إعلانات المنتدى


نَوِّعْ أعمالك الصالحة تُنَوَّعْ لك طيباتك في الآخرة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
[align=center][glow=FF0000]نَوِّعْ أعمالك الصالحة تُنَوَّعْ لك طيباتك في الآخرة[/glow][/align]

الشيخ توفيق علي

من نعم الله على العباد ، أن فتح لهم من أبواب الطاعات ما يدخلون عليه بها ، و يَّسر لهم القيام بها حسب استعداداتهم و طاقتهم ، فمنهم من دخل عليه من باب الصلاة ، فزاد على الفروض و الواجبات نوافل لازمها و أحسن فيها ، فمات عليها ، و يبعث إن شاء الله عليها .
و منهم من دخل على الله من باب الصيام فدوام عليه و أحسن فيه و أكمل ، ثم مات على ذلك ،و يبعث إن شاء الله على ذلك ،و هكذا بالنسبة لسائر الطاعات .
و من مات ملبياً بُعث ملبياً كما أخبر عن ذلك النبي الكريم :
عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ حَرَامٌ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ. غَيْرَ أَنّهُ قَالَ : ( فَإِنّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبّيا ) .
قال النووي :" معناه على هيأته التي مات عليها ومعه علامة لحجه، وهي دلالة الفضيلة كما يجيء الشهيد يوم القيامة وأوداجه تشخب دماً" (1) .
و عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( يبعث كل عبد على ما مات عليه ) (2) .
و الكامل من ضرب بسهم في جميع الطاعات و العبادات و هم قلائل ، منهم الصديق رضي الله عنه الذي يُدعى من جميع أبواب الجنة ،و يُمتع بجميع نعم الجنة ،و تكمل له اللذة في الجنة ، جزاء لما قدم للإسلام والمسلمين .

فهل نكون من أولئك القلائل ؟
إن العبد يموت على ما عاش عليه ، ويبعث على ما مات عليه ، ويعود عليه عمله بعينه فينعم به ظاهراً وباطناً ، فيورثه من الفرح والسرور واللذة والبهجة وقرة العين والنعيم وقوة القلب واستبشاره وحياته وانشراحه واغتباطه ما هو أفضل النعيم ، وأجله ، وأطيبه، وألذه، وهل نعيم إلا طيب النفس وفرح القلب وسروره وانشراحه واستبشاره هذا؟
وينشأ له من أعماله ما تشتهيه نفسه وتلذ عينه من سائر المشتهيات التي تشتهيها الأنفس وتلذها الأعين ويكون تنوع تلك المشتهيات وكمالها وبلوغها مرتبة الحسن والموافقة بحسب كمال عمله ومتابعته فيه وإخلاصه وبلوغه مرتبة الإحسان فيه وبحسب تنوعه فمن تنوعت أعماله المرضية المحبوبة له في هذه الدار تنوعت الأقسام التي يتلذذ بها في تلك الدار و تكثرت له بحسب تكَّثُر أعماله هنا وكان مزيده بتنوعها والابتهاج بها والالتذاذ هناك على حسب مزيده من الأعمال وتنوعه فيها من هذه الدار.
وقد جعل الله سبحانه لكل عمل من الأعمال المحبوبة له والمسخوطة أثراً وجزاء ولذة وألماً يخصه لا يشبه أثر الآخر وجزاه، ولهذا تنوعت لذات أهل الجنة وآلام أهل النار وتنوع ما فيهما من الطيبات والعقوبات فليست لذة من ضرب في كل مرضاة الله بسهم وأخذ منها بنصيب كلذة من أنمى سهمه ونصيبه في نوع واحد منها ولا ألم من ضرب في كل مسخوط لله بنصيب وعقوبته كألم من ضرب بسهم واحد من مساخطه.
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن كمال ما يستمتع به من الطيبات في الآخرة بحسب كمال ما قابله من الأعمال في الدنيا :عن عوف بن مالك قال : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وبيده عصا وقد علق رجل [ منا ] قنا (3) حشفا ، فطعن بالعصا في ذلك القنو وقال : ( لو شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب منها ) وقال : ( إن رب هذه الصدقة يأكل الحشف (4) يوم القيامة ) . (5)
فأخبر أن جزاءه يكون من جنس عمله فيجزى على تلك الصدقة بحشف من جنسها (6) .
فما أكثر من يتصدقون بفضول أموالهم !
و ما أكثر من ينفقون فضول أوقاتهم !
و ما أكثر من يعلمون بفضول علمهم !
فجزاؤهم يوم القيامة مثل ما تصدقوا ، و أنفقوا ،و علموا ، فالجزاء من جنس العمل .

من أي الأبواب تدخل الجنة ؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير :
- فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة .
- ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد.
- ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان.
- ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ) .
فقال أبو بكر رضي الله عنه : بأبي وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ . قال : ( نعم وأرجو أن تكون منهم ) (7) .
قال ابن حجر رحمه الله :
أنفق زوجين : عمل صنفين من أعمال البر .
من أهل الصلاة : المكثرين لصلاة التطوع ، وكذلك من ذكر من أهل الأعمال الأخرى فالمراد الملازمون لها المكثرون منها زيادة عن الواجبات .
من ضرورة : من مضرة أي قد سعد من دعي من الأبواب جميعاً ودعوته منها جميعاً أن يخير في الدخول من أيها شاء وهذا مزيد تكريم وفضل .
قال النووي :" معناه : لك هنا خير وثواب وغبطة ، وقيل معناه هذا الباب فيما نعتقده خير لك من غيره من الأبواب لكثرة ثوابه ونعيمه فتعال فادخل منه ولا بد من تقدير ما ذكرناه أن كل مناد يعتقد أن ذلك الباب أفضل من غيره .
" فمن كان من أهل الصلاة " : قال العلماء معناه : من كان الغالب عليه في عمله وطاعته ذلك " (8) .

رمضان فرصة عظيمة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ) (9) .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين ) (10) .
فرمضان فرصة عظيمة و مناسبة جليلة ، يجتمع فيه من خصال الخير الكثير ، فاضرب بسهم في كل خصلة حتى تُدعى من أي أبواب الجنة الثمانية شئت ،و كن كأبي بكر رضي الله عنه ، عندما جمع بين خصال الخير :عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
* ( من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ ) قال أبو بكر : أنا .
* قال : ( من تبع منكم اليوم جنازة ؟ ) قال أبو بكر : أنا.
* قال : ( من تصدق بصدقة ؟ ) قال أبو بكر : أنا .
* قال : ( فمن عاد منكم مريضاً ؟ ) قال أبو بكر : أنا .
قال : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة " (11) .

اللهم اجعلنا ممن ضرب في كل مراضي الله ... آمين

-----------
الهوامش :
(1) صحيح مسلم بشرح النووي .
(2) صحيح مسلم ، باب : الأمر بحسن الظن بالله تعالى، عند الموت، رقم (2878).
(3) القنو : العذق.
(4) الحشف :هو أردأ أنواع التمر وهو الذي يبس على النخل قبل أن يتم نضجه.
(5) سنن أبي داود ، قال الشيخ الألباني : حديث حسن.
(6) اجتماع الجيوش الإسلامية ،ص 36.
(7) صحيح البخاري،(ج2/671).
(8) مسلم بشرح النووي .
(9) صحيح البخاري .
(10) صحيح البخاري.
(11) صحيح مسلم .
 

التقوى

مزمار فضي
9 نوفمبر 2006
667
0
0
رد: نَوِّعْ أعمالك الصالحة تُنَوَّعْ لك طيباتك في الآخرة

جزاك الله خيرا أختي الكريمة على هذا الموضوع الهام

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه
اللهم لا تتوفنا إلا وأنت راض عنا غير غضبان
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة ...اللهم ارزقنا حسن الخاتمة ....أمـــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــن


جزاك الله خيرا أختي الداعية على التوقيع
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع