويقودها بزمام التقوى إلى كل عمل صالح رشيد وكل نافع مفيد حتى يفوز بخيري الدنيا والآخرة والله تبارك وتعالى قال عن من ارتكب الشهوات وأقام عليها ولم يتب إلى الله عز وجل (( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا )) روي عن بن مسعود رضي الله عنه فسوف يلقون غيا قال هو واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم.
وقال " تفكر أيها المسلم وتدبر واحذر دخول هذين البابين باب الفتن والمبتدعات وباب الشهوات والمحرمات فهما اللذان أضرا بالإسلام والمسلمين ولا يعصي الله على بصيرة إلا من قل خوفه من الله وعلمه ولا يُعصم وينجي من البدع والمحرمات إلا العلم النافع والعمل الصلاح فالجهل سبب كل شر ، قال الله تعالى (( وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين )).
في يوم القيامة حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة /.
عِنايتهم، مُضْفٍ بحمد الله للارتياوأكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن المسلم مأمور بمعرفة دين الإسلام بأدلته من الكتاب والسنة ، قال تبارك وتعالى (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين )). وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) وقال ابن رجب رحمه الله / وما دام العلم باقيا في الأرض فالناس في هدى وبقاء العلم بقاء حملته فإذا ذهب حملته ومن يقوم به وقع الناس في الضلال /. فالعصمة والنجاة من البدع المحدثة الاعتصام بكتاب الله والسنة ، قال تبارك وتعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي).
ودعا فضيلته إلى محاسبة النفس وتطبيق تعاليم الإسلام على النفس للفوز بوعد الله الحق لمن اتبع ولم يبدع في قوله تبارك وتعالى (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )).
وبين الشيخ الحذيفي أن العصمة من البدع المحدثة تكون بفهم القرآن والسنة على فهم السلف الصالح فهم الذين رضي الله عنهم في تفسيرهم للقرآن الكريم وعملهم به والحديث الشريف رضي الله عنهم في عقيدتهم وأعمالهم وتطبيقهم للإسلام وأثنى عليهم في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف " والعصمة من البدع المحدثة أيضاً تكون بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم وعدم الخروج من ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ( فالزموا جماعة المسلمين وإمامهم) وبسؤال العلماء بالكتاب والسنة في أمور الدين والأخذ عنهم ، قال تبارك وتعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )). وتكون العصمة من البدع أيضاً من خلال سلامة الصدر من الغش والبغي والغل والحسد للمسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ثلاثاً ). ح والسّرور، وبَلْسَمٌ دون وطأة القلق والوجووأوضح فضيلته أن ما يعصم وينجي من الشهوات المحرمة والمعاصي الموبقة هو خوف الله وخشيته وأن يعلم العبد أن الله يراه ويعلم سره وعلانيته ويحصي على العبد أعماله في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وتذكر الموت الذي يشتد به الألم العظيم في كل عرق ومفصل وتذكر القبر وما بعده من الأهوال الكبار والاعتبار بمن نالوا اللذات والشهوات ثم حال الموت بينهم وبين ما يشتهون فذهبت اللذات وبقيت الحسرات ، قال الله تعالى (( فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )).
وأشار إلى أن العبد إذا أيقن بعظيم ثواب الله عز وجل على ترك المعاصي أبغضها وكذلك إذا علم بأنه يؤاخذ وبأن الله تبارك وتعالى يحصي عليه أعماله قال تبارك وتعالى (( ولمن خاف مقام ربه جنتان )) وقال تعالى (( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )).
م، ضاعف الله لهم الأجر والمثوبة، وبَارك لهم آلاءه الهامية، ونعمه النّامِية، آمين.
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: خطبتاالجمعة من المسجدالحرام ومسجدالنبي صلي الله عليه وسلم البدع والتكفيررضاالجناي

نعم ولقد استمعت مباشرة من خلال التلفزيون لخطبة الشيخ السديس من المسجد الحرام وها أنت تفي بوعدك من جديد وتأتينا بما فاتنا أخي الكريم فجزاك الله عنّا خير الجزاء وجعل هذا النقل الطيّب في ميزان حسناتك
 

برونة

مزمار فعّال
22 مارس 2009
154
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: خطبتاالجمعة من المسجدالحرام ومسجدالنبي صلي الله عليه وسلم البدع والتكفيررضاالجناي

d24.jpg

جزاك الله كل خير و رفع قدرك
 

مغربي الأصل

مزمار ذهبي
19 أبريل 2009
1,056
2
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: خطبتاالجمعة من المسجدالحرام ومسجدالنبي صلي الله عليه وسلم البدع والتكفيررضاالجناي

بارك الله فيك اخي
على الموضوع الرائع والطرح المنظم
شكرا لك على المشاركة الطيبة
تحياتي
ابرهيم​
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع