- 23 مايو 2008
- 192
- 12
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
((القلادة الذهبية في السيرة النبوية))أَلا يـــــا رســـــول الله وُدَّكَ اخــطـــبُ = لَـعَـلّــي لـعـفــو الله أدنـــــو وَأَقْـــــرُبُ
فـمـا كـنـت يـومــا للـمـديـح بـراغــبٍ = وَأمّــــا رســــولُ الله إنــــي َلأرْغَــــبُ
بمـدحـك مهـمـا قـلـت إنـــي لـصــادق = ولكنـنـي فـــي مـــدح غـيــرك أكـــذبُ
وان كــان مـــدح المـادحـيـن تَكَـسُّـبـاً = فأرجـو بمـدحـي جـنـةَ الخـلـد اَكْـسَـبُ
غَـنِــيّ وَأَيْـــمُ اللهِ عـــن كـــل مــــادحٍ = فـأثــنــى عــلــيــك الله والله يــغْــلِــبُ
أيــحــتــاج رب الـعـالـمـيــن لــعــابــدٍ = ولـكــنــه يــرضـــى بــمـــنَ يَـتَــقــرَّبُ
وإنــــي لأُهــــدي لـلـرســول هــديــة ً = وظــنــي كـبــيــر لا تُـــــردُّ وتُـعْــقَــبُ
وحـــبُ رســـول الله لـلـمـرء غــايــة ٌ = فــلا الـنـفـس تـرقـاهـا ولا الأم والأبُ
ومـا كـل مـن فـي الأرض إلا ودونهـا = وهيهـات عــن قــدر المحـبـة أَعْــرِبُ
وحـــب رســـول الله للـنـفـس راحـــة = فـلــيــس يـضـاهــيــه دواءٌ يُــطــبَّــبُ
وُلِــدْتَ رســـولَ الله والـكــون مـظـلـم = ومـــــا كــائـــن إلاَ يَــئِـــنُّ ويَــنْــحَــبُ
فـاشـرقــت الـدنـيــا بــنـــور مـحــمــد = وَسُــرَّت جمـيـع الكـائـنـاتِ وَرَحَّـبــوا
فمـذ كنـتَ مولـودا بشـائـر كــم بــدت = تَــهَــدَّمَ إيــــوان وإبـلــيــس يَــنْـــدُ بُ
ونـور سـرى شــرق الـبـلاد وغربـهـا = وجيـش بغيـض مـن أبابـيـلَ يُحْـصَـبُ
مـظـاهــر تـكـريــم رأتــهـــا حـلـيـمــة = فـأرض لهـا جـدبـاء تنـمـو وتُخْـصِـبُ
وأثـداؤهــا كـــادت تَـجِــفُّ فـأشـبـعـت = وأغنامهـا مــع جوعـهـا هــي تحْـلِـبُ
حُمـيـتَ مــن الأهــواء فـــي جاهـلـيـة = فـمـا كـنـت تلـهـو كالشـبـاب وتـلـعـبُ
وكـنــتَ حَـيِـيِّـاً لا يُـضـارعُـك امــــرؤٌ = ومـا كنـت فحّـاشـاً ولا أنــت تَصْـخَـبُ
ومـا عــرف الأعــداء مـنـك نقيـصـة ً = وَدَوْمــاً عـيـون الـشــر عـنــك تُـنَـقِّـبُ
وأول آيـــــــات عــلــيـــك تــنـــزلـــتْ = وقد كنت فـي غـار عـن الشـر ترغـبُ
فــجــاءك جـبـريــل الأمــيــن مُـبـلـغــاً = أنِ اقـرأ فـإن العلـم فــرض ومـوجـبُ
فـأنـت أمـيـن فــي الـسـمـاء مُـصَــدُّقٌ = وفـي الأرض أمثـال بصدقـك تُـضْـرَبُ
إذا قـلــت قــــال الله أوفــــوا بـقـولــه = أَمــيــنٌ وجـبـريــلُ الأَمــيــنُ مــــدَرَّبُ
وَطَــهَّــرَكَ الـرحـمــن قـلـبــاً وقـالـبــاًَ = فللطهـر أصـل مـنـك بــل لــك يُنْـسَـبُ
وآلُـــــكَ أطــهـــار وَكُــــــلُّ مـــبـــاركٌ = فـبـيـت بـــه نـــور فــمــاذاَ سَـيُـنْـجِـبُ
وَمَــنْ مِـثْـلُ أزواجِ الـرســول هـدايــةً = يـقـيـنٌ وأخــــلاقٌ وجــســمٌ مُـحَـجَّــبُ
خـديـجــة أهــداهــا الإلـــــه تـحــيــة ً = وبـيـت لـهـا أعـلـى الجـنـانِ مُـقَـصَّـبُ
وأكــــرم زوجــــات لأكــــرم مُــرْسَــلٍ = تخـفـف عـنـه مــا يقـاسـي ويـصـعـبُ
وأول مـن فـي الأرض قـد آمـنـت بــه = وتدعـو إلـى الإسـلام جهـراً وَتَخْـطُـبُ
وكـانـت مـثـالاً فــي إطـاعـة زوجـهــا = فَطَيِّـعَـةٌ فـــي كـــل مـــا هـــو يـطـلـبُ
وكـانــت نـصـيـراً لـلـرسـول بـمـالـهـا = وآراؤهـــا عـنــد الـمـشـورة أصَْـــوبُ
ومـا أغضبـت قَــطُّ الـرسـولَ حَياتَـهـا = ومـا افتعلـت يـومـاً خِصـامـاً فَيَنْـشِـبُ
ومــا لـمــس الـجـيـران مـنـهـا أذِيَّـــةً = وكـــل الـــذي مـنـهـا جـمـيـل وطـيــبُ
وأبـنـاؤهـا كالـعـطـر ذكـــرا وشـهــرة = يـفــوح إلـــى الـدنـيــا بــــه تَـتَـطَـيَُّـبُ
وقــــال رســــول الله بــعــد وفـاتــهــا = فـمـا مثلـهـا عـنــدي أَجَـــلُّ وأرغَـــبُ
وفـاطـمــة الــزهــراء بــنــت مـحـمــدٍ = عــلــي لــهــا زوج شــجــاعٌ مُــهَــذُّبُ
وفضـلـهـا الـرحـمــن بــعــد خـديـجــةٍ = وأكـمـل مـــن كـــل الـنـسـاء وأنـجــبُ
وزوجـــهـــا الله الــعــزيــز بـــإذنــــهِ = لأكــرم وجــه حينـمـا جـــاءَ يـخـطِـبُ
مـعــززة عــنــد الــرســول لفـضـلـهـا = وغـالــيــة فـــــي قــلــبــهِ وتُــحــبََّــبُ
ويــا أكــرم الأجــواد إن جــاء سـائـلٌ = فَتُنْـفـقُ لا تخـشـى ولا الفـقـرَ تَـرْهَـبُ
ويا أشجع الشجعان في ساحة الوغى = فتـثـبـتُ لـــو أن الـجـمـيـع سـيـهــربُ
فـإنــك نـــور لـيــس مِـثْـلَــكَ كــوكــبٌ = فـــنـــورك لا يــخــفــى ولا يَـتَـغــيَّــبُ
ومعراجـكـم فــوق السـمـاوات عـبـرةُ = فـمــا أحـــد يـعـلـو عـلـيــك وَكَــوْكَــبُ
فـإن صعـدوا جَــوَّ السـمـاء بعصـرنـا = فمـن هـو أعلـى فـي الرُّقِـيِّ وأَعْـجَـبُ
وشــاهــدتَ آيــــاتٍ ونــــارًا وجــنـــةً = وفـي الـنـار أصـنـاف العـصـاة تُقَـلَّـبُ
ومـنـهـم نـســاء عـلـقــت بـشـعـورهـا = لـزيـنـتـهــا فــســقـــا ولا تَـتَــحَــجَّــبُ
ومنهـم بصخـر قـد تُــرَضُّ رؤوسـهـم = ينامـون عـن وقــت الـصـلاة فتـذهـبُ
وَأُسْرِيـتَ مـن بيـت الـحـرام وأرضــه = إلـى المسجـد الأقصـى براقـك تـركـب
وفــــي انـبـيــاء الله كــنــت أمـامـهــم = فـانــت لـهــم رمـــز وديـنــك مَــــأْرَبُ
وربـطــك بـيــن المسـجـديـن عـقـيــدةٌ = فيا بائـع الأقصـى مـن الديـن تُشْطَـبُ
ونــورك بــاق فـــي الـزمــان هـدايــة = فيـهـدي نفـوسـا ً للـدنـى هــي تتـعـبُ
وان غاب هذا النور يوما عن الـورى = فـلــم تـــر خـيــراً والقـيـامـة تَــقْــرُبُ
فـمـن شــاء حـقـا أن يـحــب مـحـمـداً = فـطـاعـتــه حــــــب لــــــهُ وتَـــقـــرُّبُ
ولا خـيـر فــي حــب يـكـون دعـايــة ً = لـتُــرْضِــيَ مـخـلـوقــاً ولله مُـغْــضِــبُ
أرى القـلـب أحيـانـا محـبـا ومبغـضـاً = فـقـلـبـي لــكـــم دومـــــا ولاَ يَـتَـقَـلَّــبُ
وَعَــظَّــمَــكَ الله الـعـظــيــم مـــذكــــراً = بـأخـلاقـك الـعـظـمـى وكُــلُّــكَ طــيّــبُ
فـمـا احــد فــي الـخـلـق يـذكــر ربـــهُ = فَـإسـمــكَ بــعــد الله يــأتــي وَيَـعْـقُــبُ
وَرَبّيْـتَ صَحْـبًـا فــي الـزمـانِ مـنـارةً = وأمثالهـم فـي الأرض هيهـات يُنْجَـبُ
فكانـوا لديـن الله فـي الأرض ناصـراً = وقـد شَرَّقـوا فيهـا انتصـارا وَغَـرَّبـوا
فأضحـى التأسّـي فيـك جرمـا وتهـمـةً = فـكــم سـالِــكٍ درب الحـبـيـب يُــعَــذَّبُ
وكــــم ســاجـــدٍ لله فـــــي صـلــواتــهِ = وقـد زُجَّ فـي سجـن يـهـان ويـضـربُ
فَيُـحْـرَمُ فــي هــذا الـزمـان غضـنـفـرٌ = وَيُعْطـى غـراب فـي الخـرائـب يَنْـعُـبُ
وَيُكـرَهُ فـي النـاس الـذي هـو صـادقٌ = وَيُـسْـمَــعُ كــــذّاب ولـلــحــق يَـقْــلِــبُ
فــإن كــان ذنـبـي أن أحـــب مـحـمـداً = ألا فـاشـهـدوا أنـــي مُـحِــبٌّ ومـذنــبُ
نعيـش زمـانـا لــم يَــرَ الـنـاس مثْـلَـهُ = بـــه ســـاد خـنـزيـر وذئـــب وثـعـلـبُ
وقـد قَـلَّ مـن يدعـو الطغـاة مـذكـراً = وأكـثـرهـم عـــاص جــبــان وأرنــــبُ
وأكثـر مـن فـي الأرض يَتَّبِـعُ الهـوى = وَهَـمُّ امـرىءٍ منهـم طـعـامٌ وَمَـشْـرَبُ
وقــد أبـدلـوا الـقـرآن دسـتـور بـدعـة ٍ= على يد فجار يصاغ ويكتب
فـان بـدأ الإسـلام فــي عصر غربة = فأيامنا سود أشد وأغرب
وَشاهَـتْ وجـوهٌ كــان إبلـيـس بينـهـم = وقـد اجمعـوا سـوءا بـه قــد تَشَـرَّبـوا
وَدار حِــــوارٌ فــــي الـتـآمــر مــاكـــرٌ = وكـــلٌ عـلــى خـيــر الأنـــام يُـحَـطِّــبُ
يـريــدون إقـصــاء الشـريـعـة جـانـبـاً = ولــكــنَّ عــيــن الله تــرنــو َوتَــرْقُــبُ
فـقــام أبــــو جــهــل لِـيَـنْـفُـثَ سُــمَّــهُ = ويـدعـو إلــى قـتـل الحبـيـب وَيَـنْــدُبُ
فـابـلـغ جـبـريـل الـرســول بـمـكـرهـمْ = فـأبــقــى عـلــيــا نــائــمــاً يــتــرقــبُ
على عصبة الاجرام القى بحفنه = مــن الـرمـل أعمـتـهـم فـــلا تَتَـريَّـبـوا
ومـا اسـعـد الصِـدّيـقَ لحـظـةَ هِـجْـرَةٍ =يـرافـق أغـلـى مــن يـحــب وَيَـرْجُــبُ
وفــي غــار ثــور قــد أنـيــر ظـلامُــهُ = وبــات رســول الله يـدعــوَ وَيَـنْـصَـبُ
وصاحـبـه فــي الـغــار ظـــل مـراقـبـاً = ويحـفـظـه مـــن كـــل مــــا يَـتَـحَـسَّـبُ
وفــيَ عَـقِـبِ الصـدِّيـقِ يُـلْـدَغُ لـدغــة = فَيَـشْـفـى بِـريــقٍ للـحـبـيـب وَيُــــرْأَبُ
وَجَـدَّتْ كــلاب الكـفـر تبـحـث عنهـمـا = هـنـاك بـبــاب الـغــار حـقــا تَعَـجَّـبـوا
أنـدخــل غـــارا قـــد تَــقــادَمَ عــهــدُهُ = ومـــا نـسـجـتـه العـنـكـبـوت مُــرتَّــبُ
فمـا ظنـكـم باثنـيـن قــد هـاجـرا مـعـا = فأنجـاهـمـا الـرحـمـن مـمــن تَعَـقَّـبـوا
وَمَــــرّ رســــول الله عــــن أم مـعـبــدٍ = لـهـا خيـمـة وَسْــطَ الـمَـفـازةِ تُـطْـنَـبُ
فيـسـأل عــن شــاة فيعـطـى مريـضـة = ولــم يـرهــا فَـحْــلٌ ولا هـــي تـحـلـبُ
فَسَمّـى عليـهـا الله عــادت صحيـحـة ً = وباركهـا بالحَـلْـبِ فَالـضَّـرْعُ يَشْـخُـبُ
فـأحـوالـنـا كـالـشــاة تـبـقــى عـلـيـلـةً = إذا حَـكَّـمَـتْ نـهــجَ الحـبـيـب تُـطَـبَّــبُ
ويلحقـهـم مــن أجــل مـــال سـراقــة ٌ = وكـــم مِـثْـلِـهِ لـلـمـال مـــالَ وَيُـخْـلَــبُ
فـمـا إن دنــا للـرَّكْـبِ شُـــلَّ حـصـانُـهُ = قـوائـمــه راحــــت تَـسـيــخُ وَتَـقْـنُــبُ
فـأوقـعــه أرضــــا فــنــادى مـعـاهــداً = سـأكـتـم عـنـكـم مـــا أرى لا أُسَـــرَّبُ
فـقـال رســول الله إن كـنــت صـادقــا = سـوا ران مـن كسـرى لـكـم لا أكَــذِّبُ
وَحَـــلَّ رســـول الله ضـيـفــا مـكـرمــاً = فَـسُــرَّتْ بـــه كـــل الـكــرام ويــثــربُ
وكـــــلٌّ تـمــنــى أن يـقــيــم بــــــدارهِ = فـيـأمـرُ خَـلّـوهـا سَـتَـهْــدي وَتُــعْــرِبُ
فـكــان أبــــو أيــــوب مـخـتــارةً لــــه = فسبحـانـه يقـضـي بـمـا هــو أوجـــب
وارحــم ُ ُ غـيــرَ الله مـــن كـــل راحـــمٍ = فــــلا الام تـعـلـوكـم بـــــذاك ولا الأبُ
شـكـا جـمـل أوْصَـيْــتَ صـاحـبـه بـــه = فكيـف تُجـيـع البُـهْـمَ أو كـيـف تُـدْئِـبُ
وكـنـتَ إذا شـاهـدت صـاحـب حـاجــةٍ = فيـبـدو عـلـى خـديـك دَمْـعُـكَ يَـسْـكُـبُ
عظيمٌ علـى السـادات لـم تلـق شِبْهَـهُ = رحيـم عـلـى الأيـتـام يحـنـو وَيـحْـدبُ
فأفـضـل خـلـق الله عـانــى وصـحـبـهُ = بــكــل أسـالـيــب الـمـهـانـة عُــذَّبـــوا
فمـنـهـم بـنــار حُـرِّقــوا دون رحـمــة = ومنهـم بحـر الـرمـل يُلْـقـى وَيُسْـحَـبُ
فـلــم يَـهِـنـوا وازداد فـيـهـم يقـيـنـهـم = فيـنـهـار جــــلاد ويــقــوى الـمُـعَــذَّبُ
فـــــزال زمـــــان لـلـطـغــاة مُــلَــطَّــخٌ = وحـــــــل زمـــــــان للهداة مُـــذَهَّــــبُ
فـان ظَهَـرَتْ أُسْـدٌ عـلـى أرض غـابـةٍ = تَجِدْ كل ما فيهـا مـن الوحـش يهـربُ
فـقـد جــاء نـصـر الله فتـحـا مـــؤزراً = وأضحى عـدو الأمـس خِـلاَّ ويُصْحَـبُ
وقـالـوا رســولَ الله أُرْسِـلْـتَ رحـمـة ً = فـعـفـوك مـأمــول وصـــدرك أَرْحَــــبُ
فـقــال لـهــم إنـــي عـفــوت وأمـركــمْ = الـــى الله يـبـقـى فـالـذنـوب تَـجَـنّـبـوا
وعلمـتـنـا كـيــف الـجـهــاد حـقـيـقـة =ً فلله نـنــوي فـــي الـقـتـالِ ونـحْـسِــبُ
فـمـا عــرف التـاريـخ مـثــلَ جـهـادنـا = فـــلا نـعـتـدي أو نَـطْـمَـعَـنَّ وَنَـسْـلــبُ
لـنــا غـايــة عــنــد الـقـتــال كـريـمــةٌ = لِنَـنْـصُـرَ ديــــن الله هــــذا اُلـمـسَـبَّـبُ
فمـن حــارب الإســلامَ أو صَــدَّ أهـلـهُ = فـعـنـدئــذٍ دفـــــع الــعـــدا يَــتَــوَجَّــبُ