إعلانات المنتدى


حرب الأيام الستة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عبد الكريم

مشرف تسجيلات المغرب في الموقع
مشرف تسجيلات الموقع
8 نوفمبر 2006
11,793
299
83
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
(بسم الل)

الى جميع منتدى


أرادها النبي " سلاماً " .. ودعوة إلى الحق .. أرسل رسله إلى الملوك يدعوهم للدخول في الإسلام ..

استجاب من استجاب .. وعاد الرسل جميعهم إلا واحداً كان يحمل رسالة النبي " صلى الله عليه وسلم " إلى ملك الغساسنة .. قتلوه غدراً.

وكان القرار بالانتقام .. ليس من أجل الانتقام ولكن لتأكيد قيمة المواطن عند النبي ..

وتحرك جيش المسملين إلى " مؤتة " .. ليسطر بطولة جديدة في ستة أيام شهدت أسمى معاني التضحية والفداء.


في مؤتة:

حرب الأيام الستة

الغساسنة هي مملكة عربية كانت تدين بالمسيحية أقيمت على حدود الشام لحماية الرومان من العرب وهي مماثلة للشريط الحدودي الذي كان مقاماً بين لبنان واسرائيل ..

حين وصل المبعوث الحارث بن عمير الأسدي ومعه الرسالة التقاه شقيق الملك فسأله: من أنت؟ قال: رسول، قال: وماذا معك؟ قال: معي رسالة، قال له شقيق الملك: لعلك من أصحاب محمد؟.. قال نعم.

كيف عرف شقيق الملك ذلك؟ .. عرفه من نظافته ووسامته .. فالمسلم الأول كان حسن المظهر ، مشرق الطلة، مهيب الطلعة، وليس كما تصوره المسلسلات التلفزيونية كريه المظهر. وحين عرف شقيق ملك الغساسنة أن الحارث بن عمير من أصحاب محمد، اعتقله وربطه وضرب عنقه.





إنقاذ سمعة المسلمين

وحين وصل الخبر إلى النبي " صلى الله عليه وسلم" بأن سفيره قتل، فإذا بالنبي يقول: الصلاة جامعة، فتجمع كل الصحابة في المسجد بعد صلاة العشاء في يوم خميس من العام الثامن للهجرة.

اجتمع الناس فوقف النبي " صلى الله عليه وسلم" وقال: قتل أخوكم رسولي الحارث بن عمير الأسدي، " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتجهز غداً، بعد صلاة الفجر لقتال الغساسنة".

لماذا كان رد الفعل السريع القوي من النبي في ذلك الحدث؟

- النبي صلى الله عليه وسلم " كان يكره الخيانة والغدر، بدليل موقفه من بني قريظة، وموقفه حين أشيع قتل عثمان بن عفان في مكة، كذلك فإن قتل الحارث يحدث مشكلة مع العرب عند إرسال أي مبعوث إليهم، والسكوت على ما جرى للحارث، يجعل الرسالة لا تستطيع الانتشار بعد ذلك، كان لابد من موقف سريع وحازم يسمع به كل سكان الجزيرة.

كذلك قيمة المواطن عند النبي " صلى الله عليه وسلم" كقائد وزعيم، قيمة غالية جداً، الجيش يتحرك لأن مواطناً قتل غدراً، فكيف يكون الانتماء حين يرى الصحابة قيمتهم عند النبي؟ فالإنسان الذي يستشعر أنه غير محترم في وطنه، صعب أن نطالبه بالتضحية في سبيل ذلك الوطن، أما الإنسان الذى يكرمه وطنه فإن جواز سفره يحترم في العالم كله.

عند صلاة الفجر كان هناك جيش من ثلاثة آلاف رجل جاهز للتحرك خارج أسوار المدينة لمواجهة الغساسنة الموالين للروم – القوة العظمى في العالم – الذين يبعدون عن مكة بحوالي ألف كيلو متر. يتفقد النبي الجيش بعد صلاة الجمعة ويقول أين عبد الله بن رواحه؟.. بعد قليل أتى ابن رواحة فسأله: أين كنت يا بن رواحة؟ فقال: يا رسول الله أردت أن أستزيد من الخير فقلت أصلي الجمعة معك ثم أخرج إلى الجيش، فاحمر وجه النبي وقال: لا والله يا بن رواحة ما الفرق بينك وبين من سبقك؟ فقال: الفرق الغدوة يا رسول الله. قال: لا والله الفرق كالبعد بين المشرقين والمغربين. تخيل أن النبي يخاطبك يوم القيامة بهذا الخطاب، ويقول لك: أين كنت عندما غزا المحتل أرض المسلمين. أو عندما قتل الأبرياء الآمنون في بيوتهم؟ يقول ابن رواحة: بكيت وقلت والله لا أجد ما يكفر عن غضب رسول الله إلا أن أموت شهيداً.





غزوة بدون النبي

يتقدم النبي أمام الجيش ويقول:" قائد الجيش زيد بن حارثة فإن قتل فجعفر بن أبي طالب فإن قتل فعبد الله بن رواحة فإن قتل فاختاروا من شئتم".. معنى ذلك أن النبي لن يخرج في هذه الغزوة، لإفساح الطريق لقادة جدد للجيش.

كان خالد بن الوليد يقف في صفوف الجند ويسمع هذا الكلام، لكن النبي اتبع معه أسلوب التربية الهادئة حتى لا يصيبه الغرور لو عينه قائداً للجيش وهو الذي أسلم من فترة وجيزة.

يخرج الجيش، ويأتي أحد اليهود واسمه " فنحص" للنبي " وكان بعض اليهود الذين لم يناصبوا النبي العداء قد بقوا في المدينة"، وكان فنحص دارساً للتوراة، فقال للنبي: يا أبا القاسم عندنا في التوراة أن النبي إذا قال قائد الجيش فلان فإن قتل ففلان، فلابد أن يموت الأول، لأن الأنبياء لا ينطقون عن الهوى، وإن سمى تسعة وتسعين اسماً فلابد أن يموتوا، أليس كذلك في دينكم يا أبا القاسم؟

فسكت النبي "صلى الله عليه وسلم" فذهب اليهودي إلى زيد بن حارثة وقال له: يا زيد اذهب فودع امرأتك و قبل أولادك فلن تراهم بعد اليوم، فإنك إن رأيتهم بعد اليوم فإن نبيك كذاب. قال زيد: والله أشهد أنه رسول الله، ولا أعود ولا أودع ولا أوصي وأتوكل على ربي.

ثم اتجه اليهودي إلى جعفر بن أبي طالب وقال له: اذهب فقبل أولادك وودع امرأتك واكتب وصيتك، فإنك لن تراهم بعد اليوم والله لو رأيتهم بعد اليوم فنبيك كذاب. فإذا بجعفر الذي كان يقف بعيداً عن زيد...

يقول: أشهد أنه رسول الله ولا أعود ولا أودع ولا أوصي وأتوكل على ربي.

فمضى فنحص يعض على يديه ( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً) ويخرج الجيش وتخرج في وداعه نساء المدينة فيقلن:حفظكم الله، نصركم الله، أيدكم الله، ردكم الله صالحين.

فيرد عليهن عبد الله بن رواحة: أما أنا فلا ردني الله، لكني أسأل الرحمن مغفرة وضربة بالرمح تمزق الأحشاء أو الكبد حتى يقولوا إذا مروا على قبري: أرشده الله من غاز وقد رشدا.





المواجهة

يصل جيش المسلمين إلى بلدة اسمها مؤتة، فتأتي إليهم أخبار الغساسنة، أعد الغساسنة جيشاً قوامه مائة ألف رجل لمواجهة جيش المسلمين الذى يضم ثلاثة آلاف رجل فقط، غير أن الغساسنة علموا أن جيوش محمد لا تقهر، فأرسلوا إلى ملك الروم يطلبون مدداً، فأرسل إليهم مائة ألف أخرى من الرجال، فأصبح تعداد جيش الغساسنة مائتي ألف جندي من الغساسنة والروم، منهم 50 ألف فارس، فوقف زيد بن حارثة لإعادة تقييم الموقف، واستشارة من معه من الرجال، فتوصلوا إلى ثلاثة حلول:

1- العودة إلى رسول الله لإخباره بأنهم يواجهون قوة عددها مائتا ألف مقاتل .. لكن الرجال قالوا: ونترك دم أخينا؟ ونعود إلى رسول الله ونقول له: تركنا أمرك؟

2- أن يبعث الجيش إلى رسول الله " صلى الله عليه وسلم" في طلب المدد لكنهم يعرفون أنهم كل المسلمين القادرين على القتال.

3- المواجهة مع العدو ، لكن كيف؟

فخرج لهم عبد الله بن رواحة وقال: يا قوم إن التي تخافون منها الآن لهي التي خرجتم من أجلها – يقصد الشهادة – ووالله لا نقاتل أعداءنا بعدد ولا عدة، ولكن نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فقوموا وتوكلوا على الله. فقالوا: توكلنا على الله، ووضعوا خطة: قرروا التحصن في قرية ضيقة في شرقها زرع وشجر وفي غربها زرع وشجر وفي ظهورهم مساكن فلا يستطيع الغساسنة مواجهة جيش المسلمين إلا من الأمام بنفس عدد المسلمين.







خطة زيد

يدخل زيد بن حارثة قرية مؤتة، عن يمينه زرع وشجر وعن شماله زرع وشجر ومن خلفه البيوت، وفوجىء الرومان والغساسنة بتحصن جيش المسلمين في القرية على هذا النحو، بينما كان جيشهم مصطفاً بواجهة كبيرة، فاضطروا لإعادة ترتيب الجيش على النحو الذي أراده المسلمون في صفوف متعاقبة بواجهة صغيرة، وبهذا عطل زيد بن حارثة جيش الرومان فأصبح ثلاثة آلاف في مواجهة ثلاثة آلاف. لكنهم كانوا يبدلون المقدمة بينما الجيش الإسلامي ثابت. استمرت المعركة ستة أيام وتكون الغلبة للمسلمين.

عدد القتلى في الرومان يفوق عدد القتلى من المسلمين. استشهد من المسلمين 12 رجلاً، وقتل من الرومان بضع مئات، لم يهتز الجيش الإسلامي في حرب الأيام الستة " القديمة". وظل صامداً متفوقاً على القوة العظمى في معركة غير متكافئة.

في اليوم السادس للمعركة يفكر مالك بن رافلة قائد الروم في تغيير خطة جيشه، فيقرر التركيز على حامل راية المسلمين " زيد بن حارثة" ظنا منه أنه لو قتل سيفر الجيش هلعاً. في بداية معركة اليوم السادس قام رماة الرومان جميعاً بالتركيز على زيد بن حارثة، فبدا جسد زيد كالمنخل من كثرة السهام التي أصابته، فما تحرك من مكانه، فلما سقط، ما سقط خطوة للخلف، سقط في مكانه.





دموع النبي

النبي في المدينة كان يروي وقائع الغزوة كأنه موجود تماماً في موقع المعركة .. يقول " صلى الله عليه وسلم": إن الله رفع لي الأرض حتى رأيت معتركهم"..ويقول: أخذ الراية زيد بن حارثة، أراه يقاتل، قتلوه شهيداً، أراه الآن في الجنة. ويتسلم الراية جعفر بن أبي طالب، شقيق علي بن أبي طالب وأكثر الناس شبهاً برسول الله، فتتركز السهام والحراب عليه فعقر فرسه ونزل يقاتل على ساقيه في شجاعة نادرة، فجاء رجل من الرومان فضربه بسيفه، فقطعت يده اليمنى وسقطت الراية، فلم يلتفت ليده والتفت للراية قبل أن تسقط، فأخذها بيسراه، وجاء رجل آخر من الرومان فضربه بسيفه، فقطعت يده اليسرى، وحين وجد الراية تسقط أخذها بين عضديه واحتضنها، وجاء رجل فضربه بسيفه في بطنه فسقط شهيداً.

يقول عبد الله بن عمر: نظرت في صدر جعفر بن أبي طالب فوجدت أكثر من سبعين طعنة فقلبته على ظهره فما وجدت طعنة واحدة، ويقول النبي في المدينة:

أخذ الراية جعفر بن أبي طالب وأراه يقاتل، قطعوا يده اليمنى فأخذ الراية بيده اليسرى قطعوا يده اليسرى، فأخذ الراية بين عضديه، قتلوه أراه الآن في الجنة يطير بجناحين من ياقوت، أبدله الله بذراعيه جناحين من ياقوت .. أراه الآن يسرح في الجنة حيث يشاء. يشرب من أنهارها ويأكل من ثمارها، يقولون فنظرنا إلى عيني النبي فإذا هما تذرفان بالدموع حتى ابتلت لحيته.







سر فرحة المهاجرين

سقطت الراية فتلقفها ابن رواحة يقول النبي:

فأخذ الراية عبد الله بن رواحة، فتلكأ هنية ثم شجع نفسه بأبيات من الشعر:"

أقسمت يا نفس لتنزلن أو لتكرهن مالي أراك تكرهين الجنة

يا نفس إن لا تقتلي تموتي هذا حمام الموت قد صليت

و ما تمنيت فقد أعطيت إن تفعلي فعلهما هديت



ثم أخذ الراية بيده وقال" يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها".

ودخل في أتون المعركة يقاتل فجاءه ابن عمه بقطعة مشوية من اللحم، وقال له: تقوّ يا بن رواحة، فنظر إليها والتهم منها قطعة، ثم قال: ما هذا يا بن رواحة أمازلت في الدنيا؟ والله ما ينبغي لك إلا أن تكون مع أصحابك ليتحقق وعد نبيك. يقاتل عبد الله ببسالة ويموت شهيداً.

والنبي من المدينة يقول لمن معه: أخذ الراية ابن رواحة أراه يقاتل في سبيل الله، فقتلوه أراه الآن في الجنة.

وفرح الأنصار لأن الشهيدين الأول والثاني كانا من المهاجرين.

ويتحدث النبي عن الشهداء الثلاثة في الجنة فيقول: أرى زيد بن حارثة على سرير من ذهب في الجنة، وأرى بجواره جعفر بن أبي طالب على سرير من ذهب في الجنة، وأرى بجوارهما عبد الله بن رواحة على سرير من ذهب في الجنة، غير أن في سرير بن رواحة ازوراراً عن سريري صاحبيه، فقالوا: لم يا رسول الله؟

فقال: تلكأ هنيهة.





خطة الانسحاب

سقطت الراية باستشهاد ابن رواحة، فيجيء ثابت بن الأقرم " من صحابة بدر " فيأخذ الراية ويرفعها وينادي: يا أبا سليمان" خالد بن الوليد" قال: خذ الراية، فقال خالد: أنت أحق بها يا ثابت، أنت رجل شهدت بدراً، وأنا كنت عدواً لكم يوم بدر، فقال ثابت: يا خالد أنت أولى بها مني، فأخذ خالد بن الوليد الراية، يقول خالد: والله تكسر في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف في اليوم السادس.

وكانت الحرب تبدأ في الفجر وتستمر حتى المغرب، عند المغرب أخذ خالد الجيش وقال لهم: إن هذه المعركة لا تنتهي بنصر، قالوا: نعم، قالوا: فماذا ترى؟قال: أرى أن ننسحب. وعملوا شورى أقرت بالانسحاب، فقال خالد: لا نستطيع أن ننسحب! فنحن إذا انسحبنا وخرجنا إلى الصحراء أبادونا. قالوا: وماذا نفعل؟.. قال ننسحب دون أن يتبعونا. وقرر خالد تحطيم الروح المعنوية للرومان، فوضع خطة تدرس حتى الآن في المدارس العسكرية في أوروبا، أعظم خطة أنسحاب في التاريخ.



الجيش يتكون من ميمنة وميسرة ومقدمة ومؤخرة وسقى. الميمنة تحل محل الميسرة، والميسرة ميمنة،والمقدمة ترجع مؤخرة، والمؤخرة تأتى مقدمة، وكل الجيش يغتسل ويستحم وينظف ثيابه، والرايات تطلى بألوان جديدة وتكتب عليها عبارات جديدة.تقوم خطة الخداع الاستراتيجي على إيهام العدو بأن جيشاً جديداً وصل إلى أرض المعركة، ثم أتى بثلاثمائة من الفرسان لإثارة الغبار عند بدء المعركة، ويقول لهم، كلما ارتفع الغبار زدتم عند الله ثواباً. وقسم الفرسان إلى 6 فصائل، تنقض الفصيلة الأولى مع خالد على العدو، بينما الجيش كله يعلو صوته بالتكبير، ويدخل الفرسان تباعاً، وعندما تدخل آخر فصائل الفرسان لتلتحم مع خالد، يقول: يا عباد الله توكلوا على الله، ويستمر الهجوم على الروم هكذا لإثارة الرعب فيهم والارتباك.

ثم يقول خالد: يا عباد الله عودوا فتنسحب الفصائل تدريجياً، السادسة ثم الخامسة وهكذا حتى ينسحب الجيش كله، عندئذ لن يلاحق الروم جيش المسلمين.

النبي في المدينة يقول: أخذ الراية سيف من سيوف الله يفتح الله على يديه. في صباح اليوم التالي أرسل جيش الروم إلى مالك بن رفلة يخبرونه بأن جيشاً جديداً للمسلمين في أرض المعركة، وأن الجيش القديم يستريح، في هذه الهجمة مات ثلاثمائة من الروم، فانهارت روحهم المعنوية تماماً واستمر الانسحاب والروم يتابعونهم، فقال قادة الروم لجنودهم: لا تتبعونهم لأنهم يجرونكم إلى كمين.



فبقي الروم في أماكنهم، واقترب خالد من العودة بجيشه، بينما الروم ينتظرون الكمين. يدخل خالد المدينة، فتخرج النساء لاستقبال الجيش المظفر المنتصر بالطوب والحجارة!

كن يهتفن يا فرار يا فرار، ظناً منهن أن الجيش فر من أرض المعركة،" أفررتم في سبيل الله؟". فيخرج النبي صلى الله عليه وسلم" ويفتح يديه للجيش، ويقول لا ..لا .. ليسوا فراراً، بل هم الكرار إن شاء الله، ثم ينظر إلى خالد بن الوليد ويقول له: يا خالد أنت سيف من سيوف الله.

ويهرع النبي " صلى الله عليه وسلم " إلى بيت جعفر بن أبي طالب ويحضن أولاده الثلاثة، فيبكي ابنه الأكبر عبد الله، فيقول له النبي: لا تبك يا بني فإن أباك يطير الآن مع الملائكة في السماء، يقولون: فعلمنا النبي كلما رأينا أبناء جعفر نقول: مرحبا بأبناء ذي الجناحين.

ثم أخذ الثلاثة وحملهم وخرج بهم إلى المسلمين وقال: من يكفل أولاد جعفر؟ فرفع ثلاثة أيديهم: أنا يا رسول الله.

يقول الراوي: والثلاثة أفقر من بعضهم البعض، وانتهت غزوة مؤتة.


الى :x3: بن تاشفين
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

الداعي للخير

عضو موقوف
1 يناير 2007
8,231
10
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد رفعت
مشاركة: حرب الأيام الستة

(بسم الل)


:x18:
 

محمد الجنابي

عضو شرف
عضو شرف
9 فبراير 2007
15,361
18
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: حرب الأيام الستة

بارك الله فيك اخى الحبيب واسال الله ان يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتك
 

الداعي للخير

عضو موقوف
1 يناير 2007
8,231
10
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد رفعت
رد: حرب الأيام الستة

(بسم الل)

t7 الى جميع منتدى


أرادها النبي " سلاماً " .. ودعوة إلى الحق .. أرسل رسله إلى الملوك يدعوهم للدخول في الإسلام ..

استجاب من استجاب .. وعاد الرسل جميعهم إلا واحداً كان يحمل رسالة النبي " صلى الله عليه وسلم " إلى ملك الغساسنة .. قتلوه غدراً.

وكان القرار بالانتقام .. ليس من أجل الانتقام ولكن لتأكيد قيمة المواطن عند النبي ..

وتحرك جيش المسملين إلى " مؤتة " .. ليسطر بطولة جديدة في ستة أيام شهدت أسمى معاني التضحية والفداء.


في مؤتة:

حرب الأيام الستة

الغساسنة هي مملكة عربية كانت تدين بالمسيحية أقيمت على حدود الشام لحماية الرومان من العرب وهي مماثلة للشريط الحدودي الذي كان مقاماً بين لبنان واسرائيل ..

حين وصل المبعوث الحارث بن عمير الأسدي ومعه الرسالة التقاه شقيق الملك فسأله: من أنت؟ قال: رسول، قال: وماذا معك؟ قال: معي رسالة، قال له شقيق الملك: لعلك من أصحاب محمد؟.. قال نعم.

كيف عرف شقيق الملك ذلك؟ .. عرفه من نظافته ووسامته .. فالمسلم الأول كان حسن المظهر ، مشرق الطلة، مهيب الطلعة، وليس كما تصوره المسلسلات التلفزيونية كريه المظهر. وحين عرف شقيق ملك الغساسنة أن الحارث بن عمير من أصحاب محمد، اعتقله وربطه وضرب عنقه.





إنقاذ سمعة المسلمين

وحين وصل الخبر إلى النبي " صلى الله عليه وسلم" بأن سفيره قتل، فإذا بالنبي يقول: الصلاة جامعة، فتجمع كل الصحابة في المسجد بعد صلاة العشاء في يوم خميس من العام الثامن للهجرة.

اجتمع الناس فوقف النبي " صلى الله عليه وسلم" وقال: قتل أخوكم رسولي الحارث بن عمير الأسدي، " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتجهز غداً، بعد صلاة الفجر لقتال الغساسنة".

لماذا كان رد الفعل السريع القوي من النبي في ذلك الحدث؟

- النبي صلى الله عليه وسلم " كان يكره الخيانة والغدر، بدليل موقفه من بني قريظة، وموقفه حين أشيع قتل عثمان بن عفان في مكة، كذلك فإن قتل الحارث يحدث مشكلة مع العرب عند إرسال أي مبعوث إليهم، والسكوت على ما جرى للحارث، يجعل الرسالة لا تستطيع الانتشار بعد ذلك، كان لابد من موقف سريع وحازم يسمع به كل سكان الجزيرة.

كذلك قيمة المواطن عند النبي " صلى الله عليه وسلم" كقائد وزعيم، قيمة غالية جداً، الجيش يتحرك لأن مواطناً قتل غدراً، فكيف يكون الانتماء حين يرى الصحابة قيمتهم عند النبي؟ فالإنسان الذي يستشعر أنه غير محترم في وطنه، صعب أن نطالبه بالتضحية في سبيل ذلك الوطن، أما الإنسان الذى يكرمه وطنه فإن جواز سفره يحترم في العالم كله.

عند صلاة الفجر كان هناك جيش من ثلاثة آلاف رجل جاهز للتحرك خارج أسوار المدينة لمواجهة الغساسنة الموالين للروم – القوة العظمى في العالم – الذين يبعدون عن مكة بحوالي ألف كيلو متر. يتفقد النبي الجيش بعد صلاة الجمعة ويقول أين عبد الله بن رواحه؟.. بعد قليل أتى ابن رواحة فسأله: أين كنت يا بن رواحة؟ فقال: يا رسول الله أردت أن أستزيد من الخير فقلت أصلي الجمعة معك ثم أخرج إلى الجيش، فاحمر وجه النبي وقال: لا والله يا بن رواحة ما الفرق بينك وبين من سبقك؟ فقال: الفرق الغدوة يا رسول الله. قال: لا والله الفرق كالبعد بين المشرقين والمغربين. تخيل أن النبي يخاطبك يوم القيامة بهذا الخطاب، ويقول لك: أين كنت عندما غزا المحتل أرض المسلمين. أو عندما قتل الأبرياء الآمنون في بيوتهم؟ يقول ابن رواحة: بكيت وقلت والله لا أجد ما يكفر عن غضب رسول الله إلا أن أموت شهيداً.





غزوة بدون النبي

يتقدم النبي أمام الجيش ويقول:" قائد الجيش زيد بن حارثة فإن قتل فجعفر بن أبي طالب فإن قتل فعبد الله بن رواحة فإن قتل فاختاروا من شئتم".. معنى ذلك أن النبي لن يخرج في هذه الغزوة، لإفساح الطريق لقادة جدد للجيش.

كان خالد بن الوليد يقف في صفوف الجند ويسمع هذا الكلام، لكن النبي اتبع معه أسلوب التربية الهادئة حتى لا يصيبه الغرور لو عينه قائداً للجيش وهو الذي أسلم من فترة وجيزة.

يخرج الجيش، ويأتي أحد اليهود واسمه " فنحص" للنبي " وكان بعض اليهود الذين لم يناصبوا النبي العداء قد بقوا في المدينة"، وكان فنحص دارساً للتوراة، فقال للنبي: يا أبا القاسم عندنا في التوراة أن النبي إذا قال قائد الجيش فلان فإن قتل ففلان، فلابد أن يموت الأول، لأن الأنبياء لا ينطقون عن الهوى، وإن سمى تسعة وتسعين اسماً فلابد أن يموتوا، أليس كذلك في دينكم يا أبا القاسم؟

فسكت النبي "صلى الله عليه وسلم" فذهب اليهودي إلى زيد بن حارثة وقال له: يا زيد اذهب فودع امرأتك و قبل أولادك فلن تراهم بعد اليوم، فإنك إن رأيتهم بعد اليوم فإن نبيك كذاب. قال زيد: والله أشهد أنه رسول الله، ولا أعود ولا أودع ولا أوصي وأتوكل على ربي.

ثم اتجه اليهودي إلى جعفر بن أبي طالب وقال له: اذهب فقبل أولادك وودع امرأتك واكتب وصيتك، فإنك لن تراهم بعد اليوم والله لو رأيتهم بعد اليوم فنبيك كذاب. فإذا بجعفر الذي كان يقف بعيداً عن زيد...

يقول: أشهد أنه رسول الله ولا أعود ولا أودع ولا أوصي وأتوكل على ربي.

فمضى فنحص يعض على يديه ( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً) ويخرج الجيش وتخرج في وداعه نساء المدينة فيقلن:حفظكم الله، نصركم الله، أيدكم الله، ردكم الله صالحين.

فيرد عليهن عبد الله بن رواحة: أما أنا فلا ردني الله، لكني أسأل الرحمن مغفرة وضربة بالرمح تمزق الأحشاء أو الكبد حتى يقولوا إذا مروا على قبري: أرشده الله من غاز وقد رشدا.





المواجهة

يصل جيش المسلمين إلى بلدة اسمها مؤتة، فتأتي إليهم أخبار الغساسنة، أعد الغساسنة جيشاً قوامه مائة ألف رجل لمواجهة جيش المسلمين الذى يضم ثلاثة آلاف رجل فقط، غير أن الغساسنة علموا أن جيوش محمد لا تقهر، فأرسلوا إلى ملك الروم يطلبون مدداً، فأرسل إليهم مائة ألف أخرى من الرجال، فأصبح تعداد جيش الغساسنة مائتي ألف جندي من الغساسنة والروم، منهم 50 ألف فارس، فوقف زيد بن حارثة لإعادة تقييم الموقف، واستشارة من معه من الرجال، فتوصلوا إلى ثلاثة حلول:

1- العودة إلى رسول الله لإخباره بأنهم يواجهون قوة عددها مائتا ألف مقاتل .. لكن الرجال قالوا: ونترك دم أخينا؟ ونعود إلى رسول الله ونقول له: تركنا أمرك؟

2- أن يبعث الجيش إلى رسول الله " صلى الله عليه وسلم" في طلب المدد لكنهم يعرفون أنهم كل المسلمين القادرين على القتال.

3- المواجهة مع العدو ، لكن كيف؟

فخرج لهم عبد الله بن رواحة وقال: يا قوم إن التي تخافون منها الآن لهي التي خرجتم من أجلها – يقصد الشهادة – ووالله لا نقاتل أعداءنا بعدد ولا عدة، ولكن نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فقوموا وتوكلوا على الله. فقالوا: توكلنا على الله، ووضعوا خطة: قرروا التحصن في قرية ضيقة في شرقها زرع وشجر وفي غربها زرع وشجر وفي ظهورهم مساكن فلا يستطيع الغساسنة مواجهة جيش المسلمين إلا من الأمام بنفس عدد المسلمين.







خطة زيد

يدخل زيد بن حارثة قرية مؤتة، عن يمينه زرع وشجر وعن شماله زرع وشجر ومن خلفه البيوت، وفوجىء الرومان والغساسنة بتحصن جيش المسلمين في القرية على هذا النحو، بينما كان جيشهم مصطفاً بواجهة كبيرة، فاضطروا لإعادة ترتيب الجيش على النحو الذي أراده المسلمون في صفوف متعاقبة بواجهة صغيرة، وبهذا عطل زيد بن حارثة جيش الرومان فأصبح ثلاثة آلاف في مواجهة ثلاثة آلاف. لكنهم كانوا يبدلون المقدمة بينما الجيش الإسلامي ثابت. استمرت المعركة ستة أيام وتكون الغلبة للمسلمين.

عدد القتلى في الرومان يفوق عدد القتلى من المسلمين. استشهد من المسلمين 12 رجلاً، وقتل من الرومان بضع مئات، لم يهتز الجيش الإسلامي في حرب الأيام الستة " القديمة". وظل صامداً متفوقاً على القوة العظمى في معركة غير متكافئة.

في اليوم السادس للمعركة يفكر مالك بن رافلة قائد الروم في تغيير خطة جيشه، فيقرر التركيز على حامل راية المسلمين " زيد بن حارثة" ظنا منه أنه لو قتل سيفر الجيش هلعاً. في بداية معركة اليوم السادس قام رماة الرومان جميعاً بالتركيز على زيد بن حارثة، فبدا جسد زيد كالمنخل من كثرة السهام التي أصابته، فما تحرك من مكانه، فلما سقط، ما سقط خطوة للخلف، سقط في مكانه.





دموع النبي

النبي في المدينة كان يروي وقائع الغزوة كأنه موجود تماماً في موقع المعركة .. يقول " صلى الله عليه وسلم": إن الله رفع لي الأرض حتى رأيت معتركهم"..ويقول: أخذ الراية زيد بن حارثة، أراه يقاتل، قتلوه شهيداً، أراه الآن في الجنة. ويتسلم الراية جعفر بن أبي طالب، شقيق علي بن أبي طالب وأكثر الناس شبهاً برسول الله، فتتركز السهام والحراب عليه فعقر فرسه ونزل يقاتل على ساقيه في شجاعة نادرة، فجاء رجل من الرومان فضربه بسيفه، فقطعت يده اليمنى وسقطت الراية، فلم يلتفت ليده والتفت للراية قبل أن تسقط، فأخذها بيسراه، وجاء رجل آخر من الرومان فضربه بسيفه، فقطعت يده اليسرى، وحين وجد الراية تسقط أخذها بين عضديه واحتضنها، وجاء رجل فضربه بسيفه في بطنه فسقط شهيداً.

يقول عبد الله بن عمر: نظرت في صدر جعفر بن أبي طالب فوجدت أكثر من سبعين طعنة فقلبته على ظهره فما وجدت طعنة واحدة، ويقول النبي في المدينة:

أخذ الراية جعفر بن أبي طالب وأراه يقاتل، قطعوا يده اليمنى فأخذ الراية بيده اليسرى قطعوا يده اليسرى، فأخذ الراية بين عضديه، قتلوه أراه الآن في الجنة يطير بجناحين من ياقوت، أبدله الله بذراعيه جناحين من ياقوت .. أراه الآن يسرح في الجنة حيث يشاء. يشرب من أنهارها ويأكل من ثمارها، يقولون فنظرنا إلى عيني النبي فإذا هما تذرفان بالدموع حتى ابتلت لحيته.







سر فرحة المهاجرين

سقطت الراية فتلقفها ابن رواحة يقول النبي:

فأخذ الراية عبد الله بن رواحة، فتلكأ هنية ثم شجع نفسه بأبيات من الشعر:"

أقسمت يا نفس لتنزلن أو لتكرهن مالي أراك تكرهين الجنة

يا نفس إن لا تقتلي تموتي هذا حمام الموت قد صليت

و ما تمنيت فقد أعطيت إن تفعلي فعلهما هديت



ثم أخذ الراية بيده وقال" يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها".

ودخل في أتون المعركة يقاتل فجاءه ابن عمه بقطعة مشوية من اللحم، وقال له: تقوّ يا بن رواحة، فنظر إليها والتهم منها قطعة، ثم قال: ما هذا يا بن رواحة أمازلت في الدنيا؟ والله ما ينبغي لك إلا أن تكون مع أصحابك ليتحقق وعد نبيك. يقاتل عبد الله ببسالة ويموت شهيداً.

والنبي من المدينة يقول لمن معه: أخذ الراية ابن رواحة أراه يقاتل في سبيل الله، فقتلوه أراه الآن في الجنة.

وفرح الأنصار لأن الشهيدين الأول والثاني كانا من المهاجرين.

ويتحدث النبي عن الشهداء الثلاثة في الجنة فيقول: أرى زيد بن حارثة على سرير من ذهب في الجنة، وأرى بجواره جعفر بن أبي طالب على سرير من ذهب في الجنة، وأرى بجوارهما عبد الله بن رواحة على سرير من ذهب في الجنة، غير أن في سرير بن رواحة ازوراراً عن سريري صاحبيه، فقالوا: لم يا رسول الله؟

فقال: تلكأ هنيهة.





خطة الانسحاب

سقطت الراية باستشهاد ابن رواحة، فيجيء ثابت بن الأقرم " من صحابة بدر " فيأخذ الراية ويرفعها وينادي: يا أبا سليمان" خالد بن الوليد" قال: خذ الراية، فقال خالد: أنت أحق بها يا ثابت، أنت رجل شهدت بدراً، وأنا كنت عدواً لكم يوم بدر، فقال ثابت: يا خالد أنت أولى بها مني، فأخذ خالد بن الوليد الراية، يقول خالد: والله تكسر في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف في اليوم السادس.

وكانت الحرب تبدأ في الفجر وتستمر حتى المغرب، عند المغرب أخذ خالد الجيش وقال لهم: إن هذه المعركة لا تنتهي بنصر، قالوا: نعم، قالوا: فماذا ترى؟قال: أرى أن ننسحب. وعملوا شورى أقرت بالانسحاب، فقال خالد: لا نستطيع أن ننسحب! فنحن إذا انسحبنا وخرجنا إلى الصحراء أبادونا. قالوا: وماذا نفعل؟.. قال ننسحب دون أن يتبعونا. وقرر خالد تحطيم الروح المعنوية للرومان، فوضع خطة تدرس حتى الآن في المدارس العسكرية في أوروبا، أعظم خطة أنسحاب في التاريخ.



الجيش يتكون من ميمنة وميسرة ومقدمة ومؤخرة وسقى. الميمنة تحل محل الميسرة، والميسرة ميمنة،والمقدمة ترجع مؤخرة، والمؤخرة تأتى مقدمة، وكل الجيش يغتسل ويستحم وينظف ثيابه، والرايات تطلى بألوان جديدة وتكتب عليها عبارات جديدة.تقوم خطة الخداع الاستراتيجي على إيهام العدو بأن جيشاً جديداً وصل إلى أرض المعركة، ثم أتى بثلاثمائة من الفرسان لإثارة الغبار عند بدء المعركة، ويقول لهم، كلما ارتفع الغبار زدتم عند الله ثواباً. وقسم الفرسان إلى 6 فصائل، تنقض الفصيلة الأولى مع خالد على العدو، بينما الجيش كله يعلو صوته بالتكبير، ويدخل الفرسان تباعاً، وعندما تدخل آخر فصائل الفرسان لتلتحم مع خالد، يقول: يا عباد الله توكلوا على الله، ويستمر الهجوم على الروم هكذا لإثارة الرعب فيهم والارتباك.

ثم يقول خالد: يا عباد الله عودوا فتنسحب الفصائل تدريجياً، السادسة ثم الخامسة وهكذا حتى ينسحب الجيش كله، عندئذ لن يلاحق الروم جيش المسلمين.

النبي في المدينة يقول: أخذ الراية سيف من سيوف الله يفتح الله على يديه. في صباح اليوم التالي أرسل جيش الروم إلى مالك بن رفلة يخبرونه بأن جيشاً جديداً للمسلمين في أرض المعركة، وأن الجيش القديم يستريح، في هذه الهجمة مات ثلاثمائة من الروم، فانهارت روحهم المعنوية تماماً واستمر الانسحاب والروم يتابعونهم، فقال قادة الروم لجنودهم: لا تتبعونهم لأنهم يجرونكم إلى كمين.



فبقي الروم في أماكنهم، واقترب خالد من العودة بجيشه، بينما الروم ينتظرون الكمين. يدخل خالد المدينة، فتخرج النساء لاستقبال الجيش المظفر المنتصر بالطوب والحجارة!

كن يهتفن يا فرار يا فرار، ظناً منهن أن الجيش فر من أرض المعركة،" أفررتم في سبيل الله؟". فيخرج النبي صلى الله عليه وسلم" ويفتح يديه للجيش، ويقول لا ..لا .. ليسوا فراراً، بل هم الكرار إن شاء الله، ثم ينظر إلى خالد بن الوليد ويقول له: يا خالد أنت سيف من سيوف الله.

ويهرع النبي " صلى الله عليه وسلم " إلى بيت جعفر بن أبي طالب ويحضن أولاده الثلاثة، فيبكي ابنه الأكبر عبد الله، فيقول له النبي: لا تبك يا بني فإن أباك يطير الآن مع الملائكة في السماء، يقولون: فعلمنا النبي كلما رأينا أبناء جعفر نقول: مرحبا بأبناء ذي الجناحين.

ثم أخذ الثلاثة وحملهم وخرج بهم إلى المسلمين وقال: من يكفل أولاد جعفر؟ فرفع ثلاثة أيديهم: أنا يا رسول الله.

يقول الراوي: والثلاثة أفقر من بعضهم البعض، وانتهت غزوة مؤتة.


t7 الى :x3: بن تاشفين

جزاك الله خيرا
 

ben_tachfine

مزمار داوُدي
13 ديسمبر 2005
3,858
9
38
الجنس
ذكر
رد: حرب الأيام الستة

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرا أخونا محب القزابري على ما تقدمه من مواضيع مميزة..

هذه من البطولات التي سطرها الصحابة رضوان الله عليهم في التاريخ، و مهما كثرت الغزوات، إلا أن غزوة مؤتة تبقى من أكثر الغزوات شهرة، أو بالأحرى السرايا.. لعدم مشاركة النبي صلى الله عليه و سلم فيها..

و الله الموفق
 

ابن ماجة

مشرف سابق
22 أغسطس 2006
15,601
1,319
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حرب الأيام الستة

بسم الله الرحمن الرحيم

حياك الله أخي عبد الكريم ويسر أمورك للخير
حشرنا الله وإياكم في زمرة أولئك الأخيار
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: حرب الأيام الستة

جزاك الله كل الخير أخي عبد الكريم
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع