- 3 ديسمبر 2020
- 318
- 145
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
يقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 52].
أورد الإمام مسلم في «صحيحه» أثرًا في سبب نزول هذه الآية، فقد روى بسنده إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترءون علينا..! قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل، وبلال ورجلان نسيت اسميهما، فوقع في نفس رسول الله ما شاء أن يقع فحدث نفسه، فأنزل الله عز وجل: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾.
فما أنقاه وأزكاه من ميزان، وما أخسَّ وأقبح موازينَ الجاهلية الملطخة بالطين والتراب..! والحمد لله الذي هدانا لميزانه الذي هو أقوم.
أورد الإمام مسلم في «صحيحه» أثرًا في سبب نزول هذه الآية، فقد روى بسنده إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترءون علينا..! قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل، وبلال ورجلان نسيت اسميهما، فوقع في نفس رسول الله ما شاء أن يقع فحدث نفسه، فأنزل الله عز وجل: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾.
- يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية: لا تطرد عنك وعن مجالستك أهل العبادة والإخلاص ـ رغبة في مجالسة غيرهم ـ فهؤلاء ليسوا مستحقين للطرد والإعراض، بل مستحقون لموالاتهم ومحبتهم وإدنائهم وتقريبهم لأنهم الصفوة من الخلق وإن كانوا فقراء، والأعزاء في الحقيقة وإن كانوا عند الناس أذلاء.
- قوله ( يريدون وجهه ) : “يقول سيد قطب : لا تطرد هؤلاء الذين أخلصوا نفوسهم لله، فاتجهوا لعبادته ودعائه في الصباح والمساء يريدون وجهه.. سبحانه! ولا يبتغون إلا وجهه ورضاه.
- ليس التفاضل بالمال والجاه : عندئذ نفر المستكبرون المستنكفون يقولون: كيف يمكن أن يختص الله من بيننا بالخير هؤلاء الضعاف الفقراء؟ إنه لو كان ما جاء به محمد خيرًا ما سبقونا إليه؛ ولهدانا الله به قبل أن يهديهم..! فليس من المعقول أن يكون هؤلاء الضعاف الفقراء هم الذين يمنُّ الله عليهم من بيننا، ويتركنا ونحن أصحاب المقام والجاه..!
- الحذر من أن تكون من الظالمين : ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في تفسيره لهذه الآية: أن الرجل الصالح قد يصل إلى درجة الظالمين عندما يطرد الصالحين من مجلسه أو يؤذيهم
- للعالم وطالب العلم أن يرفق بالناس شبابًا وشيبًا عندما يسألون عن دينهم أو يستشيرون في دنياهم، والحذر المضني من العلماء وطلبة العلم أن يغلِّظوا عليهم أو ينهروهم أو يطردوهم، وقد يكون صاحب السؤال من أولياء الله الصالحين؛ فيكون طردهم أو نهرهم من الظلم والعدوان، وفي الآية دليل على العناية بالباحث وطالب العلم
- في الآية رفعة ذكر الله وابتغاء وجهه ، وفي هذا فضل الإكثار من ذكر الله تعالى وابتغاء وجهه، ولاسيما طرفي النهار، وأن ذلك من علامات الإيمان، ومن علامات محبة العبد لربه سبحانه.
- فضل الجلوس مع الصالحين : وصبر النفس معهم، لاسيما الضعفاء منهم، لما في ذلك من تزكية للقلوب، وإخلاصها لله تعالى وبما في مجالسهم من ذكر لله عز وجل ودعائه، الأمر الذي ينعكس أثره على من يحضر هذه المجالس في ظاهره وباطنه، وعلى العكس من ذلك ما يكون من الآثار السيئة الناجمة عن حضور مجالس الشر والسوء وقول الباطل، المتكبرين على الحق الغافلة قلوبهم عن ذكره سبحانه، وما فيها من القسوة وفساد الحال، قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: 28].
فما أنقاه وأزكاه من ميزان، وما أخسَّ وأقبح موازينَ الجاهلية الملطخة بالطين والتراب..! والحمد لله الذي هدانا لميزانه الذي هو أقوم.
منقول بتصرف