إعلانات المنتدى


الفرررق بين الضال والغاوي

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

قنوعة

مزمار جديد
18 مايو 2009
4
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم
=====

الفرق بين
( الضال و الغاوي )


قال ابن رجب – رحمه الله – :
الأقسام ثلاثة :
راشد ، وغاو ، وضال


فالراشد عرف الحق واتبعه
والغاوي عرفه ولم يتبعه
والضال لم يعرفه بالكلية

فكلُّ راشدٍ هو مهتد ،
وكل مهتدٍ هدايةً تامة فهو راشد ؛
لأن الهداية إنما تتم بمعرفة الحق والعمل به أيضا . انتهى كلامه .


وقال رحمه الله :
وإنما وَصَـفَ – يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم - الخلفاءَ بالراشدين – في الحديث - ؛
لأنهـم عـرفـوا الحق وقضوا به ،
والراشد ضد الغاوي ،
والغاوي من عرف الحق وعمل بخلافه . اهـ .


وقد وصَف الله أتباع إبليس بأنهم من الغاوين ، فقال : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ )

وقال : ( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ )

ووصَف الله الذي أوتيَ الآيات فردّها بأنه من الغاوين ، فقال : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ )

وفَرْقٌ بين الغواية والضلالة .

فلم يَـرِد وصف أحد من أنبياء الله بالغواية ولا بالضلال البعيد ولا بالضلال المبين .

وقد قال قوم نوح لنوح عليه الصلاة والسلام : ( إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ) فنفى عن نفسه الضلال ، وقال : ( يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ )
وقال الخليل عليه الصلاة والسلام لقومه : ( لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ )
ولما قال فرعون لموسى : ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )
ردّ عليه موسى بقوله : ( فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ )
أي قبل النبوة وقبل أن يمتنّ الله عليّ بالرسالة .

وأما قوله تعالى في شأن نبيِّه صلى الله عليه وسلم : (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ) فهذا يُفسّره قوله تعالى : ( مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ ) أي قبل النبوة ( وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا )

وقد نفى الله عز وجل الضلال والغواية عن نبيّـه ،

فقال سبحانه : ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى )


وهذا نفي للضلال ، ويُراد به أحد أمرين :
الأول : نفي الضلال بعد البعثة .
والثاني : نفي الضلال المبين ،

والذي وصفه سبحانه بـ ( الضلال البعيد ) وبـ ( الضلال المبين )
فهذا منفيٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم .


قال ابن كثير – رحمه الله – :
وقوله تعالى ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى )
هذا هو المقسم عليه وهو الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه راشد تابع للحق
ليس( بضال) وهو الجاهل الذي يسلك طريق بغير علم ،
(والغاوي) هو العالم بالحق العادل عنه قصدا إلى غيره فنـَـزّه الله رسوله وشرعه عن مشابهة أهل الضلال كالنصارى ، وطرائق اليهود وهي علم الشيء وكتمانه والعمل بخلافه، بل هو صلاة الله وسلامه عليه وما بعثه به من الشرع العظيم في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد . انتهى كلامه .


ولما كانت السبل ثلاثة ( راشد وضال وغاوي )

كانت الطرق ثلاثة



ولذا فإن المصلّي يقرأ في كل ركعة : ( اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ )
فيسأل ربّـه هداية الصراط المستقيم الأقوم
ويستعيذ بالله من صراط المغضوب عليهم ، وهم ( اليهود )
ومن صراط الضالين ، وهم ( النصارى )

وإن أعجب فعجبي من أقوام يُكررون هذه الاستعاذة ما يزيد على سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة ثم تراهم يسيرون بسير الغرب الكافر ، ويهتدون بهديه ، ويقتدون ببغاياه وبُغاتـه !

اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين .




منقوووول


[fot1]سبحان الله وبحمدة عددخلقة ورضانفسه وزنة عرشه ومدادكلمات
[/fot1]
 

سمو قلب

مشرف سابق
16 سبتمبر 2008
6,635
13
0
الجنس
ذكر
رد: الفرررق بين الضال والغاوي

بارك الله فيك
على طرح الجميل
ونفع الله بك
 

إستبرق

مراقبة قديرة سابقة
26 يناير 2009
3,584
11
0
رد: الفرررق بين الضال والغاوي

جزاك الله خير الجزاء أختنا على النقل المفيد جدا ونفع بك اﻹسلام والمسلمين

ومرحبا بك بيننا في هذا الصرح المبارك
 

الوهراني

مزمار داوُدي
26 أبريل 2008
3,836
27
48
الجنس
ذكر
رد: الفرررق بين الضال والغاوي

موضوع جميل جدا ......... جزاك الله خيرا أختنا .... و أهلا بك معنا في هذا الصرح المبارك
أحسن الله إليك




وإن أعجب فعجبي من أقوام يُكررون هذه الاستعاذة ما يزيد على سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة ثم تراهم يسيرون بسير الغرب الكافر ، ويهتدون بهديه ، ويقتدون ببغاياه وبُغاتـه !

[fot1]
[/fot1]
 

الساعية الى العلا

مزمار نشيط
4 يونيو 2009
44
0
0
رد: الفرررق بين الضال والغاوي

بوركت اختي على هذا الطرح المفيد
post-20628-1188458780.gif

 

امير الابداع

مزمار كرواني
25 يوليو 2007
2,393
22
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: الفرررق بين الضال والغاوي

بارك الله فيك اخي الحبيب طرح رائع ومميز احسن الله اليك
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الفرررق بين الضال والغاوي

جزاك الله خيرا وتقبل الله منك ان شاء الله
وجعله في ميزان حسناتك موضوع رائع
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع