إعلانات المنتدى


رجال فى الاسلام

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

العفو عند المقدرة

مزمار داوُدي
4 يوليو 2007
7,874
13
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
ابن تيمية

(بسم الل)


ابن تيمية

--------------------------------------------------------------------------------




ابن تيمية
اسم كالذهب هل سمعته ؟؟ وماذا تعلم عنه؟؟؟
هناك في بلدة حـران في الجزيرة بين الشام والعراق برزت أسرة متينة العلم والدين تسمى آل تيمية، وإبان غزو التتار لتلك المنطقة انتقلت الأسرة بكتبها وتراثها العلمي، إلى دمشق وفي الطريق حاول التتار اللحاق بهم وبغيرهم من المسلمين، الفارين بدينهم فالتجأوا إلى الله وابتهلوا إليه بالدعاء والاستغاثة حتى نجاهم من كيد الظالمين، وهناك في دمشق ظهر من هذه الأسرة (غلام صغير) يافع برزت عليه علامات النجابة والعبقرية، ما نظر في شئ إلا حفظه، وما طالع كتاباً إلا انتقش في ذهنه وبدأ يشيع ذكره في الشام ويتحدث الخلق عـن ذكائه وعبقريته ونباهته، وقد ذكر ( صاحب العقود الدرية من مناقب ابن تيمية ) أنه اتفق أن حضر بعض مشايخ حلب إلى دمشق فسأل عن غلام اسمه أحمد بن تيمية وأن الله وهبه ذاكرة قوية فسأل خياطاً في طريق كتابه قال : أتعرف أحمد بن تيمية ؟ قال : نعم هذا طريق كتابه ( يعني طريق ذهابه إلى الدرس ) فاجلس هنا، سيمر بعد قليل وبعد مدة حضر هذا الغلام، وبيده ألواحه فقال له الخياط : يا شيخ هذا هو أحمد بن تيمية فاستوقفه الشيخ الحلبي وقال يا بني أكتب هذه الأحاديث فأملاه بضعة عشر حديثاً فقال : انظر إليها، فنظر فيها ثم قال امحها ، فمحاها ثم قال أعدها عليّ فأعادها كأحسن ما أنت سامع . ثم أملاه بضعة عشر إسناداً فقال : أنظر فيها فنظر فيها مرة واحدة، ثم قال: أعدها عليّ فأعادها كأحسن ما أنت سامع ، يقول صاحب العقود فقال هذا الشيخ الحلبي : (إن عاش هذا الصبي ليكونن لـه شأن فإنه لم ير مثله) وقد صدقت فيه فراسة هذا الشيخ الحلبي فظهر لهذا الغلام شأن وأي شأن، حيث برّز في العلوم، وقرأ الكتب واستظهر الآثار وفاق الأقران ،ومهر المصنفات، بفضل الله تعالى وتوفيقه، فلقد منحه الله عز وجل ذاكرة هي صاعقة، ووهبه عبقرية نادرة، حتى عُد من( أذكياء العالم) واعتبر في زمنه( نادرة العصر) وأنه أعجوبة الزمان .
وسوف أعرض هذه الصفحات المطوية من حياة ابن تيمية من خلال الوقفات التالية :
الوقفة الأولى : العبودية الحقة :
إذا منّ الله على العبد بطاعته، وذاق حلاوة الإيمان، واستطعم الطاعة انقطع لها متلذذاً بأسرارها، ومدركاً لفوائدها ، ولقد وصف شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بدوام الابتهال والانقطاع لله عز وجل . يقول الذهبي( لم أر مثله في ابتهاله واستغاثته وكثرة توجهه) وقد ذكروا عنه أموراً عجيبة في العبادة والانقطاع للباري عز وجل فذكر عنه أنه إذا اشكلت عليه مسألة أو تعسر عليه فهم آية التجأ إلى مسجد من المساجد المهجورة ومرغ جبهته على التراب وردد ( اللهم يا معلم آدم وإبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني )
، وحدث ابن القيم في بعض كتبه أنه جاء إليه وقد ارتفع النهار فاستغرب جلوسه فقال لـه: ( هذه غدوتي لو لم أتغدها سقطت قواي )، فأصبح الذكر وأصبحت العبادة هي غذاءه وشرابه لا يستغني عنها، ولا يستطيع التنازل عنها كما أن الإنسان لا يستغني عن الطعام والشراب إذا جاع فهذا أصبح قوته، وأصبحت لذته في الابتهال والانقطاع لله عز وجل ذاكراً ومتأملاً ومتخشعاً ويقول هو( إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشئ أو الحالة التي تشكل عليّ فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر وينجلي إشكال ما أشكل ) وهذا خلق عظيم ينبغي أن يتصف به كل مسلم، إذا أشكل عليك أمر أو تعسرت عليك حاجة فإنك تبتهل إلى الله عز وجل بكثرة الدعاء ،
كان اذا سجن يقول :( ما يفعل أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري ، أين رحت فهي معي ، إن سجني خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة) ، فهو إذا سُجن يقول أنا أختلي بذكر الله، و أقرأ القرآن، ولذلك سوف يأتي معنا أنه في آخر سجنة له، وقد أحصيت أنها سبع سجنات مكث سنة وأحد عشر شهراً َوسببها الإفتاء في مسألة شد الرحل إلى زيارة قبور الصالحين بالمنع ، ختم القرآن في ذلك السجن أكثر من( ثمانين مرة)
الوقفة الثانية : الشغف بالعلم :
ونقصد بها محبة العلم، والتلذذ به، فقد حبب الله عز وجل إليه العلم من الصغر، فأقبل عليه بكليته، ما أعطاه ساعة أو ساعتين،بل انقطع للعلم كثيراً، والسبب يعود بَعد توفيق الله إلى أنه نشأ في بيت علم، وذلك أن أباه وجده عالمان كبيران ولهذا يقول الذهبي في بعض التراجم له : ( كان أبوه عالماً كالنجم وكان جده عالماً كالقمر وكان ابن تيمية عالماً كالشمس) وذكر عنه الذهبي (يقول ما رأيته إلا وفي يده كتاب) يعني يقرأ يقلب العلم يراجع يحرر المسائل .وذكروا عنه ـ رحمه الله ـ أنه كان سريع القراءة سريع الكتابة وأيضاً نقل ابن القيم في( الوابل الصيب) أنه كان يكتب في يوم، ما يكتبه شخص في جمعة يعني أسبوعاً كاملاً ، وهذه (العقيدة الحموية) التي أتعبت الناس وعكف الناس على شرحها ولا يقرؤها إلا طلبة العلم الجادون، قالوا كتبها في( قَعدة بين الظهر والعصر) كتبها في مجلس واحد بين الظهر والعصر وهذه العقيدة الوسطية كتبها بعد العصر في وقت وجيز . وهذا يدل على علو همته ـ رحمه الله ـ وصبره وتوفيق الله عز وجل له فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
الوقفة الثالثة : الجامعية الفريدة :
إن شغفه بالعلم جَّره ،لأن يقرأ كل شئ، كماِ أشرنا، قرأ في كل فن! يجلس معه الفقهاء من أهل المذاهب الأخرى فيستفيدون من علمه ومن فقهه بل يخطؤهم ، يناظر فقهاء المالكية وَهو حنبلي طبعاً تربيته حنبليةِ لكن بعد ذلك شق كل الآفاق، واتبع الدليل كما سيأتي معنا فهو وصف( بالجامعية الفريدة) وعرف بالاستبحار في سائر العلوم الشرعية ، حتى العلوم الدنيوية التي ليس لها فائدة تعلمها وقرأها من حبه للمعرفة ، ولهذا يقول ِقرْنه الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني ـ رحمه الله ـ( كان إذا سُئل عن فنٍّ من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن ، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في
مذاهبهم )
الوقفة الرابعة : سلامة الصدر :
وهي (خصلة عظيمة) وتعني طهارة قلب المسلم على إخوانه المسلمين، وخلوه من الضغائن والأحقاد وقد كان شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في ذلك عجيباً فريداً فقد كان له خصوم من القضاة والعلماء، دبروا له المكائد، وحرفوا كتبه وحرقوا فتاويه، وتربصوا به عند الأمراء، وقالوا فيه كل إفك وباطل، ومع ذلك عفا عنهم وتجاوز وقال (سامحت وعفوت عن كل من آذاني إلا من آذى الله ورسوله) وكان القاضي ابن مخلوف المالكي قاضي قضاة المالكية من خصومه الأشداء، فكان قد أفتى فيه، وأفتى حتىإنه (حلال الدم) وسجنه أكثر من مرة فلما ظفر بهم شيخ الإسلام، وتهيأت له الفرصة، أن ينتقم منهم عن طريق بعض الأمراء عفا عنهم وسامح ، وكان أحد الأمراء يريد البطش بهؤلاء لأنهم كانوا قد وقفوا مع أمير آخر ضده، فلما رد الله له ملكه وسلطانه قال لابن تيمية: أعطني فتوى فيهم وأنا أريحك منهم فقال (هؤلاء علماء الأمة ولن تجد أحسن منهم وأفضل وهم الناصرون لك أيام الملمات وأيام الشدائد) فيقول ابن مخلوف يعبر عن هذه النفسية الكريمة : (عجباً لابن تيمية قدرنا عليه فأدخلناه السجن وقدر علينا
فحاجج عنا) هذا كان من أشد خصومة ، ومرة جاءه ابن القيم وقد ذكر هذه القصة ابن القيم في بعض كتبه، يبشره بهلاك خصم من خصومه الألداء الذي كان يتربص به، وكان يحقد عليه كثيراً، يبشره بأنه مات وهلك فغضب في وجه ابن القيم وانتهره وقال : (إنا لله وإنا إليه راجعون) وانطلق من ساعته إلى أهل بيت الميت وقد كان من خصومه فقال لهم : (عزاهم وأحسن عزائهم وقال اعتبروني خليفة لميتكم ونائباً عنه وأساعدكم في كل أمر تحتاجونه) حتى تعجب أهل الميت من هذه الأخلاق الجبارة وهم يعلمون شدة ذاك عليه رحمه الله ، وهكذا المسلم ينبغي أن يكون طاهر القلب على إخوانه المسلمين فإن الحسد والضغينة تأكل الحسنات كما تأكل النار الهشيم .
الوقفة الخامسة : الداعية الحكيم :
قال تعالي:]مَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا[ [البقرة: آيه 269]
فإن الداعية مع ما يؤتيه الله عز وجل من علم ومحفوظات وكتب يقرأها يحتاج إلى نوع من العلم وهو ما يسمى (بالحكمة والبصيره) مَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وهي عبارة عن النظر في البواطن، وعدم الاستعجال وتأمل العواقب والنظر بمنظار المصالح والمفاسد ومن الأمثلة التي تدل على حكمته وفقاهته ـ رحمه الله ـ أنه مرة كان ماشياً مع بعض أصحابه فرأوا التتار يشربون الخمر، فهموا أن ينكروا عليهم فقال لهم : (لا، دعوهم يشربون الخمر فإن هؤلاء إذا صحوا قتلوا في الناس وسفكوا الدماء وفعلوا فعائل عظيمة) فقال اتركوهم يشربون الخمر حتى تطير عقولهم ولا يحسنون التصرف ولا يلحق الأمة منهم أذيات وشدائد فانظر إلى حكمته رحمه الله
الوقفة السادسة : العالم الأبي :
(العالم الأبي) هو العالم الذي لا يتأكل بالعلم، ولا يعيش بما يؤتيه الله عز وجل من بصيرة وفقه ولا يجعل هذا العلم سلماً إلى نيل المناصب والرئاسات ، قال في الكواكب الدرية (كانت تأتيه القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث فيهب ذلك بأجمعه ويضعه عند أهل الحاجة في موضعه ولا يأخذ منه شيئاً ولا يحفظه إلا ليذهبه) وقال ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة وهي من (أحسن التراجم) عن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: (عُرض عليه قضاء القضاة ومشيخة الشيوخ فلم يقبل شيئاً من ذلك ، وسنه تقريباً فوق الثلاثين عرضوا عليه هذه المناصب فأباها وترك الدنيا وقلاها)
الوقفة السابعة: ابن تيمية السني :
لا يصح إ يمان العبد حتى يكون متبعاً للنبي صلى الله عليه وسلم وإنما يحب رسول الله من يعظمه ويقتفي آثاره في السنن والأقوال . أنت تقول مسلم إذن تتبع النبي صلى الله عليه وسلم ولا تتساهل في السنن والوظائف أو الفصائل بل ينبغي إذا كنت طالب علم أو داعية أو إمام مسجد أن تكون أسبق الناس للخيرات، وأحرصهم على اتباع السنن يقول تلميذه البزار في كتابه (الأعلام العلية) من مناقب ابن تيمية ( والله ما رأيت أحداً أشد تعظيماً لرسول الله ولا أحرص على اتباعه، ونصر ما جاء به منه) ويقول العلامة عماد الدين الواسطي (ما رأينا في عصرنا هذا من تستجلي النبوة المحمدية وسننها من أقواله وأفعاله إلا هذا الرجل يشهد القلب الصحيح أن هذا هو الإتباع حقيقة) عرفت فالتزم ، بلغتك السنن فلا ترد شيئاً ، قيل لك هذا كلام الله هذا كلام رسوله عليه الصلاة والسلام فلا تتذبذب أو تتردد ولا تفكر ولا تبحث عن تأويل ولا عن فسحة، ولا عن مخرج! بعض الناس تقول له : يقول النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا في الربا أو في الحلال والحرام أو بعض المعاصي والمنكرات فيبدأ يبحث عن تأويل، عن فتوى، لا سيما مع كثرة من يفتي في هذا الزمان .. فتوى في المشرق، وفي المغرب، وفي الإنترنت مواقع دعاة وهنا وهناك وأصبحت الفتوى (صنعة من لا صنعة له) فهذا الرجل كان شديد الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم معظماً للآثار النبوية إذا بلغته وإذا طالعت كتبه ونظرت في الفتاوى تدرك حقيقة اتباع هذا الرجل وكيف أن الله عز وجل وفقه وبلغه هذه المنزلة بحسن اتباعه واقتفائه للسنن والآثار .
الوقفة الثامنة : العمل والدعوة أثناء المحن والشدائد :
لم تكن المحن والبليات عائقة لشيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ عن مواصلة عمله الدعوي، ولا طريقه الإصلاحي، فيقينه متين، وهمته عالية، وهو راضٍ بقدر الله عز وجل، ولهذا هو مؤمن بضرورة العلم والإصلاح حتى في الظروف الصعبة الشديدة ولهذا ابتلي من بعض العلماء، وبعض القضاة، ودخل السجن مرات عديدة وفرضت عليه (الإقامة الجبرية) وقد أحصى الشيخ بكر أبو زيد السجنات التي تعرض لها شيخ الإسلام ابن تيمية وأنها (سبع سجنات)وواصل ابن تيمية الدعوة ولم يبال بأحد، لأنه صاحب (رسالة عظيمة) يريد إيصال هذا الدين إلى الناس، يريد تنقيح العقيدة الصحيحة، يريد تطهير الأمة من البدع والخرافات وردها إلى صحيح الآثار، ولهذا حتى لو عرضه ذلك للأذايا في ذات الله فإنه صبر واحتسب، ولهذا دخل السجن مرات عديدة وحصلت فتوحات وبركات في العلم والإيمان فمثلاً في السجن ألف كتباً كثيرة جداً كالرد على الإخنائي القاضي المالكي رد عليه في مسألة شد الرحال إلى قبور الصالحين ألف فيه كتاباً عظيماً حشاه بالفوائد ، تأتيه المسائل من الشرق والغرب فيكتب فيها وهو في السجن فغاظ أعداءه وخصومه، أن الرجل يكتب ويؤلف حتى في السجن ولا يبالي بأحد ويقول
(ما يسعني كتمان العلم) فسحبوا الأوراق والمحابر من السجن قالوا هذا لا يؤلف ولا تعطوه شيئا،ً وكان يتكلم من حفظه في السجن ما عنده مكتبة فسحبوا الأقلام والأوراق فأصبح (يكتب بالفحم) رحمه الله ، كتب بالفحم في السجن وكان يتكلم من محفوظاته رجل كالبحر يهدر كالتيار يفيض كما يفيض البحر ويفتح الله عليه من الأسرار والكلمات والتعليقات والغوامض واللغويات أشياء عجيبة حتى انذهل منه خصومه ومن أشد خصومه أيضاً (تقي الدين السكبي) والد صاحب طبقات الشافعية الكبرى وحصل بينهما خلافات ومشاكل في الاعتقاد، وفي مسألة الحلف بالطلاق هل تطلق زوجته أو ما تطلق وابن تيمية قال ما تطلق لأنه أراد التأكيد والتعيين وزجر نفسه فيرى عليه كفاره يمين ، والطلاق ثلاث مرات بلفظ واحد قال تقع طلقة واحدة وكتب في ذلك بحوثاً طويلة موجودة في الفتاوى ونقلها تلاميذه ،ورد عليه السكبي أيضاً بكتب، لكن حقيقة كان (كساقية لاطمت بحراً) وهم يختارون أجلهم حتى يناظره حتى يقول فيه الشيخ صفي الدين الهندي وهذا من أقوى الناس الذين ناظروه ومع ذلك لما تقرأ المناظرة ترى ضخامة ذاك وضعف هذا يقول : (عجباً له كلما ناظرناه رأيناه مثل العصفور ، إن جئناك من هنا رحت بنا من هنا ) من قوة استحضاره وسرعة بديهته .
من كتبه : العقيدة الواسطية والفتوى الحموية و منهاج السنة النبوية واقتضاء الصراط المستقيم فى مخالفة اصحاب الجحيم والجواب الصريح على من بدل دين المسيح و كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن كتاب الايمان.
وفاته :
توفى فى القلعة بعد ان ظل معتقلا فيها سنتين ومرض بضعة وعشرين يوما ثم مات وهو يختم الختمة ال 81وانتهى عند قوله تعالى(ان المتقين فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ).
هــــــــــــــــــل عرفت الان من هو شيخ الاسلام ابن تيمية ؟؟؟
نفعنا الله بعلمه وجعل من شبابنا من هو مثله فالأمة فى حاجة الى امثاله لترقى وترتقى .
منقول عن كتاب وقفات بهية مع شيخ الاسلام ابن تيمين
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: رجال فى الاسلام

ماشاء الله مجهود تشكر عليه يا طالب العلم وان كنت اتمنى ان يكون كل موضوع مختصر عن كل علم من اعلام الامة ولكن لابأس فحياته زخرت بما لاينفع معه تلخيص للاحداث المهمة
بارك الله فيك وجزاك ربي جنته
 

العفو عند المقدرة

مزمار داوُدي
4 يوليو 2007
7,874
13
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: رجال فى الاسلام

متشكرينك يا اختنا على المرور الطيب وعلى تثبيت
الموضوع ارجو ان يفيدكم ويفيد جميع المسلمين .
 

وسام طيبة الطيبة

مزمار فضي
4 مايو 2007
556
0
0
الجنس
ذكر
رد: رجال فى الاسلام

احسن الله اليكم
محجوز
وان شاء الله مشاركتي قادمة
 

العفو عند المقدرة

مزمار داوُدي
4 يوليو 2007
7,874
13
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: رجال فى الاسلام

بارك الله فيك على المرور الطيب
 

العفو عند المقدرة

مزمار داوُدي
4 يوليو 2007
7,874
13
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: رجال فى الاسلام

عمر بن عبد العزيز

--------------------------------------------------------------------------------



ترجمته:

هو عمر بن عبد العزيز بن مروان ولد سنة 62 هجرية وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. ولي الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك باستخلافه إياه.

لما مات سليمان خرج رجاء بعهده الذي لم يكن فتح وجمع بني أمية في مسجد دابق وطلب منهم المبايعة مرة ثانية لمن سماه سليمان في كتابه فلما تمت بيعتهم أخبرهم بوفاة أمير المؤمنين وقرأ عليهم الكتاب ولما انتهى أخذ بضبعي عمر فأجلسه على المنبر وهو يسترجع لما وقع فيه وهشام بن عبد الملك يسترجع لما أخطأه.

ولما تمت البيعة بمراكب الخلافة البراذين والخيل والبغال ولكل دابة سائس فقال ما هذا قالوا مركب الخلافة قال دابتي أوفق لي وركب دابته فصرفت تلك الدواب ثم أقبل سائراً فقيل له منزل الخلافة فقال فيه عيال أبي أيوب وفي فسطاطي كفاية حتى يتحولوا فأقام في منزله حتى فرغوه بعد.

كان عمر بن عبد العزيز بعيداً عن كبرياء الملوك وجبروتهم فأعاد إلى الناس سيرة الخلفاء الراشدين الذين كانوا ينظرون إلى أمتهم نظر الأب البار ويعدلون بينهم في الحقوق ويعفون عن أموال الرعية والدنيا عندهم أهون من أن يهتم بجمعها كذلك كان عمر بن عبد العزيز.

في أول خلافته أرسل كتاباً عاماً إلى جميع العمال بالأمصار هذه نسخته أما بعد فإن سليمان بن عبد الملك كان عبداً من عبيد اللَّه أنعم اللَّه عليه ثم قبضه واستخلفني ويزيد بن عبد الملك من بعدي إن كان، وإن الذي ولاني اللَّه من ذلك وقدر لي ليس على بهين ولو كانت رغبتي في اتخاذ أزواج واعتقال أموال كان في الذي أعطاني من ذلك ما قد بلغ بي أفضل ما بلغ بأحد من خلقه وأنا أخاف فيما ابتليت به حساباً شديداً ومسألة غليظة إلا ما عافى اللَّه ورحم وقد بايع من قبلنا فبايع من قبلك. وهذا الكتاب ينبىء عن حقيقة الرجل وتواضعه وبعده عن الزهو والكبرياء وشعوره بعظيم ما ألقي عليه من أمر المسلمين.

مما يدل على حبه للعدل والوفاء أن أهل سمرقند قالوا لعاملهم سليمان بن أبي السرح إن قتيبة غدر بنا وظلمنا وأخذ بلادنا وقد أظهر اللَّه العدل والإنصاف فأذن لنا فليفد منا وفد إلى أمير المؤمنين يشكون ظلامتنا فإن كان لنا حق أعطيناه فإن بنا إلى ذلك حاجة فأذن لهم فوجهوا منهم قوماً إلى عمر فلما علم عمر ظلامتهم كتب إلى سليمان يقول له إن أهل سمرقند قد شكوا ظلماً أصابهم وتحاملاً من قتيبة عليهم حتى أخرجهم من أرضهم فإذا أتاك كتابي فأجلس لهم القاضي فلينظر في أمرهم فإن قضى لهم فأخرجهم إلى معسكرهم كما كانوا وكنتم قبل أن ظهر عليهم قتيبة فأجلس لهم سليمان جميع بن حاضر.

ومن أعماله العظيمة تركه لسب علي بن أبي طالب على المنابر وكان بنو أمية يفعلونه فتركه وكتب إلى الأمصار بتركه. وكان الذي وقر ذلك في قلبه أنه لما ولي المدينة كان من خاصته عبيد اللَّه بن عتبة بن مسعود من فقهاء المدينة فبلغه عن عمر شيء مما يقول بنو أمية فقال عبيد اللَّه متى علمت أن اللَّه غضب على أهل بدر وبيعة الرضوان بعد أن رضيعنهمفقال لم أسمع ذلك قال فما الذي بلغني عنك في علي فقال عمر معذرة إلى اللَّه وإليك وترك ما كان عليه فلما استخلف وضع مكان ذلك {إن اللَّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} [النحل: 9] فأي شر رفع وأي خير وضع قال في ذلك كثير عزة:

بريا ولم تتبع مقالة مجرم
تبين آيات الهدى بالتكلم
فعلت فأضحى راضياً كل مسلم
من الأود البادي ثقات المقوم

وليت فلم تشتم عليا ولم تخف
تكلمت بالحق المبين وإنما
وصدقت معروف الذي قلت بالذي
ألا إنما يكفي الفتى بعد زيغه


ومن إصلاحه أمره بعمل الخانات في البلدان القاصية فقد كتب إلى سليمان بن أبي السرح أن اعمل خانات فمن مر بك من المسلمين فأقروه يوماً وليلة وتعهدوا دوابهم ومن كانت به علة فأقروه يومين وليلتين وإن كان منقطعاً فأبلغه بلده.

ومما يذكر له أن أبطل مغارم كثيرة كانت قد استحدثت في عهد الحجاج بن يوسف فقد كتب إلى أمير العراق أما بعد فإن أهل الكوفة قد أصابهم بلاء وشدة وجور في أحكام اللَّه وسنة خبيثة سنها عليهم عمال السوء وإن قوام الدين العدل والإحسان فلا يكون شيء أهم إليك من نفسك فلا تحملها إلا قليلاً من الإثم ولا تحمل خراباً على عامر وخذ منه ما طاق وأصلحه حتى يعمر ولا يؤخذن من العامر إلا وظيفة الخراج في رفق وتسكين لأهل الأرض ولا تأخذ أجور البيوت ولا درهم النكاح ولا خراج على من أسلم من أهل الذمة فاتبع في ذلك أمري فإني قد وليتك من ذلك ما ولاني اللَّه.

ومما فعله أنه نهى عن تنفيذ حكم أو قطع إلا بعد أن يراجع فيه بعد أن كانت الدماء قبله تراق من غير حساب بل على حسب هوى الأمير.

ومن الحكمة أن لا يتساهل في مثل هذه الحدود وضم رأي الخليفة إلى رأي القاضي الذي حكم ضمان كبير لأن يكون الحكم قد وقع موقعه.

رده المظالم لأهلها لما ولى الخلافة أحضر قريشاً ووجوه الناس فقال لهم إن فدك كانت بيد رسول اللَّه r فكان يضعها حيث أراد اللَّه ثم وليها أبو بكر وعمر كذلك ثم أقطعها مروان ثم إنها قد صارت إلي ولم تكن من مالي أعود منها علي وإني أشهدكم قد رددتها على ما كانت عليه في عهد رسول اللَّه r وقال لمولاه مزاحم أن أهلي أقطعوني ما لم يكن لي أن آخذ ولا لهم أن يعطونيه وإني قد هممت برده على أربابه.

كان عمر غير مترف فكان مصرفه كل يوم درهمين وكان يتقشف في ملبسه كجده عمر بن الخطاب ولم يتزوج كعمر غير فاطمة بنت عبد الملك بن مروان وكان أولاده يعينونه على الخير وكان أشدهم معونة له ابنه عبد الملك.

وعلى الجملة فإن عمر بن عبد العزيز من أفراد الخلفاء الذين لا يسمح بهم القدر كثيراً ويرى المسلمون أن عمر هو الذي بعث على رأس المائة الثانية ليجدد للأمة أمر دينها كما جاء في حديث »إن اللَّه يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها «.

لم يحدث في عهد عمر شيء من الحوادث الداخلية المهمة إلا ما كان من القبض على يزيد بن المهلب واحضاره إلى عمر فسأله عن الأموال التي كتب بها إلى سليمان بن عبد الملك فقال كنت من سليمان بالمكان الذي قد رأيت وإنما كتبت إلى سليمان لأسمع الناس وقد علمت أن سليمان لم يكن ليأخذني به فقال لا أحد في أمرك إلا حبسك فاتق اللَّه وأد ما قبلك فإنها حقوق المسلمين ولا يسعني تركها وحبس بحصن حلب.

ومن الحوادث الخارجية في عهده أنه كتب إلى ملوك السند يدعوهم إلى الإسلام وقد كانت سيرته بلغتهم فأسلم ملوك السند وتسموا بأسماء العرب.

واستقدم مسلمة بن عبد الملك من حصار القسطنيطينية وأمر أهل طرندة بالقفول عنها إلى ملطية وطرندة داخلة في البلاد الرومية من ملطية ثلاث مراحل وكان عبد اللَّه بن عبد اللَّه قد أسكنها المسلمين بعد أن غزاها سنة 83 وملطية يومئذ خراب وكان يأتيهم جند من الجزيرة يقيمون عندهم إلى أن ينزل الثلج ويعودون إلى بلادهم فلم يزالوا إلى أن ولي عمر فأمرهم بالعودة إلى ملطية وأخلى طرندة خوفاً على المسلمين من العدو وأخرب طرندة

منقول
من احد الموضيع
 

الجنرال

مشرف سابق
27 مايو 2007
7,082
29
48
الجنس
ذكر
رد: رجال فى الاسلام

بارك الله فيكم
 

العفو عند المقدرة

مزمار داوُدي
4 يوليو 2007
7,874
13
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: رجال فى الاسلام

وفيكم بارك الله اخي الحبيب
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع