- 19 يناير 2009
- 2,950
- 662
- 113
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
- علم البلد
رد: للنقاش: الأجر مقابل الإجازة !!! هل تؤيده؟
[frame="7 80"]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله إليكم بما منَّ علينا من ردود الأخوة الأفاضل، وأسأله سبحانه أن يجعلنا دائما أهل التعاون والتواصي بالصبر بعد الحق، إنه ولي ذلك والموفق إليه.
أشكر كل من مر بالموضوع، فإن مجرد المرور يثريه، فكلما انتفع أحد به زادت البركة ونمت، واضمحل الشيطان وانمحق، وأخص بمزيد شكر من زادوا بمداخلاتٍ طيبةٍ أثرتِ الموضوع علمياً، فجزاهم الله خيراً.
لقد طرحتُ الموضوع لما لمسته من واقعٍ عجيب في أمصارنا، ولي تعقيبان عليه:
الأول: أننا نحن الطلابُ من يُرخِصُ الشيوخ ويُغليهم (مادياً!)، فلو قاطعنا المتغالين منهم وقصدنا غيرهم، لحفظ لهم التاريخ أنهم كانوا لا يُقرئون إلا الموسر وذا النعمة، وهذا أقسى ما يُحكم به على شيخ، إلا أن يعودوا عن ذلك!
الثاني: أن كثيراً من الأخوة والأخوات يرى أن القراءة والعرض للإجازة لابد أن تكون من فلان من المشايخ الذي وَصْفُهُ: ذيوعُ الصيت وعلوُّ السند، وأحسبُ - ظانَّــاً، وأعوذ بالله من سوء الظن - أنَّ أغلب من يُقصَدُ بطلب القراءة والعرض للإجازة ليسوا أعلى الأسانيد، وإن كان بعضهم من أعاليها، لكنهم ليسوا الأعلى، لكن اشتهارهم ساق إليهم طلاب العلو الوهمي!
وأجزمُ في هذا الباب أن أغلبهم لهم أقرانٌ في الطلب مغمورون لا يُقصدون، حتى أنني وقفتُ على شيخةٍ لم تُجِز أحداً البتة البتة وقد بلغت من العُمُرِ قرب السبعين وتجلس لتحفيظ القرآن الكريم للصبية في بلدها! بينما بعض أقرانها في الطلب تزدحم أبوابهم بالطلاب ووسائل الإعلام، والشيخة غزيرة العلم حاضرته بشكل عجيب، ومعها الإجازة العاليةُ من أكثر من خمسين عاماً، فانظر هنالك واعجب!
ثم تعالَ إلى نقطة أخرى في هذه الجزئية: هل قراءة الطالب على فلانٍ من المشايخ - وبعضهم قد تعدى الثمانين وشارف التسعين وآخرون جاوزوها - هل القراءة عليهم مما يُندبُ للطالب ليصحح قراءته ويتحمل عن الشيخ؟
إن آلة العطاء عند من هذا حاله من المرض والسقم ووهن العظم تكون واهيةً عاجزة عن العطاء، وإنما هو شرفُ العلو إن وُجدَ عند الشيخ. أما العلم فإن وجد عند الشيخ فما من سبيل إليه، وهؤلاء يصحُّ أن يقصدهمُ القارئُ المنتهي، لا الطالبُ المبتدي!
ولعل كونَ العلو كما هو معلومُ على نوعين - علوُّ عدد، وعلوُّ حال - مما يجعل في الأمر فسحةً للطالب أن يقصد من علا حاله في العلم بثبوت قدمه ورسوخ علمه، وأهم من ذلك والله أعلم: أن يكون للشيخ حالٌ مع الله، يرى الطالبُ أثرها على نفسه حين يزور شيخه ويجاوره، إذ يُفيض عليه من إيمانياته ويُعديه بصلاحه، ويُؤدِّبه بأدب القرآن الكريم عملياً لا نظرياً!
أيها الأحباب: العلو مطلوبٌ وهو من الدين، لكنَّ ذلك مشروطٌ ليؤتي ثماره عند الله بمنفعة الطالب من شيخه بما يزيد إيمانه ويُقرِّبه من الله، فما كان غير ذلك فهو متاعٌ وعرَضٌ زائل، فتفكروا وتدبروا، والله يخير لي ولكم أرشد ما ينفعنا وأحمد ما يُذخرُ لآخرتنا، والله تعالى أعلى وأحكم وأعلم، وصلى الله على الحبيب البشير النذير وسلم تسليما، والحمد لله رب العالمين.
[/frame]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله إليكم بما منَّ علينا من ردود الأخوة الأفاضل، وأسأله سبحانه أن يجعلنا دائما أهل التعاون والتواصي بالصبر بعد الحق، إنه ولي ذلك والموفق إليه.
أشكر كل من مر بالموضوع، فإن مجرد المرور يثريه، فكلما انتفع أحد به زادت البركة ونمت، واضمحل الشيطان وانمحق، وأخص بمزيد شكر من زادوا بمداخلاتٍ طيبةٍ أثرتِ الموضوع علمياً، فجزاهم الله خيراً.
لقد طرحتُ الموضوع لما لمسته من واقعٍ عجيب في أمصارنا، ولي تعقيبان عليه:
الأول: أننا نحن الطلابُ من يُرخِصُ الشيوخ ويُغليهم (مادياً!)، فلو قاطعنا المتغالين منهم وقصدنا غيرهم، لحفظ لهم التاريخ أنهم كانوا لا يُقرئون إلا الموسر وذا النعمة، وهذا أقسى ما يُحكم به على شيخ، إلا أن يعودوا عن ذلك!
الثاني: أن كثيراً من الأخوة والأخوات يرى أن القراءة والعرض للإجازة لابد أن تكون من فلان من المشايخ الذي وَصْفُهُ: ذيوعُ الصيت وعلوُّ السند، وأحسبُ - ظانَّــاً، وأعوذ بالله من سوء الظن - أنَّ أغلب من يُقصَدُ بطلب القراءة والعرض للإجازة ليسوا أعلى الأسانيد، وإن كان بعضهم من أعاليها، لكنهم ليسوا الأعلى، لكن اشتهارهم ساق إليهم طلاب العلو الوهمي!
وأجزمُ في هذا الباب أن أغلبهم لهم أقرانٌ في الطلب مغمورون لا يُقصدون، حتى أنني وقفتُ على شيخةٍ لم تُجِز أحداً البتة البتة وقد بلغت من العُمُرِ قرب السبعين وتجلس لتحفيظ القرآن الكريم للصبية في بلدها! بينما بعض أقرانها في الطلب تزدحم أبوابهم بالطلاب ووسائل الإعلام، والشيخة غزيرة العلم حاضرته بشكل عجيب، ومعها الإجازة العاليةُ من أكثر من خمسين عاماً، فانظر هنالك واعجب!
ثم تعالَ إلى نقطة أخرى في هذه الجزئية: هل قراءة الطالب على فلانٍ من المشايخ - وبعضهم قد تعدى الثمانين وشارف التسعين وآخرون جاوزوها - هل القراءة عليهم مما يُندبُ للطالب ليصحح قراءته ويتحمل عن الشيخ؟
إن آلة العطاء عند من هذا حاله من المرض والسقم ووهن العظم تكون واهيةً عاجزة عن العطاء، وإنما هو شرفُ العلو إن وُجدَ عند الشيخ. أما العلم فإن وجد عند الشيخ فما من سبيل إليه، وهؤلاء يصحُّ أن يقصدهمُ القارئُ المنتهي، لا الطالبُ المبتدي!
ولعل كونَ العلو كما هو معلومُ على نوعين - علوُّ عدد، وعلوُّ حال - مما يجعل في الأمر فسحةً للطالب أن يقصد من علا حاله في العلم بثبوت قدمه ورسوخ علمه، وأهم من ذلك والله أعلم: أن يكون للشيخ حالٌ مع الله، يرى الطالبُ أثرها على نفسه حين يزور شيخه ويجاوره، إذ يُفيض عليه من إيمانياته ويُعديه بصلاحه، ويُؤدِّبه بأدب القرآن الكريم عملياً لا نظرياً!
أيها الأحباب: العلو مطلوبٌ وهو من الدين، لكنَّ ذلك مشروطٌ ليؤتي ثماره عند الله بمنفعة الطالب من شيخه بما يزيد إيمانه ويُقرِّبه من الله، فما كان غير ذلك فهو متاعٌ وعرَضٌ زائل، فتفكروا وتدبروا، والله يخير لي ولكم أرشد ما ينفعنا وأحمد ما يُذخرُ لآخرتنا، والله تعالى أعلى وأحكم وأعلم، وصلى الله على الحبيب البشير النذير وسلم تسليما، والحمد لله رب العالمين.
[/frame]