- 4 يناير 2007
- 436
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد المحيسني
السلام عليكم والرحمة
(بسم الل)
(ص)
:
:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد
المرسلين، وخاتم النبيين، وأمام المتقين، وقدوة العابدين، صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطبين وأصحابه والتابعين،أما بعدُ؛؛؛
من غرسَ في نفسهِ شرفَ الهمةِ
فنـَبـَتَ نبت نفسه عن الأقــــــذارِ
ومن استقرَ ركن عزيمته وثـَبتَ
وثـَبَتْ نفسُـــــــهُ عن الأكـــــدارِ
لماذا نتوب؟؟؟!!!
إنها قضية ملحة تأتي نتيجة جهل الناس بالدين في عصرنا..
وجهلهم حتى بالمعاصي التي يقترفونها..
فإن معنى المعاصي معنى كبير....
يندرج تحته الكثير مما قد يظنه الناس في عصرنا مباحا.
فنجد تساؤل تطرحه امرأة متبرجة: لماذا أتوب..؟! وجهي جميل فلم أستره؟؟!!
نفس السؤال يطرحه شاب.. إن متعتي أجدها في السيجارة فلم أتركها..؟!!
أهوى مشاهدة التلفاز فلماذا أدعه..؟!!
أنا لا أحب التقيد والارتباط.. فلم أتقيد بمواعيد الصلاة..؟!
أليس ينبغي على الانسان فعل ما يسعده..؟!
فالذي يسعدني هو ما تسمونه معصية وأنا غير مقتنع بهذه التسمية..
فلماذا وممّ أتوب؟!!
إنها قضية تطرح نفسها..
يسمعها الكثير والكثير منا حين يود دعوة بعض الناس الى الله
والإجابة على هذا السؤال هي في أن نعرف لماذا نتوب؟؟!!
وهذا سوف يكون من خلال التعرف على:
-::النية في التوبة::-
نعم النية!! فما هي النّيّات التي يحتسبها التائب في توبته وعودته إلى الله تبارك وتعالى؟؟!!
أولاً: لكوننا نعود بالتوبة الى الصراط المستقيم:
فقد قال ربنا:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]
لا ليعصون.. لا ليلعبوا.. لا ليتبعوا أهوائهم..
ولا حتى ليعمروا الأرض وينجبوا الذرية.. أبدا..
وإنما {لِيَعْبُدُونِ} .. فالعاصي ليس بعابد
فإذا قلنا: تـُبْ
فمعنى هذا: عد الى أصل خلقتك وفي ذلك من المصالح ما لا يخفى!!
ثانيًا: طاعة لأمر الله عز وجل:
قال عزّ وجلّ:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]
طاعة لأمر الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} [ التحريم: 8]
فهذا أمر الله.. الملك.. المهيمن.. مالك الملك.. الذي ينبغي أن نتمثل ونذعن لأمره..
فنتوب تعبّدا لله..فنتوب طاعة للملك جلّ شأنه.
ثالثا ـ فرارا من الظلم الى الفلاح:
قال ربنا: {وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].
اعلم ـ أخي التائب ـ أن الظلم كل الظلم في انصرافك في سيرك عن التوبة..
حيث تخالف ربك.. وإصرارك على المسير في طريق هواك.. وهو الهلاك..
فتظلم نفسك حين توقعها في شراك المعاصي..
في حين بشر ربنا التائبين بالنصرة والفلاح فعلق حصول الفلاح المرجو لهم على
حصول التوبة منهم اليه فقال ربنا عز وجل:
{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].
فهذه الأية مدنية.. خاطب الله بها أهل الايمان وخيار خلقه أن يتوبوا اليه..
بعد إيمانهم وصبرهم.. ثم علق الفلاح بالتوبة.. إيذانًا بأنكم إذا تبتم كنتم على
رجاء الفلاح.. فلا يرجو الفلاح إلا التائبون.. جعلنا الله منهم.
رابعا ـ لطلب السعادة:
فإن كثيرًا من العصاة - هدانا وهداهم الله - يعيشون سعادة وهمية زائلة مؤقتة..
بل على التحقيق أنها ليست بسعادة.. فإذا رأيت رجلا يستلذ بالتراب عن شهي الطعام
والحلوى.. هل تحكم عليه بسلامة الحس أم بسقمه..؟!
وأسوق إليك ـ أخي التائب ـ بعض كلمات التائبين نقلتها من كتاب
"العائدون الى الله"
1) فهذه إمرأة مغربية أصابها السرطان وشفاها الله منه قالت ) كنت أبكي ندما على ما
فاتني من حب الله ورسوله..وعلى تلك الأيام التي قضيتها بعيدة عن الله عز وجل)
2) قال الشيخ أحمد القطان ( نعم لقد كنت ميتا فأحياني الله ولله الفضل والمنة).
3) وقال أحد التائبين
يا شباب الإسلام لن تجدوا السعادة في السفر ولا في المخدرات
والتفحيط.. لن تجدوها أو تشموا رائحتها إلا في الالتزام والاستقامة.. في خدمة دين
الله، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..)
4) وقالت تائبةكما أتوجه الى كل أخت غافلة عن ذكر الله.. منغمسة في ملذات الدنيا
وشهواتها أن عودي الى الله ـ أخيّة ـ فوالله إن السعادة كل السعادة في طاعة الله.)
5) قال رجل تاب بعد موت صاحبه وقد خرجت من حياة الفسق والمجون .. الى حياة
شعرت فيها بالأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار).انتهى بتصرف واختصار.
إخوتاه.. إن الجزاء من جنس العمل.. والله سبحانه وتعالى يفرح بتوبتك..
فإذا تبت أعقبك سعادة عظيمة..
فمن السعيد..؟!! من السعيد حقا..؟!!
والله إن السعيد حقا هو الطائع لله تبارك وتعالى.
خامسا ـ الفرار من العذاب والوحشة والحجاب:
نادانا ربنا فقال:{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50]..
إننا بالتوبة نفر الى الله... نفر من الهوى.. نفر من المعاصي..
نفر من الذنوب.. نفر من الشيطان.. نفر من النفس الأمارة بالسوء...
نفر من الدنيا.. نفر من الشهوات.. نفر من المال.. نفر من الجاه..
ونفرّ من كل هذا الى الملك.. الملك الذي بيده مفاتيح خزائن كل هذا.
إننا بحاجة الى ان نقف وقفة لنتعرف على:
الحجب العشرة بين العاصي وبين الله..
فإن بين العاصي وبين الله عشرة حجب بعضها أكثف من بعض..
كل حجاب أغلظ من الذي يليه.. ولا سبيل للعبد للوصول الى الله
إلا بتخطي تلك الحجب العشرة..
وهذا -إن شاء الله- هو ما سوف نعرفه في (((الحلقة القادمة))) من هذه السلسة المبارك.
والله أسأل أن يتم علينا هذا العمل المبارك وأن يجعله لوجهه خالصًا وأن ينتهي بنا في روضات الجنات.اللهم آمين.
هذا:
وما كان من توفيق فمن الله الواحد المنان
وما كام من خطأ أو زللِ أو مسيان أو مقصان فمني ومن الشيطان
والله ورسوله منه بريئان.
إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين
السلام عليكم والرحمة
(بسم الل)
(ص)
:
: الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد
المرسلين، وخاتم النبيين، وأمام المتقين، وقدوة العابدين، صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطبين وأصحابه والتابعين،أما بعدُ؛؛؛
من غرسَ في نفسهِ شرفَ الهمةِ
فنـَبـَتَ نبت نفسه عن الأقــــــذارِ
ومن استقرَ ركن عزيمته وثـَبتَ
وثـَبَتْ نفسُـــــــهُ عن الأكـــــدارِ
لماذا نتوب؟؟؟!!!
إنها قضية ملحة تأتي نتيجة جهل الناس بالدين في عصرنا..
وجهلهم حتى بالمعاصي التي يقترفونها..
فإن معنى المعاصي معنى كبير....
يندرج تحته الكثير مما قد يظنه الناس في عصرنا مباحا.
فنجد تساؤل تطرحه امرأة متبرجة: لماذا أتوب..؟! وجهي جميل فلم أستره؟؟!!
نفس السؤال يطرحه شاب.. إن متعتي أجدها في السيجارة فلم أتركها..؟!!
أهوى مشاهدة التلفاز فلماذا أدعه..؟!!
أنا لا أحب التقيد والارتباط.. فلم أتقيد بمواعيد الصلاة..؟!
أليس ينبغي على الانسان فعل ما يسعده..؟!
فالذي يسعدني هو ما تسمونه معصية وأنا غير مقتنع بهذه التسمية..
فلماذا وممّ أتوب؟!!
إنها قضية تطرح نفسها..
يسمعها الكثير والكثير منا حين يود دعوة بعض الناس الى الله
والإجابة على هذا السؤال هي في أن نعرف لماذا نتوب؟؟!!
وهذا سوف يكون من خلال التعرف على:
-::النية في التوبة::-
نعم النية!! فما هي النّيّات التي يحتسبها التائب في توبته وعودته إلى الله تبارك وتعالى؟؟!!
أولاً: لكوننا نعود بالتوبة الى الصراط المستقيم:
فقد قال ربنا:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]
لا ليعصون.. لا ليلعبوا.. لا ليتبعوا أهوائهم..
ولا حتى ليعمروا الأرض وينجبوا الذرية.. أبدا..
وإنما {لِيَعْبُدُونِ} .. فالعاصي ليس بعابد
فإذا قلنا: تـُبْ
فمعنى هذا: عد الى أصل خلقتك وفي ذلك من المصالح ما لا يخفى!!
ثانيًا: طاعة لأمر الله عز وجل:
قال عزّ وجلّ:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]
طاعة لأمر الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} [ التحريم: 8]
فهذا أمر الله.. الملك.. المهيمن.. مالك الملك.. الذي ينبغي أن نتمثل ونذعن لأمره..
فنتوب تعبّدا لله..فنتوب طاعة للملك جلّ شأنه.
ثالثا ـ فرارا من الظلم الى الفلاح:
قال ربنا: {وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].
اعلم ـ أخي التائب ـ أن الظلم كل الظلم في انصرافك في سيرك عن التوبة..
حيث تخالف ربك.. وإصرارك على المسير في طريق هواك.. وهو الهلاك..
فتظلم نفسك حين توقعها في شراك المعاصي..
في حين بشر ربنا التائبين بالنصرة والفلاح فعلق حصول الفلاح المرجو لهم على
حصول التوبة منهم اليه فقال ربنا عز وجل:
{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].
فهذه الأية مدنية.. خاطب الله بها أهل الايمان وخيار خلقه أن يتوبوا اليه..
بعد إيمانهم وصبرهم.. ثم علق الفلاح بالتوبة.. إيذانًا بأنكم إذا تبتم كنتم على
رجاء الفلاح.. فلا يرجو الفلاح إلا التائبون.. جعلنا الله منهم.
رابعا ـ لطلب السعادة:
فإن كثيرًا من العصاة - هدانا وهداهم الله - يعيشون سعادة وهمية زائلة مؤقتة..
بل على التحقيق أنها ليست بسعادة.. فإذا رأيت رجلا يستلذ بالتراب عن شهي الطعام
والحلوى.. هل تحكم عليه بسلامة الحس أم بسقمه..؟!
وأسوق إليك ـ أخي التائب ـ بعض كلمات التائبين نقلتها من كتاب
"العائدون الى الله"
1) فهذه إمرأة مغربية أصابها السرطان وشفاها الله منه قالت ) كنت أبكي ندما على ما
فاتني من حب الله ورسوله..وعلى تلك الأيام التي قضيتها بعيدة عن الله عز وجل)
2) قال الشيخ أحمد القطان ( نعم لقد كنت ميتا فأحياني الله ولله الفضل والمنة).
3) وقال أحد التائبين
يا شباب الإسلام لن تجدوا السعادة في السفر ولا في المخدرات والتفحيط.. لن تجدوها أو تشموا رائحتها إلا في الالتزام والاستقامة.. في خدمة دين
الله، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..)
4) وقالت تائبة
كما أتوجه الى كل أخت غافلة عن ذكر الله.. منغمسة في ملذات الدنيا وشهواتها أن عودي الى الله ـ أخيّة ـ فوالله إن السعادة كل السعادة في طاعة الله.)
5) قال رجل تاب بعد موت صاحبه
وقد خرجت من حياة الفسق والمجون .. الى حياة شعرت فيها بالأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار).انتهى بتصرف واختصار.
إخوتاه.. إن الجزاء من جنس العمل.. والله سبحانه وتعالى يفرح بتوبتك..
فإذا تبت أعقبك سعادة عظيمة..
فمن السعيد..؟!! من السعيد حقا..؟!!
والله إن السعيد حقا هو الطائع لله تبارك وتعالى.
خامسا ـ الفرار من العذاب والوحشة والحجاب:
نادانا ربنا فقال:{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50]..
إننا بالتوبة نفر الى الله... نفر من الهوى.. نفر من المعاصي..
نفر من الذنوب.. نفر من الشيطان.. نفر من النفس الأمارة بالسوء...
نفر من الدنيا.. نفر من الشهوات.. نفر من المال.. نفر من الجاه..
ونفرّ من كل هذا الى الملك.. الملك الذي بيده مفاتيح خزائن كل هذا.
إننا بحاجة الى ان نقف وقفة لنتعرف على:
الحجب العشرة بين العاصي وبين الله..
فإن بين العاصي وبين الله عشرة حجب بعضها أكثف من بعض..
كل حجاب أغلظ من الذي يليه.. ولا سبيل للعبد للوصول الى الله
إلا بتخطي تلك الحجب العشرة..
وهذا -إن شاء الله- هو ما سوف نعرفه في (((الحلقة القادمة))) من هذه السلسة المبارك.
والله أسأل أن يتم علينا هذا العمل المبارك وأن يجعله لوجهه خالصًا وأن ينتهي بنا في روضات الجنات.اللهم آمين.
هذا:
وما كان من توفيق فمن الله الواحد المنان
وما كام من خطأ أو زللِ أو مسيان أو مقصان فمني ومن الشيطان
والله ورسوله منه بريئان.
إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين
السلام عليكم والرحمة
