إعلانات المنتدى


رسالة الي سيف الله المسلول

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

احمد امام المصري

عضو كالشعلة
18 أغسطس 2010
396
9
0
الجنس
ذكر
رسالة إلى سيف الله المسلول ، خالد بن الوليد-رضي الله تعالى عنه-

بقلم الدكتور عبد الرحمن العشماوي حفظه الله




أبا سليمان .. ما ألغيتُ ذاكرتي ** ولا أضعتُ أمام الخَطْب ميزاني

مضيت نحوك ، والآلام ثائرة ** أسير منها على أكتاف بركان

أتيت أبحث عن ذكرى فمعذرة ** إذا بثثتُـك ما يُخفيه وجداني

أبا سليمان .. عين المجد ترمقنا ** بنظرة الخائف المستوحش العاني

على جوادك مد المجد قامته ** وحدُّ سيفك أدمى كل خَوَّان

بين العراق وبين الشام خارطة ** رسمتًـها بحسام القائد الباني

وكنت رمز الولاء الحر ما لعبت ** كفاك – حين قضى القاضي – بنيران

أبا سليمان .. فينا من يحذرنا ** بألف دعوى ويرمينا ببهتان

فينا الذين ارتموا في حضن مغتصب ** فما جنوا غير تبكيت وخسران

نغزوا فضاء الهوى والليل متكِئٌ ** على أريكته ، والجرح جرحان

ويجلب الماء من بئر معطلة ** ونطلب الخبز من تنور جوعان

يفنى رنين القوافي في حناجرنا ** كأنما قومنا من غير آذان

إن كان في سيفك البتار من رهق ** فاضرب به رأس فرعون وهامان

وابعث إلينا به ، فالقوم قد عجزوا ** عن صد باغ وعن إحباط عدوان

هنا سمعتُ صدى صوتٍ وحَمحمةٍ ** وفارساً من وراء الأفق ناداني

يا داعياً وغبار الحزن يحجُبه ** عني ، نداؤك أرضاني وأشقاني

سيفي به رهق لكنه رهق ** في نصرة الحق لا في نَصر طغيان

والله لو صنعوا لي من مبادئهم ** تاجا يزيد به في الأرض سلطاني

لما رضيت لدين الله من بدل ** ولا منحت لغير الله إذعاني

إني رحلت على درب اليقين ** ولم أترك سبيلاً إلى قلبي لشيطان

كسوتُ نفسي من الإيمان ثوب رضا ** به تسامَـيْتُ عن ظلم وكفران

فلتسأل البيد عن معنى الخضوع إذا ** جعلتها في سبيل الله ميداني

يشدو جوادي بألحان الصعود لها ** فيصبح الرمل فيها حب رمان

ولتسأل السيف عن طعم الرقاب إذا ** أفرغت في حده عزمي وإيماني

يطيعني في سبيل الله أجعله ** حدا، ويعلن خوف الظلم عصياني

يستنكر الغمد سيفي حين تصبغه **عند النزال دماء المعتدي الجاني

ما ردد المجد في مسراه أغنية ** إلا وغنى بها لحني وحياني

أبا سليمان كف الشوق تعزفني ** عزفاً تردده أفواه ألحاني

أسعى إلى الخير سعي الصالحين ** فما ألقى من الناس إلا كل نكران

كم صاحب صار في أحضان رغبته ** مثل السجين يناجي عطف سجان

أسكنته من فؤادي منزلاً وسطاً ** وكنت أحسبه من خير أعواني

حتى إذا دارت الأيام دورتها أحسست ** أني منحت الصخر إحساني

أبا سليمان .. قلبي لا يطاوعني ** على تجاهل أحبابي وإخواني

إذا اشتكى مسلم في الهند أرقني ** وإن بكى مسلم في الصين أبكاني

ومصر ريحانتي والشام نرجستي ** وفي الجزيرة تاريخي وعنواني

ويسمع اليَمنُ المحبوب أغنيتي ** فيستريح إلى شدويوأوزاني

ويسكنُ المسجدُ الأقصى وقبتُـهُ ** في حبةِ القلبِ أرعـاهُ ويرعـاني

أرى بخـارى بلادي وهي نائيـةٌ ** وأستريحُ إلى ذكرى خـراسـان

شـريعـةُ الله لمـّت شملنا وبنت ** لنـا معالم إحسان و إيمـان
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: رسالة الي سيف الله المسلول


قصيدة رائعة للشاعر القدير دكتور عبد الرحمن العشماوى
حفظه الله وجزاه خير الجزاء
وما أحوجنا إلى خالد بن الوليد رضى الله عنه
جزاك ربى خيرًا أخى أحمد وبارك فيك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع