إعلانات المنتدى


مناقشة هادئة رائعة لابن مسعود مع أبي مسلم الخولانيّ

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الكاسر

مزمار داوُدي
27 فبراير 2006
4,050
12
0
الجنس
ذكر
في مناقشة هادئة رائعة بين ابن مسعود و أبي مسلم الخولاني التابعي الجليل ,‎لا بأس من ذكرها لما فيها من علم و خلق كريم ,‎ما أحوجنا إليه في مناظراتنا ومجادلاتنا , و أن المنصف لا يضيق ذرعا مهما علا و سما إذا وجه إليه سؤال أو أكثر في سبيل بيان الحق , فأخرج الطبراني في "‎مسند الشاميين " ( ص 298 ) بسند جيد عن الخولاني :
أأنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود , فتذاكروا الإيمان ,‎فقلت : أنا مؤمن .
فقال ابن مسعود :‎أتشهد أنك في الجنة ?
فقلت :‎لا أدري مما يحدث الليل و النهار .
فقال ابن مسعود : لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة .‎
قال أبو مسلم : فقلت :‎ يا ابن مسعود ! ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف :‎مؤمن السريرة مؤمن العلانية ,‎كافر السريرة كافر العلانية ,‎مؤمن العلانية كافر السريرة ?
قال :‎نعم .‎
قلت :‎فمن أيهم أنت ?
قال :‎أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية .‎
قال أبو مسلم : قلت :‎و قد أنزل الله عز وجل :‎ ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مؤمن ) ,‎فمن أي الصنفين أنت ?
قال :‎أنا مؤمن .
قلت :‎صلى الله على معاذ .
قال :‎و ما له ?‎
قلت :‎كان يقول : "‎اتقوا زلة الحكيم "‎. و هذه منك زلة يا ابن مسعود !
فقال : أستغفر الله .

و أقول : رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه ,‎و أشد تواضعه , لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة , فابن مسعود نظر إلى المآل ,‎و لذلك وافقه عليه أبو مسلم ,‎و هذا نظر إلى الحال ,‎و لهذا وافقه ابن مسعود ,‎و أما استغفاره ,‎فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كان عاما فيما يبدو من ظاهر كلامه .‎و الله أعلم .

من كناب عون الودود لتيسير ما في السلسلة الضعيفة من الفوائد والردود

منقول للإفادة
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع