- 14 فبراير 2009
- 11,118
- 1,778
- 113
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد المحيسني
- علم البلد
-
المقالة الاولى: مرحــــــــبا رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله جعل الصيام جنة وسببا موصلاً للجنة ورياضة للنفوس المطمئنة , وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله اللهم صلي عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد...
مرحباً رمضان.. ما أعذبها من كلمة ما أرقها من عبارة ,
مرحبا رمضان..يعجز عن التعبير البيان, وتخالط القلب عبرات الوجدان,
ما أعذبها من لحظة تلك حينما يعلن عن رؤية هلال رمضان , وما أسعدها من ساعة حينما تهنئ ببلوغ رمضان.. فأهنئكم جميعاً ببلوغ رمضان كما هنئ حبيبنا صلوات ربي وسلامه عليه أصحابه ببلوغه (أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم فيه صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من
حرم خيرها فقد حرم)..
أتدري ماذا يعني بلوغك رمضان؟
يعني أنك ستعيش أياماً من عمرك وأبواب الجنة مفتوحة, وأبواب النار مغلقة, بل ومردة الشياطين مغلة, ستعيش أيام نزول الرحمات والنفحات والعتق من النار..
فما أعظم نعمة الله عليك.. كم من إخوة لنا كانوا معنا في رمضان خلى هم الآن يتوسدون القبور نسأل الله لهم الرحمة والغفران..
فيا أيها السعيد بحلول ضيفك سل نفسك كيف ستسقبله وبأي شيئ ستقضي أيامه ولياليه..
أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعل شهرنا هذا شاهداً لنا لاعلينا ..وصلي اللهم وسلم على عبدك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المقالة الثانية: رمضان فرصة للتغيير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنشأ وبرا ، وخلق الماء والثرى ، وأبدع كل شيء وذرا ، لا يغيب عن بصره صغير النمل في الليل إذا سرى ، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، { له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى }{ وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى }{ الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى } وأشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه ومن بهديه اهتدى..
أمابعد..
أتى رمضان مزرعة العبادة..
لتطهير القلوب من الفساد..
فأد حقوقه قولا ً وفعلا..
وزادك فاتخذه إلى المعاد..
من زرع الحبوب وما سقاها..
تأوه نادما يوم الحصاد..
أتاكم شهر رمضان ، شهر بركة ، يغشاكم الله فيه برحمته ، ويحط الخطايا ، ويستجيب الدعاء ،ينظر الله إلى تنافسكم فيه ، ويباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حرم رحمة الله ..
أيها الأخ المبارك: يامن كنت تمني نفسك بالتغيير والإنتقال بحياتك لتعيش مع الله لتعيش حياة سوية ناصعة البياض خالية من الذنوب والشقاء..
يامن كنت تسوف كلما دعاك داع الإيمان لتجدد العلاقة ببارئك الذي يعطيك فتعصيه ويزيدك فلا تشكره.. كم من مرة ألمت بك حاجة فرفعتها إليه فقضاها .. كم من مرة حلت بك مصيبة فرفعها.. كم من كربة عنك فرجها..
أي أخي في رمضان الكون كله يتغير فالسماء والجنان تفتح أبوابها , والنيران تغلق, والشياطين تصفد, والجنة تزين, والرحمة تتنزل,بل إن برنامجك في طعامك يتبدل فهلا اغتمت هذه الفرصة وأعلنتها بداية الإنطلاقه مع ركب التائبين.. ستذوق حينها سعادة غامرة في حياتك وراحة في ضميرك وأمناً بعد مماتك..لن يتطلب الأمر منك الكثير إنما هي عزيمة صادقة وهمة عالية .. الآن وأنت تقرأ كلماتي هذه قف وانظر في علاقتك مع ربك..
وضحِ بكل ماحرمه ربك عليك وتذكر أنك بذلك تدفع ثمن جنة عرضها السموات والأرض قم الآن وانفض عنك غبار الذنوب توضأ وصل لربك ركعتين وتوسل بين يديه وأعلن توبتك إليه وابك على خطيئتك وابدأ مشوارك مع الله.. وكن على يقين أن الله سيعينك كيف وهو الذي يناديك كل ليلة..ياعبادي هل من تائب فأتوب عليه..كيف وهو الذي يناديك..
((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)))
وكن على يقين أنك ستذوق بعد ذلك سعادة عامرة في دنياك وأماناً في أخراك..أسأل الله أن يهديني ويهديك وسائر عباد الله أجمعين وأن يثبتنا على هذا الدين.. وصلي اللهم وسلم على عبدك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
المقالة الثالثة: لصوص رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }
{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيِمَاً }
أما بعد :
ماكدت أقوى على كتابة هذا الموضوع , فقد كنت أغالط نفسي , أأوصي أتباع محمد وأحفاد الصحابة أن لا يسرق منهم رمضان وهم الذين يعرفون قيمته وقدره.. أن أوصي باغتنامه وبذل المزيد من الجهد فيه نعم.. أما أن يسرق منهم فذاك بعيد وهو كذلك بإذن الله, ولكن ما إن وقفت على استفتاء وأسئلة طرحت على فئات من المجتمع رجالاً ونساء ، موظفين وطلاباً ، عن حالهم وعن أوقاتهم في رمضان فجاءت الاعترافات التي تؤكد لنا قوله صلى الله عليه وسلم : ( بدأ غريبا ، وسيعود غريباً ) وحتى تعرف أننا لم نُخطأ حين اخترنا هذه العنوان ..
فقائل أقضي الليل أمام شاشات التلفاز أطالع القنوات الفضائية حتى طلوع الفجر مع بعض زملائي.. عذراً رمضان .
وقائل تحت أضواء الملاعب ضمن سلسلة مباريات مقامة في ليالي رمضان .. أقول عذراً رمضان ..
وقائل على موائد البلوت والورق في المجالس وعلى الأرصفة ..أقول عذراً رمضان ..
وقائل أقضي الأوقات بالتنزه في الحدائق تارة وفي الأسواق تارة .. إنا لله وإنا إليه راجعون .
ما إن وقفت على ذاك حتى وجدت بناني تخط هذه الوصية والأسى يقطع نياط القلب..
فالتفت يمنة ويسرة فوجدت أن لصوص رمضان قد أجلبوا بخيلهم ورجلهم..بل وبلغ الحد أن أغلقت قنوات قبل رمضان استعداداً وتجهيزاً لرمضان..قولوا بربكم :
ماهو موسم الفوازير.. أليس رمضان؟؟!!
ماهو موسم المسلسلات الساخرة بديننا.. أليس رمضان؟؟!!
إلى الله المشتكى مالذي جرى .. ألسنا أحفاد هؤلاء الذين يحكي لنا معلى ابن الفضل خبرهم : كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتتقبل منهم رمضان .
ولكن حينما تقرأ في كتاب الله قوله تعالى:
(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) )
(شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا)
(ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17))
(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119))
حين تقف مع هذه النصوص تدرك حينها مدى الهجمة التي يواجهها رمضان.. إنهم أدركوا أن قوافل التائبين تنطلق من رمضان.. إنهم أدركوا أن أمجاد الأمة في رمضان.. أدركوا أن الرقاب تعتق في رمضان..
فهل ياتراك بعد ذلك تجلس إليهم وتقع في شراكهم..إنك لتعجب والله من ذاكم الذي يتحرز كل الحرز في نهار رمضان أن يصل إلى جوفه قطرة ماء وحين تسأله ينظر إليك باستغراب نهاني الله عن الشرب في نهار رمضان.. وما إن يقبل اليل حتى تراه منهمكاً بين تلك الأوحال من قنوات هابطة ومسلسلات ماجنة ألم ينهك ربك عنها ؟
ألم يقل الله:
(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68))
ألم يوصك نبيك صلى الله عليه وسلم بقوله:
( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )
ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام:
( من لم يدع قول الزور ) هو كل قول محرَّم أو العمل به - أي بالزور- أي كل فعل محرَّم ..
ياإخوتاه..
لنتعاهد على أن نجعل شهرنا هذا هو الفراق بيننا وبين تلك القنوات التي دمرت البيوت والأخلاق والأسر..
اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن.. .. وصلي اللهم وسلم على عبدك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله جعل الصيام جنة وسببا موصلاً للجنة ورياضة للنفوس المطمئنة , وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله اللهم صلي عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد...
مرحباً رمضان.. ما أعذبها من كلمة ما أرقها من عبارة ,
مرحبا رمضان..يعجز عن التعبير البيان, وتخالط القلب عبرات الوجدان,
ما أعذبها من لحظة تلك حينما يعلن عن رؤية هلال رمضان , وما أسعدها من ساعة حينما تهنئ ببلوغ رمضان.. فأهنئكم جميعاً ببلوغ رمضان كما هنئ حبيبنا صلوات ربي وسلامه عليه أصحابه ببلوغه (أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم فيه صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من
حرم خيرها فقد حرم)..
أتدري ماذا يعني بلوغك رمضان؟
يعني أنك ستعيش أياماً من عمرك وأبواب الجنة مفتوحة, وأبواب النار مغلقة, بل ومردة الشياطين مغلة, ستعيش أيام نزول الرحمات والنفحات والعتق من النار..
فما أعظم نعمة الله عليك.. كم من إخوة لنا كانوا معنا في رمضان خلى هم الآن يتوسدون القبور نسأل الله لهم الرحمة والغفران..
فيا أيها السعيد بحلول ضيفك سل نفسك كيف ستسقبله وبأي شيئ ستقضي أيامه ولياليه..
أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعل شهرنا هذا شاهداً لنا لاعلينا ..وصلي اللهم وسلم على عبدك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المقالة الثانية: رمضان فرصة للتغيير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنشأ وبرا ، وخلق الماء والثرى ، وأبدع كل شيء وذرا ، لا يغيب عن بصره صغير النمل في الليل إذا سرى ، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، { له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى }{ وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى }{ الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى } وأشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه ومن بهديه اهتدى..
أمابعد..
أتى رمضان مزرعة العبادة..
لتطهير القلوب من الفساد..
فأد حقوقه قولا ً وفعلا..
وزادك فاتخذه إلى المعاد..
من زرع الحبوب وما سقاها..
تأوه نادما يوم الحصاد..
أتاكم شهر رمضان ، شهر بركة ، يغشاكم الله فيه برحمته ، ويحط الخطايا ، ويستجيب الدعاء ،ينظر الله إلى تنافسكم فيه ، ويباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حرم رحمة الله ..
أيها الأخ المبارك: يامن كنت تمني نفسك بالتغيير والإنتقال بحياتك لتعيش مع الله لتعيش حياة سوية ناصعة البياض خالية من الذنوب والشقاء..
يامن كنت تسوف كلما دعاك داع الإيمان لتجدد العلاقة ببارئك الذي يعطيك فتعصيه ويزيدك فلا تشكره.. كم من مرة ألمت بك حاجة فرفعتها إليه فقضاها .. كم من مرة حلت بك مصيبة فرفعها.. كم من كربة عنك فرجها..
أي أخي في رمضان الكون كله يتغير فالسماء والجنان تفتح أبوابها , والنيران تغلق, والشياطين تصفد, والجنة تزين, والرحمة تتنزل,بل إن برنامجك في طعامك يتبدل فهلا اغتمت هذه الفرصة وأعلنتها بداية الإنطلاقه مع ركب التائبين.. ستذوق حينها سعادة غامرة في حياتك وراحة في ضميرك وأمناً بعد مماتك..لن يتطلب الأمر منك الكثير إنما هي عزيمة صادقة وهمة عالية .. الآن وأنت تقرأ كلماتي هذه قف وانظر في علاقتك مع ربك..
وضحِ بكل ماحرمه ربك عليك وتذكر أنك بذلك تدفع ثمن جنة عرضها السموات والأرض قم الآن وانفض عنك غبار الذنوب توضأ وصل لربك ركعتين وتوسل بين يديه وأعلن توبتك إليه وابك على خطيئتك وابدأ مشوارك مع الله.. وكن على يقين أن الله سيعينك كيف وهو الذي يناديك كل ليلة..ياعبادي هل من تائب فأتوب عليه..كيف وهو الذي يناديك..
((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)))
وكن على يقين أنك ستذوق بعد ذلك سعادة عامرة في دنياك وأماناً في أخراك..أسأل الله أن يهديني ويهديك وسائر عباد الله أجمعين وأن يثبتنا على هذا الدين.. وصلي اللهم وسلم على عبدك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
المقالة الثالثة: لصوص رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }
{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيِمَاً }
أما بعد :
ماكدت أقوى على كتابة هذا الموضوع , فقد كنت أغالط نفسي , أأوصي أتباع محمد وأحفاد الصحابة أن لا يسرق منهم رمضان وهم الذين يعرفون قيمته وقدره.. أن أوصي باغتنامه وبذل المزيد من الجهد فيه نعم.. أما أن يسرق منهم فذاك بعيد وهو كذلك بإذن الله, ولكن ما إن وقفت على استفتاء وأسئلة طرحت على فئات من المجتمع رجالاً ونساء ، موظفين وطلاباً ، عن حالهم وعن أوقاتهم في رمضان فجاءت الاعترافات التي تؤكد لنا قوله صلى الله عليه وسلم : ( بدأ غريبا ، وسيعود غريباً ) وحتى تعرف أننا لم نُخطأ حين اخترنا هذه العنوان ..
فقائل أقضي الليل أمام شاشات التلفاز أطالع القنوات الفضائية حتى طلوع الفجر مع بعض زملائي.. عذراً رمضان .
وقائل تحت أضواء الملاعب ضمن سلسلة مباريات مقامة في ليالي رمضان .. أقول عذراً رمضان ..
وقائل على موائد البلوت والورق في المجالس وعلى الأرصفة ..أقول عذراً رمضان ..
وقائل أقضي الأوقات بالتنزه في الحدائق تارة وفي الأسواق تارة .. إنا لله وإنا إليه راجعون .
ما إن وقفت على ذاك حتى وجدت بناني تخط هذه الوصية والأسى يقطع نياط القلب..
فالتفت يمنة ويسرة فوجدت أن لصوص رمضان قد أجلبوا بخيلهم ورجلهم..بل وبلغ الحد أن أغلقت قنوات قبل رمضان استعداداً وتجهيزاً لرمضان..قولوا بربكم :
ماهو موسم الفوازير.. أليس رمضان؟؟!!
ماهو موسم المسلسلات الساخرة بديننا.. أليس رمضان؟؟!!
إلى الله المشتكى مالذي جرى .. ألسنا أحفاد هؤلاء الذين يحكي لنا معلى ابن الفضل خبرهم : كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتتقبل منهم رمضان .
ولكن حينما تقرأ في كتاب الله قوله تعالى:
(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) )
(شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا)
(ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17))
(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119))
حين تقف مع هذه النصوص تدرك حينها مدى الهجمة التي يواجهها رمضان.. إنهم أدركوا أن قوافل التائبين تنطلق من رمضان.. إنهم أدركوا أن أمجاد الأمة في رمضان.. أدركوا أن الرقاب تعتق في رمضان..
فهل ياتراك بعد ذلك تجلس إليهم وتقع في شراكهم..إنك لتعجب والله من ذاكم الذي يتحرز كل الحرز في نهار رمضان أن يصل إلى جوفه قطرة ماء وحين تسأله ينظر إليك باستغراب نهاني الله عن الشرب في نهار رمضان.. وما إن يقبل اليل حتى تراه منهمكاً بين تلك الأوحال من قنوات هابطة ومسلسلات ماجنة ألم ينهك ربك عنها ؟
ألم يقل الله:
(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68))
ألم يوصك نبيك صلى الله عليه وسلم بقوله:
( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )
ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام:
( من لم يدع قول الزور ) هو كل قول محرَّم أو العمل به - أي بالزور- أي كل فعل محرَّم ..
ياإخوتاه..
لنتعاهد على أن نجعل شهرنا هذا هو الفراق بيننا وبين تلك القنوات التي دمرت البيوت والأخلاق والأسر..
اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن.. .. وصلي اللهم وسلم على عبدك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
وكتبه محبكم: محمد بن سليمان المحيسني
