- 22 يوليو 2008
- 16,039
- 146
- 63
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن القرآن الكريم نزل مرتلا من عند الله ، قال الله : " ورتلناه ترتيلا " ، وأمرنا بترتيله في شخص النبي
قال الإمام مكي بن طالب القيسي _
وما نقل بتلاوة ولم يؤيده نص كتاب فالوهم والغلط ممكن ممن نقل إذ هو بشر.
وإنما تعلق القراء بنصوص الكتب لأنه عندهم أثبت في الحفظ ، لأن الحفظ يدخله الوهم والشك . فليس رواية يصحبها النقل والنص في الكتب _من تأليف المتقدمين والمتأخرين_ مثل رواية لا يصحبها غير أن يقول ناقلها : كذلك قرأت ولا يدخل قوله بنص كتاب "رسالة في تمكين المد في: " آتى" و" آمن " و " آدم" صـ48
ونحن في هذا الموضوع سنتناول إحدى مسائل الخلاف جاعلين ما ذكره الإمام مكي
منذ أن بدأنا في دراسة علم التجويد ونحن نعلم أن القلقلة مائلة إلى الحركة وكان هذا أمر من المسلمات لا يختلف عليه اثنان إنما كان الخلف في نوع الحركة هل تتبع ما قبلها أم تميل إلى الفتح مطلقا ، والقولان كلاهما معتبر ، ثم ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الأقوال تزعم بأن القلقلة ساكنة في نفسها ، وهو القول الذي ذكره أحد العلماء المعاصرين ثم تمسك به بعض طلابه وبعض مؤلفي كتب التجويد ممن جعلوا عقولهم قوالب يصب فيها العلم ، فقالوا إنه هذا هو القول المعتبر الذي عليه جمهور العلماء من المتقدمين والمتأخرين والقول بأن القلقلة مائلة إلى الحركة قول مستحدث ، فقلبوا الآية وعكسوا الأمر .
ولا شك أن القول بأن القلقلة ساكنة في نفسها قول يرده العقل والنقل ، لأن أغلب نصوص العلماء
تفيد بأن القلقلة مائلة إلى الحركة ، وسننقل هنا بعض هذه النصوص ، دون ذكر تعريف للقلقلة وحروفها ومراتبها . . . الخ كما هي عادة كُتَّاب المواضيع وذلك لأجل الاختصار
( نقله الشيخ الحصري أحكام قراءة القرآن صـ 69 وكذلك نقله الدكتور غانم قدوري في شرحه على الجزرية صـ 308)
قال الشيخ حجازي المتوفى 849هـ في شرحه على الجزرية: " ويجب المبالغة في القلقلة حتى يسمع غيرك نبرة قوية عالية بحيث تشبه الحركة ، أي حركة ما قبله وتتبع الحرف بعد سكونه كما هو كلام الشيخ حفظه الله نقلا من الكتب المعتبرة " نقله مكي نصر في نهاية القول المفيد صـ65
لا يقول بأن القلقلة مائلة إلى الحركة وحسب بل وعزاه إلى الكتب المعتبرة
قال الصفاقسي(1118هـ) في تنبيه الغافلين صـ 17 : " وهي شديدة مجهورة تمنع النفس أن يجري معها فاحتاجت إلى كثرة البيان حتى أنها مع كونها ساكنة تخرج إلى شبه الحركة من قولهم : قلقلت الشيء : إذا حركته ولولا ذلك لم تتبين " .
قال الجاربردي : " ثم اعلم أن قلقلة الحرف أشبه بتحريكه "
وهو النص الذي نقله المرعشي عنه حيث قال المرعشي في مقدمة كتابه جهد المقل :
فمتى قلت : قال بلا ذكر فاعل وظرف فالقائل علي القاري
ومتى قلت : ذكر بلا ذكر فاعل وظرف فالقائل الجاربردي ( جهد المقل صـ 12 )
وبعد أنقل المرعشي هذه العبارة قال : " كما ذَكَر" ويخطئ بعض المحققين فيبني الفعل للمجهول ، وتوهم بعضهم أن هذا من كلام المرعشي فقال لا نتعبد إلى الله بكلام المرعشي .
قال المرعشي(1145هـ) بعد أن ذكر كلام الجاربردي السالف ذكره :" قوله : ( يشبه تحريكه ) أقول الظاهر من الامتحان أنه يشبه تحريكه بحركة ما قبله " حاشية جهد المقل صـ 82
قال محمد مكي نصر : " وإنما سميت بذلك لأن صوتها لا يكاد يتبين به سكونها ما لم تخرج إلى شبه المتحرك " صـ 64
فها هي نصوص العلماء
قد أسلفت أن القول بأن القلقلة ساكنة في نفسها كلام يرده العقل والنقل وقد سبق النقل أما عقليا فقد قال العلماء إن الحروف الساكنة تخرج بتصادم عضوي المخرج ، فعندما أقول " أبْ " فإن الباء تخرج بتصادم الشفتين ، وعندما أقول " بَ " فإن الباء تخرج بتباعد الشفتين ، الآن عندما أقرأ : " تبت يدا أبي لهب وتب " هل الباء الأخيرة تخرج بتصادم أم بتباعد ، فلو جئت بواحد ممن لا يعلم شيئا عن علم التجويد لقال تخرج بتباعد وهذا أعظم دليل على أن القلقلة مائلة إلى الحركة ولو اكتفينا به بدون النقل لكفى به دليلا .
وهذا الدليل يدل أيضا على أن الخلاف لفظي فقط وإلا فالقائلون بأن القلقلة ساكنة في نفسها يقرؤونها مائلة إلى الحركة ، وإلى فليريني من يقول بأن القلقلة ساكنة في نفسها كيف يقرأ " تبت يدا أبي لهب وتب " بتصادم الشفتين
هذا ما أردت ولم أشأ أن أتعرض للشبه الضعيفة التي أوردوها خشية الإطالة ، كقولهم إذ قرأنا : " ولقد خَلَقْنَا الإنسان " بميل القلقلة إلى الفتح فسيتغير المعنى ويفسد فمن خلق من؟أعوذ بالله .
سبحان الله ! وكأننا قلنا أنه يقرأها مفتوحة ، فمما يدل على ضحالة هذه الشبهة أننا سمعنا كثير من المشايخ يقرؤونها مائلة إلى الفتح ولم يتوهم أحد فساد المعنى ، ولك أن تسمع الشيخ الحصري ومعلوم أنه كان يرجح أن القلقلة مائلة إلى الفتح ومع ذلك لم يُتوهم هذا المعنى المزعوم ، ومن ذلك قول بعض العلماء أنه سمع أحد الطلاب يقرأ : " قل ادعوا الله " فقرأها مفتوحة وتغير المعنى ، هب أن بعض الطلاب بل القراء يقرؤونها بهذه الصفة المذكورة فالخطأ عندهم هم وليس في الحكم ولسنا مطالبين بأن نغير بعض الأحكام لبعض أخطاء الطلاب ، وهل يبنى الحكم على من يقرأ خطأً؟!!
والله من وراء القصد
الجواب :كيف تكون القلقة في حالة الوقف في مثل كلمة (وعيد)و(معاد)
بميلانها إلى الحركة ، أعني حركة الفتح ، لكن من دون مبالغة حتى لا تكون فتحة كاملة
الكاتب / الأستاذ أحمد نجاح محمد