- 19 يناير 2009
- 2,950
- 662
- 113
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
- علم البلد
[frame="7 80"]
(بسم الل)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فقد وردت كلمة "محصنات" في كتاب الله تعالى ثمانية مراتٍ، أولهن في سورة النِّساءِ وآخرهن في سورة النور، وهي كلمةٌ عظيمة المعنى كيف كان هذا المعنى.
ظاهر معانيها يقتضي التعارض عقلاً وجهلاً:
ففي آيةِ النساء
"وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء" معطوفة على قوله تعالى "حرمت عليكم أمهاتكم ..." السابقة لها.
والمعنى: [حُرِّمَت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم و... والمحصناتُ من النساء]
أي: وحرمت عليكم المحصنات من النساء.
وهكذا: فالمحصناتُ محرماتٌ!
وفي آية المائدة
"الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ "
والمعنى: [ اليوم أحل لكم الطيباتُ و... والمحصناتُ من المؤمنات والمحصناتُ من الذين أوتوا الكتاب]
أي: وأحل لكم المحصناتُ من المؤمنين والمحصناتُ من الذين أوتوا الكتاب.
ومُفادها: أنَّ المحصناتِ غيرُ محرماتٍ!
فمرةً حُرمتِ المحصنات، ومرةً أُحِلَّت، أفليس ظاهر ذلك تعارضاً وإشكالاً، فمن يحلُّ الإشكال، وكيف؟
[/frame]
(بسم الل)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فقد وردت كلمة "محصنات" في كتاب الله تعالى ثمانية مراتٍ، أولهن في سورة النِّساءِ وآخرهن في سورة النور، وهي كلمةٌ عظيمة المعنى كيف كان هذا المعنى.
ظاهر معانيها يقتضي التعارض عقلاً وجهلاً:
ففي آيةِ النساء
"وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء" معطوفة على قوله تعالى "حرمت عليكم أمهاتكم ..." السابقة لها.
والمعنى: [حُرِّمَت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم و... والمحصناتُ من النساء]
أي: وحرمت عليكم المحصنات من النساء.
وهكذا: فالمحصناتُ محرماتٌ!
وفي آية المائدة
"الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ "
والمعنى: [ اليوم أحل لكم الطيباتُ و... والمحصناتُ من المؤمنات والمحصناتُ من الذين أوتوا الكتاب]
أي: وأحل لكم المحصناتُ من المؤمنين والمحصناتُ من الذين أوتوا الكتاب.
ومُفادها: أنَّ المحصناتِ غيرُ محرماتٍ!
فمرةً حُرمتِ المحصنات، ومرةً أُحِلَّت، أفليس ظاهر ذلك تعارضاً وإشكالاً، فمن يحلُّ الإشكال، وكيف؟
[/frame]
[frame="7 80"]
قاعدة عظيمة
يجب استحضارها هاهنا، تقول:
إذا عرض للمُسْلِمِ (سُميَ كذلك: اشتقاقاً من الاستسلام لله!) ما يظنه بعقله وعلمه القاصرِ إشكالاً أو تعارضاً في كلام الله، أو تعارضاً بين القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الصحيحة، أو بين صحيح السنة وصحيح السنة:
فليردَّ هذا التعارض أولاً إلى قصورِ عِلْمِهِ وسَعَةِ جهله، فإذا استقرَّ على ذلكَ يَقِيْنُهُ: فليبدأ بسؤالِ أهلِ العلمِ والبحثِ في كتبِهم عما يزيلُ الإشكالَ ويمحو الالتباسَ ويدرءُ التعارض.
وكثيراً ما يقع ذلك في الكلام والمجادلة مع بعض أهل الكتاب أو العلمانيين، فَيُوْرِدُ أحدُهُمُ الشبهةَ من منظوره العقلي فإذا لم يجد لها جواباً حاضراً مالت كفته وظن أن الحق معه، وربما استنطقَ مُحَدِّثَهِ أو مُنَاظِرَهِ بتعارض أدلة الشرعِ فنطق أو تلجلج يقينه في لحظة ضعفه عن الجواب!
لكن لو كان مسلماً حقاً فاهماً لأصول دينه لما تلجلج لحظةً ولما حانت منه التفاتةٌ لهذا التعارض، إذ يرُدُّه فوراً إلى جهله لا إلى تعارض حقيقي في نصوص الشريعة الغراء.
وقد ألَّفَ جمعٌ من أهل العلم في موضوع (درء تعارض العقل والنقل)، فمن عرضت له شبهةٌ فليراجعها فيما كُتب، والأوفقُ ردُّ ذلك إلى أهل العلم شفاهاً ليكون الجواب أبلغ والبيان أفصح، والله أعلى وأحكم وأعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسَلَّمَ، والحمد لله رب العالمين.
[/frame]
قاعدة عظيمة
يجب استحضارها هاهنا، تقول:
إذا عرض للمُسْلِمِ (سُميَ كذلك: اشتقاقاً من الاستسلام لله!) ما يظنه بعقله وعلمه القاصرِ إشكالاً أو تعارضاً في كلام الله، أو تعارضاً بين القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الصحيحة، أو بين صحيح السنة وصحيح السنة:
فليردَّ هذا التعارض أولاً إلى قصورِ عِلْمِهِ وسَعَةِ جهله، فإذا استقرَّ على ذلكَ يَقِيْنُهُ: فليبدأ بسؤالِ أهلِ العلمِ والبحثِ في كتبِهم عما يزيلُ الإشكالَ ويمحو الالتباسَ ويدرءُ التعارض.
وكثيراً ما يقع ذلك في الكلام والمجادلة مع بعض أهل الكتاب أو العلمانيين، فَيُوْرِدُ أحدُهُمُ الشبهةَ من منظوره العقلي فإذا لم يجد لها جواباً حاضراً مالت كفته وظن أن الحق معه، وربما استنطقَ مُحَدِّثَهِ أو مُنَاظِرَهِ بتعارض أدلة الشرعِ فنطق أو تلجلج يقينه في لحظة ضعفه عن الجواب!
لكن لو كان مسلماً حقاً فاهماً لأصول دينه لما تلجلج لحظةً ولما حانت منه التفاتةٌ لهذا التعارض، إذ يرُدُّه فوراً إلى جهله لا إلى تعارض حقيقي في نصوص الشريعة الغراء.
وقد ألَّفَ جمعٌ من أهل العلم في موضوع (درء تعارض العقل والنقل)، فمن عرضت له شبهةٌ فليراجعها فيما كُتب، والأوفقُ ردُّ ذلك إلى أهل العلم شفاهاً ليكون الجواب أبلغ والبيان أفصح، والله أعلى وأحكم وأعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسَلَّمَ، والحمد لله رب العالمين.
[/frame]