إعلانات المنتدى


العهد المكى: بدء الوحي

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عبد الكريم

مشرف تسجيلات المغرب في الموقع
مشرف تسجيلات الموقع
8 نوفمبر 2006
11,793
299
83
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
(بسم الل)

:x18: .......

يتساءل البعض عن قصة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونذكركم أن منظور هذه السطور هو دراسة كيف نبني أمة، وكيف نعيد بناء أمة الإسلام على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إن دراسة السيرة النبوية من خلال هذا المنظور لها أبعاد تختلف تمامًا عن أبعاد من يقرءون سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كقصة منذ الميلاد إلى الوفاة، وهذا ليس مقصودًا من هذه السطور.

من خلال سيرته صلى الله عليه وسلم نعد عملًا ضخمًا وهو مشروع بناء أمة على نهج الرسول.

إن بناء عمارة لا بد له من تخطيط جيد وإعداد سابق، وبداية هذا التخطيط وهذا الإعداد أن تقوم بدراسة جدوى، وتقوم دراسة الجدوى على ظروف المكان وطبيعته، ومن سيقوم بالعمل والبناء وتكاليف البناء إلى غير ذلك من إعداد وتخطيط.

وهذا الكلام ينطبق أيضًا على الإسلام، لكن تخيل الفارق بين دراسة الجدوى لبناء عمارة أو مبنى ضخم، وبين دراسة الجدوى لبناء أمة كاملة كأمة الإسلام.

فلا بد من دراسة السيرة النبوية من خلال هذا المنظور، لا بد أن نقف مع كل حدث وكل موقف في السيرة النبوية ونعرف ظروف وملابسات وطبيعة الموقف أو الحدث ، وما هي الحكمة من اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرأي في هذا الوقت.

بهذه الدراسة نستطيع أن نبني الأمة كما بناها النبي صلى الله عليه وسلم.

كل الناس يعرفون قصة النبي صلى الله عليه وسلم من ميلاده إلى بعثته ومن البعثة إلى الهجرة وكيف هاجر ويعرفون غزواته ويعرفون كل التفاصيل الكاملة عن هذه الأمور، وهذا ليس هدفنا، إن هدفنا يكمن في ما وراء الأحداث، كدعوته صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، والسيدة خديجة في بادئ الأمر، ودعوته لزيد بن حارثة وعلي بن أبي طالب، ولماذا اختار أبا بكر ومن الذين دعاهم في بادئ الأمر، ولماذا جهر بالدعوة في هذا الوقت؟ ولماذا لم يجهر منذ نزول الوحي عليه؟ وفي بداية جهره بالدعوة من هم أول من دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم في بداية جهره بالدعوة؟ ولماذا حاربه قومه بعد جهره بالدعوة أليس ما يدعو إليه هو الحق أم أن الدعوة غير مقنعة؟

عشرات الأسباب التي منعت الناس من دخول الدعوة، وهل هذه الأسباب من الممكن أن تتكرر؟ وكيف وقف النبي صلى الله عليه وسلم أمام من حاربوه؟ وكيف عالج النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأسباب؟ وكيف أسلمت مكة بعد ذلك؟

كل هذا الكلام له فوائد ضخمة جدًا في بناء أمة الإسلام.

ولماذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة؟ وماذا يكمن وراء اختياره للحبشة ولماذا لم يختار اليمن أوغيرها من البلدان كمصر أو العراق.

ولما أراد الهجرة إلى المدينة لماذا أرسل مصعب بن عمير ليعلم الناس؟

ولماذا اختار مصعب ولم يختر أبا بكر أو عمر أو غيره من الصحابة؟

ولمَ خرج من مكة وذهب يدعو في الطائف؟ لماذا الطائف بالذات؟

كل هذه المواقف والأحدث في تدبرها وتحليلها، والإجابة عليها تساعد على وضع قواعد في غاية الأهمية، وهذا هو المقصود، أن نعرف كيف نبني أمة؟ وكيف نقيم بنيانًا بهذه القواعد كما أقامه النبي صلى الله عليه وسلم؟

ولن نستطيع أن نقيم هذه الأمة إلا إذا قلدنا الرسول صلى الله عليه وسلم في كل موقف من مواقف حياته صلى الله عليه وسلم.

لكن لا بد أن نراعي الظروف التي اختار فيها النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر؛ لنعرف كيف نحاكي فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

وسنبدأ في الحديث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لكنها بداية غير تقليدية فلن نبدأ من الميلاد ولكن بدايتنا من نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم.

ليس معنى ذلك أننا نقلل من حياة النبي صلى الله عليه وسلم التي سبقت الوحي ولكن كما ذكرنا آنفًا أن منظورنا هنا، هو أن نعرف كيف نبني أمة؟

لن نقص حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من الميلاد إلى الممات لكن نستخلص نقاطًا هامة تفيد في بناء الأمة الإسلامية.

الإسلام كدين وطريقة وشرع بدأ على الأرض منذ لحظة نزول الوحي؛ ولذلك سنبدأ في الحديث من هذه النقطة، وهذا لا يمنع أن نرجع في تحليل بعض المواقف من حياته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة إذا كان لها علاقة بالتمهيد للبعثة، ولكن هذا لن يكون بالترتيب المألوف.
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع