حكمة تعكس حال الأمة وتفرقها إلى أحزاب وفرق وجماعات وكل فرقة تهدم وتكسر مجاديف الفرقة الأخرى
سُئِل أحد الحكماء يومًا : ما هو الفرق بين أمة موحدة متآزرة وأمة متفرقة إلى أحزاب وفرق وجماعات؟
قال الحكيم : سوف ترون الآن:
ودعاهم إلى وليمة، وجلس الجميع إلى مائدة واحدة، ثم أحضر الحساء وقدمه لهم ، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة طويلة جداً بطول المتر ! واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة .. أصحاب الإنتماءات الحزبية والمتعصبين حاولوا جاهدين أن يأكلوا بهذه الملعقة ولكنهم لم يفلحوا ، لأن كل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه بسبب طول الملعقة، مما أدى إلى أن ينسكب منه الحساء على الأرض لصعوبة تناوله بهذه الملعقة ، وقاموا جائعين في ذلك اليوم ، قال الحكيم والآن انظروا .. ودعا الذين يحملون الألفة والمحبة على بعضهم إلى نفس المائدة ، وقدم إليهم نفس الملاعق الطويلة ، فأخذ كلّ واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء ثم مدّها ليطعم جاره الذي بجانبه فهم متآلفين موحدين، وبذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله .. وقف الحكيم وقال في الجمع حكمته والتي عايشوها عن قرب : من يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه وفريقه فقط فسيبقى جائعًا ، ومن يفكر أن يُشبِع أخاه سيشبع الإثنان معًا.