- 26 مايو 2009
- 25,394
- 1,156
- 0
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
ما أحلى الرجوع إلى عالم الطفولة والبراءة, وما أجمل أن تختزن الذاكرة جميل الذكريات
حينما كانت الدنيا صبيّة, والحياة وردية وحولنا الأهل والأحباب
كانت الشمس تشرق زاهية, وكان القمربدرًا هاديًا ..
كنت أحب المطر حين يزداد ليغسل دموع براءتي, وأحب البحر بعد العصر والشمس تتهادى فوق الماء,
والأفق الأرجواني وقت الغروب يأخذ بالألباب
نبني على الرمال قصورًا؛ سرعان سرعان ما تنهار وتبتلعها الأمواج
نضحك, ونعاود البناء.. هكذا كانت الحياة...
واليوم أصطحبكم معي في رحلة عبر الأيام أقصّ عليكم من حكايات جدّتي ما اختزنته ذاكرة الأيام, ولكن بأسلوبي وبرؤيتي..
وأبدأ بما كانت تبدأ به من مقدمة للحكاية فأقول:
كان ياما كان, ياسعد يا إكرام
ولايحلو الكلام إلاّ بذكر خير الآنام عليه أزكى الصلاة وأفضل السلام..
1053037021037803865S425x425Q85.jpg
كان هناك صياد فقير . له زوجة عاصية . لعيشتها رافضة . تطلب الكثير .والرجل غلبان . لا حيلة له ولا كيان .
يذهب فى الفجرية . لشاطىء البحيرة . يجلس فوق الصخرة . يرمى الشباك ويدعو الرحمن . يصبر ويصبر . لا يملّ الانتظار . ثم يعود إلى بيته بقليل من الأسماك . بعضها للغداء . والباقى يبيعه فى الأسواق . . هكذا كانت الأيام . .يرضى بالقليل . ويشكر الكريم . على طيب الحياة .
وفى يوم من الأيام . ذهب كعادته . وعلى الصخرة حطّ الرحال . رمى فى الماء الشِباك . وفجأة اهتزت الشَبكة .فجذبها بشدة . ولهول المنظر أفاق . . رأى سمكة كبيرة فى حجم الإنسان . سبحان العاطى المنّان .
فرح بها كثيرًا وشكر الرحمن . وقال الحمد لله . زوجتى ستكون عنى راضية . وسيأكل الأولاد . ويلبسون الثياب .سأشترى جلباب . خالٍ من الرقاع . وأدفع إيجار الدار . أذهب للجزار . أشترى لحم الخرفان . ونهنأ وننام . ونعيش فى سلام ..
فجأة وبلا مقدمات . لم يصدّق عينيه . ولا أُذنيه . حيث سمع كلام . لا يشبه كلام إنسان, ولا حيوان .
إذا بالسمكة تتكلّم . وعن صغارها ترجوه . أن يردّها إليهم . فهم مازالوا صغار .
ووعدته أن تلبى له طلباته . إذا جاء إلى الصخرة . ونادى بصوت عالٍ . يا سمكة يا سمكتى . تعالى اسمعى حكايتى . ثم يطلب ما يشاء . صدّق المسكين الكلام . ورقّ قلبه ولان . وفى البحيرة قذفها . وإلى بيته عاد .
حكى لزوجته الحكاية . وصدّقت الرواية . وطلبت منه بيتًا كبيرًا .وفرشًا وثيرًا . وثوبًا من حرير كزوجة الوزير . ذهب المسكين . ونادى السمكة بصوت حزين . وطلب منها المطالب . فقالت له ارجع إلى بيتك . ستجد طلبك أُجيب ..
لم يصدّق عينيه . عندما رأى كل شىء . كما طلبت زوجته .وزيادة أيضًا عباءته .
وتمر الأيام والزوجة الطمّاعة تتمرّد . ومن العاطفة تتجرّد .وتطلب الزيادة . ويذهب المسكين . إلى الصخرة حزين .واستمر الحال سنين . حتى ملّت السمكة . وكبرت الصغار .
فقالت له يا صيّاد . خُذنى فى الشَبكة . وبِعنى للسلطان .يعطيك مالاً وفيرًا . به تتاجر . ومن البلد تهاجر . أمَا زوجتك اللئيمة . فلها عندى وليمة . اذهب وسترى بعينيك العجب العُجاب .
ذهب الصياد حيران . وعن بيته توهان . أين الدار والحمار .والفرش الوثير ! أين الحرير ! لم يجد سوى سرير . فى بيت فقير . وزوجة غلبانة . فى ثياب مبهدلة . وعيناها ذابلة . من الحُزن والبكاء ...
وهكذا كانت النهاية . لطمع الإنسان . وعقاب الرحمن ...
هذه كانت أولى الحكايات, تصلح للصغار وأيضًا للكبار
أرحب بالإضافات والتعليقات, وعذرًا لإسقاط بعض الحركات
حرصًا على سجع الكلمات.
من لديه حكاية , قصة أو رواية,أو حتى أقصوصة, فليطرحها هنا كاملة غير منقوصة..
وكلنا أذانٌ صاغية..
ابنة اليمّ