إعلانات المنتدى


" ومن أحسن قولا "

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
318
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
قال تعالى :" وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " فصلت -33

المعنى الإجمالي : لا أحد أحسن قولا ممن دعا إلى توحيد الله وعبادته وحده وعمل صالحًا وقال: إنني من المسلمين المنقادين لأمر الله وشرعه.

وفي الآية حث على الدعوة إلى الله سبحانه، وبيان فضل العلماء الداعين إليه على بصيرة، وَفْق ما جاء عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. ( التفسير الميسر )

ومن فوائد الآية الكريمة :

أولا : " مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ "

ومن الدعوة إلى الله: تحبيبه إلى عباده، بذكر تفاصيل نعمه، وسعة جوده، وكمال رحمته، وذكر أوصاف كماله، ونعوت جلاله.

ومن الدعوة إلى الله، الترغيب في اقتباس العلم والهدى من كتاب الله وسنة رسوله، والحث على ذلك، بكل طريق موصل إليه، ومن ذلك، الحث على مكارم الأخلاق، والإحسان إلى عموم الخلق، ومقابلة المسيء بالإحسان، والأمر بصلة الأرحام، وبر الوالدين.

ومن ذلك، الوعظ لعموم الناس، في أوقات المواسم، والعوارض، والمصائب، بما يناسب ذلك الحال، إلى غير ذلك، مما لا تنحصر أفراده، مما تشمله الدعوة إلى الخير كله، والترهيب من جميع الشر. ( تفسير السعدي )

ثانيا : " وَعَمِلَ صَالِحًا " أي هو في نفسه مهتد بما يقوله ، فنفعه لنفسه ولغيره لازم ومتعد ، وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه ، وينهون عن المنكر ويأتونه ، بل يأتمر بالخير ويترك الشر ، ويدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى .( تفسير ابن كثير )

والعمل الصالح : هو العمل الذي يصلُح عامِلُه في دينه ودنياه صلاحاً لا يشوبه فساد ، وذلك العمل الجاري على وفق ما جاء به الدين . ( ابن عاشور )

ثالثا : وقوله " وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " أي وقال: إنني ممن خضع لله بالطاعة, وذل له بالعبودة, وخشع له بالإيمان بوحدانيته.( تفسير الطبري )

رابعا : وفي قوله تعالى " َقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " أيضا اعتزاز المسلم وافتخاره بدينه ، كما قال ابن عاشور في تفسيره ( فهو ثناء على المسلمين بأنهم افتخروا بالإسلام واعتزوا به بين المشركين ولم يتستروا بالإسلام )

خامسا : في الآية بيان فضل العلماء والدعاة إلى الله ، قال ابن عاشور( وفي هذه الآية منزع عظيم لفضيلة علماء الدين الذين بينوا السنن ووضحوا أحكام الشريعة واجتهدوا في التوصل إلى مراد الله تعالى من دينه ومن خَلْقه )

سادسا : في الآية بشرى للمؤمن بثلاثة شروط : الأول دعوته إلى الله تعالى بأن يعبد فيطاع ولا يعصى ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، والثاني وعمل صالحاً فأدى الفرائض واجتنب المحارم، والثالث وفاخر بالإسلام معتزاً به وقال إنني من المسلمين، فلا أحد أحسن قولا من هذا ، ويدخل في هذا أولا الرسل، وثانيا العلماء، ثم الدعاة الهداة المهديون ( أبو بكر الجزائري )

سابعا : ومن فوائد الآية الكريمة: الإشارة إلى المؤاخاة بين المسلمين؛ والتواضع لهم لقوله: ﴿مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ إشارة إلى أنني كواحد من هؤلاء لا أفترق عنهم. ( ابن عثيمين )

ونختم بكلام جميل للحسن البصري وقد قاله حين تلا هذه الآية : " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين " فقال : هذا حبيب الله ، هذا ولي الله ، هذا صفوة الله ، هذا خيرة الله ، هذا أحب أهل الأرض إلى الله ، أجاب الله في دعوته ، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته ، وعمل صالحا في إجابته ، وقال : إنني من المسلمين ، هذا خليفة الله .

 

رشيد التلمساني

مشرف ركن مزامير المغرب الإسلامي
المشرفون
5 أبريل 2020
10,377
2,183
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
جزاك الله خيرا ونفع بك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع