- 12 يوليو 2006
- 1,703
- 1
- 38
- الجنس
- ذكر
(بسم الل)
:
:
توجيه قوله تعالى (وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون)
قال الإمام النسفى –رحمه الله (..... ومعنى درست قرأت كتب أهل الكتاب ""دارست""
مكي وأبو عمرو ؛أي دارست أهل الكتاب "درست" شامي أي : قدمت هذه الآية ومضت كما
قالوا أساطير الأولين)
التوضيح:
يتضح لنا من الكلام السابق أن في قوله : (درست) ثلاث قراءات ؛ اكتفى الإمام النسفى
بتوجيه الأولى دون أن يعزوها لمن قرأ بها ؛وأورد اثنين ووجههما وفيما يلي بيان ذلك:
القراءة الأولى: (درست) بغير ألف بعد الدال وسكون السين وفتح التاء ؛ على وزن
ضربت – وبها قرأ المدنيان والكوفيون.
القراءة الثانية: (دارست) بألف بعد الدال وسكون السين وفتح التاء على وزن
قاتلت – وبها قرأ ابن كثير المكي وأبو عمرو.
القراءة الثالثة : (درست) بغير ألف بعد الدال وفتح السين وسكون التاء ؛ على وزن
ضربت – وبها قرأ ابن عامر الشامي وكذا يعقوب الحضرمي
الأثر المترتب على تنوع القراءات
وأصل القراءات الثلاث وأثرها كما هو مفهوم من جملة كلام النسفى:
أن القراءة الأولى "درست" دلت على أن أهل الشرك كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم
إن هذا القرآن الذي جئتنا به لم ينزل عليك به وحى من السماء ولكنك درست أي حفظت
وأيقنت بالدرس أخبار الأولين وكتب أهل الكتاب ؛ وذلك كما حكي القرآن الكريم عنهم
( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ) أي يكرر عليها بالدرس ليحفظها.
وأن القراءة الثانية: " دارست" دلت على أن المشركين كانوا يزعمون بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على اليهود وقرءوا عليه وجرت بينهم مدارسة ومذاكرة ؛ ويقوى هذا المعنى
قوله تعالى حكاية عنهم ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا افك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون...)
وقوله تعالى ( إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي ) وفى التفسير أنهم كانوا يقولون
هو يدارس سلمان وعداسا.
وأن القراءة الثالثة: "درست" تدل على أنهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه الأخبار التي تلوتها علينا قديمة قد درست وانمحت ومضت من الدرس الذي هو تعفى الأثر وانمحاء الرسم.
قال الأزهري : من قرأ "درست" فمعناه : تقادمت أي الذي تتلوه علينا قدم تقادم وتطاول ؛ وهو من قولهم درس الأثر يدرس درسا
وعلى كل فلا تنافى بين هذه القراءات فقد قالوا له صلى الله عليه وسلم درست كتب الأولين
ودارستهم فيها؛ ودرست هذه الأخبار التي تقصها علينا وبهذا التوجيه التقت القراءات الثلاثة
وتآخت في المعاني.
t7 :wave:
:
: توجيه قوله تعالى (وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون)
قال الإمام النسفى –رحمه الله (..... ومعنى درست قرأت كتب أهل الكتاب ""دارست""
مكي وأبو عمرو ؛أي دارست أهل الكتاب "درست" شامي أي : قدمت هذه الآية ومضت كما
قالوا أساطير الأولين)
التوضيح:
يتضح لنا من الكلام السابق أن في قوله : (درست) ثلاث قراءات ؛ اكتفى الإمام النسفى
بتوجيه الأولى دون أن يعزوها لمن قرأ بها ؛وأورد اثنين ووجههما وفيما يلي بيان ذلك:
القراءة الأولى: (درست) بغير ألف بعد الدال وسكون السين وفتح التاء ؛ على وزن
ضربت – وبها قرأ المدنيان والكوفيون.
القراءة الثانية: (دارست) بألف بعد الدال وسكون السين وفتح التاء على وزن
قاتلت – وبها قرأ ابن كثير المكي وأبو عمرو.
القراءة الثالثة : (درست) بغير ألف بعد الدال وفتح السين وسكون التاء ؛ على وزن
ضربت – وبها قرأ ابن عامر الشامي وكذا يعقوب الحضرمي
الأثر المترتب على تنوع القراءات
وأصل القراءات الثلاث وأثرها كما هو مفهوم من جملة كلام النسفى:
أن القراءة الأولى "درست" دلت على أن أهل الشرك كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم
إن هذا القرآن الذي جئتنا به لم ينزل عليك به وحى من السماء ولكنك درست أي حفظت
وأيقنت بالدرس أخبار الأولين وكتب أهل الكتاب ؛ وذلك كما حكي القرآن الكريم عنهم
( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ) أي يكرر عليها بالدرس ليحفظها.
وأن القراءة الثانية: " دارست" دلت على أن المشركين كانوا يزعمون بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على اليهود وقرءوا عليه وجرت بينهم مدارسة ومذاكرة ؛ ويقوى هذا المعنى
قوله تعالى حكاية عنهم ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا افك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون...)
وقوله تعالى ( إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي ) وفى التفسير أنهم كانوا يقولون
هو يدارس سلمان وعداسا.
وأن القراءة الثالثة: "درست" تدل على أنهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه الأخبار التي تلوتها علينا قديمة قد درست وانمحت ومضت من الدرس الذي هو تعفى الأثر وانمحاء الرسم.
قال الأزهري : من قرأ "درست" فمعناه : تقادمت أي الذي تتلوه علينا قدم تقادم وتطاول ؛ وهو من قولهم درس الأثر يدرس درسا
وعلى كل فلا تنافى بين هذه القراءات فقد قالوا له صلى الله عليه وسلم درست كتب الأولين
ودارستهم فيها؛ ودرست هذه الأخبار التي تقصها علينا وبهذا التوجيه التقت القراءات الثلاثة
وتآخت في المعاني.
t7 :wave:
