إعلانات المنتدى


الجق أبلج ولكن الكافرين يعاندون

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
319
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام: 20].

أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ولاسيما علماؤهم ومثقفوهم ومستشرقوهم يعرفون أن هذا الدين هو الحق، ولكنهم يكتمون ذلك العلم، ويستكبرون، ويستنكفون أن يدخلوا في دين الله عز وجل، أي: أن هذه العداوة لم تنشأ عن جهل بدين الإسلام، وإنما عن علم بحقيقة هذا الدين، ولكنهم يحسدون أهله حقدًا وإباء واستكبارًا.
إن أهل الكتاب يعلمون جيدًا هذه الحقيقة في هذا الدين، ويعرفونه بها كما يعرفون أبناءهم.. ويبحثون بجد كيف يستطيعون أن يفسدوا القوة الموجِّهة في هذا الدين؛ كيف يلقون بالريب والشكوك في قلوب أهله..؟ كيف يحرّفون الكلم فيه عن مواضعه..؟

إن أهل الكتاب يدرسون هذا الدين دراسة جادة عميقة فاحصة، لا لأنهم يبحثون عن الحقيقة، كما يتوهم السذج من أهل هذا الدين؛ كلا إنما هم يقومون بهذه الدراسة الجادة العميقة الفاحصة؛ لأنهم يبحثون عن مقتل لهذا الدين. وهم من أجل هذه الأهداف والملابسات يعرفونه كما يعرفون أبناءهم”.

إذا كان أهل الكتاب يدرسون هذا الدين ويعرفون أهله المتمسكون به على الحقيقة، كما يعرفون أبناءهم، وهدفهم هدم هذا الدين؛ فإن واجبنا نحن المسلمين أن نكون أولى بهذه المعرفة، وأن يكون علمنا بديننا ومعرفتنا بأصوله وخصائصه ومقوماته أَوْلى، وأوْلى من أهل الكتاب، ليزداد حبنا لديننا وتزداد تضحياتنا في الدعوة إليه، والجهاد في سبيله، وإنقاذ البشرية، وإسعادهم بالعيش في ظلاله، والتقرب إلى الله عز وجل بالتسليم لأخباره وأحكامه بالتصديق والقبول والانقياد.
كما يجب علينا الاستزادة من معرفة سبيل المجرمين وكيدهم وعداوتهم لنا ولديننا.

ومن عرف الحق ثم حاد عنه قليس بعاقل ، قــال اللَّـه عزوجل: ﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ [البقرة: 130]. وقال سبحانه: ﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الرعد: 19].

قال سفيان بن عيينة، رحمه الله تعالى: “ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، إنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه، وإذا رأى الشر اجتنبه”.

وختاما ... فإن ميزان “الخسران” الحقيقي، هو خسارة الإنسان لنفسه بعدم الإيمان، وما يترتب على ذلك من خلودها في نار جهنم؛ فأي خسارة أعظم من ذلك..؟!
قال الله تعالى: ﴿فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾ [الزمر: 15-16].
كـما بـيّن لنـا سبحانه المـيزان الحقـيقي للـربح والفـوز، كما في قوله: ﴿وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التغابن: 9].

هذا والله أعلم
منقول بتصرّف
 
  • أعجبني
التفاعلات: سعــــــود

ابو العزام

مراقب الأركان العامة والتقنية
مراقب عام
27 أغسطس 2009
62,369
4,560
113
الجنس
ذكر
بارك الله فيك
 

سعــــــود

مشرف ركن مزامير جزيرة العرب والحرمين الشريفين
المشرفون
2 يونيو 2008
6,537
1,408
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه
جزاك الله خيرًا ونفع بك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع