- 8 نوفمبر 2006
- 11,793
- 299
- 83
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
- علم البلد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
في " بدر" سبق الرسول كل مستشاري الحروب وخبرائها ..
تمويه .. خداع استراتيجيي .. استطلاع ..
جهاز مخابرات على أعلى مستوى ..
mofaq d'd'
قطع خطوط إمداد المياه للعدو ..
ومعجزات اختصه بها الله ليكتمل النصر
وبطولات سجلها التاريخ لشباب المسلمين وفتيانهم وصبيانهم ..
و" أخلاق " لم تعرفها أوروبا .. ولم يعرفها العالم إلا بعد الحرب العالمية الثانية.
الداعية عمرو خالد يواصل سرده لوقائع معركة بدر الكبرى والدروس المستفادة.
يقول عمرو خالد:
- أصدر النبي صلى الله عليه وسلم أوامره بعدم البدء بالهجوم. فبعد المبارزة يتم ضرب العدو ضربة موجعة، خاصة أن قريش لم تر رماة المسلمين الذين استتروا بالمشاة. وفجأة يتراجع كل فرد مشاة ويبرز الرامي. ويضرب الرماة العدو فتتساقط صناديد قريش وتحدث مفاجأة عظيمة.
أصغر بطلين
كانت ميمنة المسلمين يقودها عبد الرحمن بن عوف وكان معه 15 فرداً مقاتلاً.
نظر عبد الرحمن بن عوف إلى من معه فوجد صبياً عمره 15 عاماً فأحس بالقلق، ثم نظر عن شماله فوجد ابن عم الصبي وعمره 14 عاماً، فأحس أنه ضائع لا محالة.
يقول عبد الرحمن: كنت واقفاً قبل المعركة فوجدت الصبي الأول معاذ يشدني من ثيابي ويقول لي: يا عم أين أبو جهل؟ فقلت له: مالك أنت وأبو جهل! فقال لي: قالت لي أمي إن لم تقتل أبا جهل فلا تعد. يقول عبد الرحمن فارتفعت نفسي، ووجدت الفتى الآخر. معوذ يشدني من ثيابي: يا عم أين أبو جهل؟ فقلت: ومالك أنت أيضاً بأبي جهل؟ قال: سمعت أنه يسب رسول الله ولا تطيق نفسي أن أترك من سب رسول الله . لأنتقمن لرسول الله.
يقول فما فرحت بشيء كما فرحت بهذين الشابين وقد ربطا السيوف على أيديهما ولم يكن النبي صلى الله عليه يسمح للأطفال بدخول المعارك، لكنه سمح لهذين الولدين بعد ان تدربا على المصارعة وأثبتا كفاءة في القتال.
ويخرج الولد إلى ساحة المعركة. يقول عبد الرحمن بن عوف: فانطلقا كالسهمين يتسابقان صوب أبي جهل وقد اتفقا على خطة. يقول معاذ لمعوذ: اضرب أنت قوائم الفرس فيسقط أبو جهل من فوقه فأعالجه أنا بسيفي وأقتله. ونفذا الخطة: ضرب معوذ قوائم الفرس فسقط أبوجهل من فوقه. يقول معاذ: ورأيت أنني لو ضربته في بطنه لا أقتله، فضربته في الرقبة ثم انطلقنا نجري. فجرى وراءنا عكرمة بن أبي جهل فضربني على كتفي، فقطع الكتف إلا من موضع جلدة. فوجدت أن معوذاً سيسبقني إلى رسول الله يبشره بقتل أبي جهل وأردت أن أبشر النبي صلى الله مثله. فوضعت يدي تحت قدمي وتمطعت فخلعت كتفي وجريت لأسبق ابن عمي وأفرح رسول الله أن من آذاه قد انتقمت منه، فوصلنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نقول له: قتلنا أبا جهل. قتلنا أبا جهل . فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذراعي فأسرع في لهفة يقول من يداويه؟ ثم قال: يا ابن مسعود اذهب فتيقن من الخبر. فذهب ابن مسعود فوجد أبا جهل في الرمق الأخير. فوضع ابن مسعود قدمه على صدر أبي جهل . فقال له أبو جهل: لم يبق إلا أنت يا رويعي الغنم؟ وقال له: لمن الغلبة اليوم؟
فقال ابن مسعود: لله ورسوله. وضغط عليه فقتله.
أخلاق الحرب
وصارت آية للمسلمين إلى يوم القيامة، أن من قتل أبا جهل طفلان ورجل ضعيف. ويقف النبي وسط المعركة ويقول بأعلى صوته: من لقى منكم أبا البختري بن هاشم فلا يقتله .. فقالوا: لم يا رسول الله؟ قال: وفاء له بما فعله معنا يوم الصحيفة. ( حين مزق صحيفة الحصار الاقتصادي). تلك أخلاق النبوة في الحرب عبارة " الأخلاق الحربية" لم تعرفها أوروبا وأمريكا إلا بعد الحرب العالمية الثانية بعد ضرب اليابان بالقنبلة الذرية. فانظر إلى الأخلاق الحربية عند رسول الله. يقول أحد الصحابة: كنت ماشياً فوجدت أبا البختري أمامي وإلى جواره واحد من الكفار، فدلفت إلى من معه وأفلته. فاندهش أبو البختري وسأل الصحابي: لم لا تحاربني؟ فقال: أمرنا رسول الله بألا نحاربك. فقال:لم؟قال: وفاء لك ليوم الصحيفة. فقال أبو البختري: أرأيت إن قاتلتك أنا. فقال: أفر منك طاعة لرسول الله. فبدأ أبو البختري يلاحق الصحابي والصحابي يفر منه، حتى حاصره ووجد الصحابي أنه سيموت. فراوغه وقتله. وعاد الصحابي يبكي إلى رسول الله يقول: يا رسول الله والله لم أرد قتله. كاد يقتلني. فقال له النبي : لا عليك. إنما أردنا الوفاء وتنزل الملائكة في النهاية : ( إذ يوحى ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا). كان دور الملائكة التثبيت. ( سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان).
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أثناء الحرب كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في أول المعركة والنبي صلى الله عليه وسلم لم يشارك في المعركة منذ بدايتها، لكنه شارك بعد انكسار قريش، فقاد الهجوم المضاد.
( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) والذلة هنا كانت لله، حيث وقف النبي في مؤخرة جيشه يدعو الله بذلة وخشوع وانحناء رأس .. وكان أبو بكر الصديق يربت على كتفه من كثرة ما رفع ذراعيه إلى الله. كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في تضرعه: يا رب إن تهلك هذه العصابة ( يقصد المؤمنين) فلن تُعبد في الأرض بعد اليوم. وحين يرى النبي جبريل وقد نزل من السماء يقول بأعلى صوته: الله أكبر هذا جبريل ينزل في ألف من الملائكة ليثبت المؤمنين. ويمسك النبي بيده حصى ثم يرميه ويقول: هذا موضع مقتل أبي جهل. هذا موضع مقتل عتبة. فما غادر واحد منهم المكان الذي أشار إليه النبي. لماذا وهو يعرف أماكن مصارع الكفار كان يتذلل إلى الله؟ لأنه رغم ثقته بالله كان لابد أن يؤدي واجبه. لقد وعده الله بالنصر لكنه أمره أن يجاهد. إن بدراً درس خطير وآية من الله. بدر بقيادة السماء وبدر ببذل المجهود في الأرض. رجولة وجدية وملائكة من السماء. ومطر ينزل. وأرض تتغير معالمها. فسبحان الذي اختار مكان وموعد المعركة وسبحان الذي نصر المؤمنين.
ثأر بلال
ووسط المعركة يرى بلال أمية بن خلف، الذي كان يعذبه. فيهتف: أمية بن خلف لا نجوت إن نجا. وحين رأى أمية اندفاع بلال نحوه، ذهب إلى عبد الرحمن بن عوف مستسلما، ليصبح أسيراً. فأخذه عبد الرحمن أسيرا. فذهب إليه بلال وقال لعبد الرحمن: إنه أمية بن خلف لا نجوت إن نجا. فقال عبد الرحمن : دعه يا بلال إنه أسيري. قال: لا أسير لك اليوم. فقال عبد الرحمن بن عوف: يا أمية انبطح على الأرض. فانبطح أمية فسقط فوقه عبد الرحمن بن عوف ليحميه. فانبطح بلال أيضا واستطاع بخنجر في يده قتل أمية بن خلف. كل الذين آذوا المسلمين هلكوا، حتى أبي لهب الذي جبن عن المشاركة في المعركة. إن " بدراً" يوم حاسم قتل فيه 70 من زعماء قريش، بينهم عقبة بن أبي معيط الذي طالما آذى النبي صلى الله عليه وسلم.. وتنتهي المعركة عند ذلك ، فيقف النبي صلى الله عليه وسلم ويحفر حفرة تُسمى"القليب" يلقي فيها بالسبعين جثة لكفار قريش. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فقال عمر بن الخطاب: أتكلمهم وهم موتى يا رسول الله؟ قال: يا عمر ما أنت أسمع لي منهم.
ويستشهد 14 من صحابة النبي، كلهم من الأنصار إلا أبا عبيدة بن الحارث ليبقى الذين بايعوا النبي صلى الله وسلم على التضحية مضحين بأرواحهم.
يوم أحد
وقعت غزوة أحد يوم السبت 7 شوال سنة 3 هجرية. سبب الغزوة انحصر في أن قريشاً وجدت أن زعامتها للجزيرة بدأت تتزعزع، وأن قوة جديدة ظهرت، هي قوة المسلمين، وأن القبائل بدأت تسمع للنبي صلى الله عليه وسلم وتستجيب له. وهذا معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم هو القوة القادمة في الجزيرة، فخافت قريش على مكانتها وزعامتها وتجارتها ومصالحها الشخصية. النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم: خلوا بيني وبين الناس وهم لا يريدون ذلك ويصرون على عنادهم وقد قررت قريش أن تبدأ الحرب بحجة الثأر لقتلاها في بدر.بينما هي مسألة مصالح ( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون). سورة الواقعة.
- تخرج قريش في ثلاثة آلاف مقاتل، ويوقفون قافلة كبيرة، جعلوا أموالها وقفاً على الحرب. ويصل النبأ إلى النبي عن طريق جهاز مخابراته. الإسلامية" طلحة وسعيد بن زيد". فيرى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا بأنه يضع يده في درع حصينه، وفي سيفه كسر قصير ، ويرى بقراً يذبح.
يفسرها النبى صلى الله عليه وسلم بأن الدرع الحصينة هي عدم الخروج والبقاء بالمدينة. وأن كسر سيفه أن أحداً من أهله سيقتل. وأن البقر الذي يذبح معناه أن أصحابه سيتعرضون للقتل. ويقرر النبي صلى الله عليه وسلم عدم الخروج من المدينة.
ديمقراطية محمد
يجمع النبي صلى الله عليه وسلم الناس ويأخذ المشورة، وهو يؤكد أننا سبقنا ديمقراطية الغرب بألف واربعمائة سنة. يقول الشباب المتحمس أنه يريد الخروج من المدينة لقتال قريش. أما الشيوخ فقالوا: نبقى بالمدينة. فإذا دخلوها علينا قاتلهم الرجال في الأزقة وقاتلتهم النساء من فوق الأسطح.
ورغم أن رؤيا الأنبياء حق، إلا أنه أصر على الاستماع لرأي الناس ولم يخبرهم برؤياه حتى لا يؤثر عليهم. وتقرر الأغلبية الخروج لملاقاة العدو، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم نعم نخرج.
ويلبس النبي صلى الله عليه وسلم ملابس الحرب، ويخرج إلى الصحابة. فيقولون له: كأننا أكرهناك يا رسول الله. فيغضب النبي صلى الله عليه وسلم ويقول لهم: " ما كان لنبي لبس لبس الحرب أن يخلعه حتى يحكم الله بينه وبين عدوه فإذا عزمت فتوكل على الله".
ويخرج ألف صحابي في جيش المسلمين. وفي الطريق إلى أحد التي تبعد 4 كم تقريباً من المسجد النبوي إذ بعبد الله بن أبي سلول. رأس المنافقين. يقرر العودة ويقول: عصاني واتبع الوالدان. لأنه كان يرى البقاء في المدينة. يعود ومعه ثلاثمائة مقاتل من الجيش، فتهتز معنويات بقية الجيش السبعمائة .. فينزل قول الله تبارك وتعالى:" إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون".
ثبت الله أقدام وقلوب السبعمائة الذين واصلوا إلى أحد.
في " بدر" سبق الرسول كل مستشاري الحروب وخبرائها ..
تمويه .. خداع استراتيجيي .. استطلاع ..
جهاز مخابرات على أعلى مستوى ..
mofaq d'd'
قطع خطوط إمداد المياه للعدو ..
ومعجزات اختصه بها الله ليكتمل النصر
وبطولات سجلها التاريخ لشباب المسلمين وفتيانهم وصبيانهم ..
و" أخلاق " لم تعرفها أوروبا .. ولم يعرفها العالم إلا بعد الحرب العالمية الثانية.
الداعية عمرو خالد يواصل سرده لوقائع معركة بدر الكبرى والدروس المستفادة.
يقول عمرو خالد:
- أصدر النبي صلى الله عليه وسلم أوامره بعدم البدء بالهجوم. فبعد المبارزة يتم ضرب العدو ضربة موجعة، خاصة أن قريش لم تر رماة المسلمين الذين استتروا بالمشاة. وفجأة يتراجع كل فرد مشاة ويبرز الرامي. ويضرب الرماة العدو فتتساقط صناديد قريش وتحدث مفاجأة عظيمة.
أصغر بطلين
كانت ميمنة المسلمين يقودها عبد الرحمن بن عوف وكان معه 15 فرداً مقاتلاً.
نظر عبد الرحمن بن عوف إلى من معه فوجد صبياً عمره 15 عاماً فأحس بالقلق، ثم نظر عن شماله فوجد ابن عم الصبي وعمره 14 عاماً، فأحس أنه ضائع لا محالة.
يقول عبد الرحمن: كنت واقفاً قبل المعركة فوجدت الصبي الأول معاذ يشدني من ثيابي ويقول لي: يا عم أين أبو جهل؟ فقلت له: مالك أنت وأبو جهل! فقال لي: قالت لي أمي إن لم تقتل أبا جهل فلا تعد. يقول عبد الرحمن فارتفعت نفسي، ووجدت الفتى الآخر. معوذ يشدني من ثيابي: يا عم أين أبو جهل؟ فقلت: ومالك أنت أيضاً بأبي جهل؟ قال: سمعت أنه يسب رسول الله ولا تطيق نفسي أن أترك من سب رسول الله . لأنتقمن لرسول الله.
يقول فما فرحت بشيء كما فرحت بهذين الشابين وقد ربطا السيوف على أيديهما ولم يكن النبي صلى الله عليه يسمح للأطفال بدخول المعارك، لكنه سمح لهذين الولدين بعد ان تدربا على المصارعة وأثبتا كفاءة في القتال.
ويخرج الولد إلى ساحة المعركة. يقول عبد الرحمن بن عوف: فانطلقا كالسهمين يتسابقان صوب أبي جهل وقد اتفقا على خطة. يقول معاذ لمعوذ: اضرب أنت قوائم الفرس فيسقط أبو جهل من فوقه فأعالجه أنا بسيفي وأقتله. ونفذا الخطة: ضرب معوذ قوائم الفرس فسقط أبوجهل من فوقه. يقول معاذ: ورأيت أنني لو ضربته في بطنه لا أقتله، فضربته في الرقبة ثم انطلقنا نجري. فجرى وراءنا عكرمة بن أبي جهل فضربني على كتفي، فقطع الكتف إلا من موضع جلدة. فوجدت أن معوذاً سيسبقني إلى رسول الله يبشره بقتل أبي جهل وأردت أن أبشر النبي صلى الله مثله. فوضعت يدي تحت قدمي وتمطعت فخلعت كتفي وجريت لأسبق ابن عمي وأفرح رسول الله أن من آذاه قد انتقمت منه، فوصلنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نقول له: قتلنا أبا جهل. قتلنا أبا جهل . فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذراعي فأسرع في لهفة يقول من يداويه؟ ثم قال: يا ابن مسعود اذهب فتيقن من الخبر. فذهب ابن مسعود فوجد أبا جهل في الرمق الأخير. فوضع ابن مسعود قدمه على صدر أبي جهل . فقال له أبو جهل: لم يبق إلا أنت يا رويعي الغنم؟ وقال له: لمن الغلبة اليوم؟
فقال ابن مسعود: لله ورسوله. وضغط عليه فقتله.
أخلاق الحرب
وصارت آية للمسلمين إلى يوم القيامة، أن من قتل أبا جهل طفلان ورجل ضعيف. ويقف النبي وسط المعركة ويقول بأعلى صوته: من لقى منكم أبا البختري بن هاشم فلا يقتله .. فقالوا: لم يا رسول الله؟ قال: وفاء له بما فعله معنا يوم الصحيفة. ( حين مزق صحيفة الحصار الاقتصادي). تلك أخلاق النبوة في الحرب عبارة " الأخلاق الحربية" لم تعرفها أوروبا وأمريكا إلا بعد الحرب العالمية الثانية بعد ضرب اليابان بالقنبلة الذرية. فانظر إلى الأخلاق الحربية عند رسول الله. يقول أحد الصحابة: كنت ماشياً فوجدت أبا البختري أمامي وإلى جواره واحد من الكفار، فدلفت إلى من معه وأفلته. فاندهش أبو البختري وسأل الصحابي: لم لا تحاربني؟ فقال: أمرنا رسول الله بألا نحاربك. فقال:لم؟قال: وفاء لك ليوم الصحيفة. فقال أبو البختري: أرأيت إن قاتلتك أنا. فقال: أفر منك طاعة لرسول الله. فبدأ أبو البختري يلاحق الصحابي والصحابي يفر منه، حتى حاصره ووجد الصحابي أنه سيموت. فراوغه وقتله. وعاد الصحابي يبكي إلى رسول الله يقول: يا رسول الله والله لم أرد قتله. كاد يقتلني. فقال له النبي : لا عليك. إنما أردنا الوفاء وتنزل الملائكة في النهاية : ( إذ يوحى ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا). كان دور الملائكة التثبيت. ( سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان).
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أثناء الحرب كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في أول المعركة والنبي صلى الله عليه وسلم لم يشارك في المعركة منذ بدايتها، لكنه شارك بعد انكسار قريش، فقاد الهجوم المضاد.
( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) والذلة هنا كانت لله، حيث وقف النبي في مؤخرة جيشه يدعو الله بذلة وخشوع وانحناء رأس .. وكان أبو بكر الصديق يربت على كتفه من كثرة ما رفع ذراعيه إلى الله. كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في تضرعه: يا رب إن تهلك هذه العصابة ( يقصد المؤمنين) فلن تُعبد في الأرض بعد اليوم. وحين يرى النبي جبريل وقد نزل من السماء يقول بأعلى صوته: الله أكبر هذا جبريل ينزل في ألف من الملائكة ليثبت المؤمنين. ويمسك النبي بيده حصى ثم يرميه ويقول: هذا موضع مقتل أبي جهل. هذا موضع مقتل عتبة. فما غادر واحد منهم المكان الذي أشار إليه النبي. لماذا وهو يعرف أماكن مصارع الكفار كان يتذلل إلى الله؟ لأنه رغم ثقته بالله كان لابد أن يؤدي واجبه. لقد وعده الله بالنصر لكنه أمره أن يجاهد. إن بدراً درس خطير وآية من الله. بدر بقيادة السماء وبدر ببذل المجهود في الأرض. رجولة وجدية وملائكة من السماء. ومطر ينزل. وأرض تتغير معالمها. فسبحان الذي اختار مكان وموعد المعركة وسبحان الذي نصر المؤمنين.
ثأر بلال
ووسط المعركة يرى بلال أمية بن خلف، الذي كان يعذبه. فيهتف: أمية بن خلف لا نجوت إن نجا. وحين رأى أمية اندفاع بلال نحوه، ذهب إلى عبد الرحمن بن عوف مستسلما، ليصبح أسيراً. فأخذه عبد الرحمن أسيرا. فذهب إليه بلال وقال لعبد الرحمن: إنه أمية بن خلف لا نجوت إن نجا. فقال عبد الرحمن : دعه يا بلال إنه أسيري. قال: لا أسير لك اليوم. فقال عبد الرحمن بن عوف: يا أمية انبطح على الأرض. فانبطح أمية فسقط فوقه عبد الرحمن بن عوف ليحميه. فانبطح بلال أيضا واستطاع بخنجر في يده قتل أمية بن خلف. كل الذين آذوا المسلمين هلكوا، حتى أبي لهب الذي جبن عن المشاركة في المعركة. إن " بدراً" يوم حاسم قتل فيه 70 من زعماء قريش، بينهم عقبة بن أبي معيط الذي طالما آذى النبي صلى الله عليه وسلم.. وتنتهي المعركة عند ذلك ، فيقف النبي صلى الله عليه وسلم ويحفر حفرة تُسمى"القليب" يلقي فيها بالسبعين جثة لكفار قريش. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فقال عمر بن الخطاب: أتكلمهم وهم موتى يا رسول الله؟ قال: يا عمر ما أنت أسمع لي منهم.
ويستشهد 14 من صحابة النبي، كلهم من الأنصار إلا أبا عبيدة بن الحارث ليبقى الذين بايعوا النبي صلى الله وسلم على التضحية مضحين بأرواحهم.
يوم أحد
وقعت غزوة أحد يوم السبت 7 شوال سنة 3 هجرية. سبب الغزوة انحصر في أن قريشاً وجدت أن زعامتها للجزيرة بدأت تتزعزع، وأن قوة جديدة ظهرت، هي قوة المسلمين، وأن القبائل بدأت تسمع للنبي صلى الله عليه وسلم وتستجيب له. وهذا معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم هو القوة القادمة في الجزيرة، فخافت قريش على مكانتها وزعامتها وتجارتها ومصالحها الشخصية. النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم: خلوا بيني وبين الناس وهم لا يريدون ذلك ويصرون على عنادهم وقد قررت قريش أن تبدأ الحرب بحجة الثأر لقتلاها في بدر.بينما هي مسألة مصالح ( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون). سورة الواقعة.
- تخرج قريش في ثلاثة آلاف مقاتل، ويوقفون قافلة كبيرة، جعلوا أموالها وقفاً على الحرب. ويصل النبأ إلى النبي عن طريق جهاز مخابراته. الإسلامية" طلحة وسعيد بن زيد". فيرى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا بأنه يضع يده في درع حصينه، وفي سيفه كسر قصير ، ويرى بقراً يذبح.
يفسرها النبى صلى الله عليه وسلم بأن الدرع الحصينة هي عدم الخروج والبقاء بالمدينة. وأن كسر سيفه أن أحداً من أهله سيقتل. وأن البقر الذي يذبح معناه أن أصحابه سيتعرضون للقتل. ويقرر النبي صلى الله عليه وسلم عدم الخروج من المدينة.
ديمقراطية محمد
يجمع النبي صلى الله عليه وسلم الناس ويأخذ المشورة، وهو يؤكد أننا سبقنا ديمقراطية الغرب بألف واربعمائة سنة. يقول الشباب المتحمس أنه يريد الخروج من المدينة لقتال قريش. أما الشيوخ فقالوا: نبقى بالمدينة. فإذا دخلوها علينا قاتلهم الرجال في الأزقة وقاتلتهم النساء من فوق الأسطح.
ورغم أن رؤيا الأنبياء حق، إلا أنه أصر على الاستماع لرأي الناس ولم يخبرهم برؤياه حتى لا يؤثر عليهم. وتقرر الأغلبية الخروج لملاقاة العدو، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم نعم نخرج.
ويلبس النبي صلى الله عليه وسلم ملابس الحرب، ويخرج إلى الصحابة. فيقولون له: كأننا أكرهناك يا رسول الله. فيغضب النبي صلى الله عليه وسلم ويقول لهم: " ما كان لنبي لبس لبس الحرب أن يخلعه حتى يحكم الله بينه وبين عدوه فإذا عزمت فتوكل على الله".
ويخرج ألف صحابي في جيش المسلمين. وفي الطريق إلى أحد التي تبعد 4 كم تقريباً من المسجد النبوي إذ بعبد الله بن أبي سلول. رأس المنافقين. يقرر العودة ويقول: عصاني واتبع الوالدان. لأنه كان يرى البقاء في المدينة. يعود ومعه ثلاثمائة مقاتل من الجيش، فتهتز معنويات بقية الجيش السبعمائة .. فينزل قول الله تبارك وتعالى:" إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون".
ثبت الله أقدام وقلوب السبعمائة الذين واصلوا إلى أحد.
