- 14 أغسطس 2010
- 161
- 77
- 28
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
أصبح الآن من الشائع أن يوصف أي قارئ بأنه من الرواد و من الرعيل الأول لقراء الإذاعة...و هذا أمر مؤسف...لأنه ليّ للحقائق و للتاريخ و إزراء بعقول الناس...و لقد وصل الحال المؤسف إلى حد أن جريدة ذات مصداقية وصفت قارئا اعتُمد في الإذاعة في النصف الثاني من التسعينيات بأنه من الرواد و من الرعيل الأول!!! و كذلك فإن بعض محبي القراء القدامى خاصة المشهورين منهم يصفونهم بأنهم من قراء الرعيل الأول على خلاف الحقيقة...
فمن هم قراء الرعيل الأول الرواد؟ و سبب اعتبارهم كذلك...و من هم قراء الأجيال اللاحقة لهم؟
في البداية ينبغي تصحيح خطأ شاع و انتشر في أوساط من يهتمون بالقراء...و ربما وصل هذا الخطأ إلى إذاعة القرآن الكريم نفسها مع الأسف...يقولون:قراء الرعيل الأول و قراء الرعيل الثاني و هكذا...
و هذا خطأ في فهم معنى كلمة الرعيل و خطأ لغوي أيضا...فلا يُقال:قراء الرعيل الأول؛و قراء الرعيل الثاني...و إنما يُقال:قراء الرعيل الأول؛و قراء الجيل الثاني...
فالرعيل لايكون إلا أولا...فمعنى الرعيل لغة:الجماعة القليلة من الرجال أو الخيل التي تتقدم غيرها؛و يُقال:فلان من الرعيل الأول:من السابقين(مجمع اللغةالعربية-المعجم الوسيط-الجزء الأول-الطبعة الثانية 1972-ص355)...
فكلمة الأول هي توكيد لفظي لكلمة الرعيل...بحيث لو قال القائل:قراء الرعيل...وسكت لفُُهم المعنى حتى لو لم يُضف لفظ"الأول"...فكلمة الرعيل كافية وحدها لأداء المعنى...
و التوكيدات اللفظية أمر شائع في لغة العرب...و الدليل على ذلك قول الله تعالى:"تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى"(طه-4)...فإن كلمة العلى توكيد لفظي لكلمة السماوات...بحيث أنك لوقلت السماوات فقط لفُهم المعنى بأنها عالية...لكن وصفها بالسماوات العلى توكيد لفظي شائع الاستخدام في لغة العرب...
أما من يأتي بعد الرعيل الأول فهم التابعون أو اللاحقون...و في حالتنا(وصف القراء)أنسب وصف هو قراء الجيل الثاني ثم قراء الجيل الثالث...و هكذا...
افتُتحت الإذاعة المصرية في عام 1934...و هذا هو المعيار المنضبط الذي سأتخذه أساسا للتصنيف...و في الحقيقة هذا قد يظلم روادا حقيقيين سبقوا الإذاعة و لم يقرأوا فيها أبرزهم المشايخ أحمد ندا مؤسس دولة التلاوة الحقيقي في مصر و يوسف المنيلاوي و محمد القهاوي و منصور بدار و حسن المناخلي...و لكن سأكتفي بالكلام عن القراء الإذاعيين فقط...
فقراء الرعيل الأول الرواد في الإذاعة المصرية من وجهة نظري هم قراء الثلاثينيات و النصف الأول من الأربعينيات:المشايخ علي محمود و محمد عكاشة و محمد رفعت و محمد الصيفي و علي حزين و عبد الفتاح الشعشاعي و طه الفشني و أحمد سليمان السعدني و محمد فريد السنديوني و عبدالرحمن الدروي و عبد العظيم زاهر و أبو العينين شعيشع و منصور الشامي الدمنهوري و محمود خليل الحصري و محمد حسن النادي و مصطفى اسماعيل و محمود عبد الحكم و عبد العزيز حربي...كانوا جميعا من العباقرة؛و هم فقط من يستحقون وصف الرعيل الأول الرواد...
و لكن ربما يقول قائل:من يستحقون وصف الرعيل الأول هم فقط من افتُتحت بهم الإذاعة المصرية في عام 1934...و في تلك الحالة سيقتصر هذا الوصف على القراء علي محمود و محمد عكاشة و محمد رفعت و محمد الصيفي و علي حزين فقط...فهؤلاء فقط من افتُتحت بهم الإذاعة المصرية...خمس قراء فقط؛و يخرج الباقون جميعا؛ليصيروا من قراء الجيل الثاني...حيث أن المشايخ عبد الفتاح الشعشاعي و أحمد سليمان السعدني و عبد العظيم زاهر اعتُمدوا في الإذاعة في عام 1936 في حين اعتُمد الشيخ طه الفشني في عام 1937 و أبو العينين شعيشع في عام 1939 و عبد الرحمن الدروي 1940 و المشايخ محمود خليل الحصري و مصطفى اسماعيل و محمود عبد الحكم و عبد العزيز حربي في عام 1944 و منصور الشامي الدمنهوري في عام 1945
و في الحقيقة لا أميل إلى هذا الرأي؛فالإذاعة المصرية بدأت بعدد قليل جدا من القراء لظروف الزمان و قلة ساعات الإرسال...و من غير العدل أن نحرم هؤلاء القراء العباقرة من وصف الرعيل الأول الرواد؛و كلهم اعتُمدوا و قرأوا في الإذاعة في منتصف الأربعينيات أو قبلها حيث كان قد مر على عمر الإذاعة حوالي عشرة أعوام فقط...
ثم يأتي من بعدهم قراء الجيل الثاني ممن اعتُمدوا في الإذاعة من منتصف الأربعينيات إلى آخر الخمسينيات؛و تضم تلك الحقبة من العباقرة القراء المشايخ محمد صديق المنشاوي و محمود علي البنا و عبد الباسط عبد الصمد و هاشم هيبة و محمدالطوخي و كامل يوسف البهتيمي و إبراهيم المنصوري و عوضين المغربي وغيرهم...و كما ترون فقد كانوا أيضا عباقرة...
و من غير المستساغ بل و من المؤسف أن مذيعي إذاعة القرآن الكريم يصفون قراء هذا الجيل بأنهم من الرعيل الأول بدون أي أساس؛و بدون أي دراية بتواريخ التحاقهم بالإذاعة...و هذا غير مقبول لأنه ليّ للحقائق و تزييف للتاريخ...
و لا أدري على أي أساس يمكن وصف قارئ اعتُمد في الإذاعة بعد الثورة في عام 1953 أو 1954 بأنه من قراء الرعيل الأول الرواد في حين أن الإذاعة افتُتحت قبل ذلك بعشرين عاما!!!...
ثم يأتي الجيل الثالث ممن اعتُمدوا في الإذاعة من بداية الستينيات حتى منتصف السبعينيات و أبرز قراء هذا الجيل المشايخ محمد بدر حسين و علي حجاج السويسي و محمد عبد العزيز حصان و راغب مصطفى غلوش و حمدي محمود الزامل و عبد العزيز علي فرج و محمود محمد رمضان و شعبان عبد العزيز الصياد و محمود البيجرمي و إبراهيم الشعشاعي و محمود حسين منصور و السعيد عبد الصمد الزناتي و أحمد الرزيقي و محمود صديق المنشاوي و محمد محمود الطبلاوي؛وغيرهم...و كما ترون فقد كانت العبقرية تغلب على هذا الجيل أيضا و لكن بالطبع بدرجة أقل إجمالا من الأجيال السابقة...و هذا أمر طبيعي...
و من المضحك أن بعض مذيعي الإذاعة يطلقون وصف الرعيل الأول على بعض القراء من هذا الجيل أيضا!!!
ثم تأتي من بعد ذلك أجيال صار يغلب عليها المواهب الفردية دون عبقرية؛و صار الموهوبون أيضا يعدون على الأصابع...بحيث أنك تجد صعوبة في التفرقة بين صوت هذا أو ذاك...بل ودخل الإذاعة قراء مقلدون صرفا لقراء أكثر شهرة مع كل الأسف...و لا أدري على أي أساس!!! (و لعلني أعود إلى موضوع القراء المقلدون صرفا في موضوع لاحق بإذن الله)...حتى وصلنا إلى جيل الألفية الجديدة حيث صارت أغلب الأصوات عادية و غير مميزة و متشابهة بحيث أنك تسمع فقط زعيقا لا يصل إلى القلوب؛و مؤثرات صوتية و صدى صوت يُخفيان عيوب الصوت و نشازه؛فآثرت السلامة و اعتزلت سماعهم مكتفيا بسماع قراء الأجيال الثلاثة الأولى مع بعض القراء المعدودين ممن جاءوا بعدهم...و في الحقيقة لابد أن يتغير نظام لجنة اختبار القراء في الإذاعة بحيث لا تكون فقط مكونة من موظفين لا يستطيعون أن يُفرقوا بين صوت الشيخ مصطفى اسماعيل و بين من يقرأون على الترب في المقابر؛إذ لابد أن تضم تلك اللجنة سميعة كبارا أيضا و لو من خارج الإذاعة...و إن كنت أعترف بأن حتى السميعة الكبار صاروا إلى انقراض...و سبحان من له الدوام...و لله الأمر من قبل و من بعد...
أصبح الآن من الشائع أن يوصف أي قارئ بأنه من الرواد و من الرعيل الأول لقراء الإذاعة...و هذا أمر مؤسف...لأنه ليّ للحقائق و للتاريخ و إزراء بعقول الناس...و لقد وصل الحال المؤسف إلى حد أن جريدة ذات مصداقية وصفت قارئا اعتُمد في الإذاعة في النصف الثاني من التسعينيات بأنه من الرواد و من الرعيل الأول!!! و كذلك فإن بعض محبي القراء القدامى خاصة المشهورين منهم يصفونهم بأنهم من قراء الرعيل الأول على خلاف الحقيقة...
فمن هم قراء الرعيل الأول الرواد؟ و سبب اعتبارهم كذلك...و من هم قراء الأجيال اللاحقة لهم؟
في البداية ينبغي تصحيح خطأ شاع و انتشر في أوساط من يهتمون بالقراء...و ربما وصل هذا الخطأ إلى إذاعة القرآن الكريم نفسها مع الأسف...يقولون:قراء الرعيل الأول و قراء الرعيل الثاني و هكذا...
و هذا خطأ في فهم معنى كلمة الرعيل و خطأ لغوي أيضا...فلا يُقال:قراء الرعيل الأول؛و قراء الرعيل الثاني...و إنما يُقال:قراء الرعيل الأول؛و قراء الجيل الثاني...
فالرعيل لايكون إلا أولا...فمعنى الرعيل لغة:الجماعة القليلة من الرجال أو الخيل التي تتقدم غيرها؛و يُقال:فلان من الرعيل الأول:من السابقين(مجمع اللغةالعربية-المعجم الوسيط-الجزء الأول-الطبعة الثانية 1972-ص355)...
فكلمة الأول هي توكيد لفظي لكلمة الرعيل...بحيث لو قال القائل:قراء الرعيل...وسكت لفُُهم المعنى حتى لو لم يُضف لفظ"الأول"...فكلمة الرعيل كافية وحدها لأداء المعنى...
و التوكيدات اللفظية أمر شائع في لغة العرب...و الدليل على ذلك قول الله تعالى:"تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى"(طه-4)...فإن كلمة العلى توكيد لفظي لكلمة السماوات...بحيث أنك لوقلت السماوات فقط لفُهم المعنى بأنها عالية...لكن وصفها بالسماوات العلى توكيد لفظي شائع الاستخدام في لغة العرب...
أما من يأتي بعد الرعيل الأول فهم التابعون أو اللاحقون...و في حالتنا(وصف القراء)أنسب وصف هو قراء الجيل الثاني ثم قراء الجيل الثالث...و هكذا...
افتُتحت الإذاعة المصرية في عام 1934...و هذا هو المعيار المنضبط الذي سأتخذه أساسا للتصنيف...و في الحقيقة هذا قد يظلم روادا حقيقيين سبقوا الإذاعة و لم يقرأوا فيها أبرزهم المشايخ أحمد ندا مؤسس دولة التلاوة الحقيقي في مصر و يوسف المنيلاوي و محمد القهاوي و منصور بدار و حسن المناخلي...و لكن سأكتفي بالكلام عن القراء الإذاعيين فقط...
فقراء الرعيل الأول الرواد في الإذاعة المصرية من وجهة نظري هم قراء الثلاثينيات و النصف الأول من الأربعينيات:المشايخ علي محمود و محمد عكاشة و محمد رفعت و محمد الصيفي و علي حزين و عبد الفتاح الشعشاعي و طه الفشني و أحمد سليمان السعدني و محمد فريد السنديوني و عبدالرحمن الدروي و عبد العظيم زاهر و أبو العينين شعيشع و منصور الشامي الدمنهوري و محمود خليل الحصري و محمد حسن النادي و مصطفى اسماعيل و محمود عبد الحكم و عبد العزيز حربي...كانوا جميعا من العباقرة؛و هم فقط من يستحقون وصف الرعيل الأول الرواد...
و لكن ربما يقول قائل:من يستحقون وصف الرعيل الأول هم فقط من افتُتحت بهم الإذاعة المصرية في عام 1934...و في تلك الحالة سيقتصر هذا الوصف على القراء علي محمود و محمد عكاشة و محمد رفعت و محمد الصيفي و علي حزين فقط...فهؤلاء فقط من افتُتحت بهم الإذاعة المصرية...خمس قراء فقط؛و يخرج الباقون جميعا؛ليصيروا من قراء الجيل الثاني...حيث أن المشايخ عبد الفتاح الشعشاعي و أحمد سليمان السعدني و عبد العظيم زاهر اعتُمدوا في الإذاعة في عام 1936 في حين اعتُمد الشيخ طه الفشني في عام 1937 و أبو العينين شعيشع في عام 1939 و عبد الرحمن الدروي 1940 و المشايخ محمود خليل الحصري و مصطفى اسماعيل و محمود عبد الحكم و عبد العزيز حربي في عام 1944 و منصور الشامي الدمنهوري في عام 1945
و في الحقيقة لا أميل إلى هذا الرأي؛فالإذاعة المصرية بدأت بعدد قليل جدا من القراء لظروف الزمان و قلة ساعات الإرسال...و من غير العدل أن نحرم هؤلاء القراء العباقرة من وصف الرعيل الأول الرواد؛و كلهم اعتُمدوا و قرأوا في الإذاعة في منتصف الأربعينيات أو قبلها حيث كان قد مر على عمر الإذاعة حوالي عشرة أعوام فقط...
ثم يأتي من بعدهم قراء الجيل الثاني ممن اعتُمدوا في الإذاعة من منتصف الأربعينيات إلى آخر الخمسينيات؛و تضم تلك الحقبة من العباقرة القراء المشايخ محمد صديق المنشاوي و محمود علي البنا و عبد الباسط عبد الصمد و هاشم هيبة و محمدالطوخي و كامل يوسف البهتيمي و إبراهيم المنصوري و عوضين المغربي وغيرهم...و كما ترون فقد كانوا أيضا عباقرة...
و من غير المستساغ بل و من المؤسف أن مذيعي إذاعة القرآن الكريم يصفون قراء هذا الجيل بأنهم من الرعيل الأول بدون أي أساس؛و بدون أي دراية بتواريخ التحاقهم بالإذاعة...و هذا غير مقبول لأنه ليّ للحقائق و تزييف للتاريخ...
و لا أدري على أي أساس يمكن وصف قارئ اعتُمد في الإذاعة بعد الثورة في عام 1953 أو 1954 بأنه من قراء الرعيل الأول الرواد في حين أن الإذاعة افتُتحت قبل ذلك بعشرين عاما!!!...
ثم يأتي الجيل الثالث ممن اعتُمدوا في الإذاعة من بداية الستينيات حتى منتصف السبعينيات و أبرز قراء هذا الجيل المشايخ محمد بدر حسين و علي حجاج السويسي و محمد عبد العزيز حصان و راغب مصطفى غلوش و حمدي محمود الزامل و عبد العزيز علي فرج و محمود محمد رمضان و شعبان عبد العزيز الصياد و محمود البيجرمي و إبراهيم الشعشاعي و محمود حسين منصور و السعيد عبد الصمد الزناتي و أحمد الرزيقي و محمود صديق المنشاوي و محمد محمود الطبلاوي؛وغيرهم...و كما ترون فقد كانت العبقرية تغلب على هذا الجيل أيضا و لكن بالطبع بدرجة أقل إجمالا من الأجيال السابقة...و هذا أمر طبيعي...
و من المضحك أن بعض مذيعي الإذاعة يطلقون وصف الرعيل الأول على بعض القراء من هذا الجيل أيضا!!!
ثم تأتي من بعد ذلك أجيال صار يغلب عليها المواهب الفردية دون عبقرية؛و صار الموهوبون أيضا يعدون على الأصابع...بحيث أنك تجد صعوبة في التفرقة بين صوت هذا أو ذاك...بل ودخل الإذاعة قراء مقلدون صرفا لقراء أكثر شهرة مع كل الأسف...و لا أدري على أي أساس!!! (و لعلني أعود إلى موضوع القراء المقلدون صرفا في موضوع لاحق بإذن الله)...حتى وصلنا إلى جيل الألفية الجديدة حيث صارت أغلب الأصوات عادية و غير مميزة و متشابهة بحيث أنك تسمع فقط زعيقا لا يصل إلى القلوب؛و مؤثرات صوتية و صدى صوت يُخفيان عيوب الصوت و نشازه؛فآثرت السلامة و اعتزلت سماعهم مكتفيا بسماع قراء الأجيال الثلاثة الأولى مع بعض القراء المعدودين ممن جاءوا بعدهم...و في الحقيقة لابد أن يتغير نظام لجنة اختبار القراء في الإذاعة بحيث لا تكون فقط مكونة من موظفين لا يستطيعون أن يُفرقوا بين صوت الشيخ مصطفى اسماعيل و بين من يقرأون على الترب في المقابر؛إذ لابد أن تضم تلك اللجنة سميعة كبارا أيضا و لو من خارج الإذاعة...و إن كنت أعترف بأن حتى السميعة الكبار صاروا إلى انقراض...و سبحان من له الدوام...و لله الأمر من قبل و من بعد...