إعلانات المنتدى


الأخوة في الله

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أم ياسر

مزمار ذهبي
10 يناير 2007
981
1
0
(بسم الل)
:x18:
الحمد لله خالق الأكوان ومقلب الأزمان ، الحمد لله الذي أكرمنا برابطة الإيمان وجعل المدار عليها في جميع الأوقات والأحيان ، أحمده سبحانه وأشكره وعد المتقين بحبوحة الجنان وتوعد الكافرين والمعرضين عن طريق الهدى ضنك النيران،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العظيم الديان،وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمداً عبد الله ورسوله المبعوث بالرسالة إلى الثقلين الإنس والجان صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما نطق بالتوحيد لسان وما عمر قلب بإيمان.أما بعد:فاتقوا الله عباد الله في السر والعلن تفوزوا بجنة ربكم فقد قال الله في وصفها:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} .
أمة الأخوة والصلاح مبدأ عظيم من مبادئ الإسلام ضعف في حياة الأمة يوم أن تبدلت الموازين فأصبح المال هو الميزان الأول به يوزن الرجال وعليه تقوم العلاقات من المحبة والولاء وغيرها من المعان السامية؛ أعرفتم ما هو هذا المبدأ ؟ إنه مبدأ الأخوة في الله . الأخوة في الله نعمة ربانية ومنحة إلهية يقذفها الله في قلوب عباده الأصفياء وأوليائه الأتقياء واستمع معي يوم أن يتحدث عن ذلك رب العالمين:{وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}.
الأخوة في الله صفة ملازمة للإيمان يقول تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}.فإذا قامت الأخوة على غير الإيمان والتقت على المصالح الدنيوية والمنافع الشخصية فإنه تورث العداوة والبغضاء مع أول صراع على الدنيا يبدو وفي أول تنافس على المغانم وابتغاء المصالح يظهر ، وإن وجدت مسلماً فيه إيمان وتقوى ولم تجد معه أخوة صادقة ، وصداقة مخلصة ..فهو إيمان ناقص ، وتقوى مشروخة أما أنه إيمان ناقص لما أخبر به حبيبنا خير الورى صلوات ربي وسلامه عليه بقوله ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))
وأما أنها تقوى مشروخة فلقوله تعالى{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.
والنفس الإنسانية القائمة على الإيمان الممتزجة بالتقوى بمجرد أن تلتقي مع ما يماثلها إيماناً وتقوى فإنها تشعر بالأنس في أول لحظات اللقاء ، وتحس بالصفاء في أول لمحات التعارف بل تمتزج أنفساهما كأنهما نفس واحدة ويتجاذب قلباهما كأنهما قلب واحد،فإذا بالمحبة تنبض في عروقهما ، والأخوة تسري في دمائهما والمودة تتألق في وجهيهما ، فيمسك الأخ بيد أخيه في رفق وإشفاق وحنو ليسيرا معاً في رياض الصفاء إلى هذه المعاني وغيرها أشار الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يوم أن قال(الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكفرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ)
معاشر المتحابين في الله إن لعظم مكانة الأخوة في الله عند الله رتب عليها الأجر العظيم وهاكم طرفاً من ذلك الأجر ؛ المتحابون في الله يعطيهم الله النور والأمن يوم القيامة يقول صلى الله عليه وسلم (إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ قَالَ هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ})).
المتحابون في الله تغفر ذنوبهم كلما التقوا خرج الطبراني عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما تتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما ذنوبهما ولو كانت مثل زبد البحر)).المتحابون في الله وعدهم الله بظل تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله ففي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي))وهم من ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ففي الصحيحين في حديث السبعة (وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ)).المحبة في الله سبب لحب الملك الديان للعبد ففي صحيح الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِي ِّ صلى الله عليه وسلم ((أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ))(.المتحابون في الله أعد الله لهم بكل زيارة بينهم نزلاً في الجنة أخرج الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال(مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا ))).المتحابون في جلال الله يعرف قلوبهم حلاوة الإيمان ففي الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ))).معاشر المتآخين في الله قد يتساءل البعض كيف يعرف أن أخوته لأخيه في الله ؟ فأقول له هناك شرائط متى تحققت كانت الأخوة في الله منها : أن تكون الأخوة خالصة لله لا من أجل جمال الأخ ولا من أجل ماله أو منصبه وجاهه وإنما من أجل دينه وورعه ، أن تكون مبنية على الإيمان والتقوى لا على المصالح الدنيوية ، أن تكون ملتزمة بمنهج الإسلام وقد كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر لما تشتمله من تلخيص عجيب لمنهج الإسلام، أن تكون الأخوة قائمة على أساس النصح لله،أن تكون مبنية على التعاون في السراء والضراء ، وكم ممن يدعي الأخوة في الله تقتصر أخوته على السراء وتضيع عنده معاني الأخوة في الضراء .قال صلى الله عليه وسلم {مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى}).
فاتقوا الله عباد الله وربوا أنفسكم وأولادكم على إحياء معاني الأخوة في الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن مما يعمق معاني الأخوة في الله أمور منها:إخبار من أحببته في الله بذلك لما أخرجه أبو داود عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ((إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ))()
.طلب الدعاء منه بظهر الغيب فعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لِي وَقَالَ((لَا تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ)) فَقَالَ كَلِمَةً مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا)
.التلطف والابتسام في وجه الأخ لقوله صلى الله عليه وسلم (لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ وَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَلْقَ أَخَاهُ بِوَجْهٍ طَلِيقٍ وَإِنْ اشْتَرَيْتَ لَحْمًا أَوْ طَبَخْتَ قِدْرًا فَأَكْثِرْ مَرَقَتَهُ وَاغْرِفْ لِجَارِكَ مِنْهُ))().
أن يكثر من زيارة أخيه بلا إثقال وإنما حسب ماتتهيئ الظروف المناسبة لحديث(وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ))
.تهنئته عند المناسبات السارة وإظهار الفرح والسرور وتعزيته في حال نزول البلايا به والمصائب والوقوف معه،أيها الأحبة في الله إن التفريط في تحقيق معاني الأخوة في الله أدى إلى تفكك المجتمعات وبالتالي ضعفت الأمة بأسرها فاسعوا إلى تحقيق عزة أمتكم من خلال تحقيق معاني الأخوة في الله ليس بينكم وبين من يعيش معكم في قطركم فقط بل لا بد من تحقيقها على مستوى الأمة ككل .
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: الأخوة في الله

أولا إسمحي لي أختي الكريمة أن أرحب بكِ بإسم كل الأعضاء
نفعنا الله وإياكِ بمُحكم كتابه وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
طاب مقامكِ معنا إن شاء الله وبارك الله فيكِ على أول مشاركة ونعم المشاركة عن الأخوة جعل الله أعضاء هذا المنتدى متحابين فالله وجعل أعمالنا خالصةً لوجهه الكريم آمين
 

geant

مزمار ألماسي
7 أغسطس 2006
1,943
0
0
الجنس
ذكر
رد: الأخوة في الله

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
بارك الله فيك اختنا ورعاك ومرحبا بك بين اخوانك واخواتك، وللاشارة فهناك ركن خاص بالاخوات وهوا ركن شقائق الرجال لاتنسي زيارته ولاتحرمينا مواضيعك :bravo:
geant1.jpg

byan.gif
 

ابن ماجة

مشرف سابق
22 أغسطس 2006
15,601
1,319
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: الأخوة في الله

بسم الله الرحمن الرحيم

حشرك الله في زمرة أمهات المومنين على زوجهن الصلاة والسلام
أحب أن أرحب بك بين أخواتك وإخوانك في مزمير الخير
كل أركان مزامير ترحب بك وتشرع لك أبوابها فطاب مقامك بيننا ونتمنى لك ابحارا مفيدا
لا تحرمينا مواضيعك ومشاركاتك ولا تنسي نصيحة أخينا حسن geant
 

أم ياسر

مزمار ذهبي
10 يناير 2007
981
1
0
رد: الأخوة في الله

بارك الله فيكم و جزاكم الله كل خير و أسال الله الكريم ان يرحب بكم في جنة الفردوس واشكر الاخ الذي وجهني الى ركن الاخوات توجيه مقبول ان شاء الله و جزاك الله عني كل خير
 

سيّد مُسلِم

مراقب سابق
31 مارس 2006
2,132
5
0
الجنس
ذكر
رد: الأخوة في الله

[align=center][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم





وبعد :




موضوع طيب مفيد ومهم ما أحوجنا له

اختي الكريمة بداية موفقة

لا حرمت الاجر والتواب والقبول



في انتظار باقي ابداعاتك أختي الفاضلة ام ياسر





والله ولي التوفيق
[/align][/align]
 

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: الأخوة في الله

[align=center]بارك الله فيك و زادك الله حرصا
.
Untitled-1.jpg
[/align]
 

الداعي للخير

عضو موقوف
1 يناير 2007
8,231
10
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد رفعت
رد: الأخوة في الله

(بسم الل)


t7



بارك الله فيكي أختي


:clap2: :clap2:
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع