إعلانات المنتدى


هل أدركنا لغة الحب؟؟

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أخوتي .. وبياكم .. .. وعلى سبيل الهدى والتقى .. أبقاني وأبقاكم ..
وفي الجنان .. بإذن الله تلقوني وألقاكم ..
الحب حرفان حاء بعدها باء *** يذوب عند معانيها الأحباء
الحب.. تهواه كل نفس .. بل تحيا به وتعيش ..
الحب .. كلمة مكونة من حرفين ( الحاء والباء)
الحاء تخرج من أقصى الحلق بينما الباء حرف شفوي قريب
وسبب اختيار هذين الحرفين للتعبير عن هذا المعنى النبيل إشارة إلى أن الحب هو البداية والنهاية
والظاهر أن السر الأقوى هو أن الحب الصادق يخرج من أعماق النفس وقرار القلب فتبوح به الشفتان
قال أحد الشعراء : لو لم نجد الحب لاخترعناه
هذه المشاعر السامية التي تحمل المعاني النبيلة .. ترى .. هل أدركنا لغة التعبير عنها؟؟؟؟
هل أدركنا لغة الحب؟؟؟

لكي نجيب على هذا التساؤل ونخرج منه بحل لا بد أن نستعرض خمسة محاور :
1 - حبنا للمولى سبحانه
2 - حبنا للرسول صلى الله عليه وسلم
3 - حبنا للاسلام
4 - حبنا للآخرين
وسنستعرض كل محور بمفرده ثم نعرض المحور الذي يليه بعد أن تثروا الأول باضافاتكم وتفاعلكم
أحببت من خلال هذا الموضوع أن نصلح حالنا مع الله وأن نقوي ارتباطنا بديننا
فالحب ليس كلمة تخرج من الشفاه فحسب .. لا أبداااااااا
المحبة هي الوقود الذي يشتعل في طوايا القلب فيدفع صاحبه إلى الاتباع
إلى ابتاع الله عز وجل واتباع رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم
المحبة هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها نظر العاملون، وإلى عَلَمِها شمَّر السابقون
قيل: "إذا تخلى المؤمن من الدنيا، سما ووجد حلاوة حب الله، وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط، وإنما خالط القوم حلاوة حب الله، فلم يشتغلوا بغيره"
أي أن المؤمن إذا زهد في الدنيا، يسمو ويرتفع ويحس حلاوة محبة الله ، ويتصور أهل الدنيا أنه قد جن،
في حين أن حلاوة حب الله جعلته في غنى عنهم، وشغله حب الله عن غيره
إذن الحب وقود يشتعل في طوايا القلب .. فيدفع صاحبه إلى الاتباع .. إلى التعالي فوق حظوظ النفس
الحب كما قال العلماء : هو ذاك الشعور الذي إذا هيمن على القلب قرب البعيد ، ولين الحديد ، وجعل من العسير يسيراً.
إن من أعظم آثار المحبة البذل والتضحية لمن خفق لك قلبه بالحب
فإن أحببت الله عز وجل .. وأحببت رسوله صلى الله عليه وسلم .. وأحببت هذا الدين ..
فإنك تبذل وتضحي في سبيل هذا الذي أحببته
يتبع باذن الله
 

ام عائشة

مزمار ذهبي
9 أبريل 2006
1,101
0
36
رد: هل أدركنا لغة الحب؟؟

1 - حبنا لله سبحانه
لله المثل الأعلى ، ولكن تعالوا لنصور حال محب مع محبوبه
ترى .. ماذا يبعث الحب الصادق الذي يختلج بين الأضلاع في نفسه؟؟
أليس الحب الصادق باعثا له على ذكره في كل حين وأنسه بالحديث عنه؟؟
أليس أحلى ساعاته حين يختلي به ويناجيه ؟؟ بل ويجد في ذلك أعظم الأنس!!
ألسنا نراه دوما يسعى للقرب منه ومستعد لبذل الغالي والنفيس من أجله ؟؟
هذه هي المحبة الصادقة وهذه لغتها
فالحب السامي يحمل بين طياته أبجديات ومعان نبيلة بها يثبت المحبوب حبه
فهل رأينا محبا يصد عن محبوبه ؟؟ وهل رأيناه مرة عاصيا له ؟؟؟
هذا إذا كانت المحبة في حق المخلوق .. لكن .. ماذا إذا كانت المحبة لله الباري سبحانه ؟؟!
ماذا إذا كانت المحبة في حق من غمرنا بفضل نعمه وجزيل إحسانه فكيف إذا ستكون ؟؟؟
لمحبة العبد لربه عزوجل علامات تدرك بها وتعرف، منها :
* الذكر :
أليس المحب دوما يأنس بذكر محبوبه وبالحديث عنه ؟؟
فكذلك من أحب الله حقا يأنس بذكره ويستشعر عظمة ذلك
في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى اله عليه وسلم : "يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم" متفق عليه
وقد كان عليه الصلاة والسلام المحب الصادق لربه يذكر الله على كل أحيانه
وهكذا المحب على الدوم ذاكر لمحبوبه
يقول أحدهم:
والله ما طلعت شمس ولا غربت *** إلا وحبك مقرون بأنفاسي
ولا جلست إلى قوم أحادثهم *** إلا وكنت حديثي بين جلاسي
* المحافظة على الصلاة :
أترى لو عقد موعد بين محب ومحبوبه ، أكان المحب متخلفا عن موعد اللقيا بمحبوبه ؟؟؟
فلماذا إذا يتخلف الكثير عن أوقات الصلاة فضلا عن أن البعض لا يؤديها
كان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وكان يقول"أرحنا بها يا بلال"
فهي موعد لقيا الحبيب وساعة مناجاته
* التقرب إليه بالطاعات :
أليس المحب الصادق يبحث عن كل ما يرضي محبوبه ليزدان به أمامه ؟؟؟
والباعث على ذلك له هو نيل محبة المحبوب ورضاه
فكذلك من أحب المولى سبحانه فإنه يسعى على الدوام للتقرب منه لعله يحظى بشرف نيل محبته سبحانه وأي شرف ذلك الشرف
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه" رواه البخاري
فإنه إذا كثر مدعي المحبة لزمهم على ذلك برهان لصدق ما يقولون
أترانا رأينا محبا صادقا يعصي محبوبه !!!
تعصي الإله وأنت تزعم حبه *** هذا لعمري في القياس بديع
* الخلوة به سبحانه :
لنسأل أنفسنا : منذ متى لم ننعم بالخلوة مع الله سبحانه ؟؟!
أليس أسعد ساعات المحب حين يختلي بمحبوبه ليناجيه ؟؟!
والحب أعظم ما يكون *** إذا اختلوت بمن تحب
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" متفق عليه
وأما المحب الكاذب في محبته فهو من ادعى محبة الله وإذا جن عليه الليل نام عن اللقيا به سبحانه والخلوة به
أليس كل محب يحب الخلوة مع محبوبه ؟؟!
فها هو الرب سبحانه مُطّلِع على من أحبَّه في ساعة السحر يرى تضرُّعهم ويسمع أنينهم
قوم أدركوا لغة الحب :
لغة الحب أدركها المحبون الصادقون الذين تقربوا لربهم وأنسوا به وبذلوا الغالي والنفيس من أجله
لغة الحب .. أدركها عمير بن الحمام حينما كان في ساحة الوغى ومعه تمرات وقد اشتد النزال في ساحة القتال
فقال : إنها لحياة طويلة حتى آكل هذه التمرات ، ثم ألقى بها وسعى لنيل الشهادة ليفوز برضا محبوبه سبحانه
ولسان حاله يقول :
ركضا إلى الله بغير زاد *** إلا التقى وعمل المعاد
لغة الحب .. أدركها حرام بن ملحان حين قال بصوت عال لما قتل : فزت ورب الكعبة
فهنيئا له فوزه برضا الخالق سبحانه
لغة الحب .. أدركها كثير يعجز البيان عن حصرهم فهل أدركناها نحن؟؟
من أدرك لغة الحب عاش في سعادة لا تعدلها سعادة
ونال نعيم الدنيا والآخرة
نال نعيم الآخرة بفوزه بالجنان .. ونال نعيم الدنيا بنيل محبته سبحانه..
فإذا أحب الله عزوجل العبد يسر له أمره ووفقه لفعل المأمورات وترك المنهيات وغفر له الكثير من الزلل وقبل منه اليسير من العمل
وورد في الحديث : "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه"
يقول أحد السلف بعد أن ذاق نعيم محبة الله عزوجل : مازلت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي حتى انساقت إلي وهي تضحك
وقال آخر : لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من سعادة لجالدونا عليها بالسيوف
وقال ابن تيمية في سجنه : ما يفعل أعدائي بي ، بستاني في صدري قتلي شهادة وسجني خلوة ونفيي سياحة
يكفي أن نتأمل حالنا ونتأمل حالهم لنرى :
[glow=336699]هل أدركنا لغة الحب التي نزعمها في كل حين ؟؟؟؟[/glow]
 

geant

مزمار ألماسي
7 أغسطس 2006
1,943
0
0
الجنس
ذكر
رد: هل أدركنا لغة الحب؟؟

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك صلى الله عليه وسلم
mazameer.jpg
 

بناجح عبدالهادي

مزمار ألماسي
22 فبراير 2006
1,321
2
0
رد: هل أدركنا لغة الحب؟؟

السلام عليكم

بارك الله فيك أختي الكريمة ام عائشة وجزاك كل خيرعلى الموضوع الرائع الذي يستحق وبجدارة

الاهتمام والعمل بمحتواه..شكر الله سعيك أختاه..
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع