رد: دليل الحيران لتميز التلاوة الحجازية عند سماع القرآن
موضوع قمة في الروعة
وهو منقول للأمانة
التلاوة الحجازية
..
الحزن والشجو في ألحان العراق .. والبهجة في مصر .. والجزالة في أداء اليمن .. ولكل إقليم طابعه الخاص في الأداء والألحان. والمقامات الصوتية واحدة .. وهي
7 مقامات ،، أو
8 عند من يعد “
الكرد” مقاما مستقلا قائما بذاته.
ولست في معرض الحديث عن المقامات ، إنما حديثي عن التلاوة الحجازية أو الأداء الحجازي. غير أن كثيرا من الناس يخلط ما بين الأداء والمقام ، فلذلك ينبغي التوضيح في مسألة المقامات قليلا: المقامات كا
لألوان ،، وهي ثابتة لا تتغير ، وكما ذكرت آنفا فهي سبعة مقامات عند جمهور علماء المقامات وثمانية عند البعض.
وليست المقامات من صنع الإنسان ونسجه ،
إنما هي شيء أوجده الله في الفطرة والطبيعة ، إذْ يستحيل على الإنسان أن يبتدع مقاما جديدا غير المقامات الأصلية المعروفة ،، أما المقام الثامن المختلف فيه – وهو مقام الكرد – فليس الاختلاف في وجوده ، إنما الاختلاف في كونه مقاما مستقلا بذاته أو فرعا عن إحدى
المقامات السبعة ، لأن لكل مقام عددا من الفروع التي تتميز عن المقام الأصل ببعض الاختلافات الدقيقة.
أقول: والمقامات كما ذكرتُ ليست من صنع الإنسان إنما هي شيء موجود في الطبيعة ، مَثَلُها كمَثَل الألوان ، إذْ يستحيل خروج أي شيء في الكون عن إحدى الألوان ، كما يستحيل خروج أي صوت من الأصوات – سواء البشرية أو الموسيقية أو الطبيعية – عن المقامات السبعة.
فلو طلبتَ من رجل في الطريق أن يرتل آية أو يُنشد بعضَ الأبيات فلن يخرج عن إحدى المقامات السبعة المعروفة ،
سواء علم بتلك المقامات أم لم يعلم ، تعمد أم لم يتعمد .
إذاً .. ما هو الأداء أو الألحان ؟؟
الألحان هي طريقة الأداء لتلك المقامات ،، فكل مقام يستطيع المؤدي أن يؤديه على طرق عديدة غير محصورة ،، لذلك نجد اختلاف الألحان بين الأمصار ،، فكما ذكرتُ سابقا بأن أداء أهل العراق يختلف عن أداء أهل الحجاز ويختلف كذلك عن مصر واليمن والمغرب وغيرها من الأمصار، وأداء العرب عموما يختلف عن أداء الأعاجم.
ومن ضمن الأداءات المعروفة
الأداء الحجازي في القرآن الكريم ، وهو ما نحن بصدد الحديث عنه.
إذاً .. وإن كانت تسمية الأداء الحجازي بالمقامات الحجازية هي تسمية رائجة حتى عند بعض المتخصصين فإن هذه التسمية ليست تسمية دقيقة ، فالمقامات كما ذكرنا هي ثابتة لا تقبل التغيير أو الزيادة والنقصان، وإنما هو “الأداء الحجازي” أو “الألحان الحجازية”. غير أن تسميات المقامات تختلف من مكان لآخر ،، فحين نرى أن كثيرا من علماء المقامات اصطلحوا على تسمية المقامات السبع بـ:
صبا ،
نهاوند ،
عجم ،
بيات ،
سيكا ،
حجاز ،
راست ، وبعضهم يضيف مقام
الكرد ،، نجد بعض التسميات الأخرى مثل:
مقام الحراب ومقام البنجكة ومقام حجاز اليمن وغيرها من التمسيات ،، وهذه أسماء لفروع المقامات في حين أن البعض قد يطلقها على بعض المقامات الأصلية كما نرى في إقليم الحجاز.
لا يهمنا الكلام النظري الآن بقدر ما يهمنا التطبيق ..
فعذرا – أخي القارئ – إن كنتَ قد سئمت من هذه المقدمة المملة. حقيقة .. على كثرة ما سمعت من تلاوات وأداءات من شتى الأمصار في العالم الإسلامي ، لم يرُق لي أداء كالأداء الحجازي ، ولا أنكر جمال وروعة الأداءات في بعض الأقاليم الأخرى كمصر والمغرب العربي والعراق وغيرها من بلاد المسلمين. ولعلي – ومن وجهة نظري الخاصة – أقسِّم الأداء الحجازي إلى قسمين:
اما القسم الأول: فهو طريقة أداء عمالقة التلاوة الحجازية الأقدمين من الجيل الراحل،
ومن أشهرهم:
القارئ عباس مقادمي ، والقارئ زكي داغستاني ، والقارئ عبد القادر عطية رحمهم الله تعالى وتتميز تلاواتهم بالتروي والتأني التي تشابه أحيانا في بطئها قراءة التحقيق التي يقرأ بها جمهور مقرئي أرض الكنانة. ولنستمع الآن إلى أمثلة من هذه التلاوات. هذه تلاوة للشيخ عباس مقادمي رحمه الله من أول سورة الكهف
وهذه تلاوة للشيخ محمد زكي داغستاني رحمه الله من أول سورة المؤمنون
وهذه بعض مقاطع الفيديو للقارئين الراحلين:
مقطع للشيخ زكي داغستاني رحمه الله في اختتام مؤتمر القمة الإسلامية في الحرم المكي
أما القسم الثاني: فأعني به الأداء الحديث للتلاوة الحجازية ، ونحن استمعنا إلى التلاوات الحجازية القديمة فوجدنا فيها -على الرغم من جمالها وروعتها- عدم استرسال التلاوة مع شيء من الجزالة والقوة .. بينما نجد في التلاوات الحجازية الحديثة استرسالا رائعا وعذوبة رقراقة .. ولنتعرف على بعض من أبرز المتقنين لهذه التلاوة في وقتنا الحالي: *الشيخ محمد أيوب:
إمام مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم – سابقا- الذي صدحت مآذن المسجد الحرم النبوي بصوته أعواما عديدة وذاع صيته في مشارق الأرض ومغاربها ،، فلله دره من قارئ متقن متمكن ..
*الشيخ علاء المزجاجي:
أحد قراء جدة المبدعين .. ذو صوت جميل وتلاوة ندية رائعة ، وصوته قريب من صوت الشيخ محمد أيوب ، .. وهذا نموذج لتلاوته
*الشيخ سجاد مصطفى كمال الحسن:
وهو من قراء بلد الله الأمين ، وذو صوت حسن جميل ، ولم ينل من الشهرة ما يستحقها ، رغم جمال صوته وإتقان الأداء الحجازي في التلاوة، واستمع إليه..
*الشيخ نبيل الرفاعي:
حقيقة .. لا أملك إلا أن أسجل إعجابي بهذا القارئ الرائع ، والذي أشهد الله أني ما سمعتُ أجمل منه تلاوة ولا أشد عذوبة في الأداء الحجازي .. تلاوته متقنة رائعة ، وعذبة سلسة ، وهو ذو صوت أخاذ ، ونبرة هادئة جميلة .. حفظه الله وأعلى منزلته ، وجعله ممن يُقال له يوم القيامة: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، وهذا نموذج لتلاوته
*الشيخ عدنان بانافع:
بالرغم من جمال تلاوته وروعة صوته وعذوبته إلا أنه لم ينل من الشهرة ما يستحق ، ربما لعدم إمامته في مسجد حسب علمي ، غير أنه يقرأ في بعض المحافل الرسمية ، وهو ذو صوت رائع ، ويتقن الأداء الحجازي أيما إتقان ، وشاهده هنا ..
*الشيخ عبد الله غيلان:
من طيبة الطيبة ، لا أعلم عنه كثيرا ، غير أني سمعت وشاهدت له عدة تلاوات ، صوته رائع وتلاوته متقنة، وهذا مقطع فيديو له ، جودة التسجيل ضعيفة ولكن التلاوة رائعة:
*الشيخ عبدالعزيز امجد
*الشيخ قاسم شبلي
وهناك العديد من القراء في أرض الحجاز ، لا يتلزمون دوما بالقراءة الحجازية ، إلا أنهم يبدعون فيها أيما إبداع حين يؤدونها، ومنهم: *الشيخ توفيق الصائغ:
وهو القارئ المعروف ذو الصوت الرخيم الرائع ،،
*الشيخ محمد خليل قارئ
ذو صوت رخيم جميل ، يؤم الناس في مسجد قباء ، وهو ابن الشيخ خليل الرحمن قارئ ، وأخو القارئين محمود قارئ وأحمد قارئ ، شاهده هنا وهو يؤم الناس لصلاة العشاء في مسجد قباء
وهناك العديد من المعجبين بالقراءة الحجازية خارج أرض الحجاز الذين أتقنوا أداءها، ومنهم:
*الشيخ مشاري العفاسي (الكويت)
*الشيخ أنس العمادي (البحرين)