- 7 ديسمبر 2009
- 9,545
- 155
- 0
- الجنس
- ذكر
الإخفاء الحقيقي وست ملاحظات للمختصين
الإخفاء لغة : السَّتْرُ.
واصطلاحاً : النُّطْقُ بِحَرْفٍ بَيْنَ الإظْهَارِ والإدْغَامِ عَارٍ عَنِ التَّشْدِيدِ , مَعَ بَقَاءِ الغُنَّةِ في الحرْف الأوَّل , وهو النون الساكنة والتنوين , وهو كما قال الحافظ ابن الجزري : (( حال بين الإظهار والإدغام ))
وحروفه مجموعة في أوائِل هَذا البيت للشيخ الجمزوري :
صِفْ ذَا ثَنَا كمْ جَادَ شخصٌ قدْ سَمَا ***** دُمْ طيبا زِدْ فِي تُقى ضَعْ ظَالِمًا.
وكما هو واضح فإن حروف الإخفاء هي بقية حروف اللغة العربية ما عدا حروف الإظهار الحلقي , والإدغام , والإقلاب , وعددها خمسة عشر حرفاً .
وعليه : فإذا جاءت النون الساكنة من كلمة أو من كلمتين , أو بعد التنوين أحد هذه الحروف الخمسة عشرة وجب إخفاء النون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف ويسمى إخفاء حقيقياً , لأن الإخفاء فيها أبين من غيرهما , وهو حكم مجمع عليه عند القراء. وقد اصطلح القراء على تسميته بذلك تمييزاً له عن الإخفاء الشفوي على ما سيأتي .
الأمثلة :
الصَّادُ : قوله تعالى : ( مِّن صَدَقَةٍ ) , ( قًاعاً صَفْصَفًا ).
الذَّالُ : قوله تعالى : ( مَّن ذَا الَّذِي ) , ( عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ).
الثَّاءُ : قوله تعالى : ( مَّنثُورًا ) , ( شَهِيداً ثُمَّ ).
الكَاف ُ: قوله تعالى : ( فَمَن كَانَ ) , ( كِتَابٌ كَرِيمٌ ).
الجِيمُ : قوله تعالى : ( مَن جَآءَ ) , ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ).
الشِّينُ : قوله تعالى : ( مِن شَرِّ ) , ( جَبَّاراً شَقِيًّا ).
القَافُ : قوله تعالى : ( مِّن قَبْلِ ) , ( عَذَابٌ قَرِيبٌ ) .
السِّينُ : قوله تعالى : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم ) , ( قَوْلاً سَدِيدًا ).
الدّالُ : قوله تعالى : ( مِّن دَارِهِمْ ) , ( وَكَأْساً دِهَاقًا ) .
الطَّاءُ : قوله تعالى : ( انطَلِقُوا ) , ( حَلاَلاً طَيِّبًا ) .
الزَّايُ : قوله تعالى : ( مَآ أَنزَلَ ) , ( نَفْساً زَكِيَّةً ) .
الفَاءُ : قوله تعالى : ( مِن فِضَّةٍ ) , ( عَاقِراً فَهَبْ ) .
التَّاءُ : قوله تعالى : ( مَن تَكُونُ ) , ( جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ) .
الضَّادُ : قوله تعالى : ( وَمَن ضَلَّ ) , ( قَوْاماً ضآلِّينَ ) .
الظَّاءُ : قوله تعالى : ( مِّن ظَهِيرٍ ) , (ظِلاً ظَلِيلاً ).
ست ملاحظات حول الإخفاء :
الملاحظة الأولى :
كثير من الناس عند نطقهم بالإخفاء يُلْصِقون اللسان بأصول الثنايا ثم يَغُنُّون , وهذا خطأ ويسمى إظهاراً بغُنَّة.
الملاحظة الثانية :
تجبُ مجافَاةُ اللسان قليلاً عن مخرج النون عند الإخفاء وتتفاوت هذه المجافاةُ بينَ حَرْفٍ وآخر , ويُعرف هذا التفاوُتُ من نُطْقِ المشايخ المتقنين. وينبغي أن يوضع اللسان عند مخرج حَرْفِ الإخفاء متجافياً عنه قليلاً خشية الإظهار , ثم يترك المجال لغُنَّة النون لتخرج من الأنف , وليحْذَرِ القارىء من المبالغة في تجافي اللسان أو المبالغة في إلصاقه , فإن الإخفاء حالة بين الإدغام والإظهار , والإدغامُ شَديدُ التَّجافي , والإظْهَارُ شَديدُ الالتِصَاقِ.
الملاحظة الثالثة :
إن الْغُنَّة تَتْبَعُ الحرْف الذي بعدها تَرْقِيقاً وتَفْخِيماً : فالغُنَّة في مثل : ( مِن دِيَارِهِمْ) مرققة , بينما هي في مثل: ( مِّن قَرْن ) مفخمة ,
والفرق في النطق واضحٌ , ووَضْعُ اللسان مختلِفٌ , كما أن هيئة الشفتين مختلفة أيضاً , فَتَنَبَّهْ. والحرُوفُ التي تفخم لأجلها الغُنَّة هي الصاد , والضاد , والظاء , والطاء , والقاف , وقد سبقت الأمثلة , قال صاحب السلسبيل الشافي :
وفَخِّمِ الغُنَّةَ إن تلاها ***** حُرُوفُ الاسْتِعْلاءِ لا سِوَاهَا.
الملاحظة الرابعة :
بعض الناسِ يخرج غُنَّة الإخفاء من الفم كاملة , فيتولد بسبب ذلك حرف مد ممطوط , مثل : ( من شَيْءٍ ) , فيلفظونها هكذا ( مِيْيْشَيْءٍ ).
الملاحظة الخامسة :
ينبغي أن يَتَنَبَّهَ القارىءُ إلى أن الغُنَّةَ في الإخفاء إنما تكون في النون أو التنوين وأما حرف الإخفاء فلا ينبغي أن تَنْسَحِبَ الغُنَّة عليه , وخاصة عند الذال في مثل ( مَن ذَا الَّذي ) ,
ولا سيما إذا جاء بعده حرف فيه غُنَّة مثل : ( عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ) وكذلك عند الثَاء مثل: ( مَّنثُورًا , شَهِيداً ثُمَّ ) والشِّين مثل: ( من شَرِّ , جَبَّاراً شَقِيًّا ) . فينبغي أن نوليَ هذه الحُروفَ مزيد عناية فلا نخرجها مشُوبَةً بغُنَّة.
الملاحظة السادسة :
على القارىء أن يَحْذَرَ مما يقع فيه كثيرون في نطقهم للإخفاء في مثل: (كُنتُمْ) فيبالغون بضم الشفتين عند الكاف , ولا يتقنون إعادتهما مباشرة إلى هيئتهما الطبيعية عند الإخفاء فيقعون في توليد حَرْفِ زائد وهو ا لوَاو فيصبح النطق هكذا : ( كُونتُمْ ) , وكذلك الأمر بالنسبة للفظ: ( مِنكُمُ ) , فينطقونها : ( مينكم ) , ومثل ذلك قوله تعالى : (ذُو انتِقَامٍ , الأنثَى ) .
مقتبس من كتابي ( علم التجويد : أحكام نظرية وملاحظات تطبيقية )
7-4-1432
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخفاء لغة : السَّتْرُ.
واصطلاحاً : النُّطْقُ بِحَرْفٍ بَيْنَ الإظْهَارِ والإدْغَامِ عَارٍ عَنِ التَّشْدِيدِ , مَعَ بَقَاءِ الغُنَّةِ في الحرْف الأوَّل , وهو النون الساكنة والتنوين , وهو كما قال الحافظ ابن الجزري : (( حال بين الإظهار والإدغام ))
وحروفه مجموعة في أوائِل هَذا البيت للشيخ الجمزوري :
صِفْ ذَا ثَنَا كمْ جَادَ شخصٌ قدْ سَمَا ***** دُمْ طيبا زِدْ فِي تُقى ضَعْ ظَالِمًا.
وكما هو واضح فإن حروف الإخفاء هي بقية حروف اللغة العربية ما عدا حروف الإظهار الحلقي , والإدغام , والإقلاب , وعددها خمسة عشر حرفاً .
وعليه : فإذا جاءت النون الساكنة من كلمة أو من كلمتين , أو بعد التنوين أحد هذه الحروف الخمسة عشرة وجب إخفاء النون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف ويسمى إخفاء حقيقياً , لأن الإخفاء فيها أبين من غيرهما , وهو حكم مجمع عليه عند القراء. وقد اصطلح القراء على تسميته بذلك تمييزاً له عن الإخفاء الشفوي على ما سيأتي .
الأمثلة :
الصَّادُ : قوله تعالى : ( مِّن صَدَقَةٍ ) , ( قًاعاً صَفْصَفًا ).
الذَّالُ : قوله تعالى : ( مَّن ذَا الَّذِي ) , ( عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ).
الثَّاءُ : قوله تعالى : ( مَّنثُورًا ) , ( شَهِيداً ثُمَّ ).
الكَاف ُ: قوله تعالى : ( فَمَن كَانَ ) , ( كِتَابٌ كَرِيمٌ ).
الجِيمُ : قوله تعالى : ( مَن جَآءَ ) , ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ).
الشِّينُ : قوله تعالى : ( مِن شَرِّ ) , ( جَبَّاراً شَقِيًّا ).
القَافُ : قوله تعالى : ( مِّن قَبْلِ ) , ( عَذَابٌ قَرِيبٌ ) .
السِّينُ : قوله تعالى : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم ) , ( قَوْلاً سَدِيدًا ).
الدّالُ : قوله تعالى : ( مِّن دَارِهِمْ ) , ( وَكَأْساً دِهَاقًا ) .
الطَّاءُ : قوله تعالى : ( انطَلِقُوا ) , ( حَلاَلاً طَيِّبًا ) .
الزَّايُ : قوله تعالى : ( مَآ أَنزَلَ ) , ( نَفْساً زَكِيَّةً ) .
الفَاءُ : قوله تعالى : ( مِن فِضَّةٍ ) , ( عَاقِراً فَهَبْ ) .
التَّاءُ : قوله تعالى : ( مَن تَكُونُ ) , ( جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ) .
الضَّادُ : قوله تعالى : ( وَمَن ضَلَّ ) , ( قَوْاماً ضآلِّينَ ) .
الظَّاءُ : قوله تعالى : ( مِّن ظَهِيرٍ ) , (ظِلاً ظَلِيلاً ).
ست ملاحظات حول الإخفاء :
الملاحظة الأولى :
كثير من الناس عند نطقهم بالإخفاء يُلْصِقون اللسان بأصول الثنايا ثم يَغُنُّون , وهذا خطأ ويسمى إظهاراً بغُنَّة.
الملاحظة الثانية :
تجبُ مجافَاةُ اللسان قليلاً عن مخرج النون عند الإخفاء وتتفاوت هذه المجافاةُ بينَ حَرْفٍ وآخر , ويُعرف هذا التفاوُتُ من نُطْقِ المشايخ المتقنين. وينبغي أن يوضع اللسان عند مخرج حَرْفِ الإخفاء متجافياً عنه قليلاً خشية الإظهار , ثم يترك المجال لغُنَّة النون لتخرج من الأنف , وليحْذَرِ القارىء من المبالغة في تجافي اللسان أو المبالغة في إلصاقه , فإن الإخفاء حالة بين الإدغام والإظهار , والإدغامُ شَديدُ التَّجافي , والإظْهَارُ شَديدُ الالتِصَاقِ.
الملاحظة الثالثة :
إن الْغُنَّة تَتْبَعُ الحرْف الذي بعدها تَرْقِيقاً وتَفْخِيماً : فالغُنَّة في مثل : ( مِن دِيَارِهِمْ) مرققة , بينما هي في مثل: ( مِّن قَرْن ) مفخمة ,
والفرق في النطق واضحٌ , ووَضْعُ اللسان مختلِفٌ , كما أن هيئة الشفتين مختلفة أيضاً , فَتَنَبَّهْ. والحرُوفُ التي تفخم لأجلها الغُنَّة هي الصاد , والضاد , والظاء , والطاء , والقاف , وقد سبقت الأمثلة , قال صاحب السلسبيل الشافي :
وفَخِّمِ الغُنَّةَ إن تلاها ***** حُرُوفُ الاسْتِعْلاءِ لا سِوَاهَا.
الملاحظة الرابعة :
بعض الناسِ يخرج غُنَّة الإخفاء من الفم كاملة , فيتولد بسبب ذلك حرف مد ممطوط , مثل : ( من شَيْءٍ ) , فيلفظونها هكذا ( مِيْيْشَيْءٍ ).
الملاحظة الخامسة :
ينبغي أن يَتَنَبَّهَ القارىءُ إلى أن الغُنَّةَ في الإخفاء إنما تكون في النون أو التنوين وأما حرف الإخفاء فلا ينبغي أن تَنْسَحِبَ الغُنَّة عليه , وخاصة عند الذال في مثل ( مَن ذَا الَّذي ) ,
ولا سيما إذا جاء بعده حرف فيه غُنَّة مثل : ( عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ) وكذلك عند الثَاء مثل: ( مَّنثُورًا , شَهِيداً ثُمَّ ) والشِّين مثل: ( من شَرِّ , جَبَّاراً شَقِيًّا ) . فينبغي أن نوليَ هذه الحُروفَ مزيد عناية فلا نخرجها مشُوبَةً بغُنَّة.
الملاحظة السادسة :
على القارىء أن يَحْذَرَ مما يقع فيه كثيرون في نطقهم للإخفاء في مثل: (كُنتُمْ) فيبالغون بضم الشفتين عند الكاف , ولا يتقنون إعادتهما مباشرة إلى هيئتهما الطبيعية عند الإخفاء فيقعون في توليد حَرْفِ زائد وهو ا لوَاو فيصبح النطق هكذا : ( كُونتُمْ ) , وكذلك الأمر بالنسبة للفظ: ( مِنكُمُ ) , فينطقونها : ( مينكم ) , ومثل ذلك قوله تعالى : (ذُو انتِقَامٍ , الأنثَى ) .
مقتبس من كتابي ( علم التجويد : أحكام نظرية وملاحظات تطبيقية )
7-4-1432
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته