- 28 نوفمبر 2005
- 2,415
- 11
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- مصطفى إسماعيل
[align=center]الحمد لله القوي المتين و الصلاة و السلام على من أرسله الله بالهدى و الحق المبين و على آله و صحبه و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الحشر و الدين .
و بعد
يقول الله جل و علا في كتابه الكريم : (( ويوم نسير الجبال و ترى الأرض بارزة و حشرناهم فلم نغادر منهم أحد )) ( الكهف 47) .
في هذه الآية العظيمة إخبار شديد عن هول يوم القيامة الرهيب, و ما يحدث فيه من الأمور العظام , و فيها من التخويف الشديد لكل مؤمن عاقل تقي نقي يعرف حقيقة ما ينطق به كتاب الله جل و علا .
فقوله تعالى : (( و يوم نسير الجبال )) أي اذكر لهم (( و يوم نسير الجبال )) و على هذا فإن ( يوم ) ظرف عامِلُهُ محذوف و التقدير اذكر (( ويوم نسير الجبال و ترى الأرض بارزة و حشرناهم فلم نغادر منهم أحد )) أي اذكر للناس هذه الحال و هذا المشهد العظيم ( يوم نسير الجبال ) قاله العلامة الإمام ابن عثيمين رحمه الله .
و قد أطبق علماء التفسير على أن هذا المشهد الكبير, هو مثال لما ذكره الله جل و علا في غير ما موضع من كتابه الكريم .
قال الإمام ابن كثير رحمه في تفسيره : كما قال تعالى : ( يوم تمور السماء مورا و تسير الجبال سيرا ) أي تذهب أماكنها و تزول كما قال تعالى ( و ترى الجبال تحسبها جامدة و هي تمر مر السحاب ) و قال تعالى ( و تكون الجبال كالعهن المنفوش ) و قال ( و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا و لا أمتا ) يذكر تعالى أنه تذهب الجبال و تتساوى المهاد و تبقى الأرض قاعا صفصفا أي سطحا مستويا لا عوج فيه و لا أمتا أي لا وادي و لا جبل ) .
قلت : إن هذا بيان صارخ من الله جل و علا, على أنه القوي المتين الجبار, فهو سبحانه و تعالى سيَدُكُ هذه الأرض دكاً, لتصير خالية من كل رموز الجبروت و الإستعلاء و الكبرياء, وضرب على ذلك مثالا شامخا بالجبال, هذا لأنها رمز كبير من رموز الصلابة و القوة و المنعة, و كيف لا و هي أوتاد داعمة لتثبيت هذه الأرض العامرة .
قال جل و علا : (( يوم ترجف الأرض و الجبال و كانت الجبال كثيبا مهيلا )) قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : ( ثم تتطاير في الجو, هذا معنى تُسيَّر ) .
أما قوله تعالى : (( و ترى الأرض بارزة )) أي : ظاهرة لأنها تكون قاعا و صفصفا .
أي لا حجر فيها و لا غيابة ... قاله قتادة و مجاهد و زاد قتادة و لا بناء و لا شجر .
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : و هي الآن ليست بارزة لأنها مكورة و أكثرها غير بارز , ثم إن البارز لنا كثير منه مختف بالجبال , فيوم القيامة لا جبال و لا أرض كروية بل تمد الأرض مد الأديم , قال الله عز و جل : (( إذا السماء انشقت () و أذنت لربها و حقت () و إذا الأرض مدت )) فقوله : ( و إذا الأرض مدت ) يدل على أن الأرض الآن غير ممدودة .
و قوله تعالى : (( و حشرناهم ) أي الناس بل و الخلائق أجمعين و حتى الوحوش و الدواب, فالكل يحشر إلى ربه جل و علا .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ( اي و جمعناهم الأولين منهم و الآخرين فلم نترك منهم أحدا لا صغيرا و لا كبيرا ) .
و قوله تعالى : (( فلم نغادر )) أي نترك (( منهم أحدا )) كل الناس يحشرون , إن مات في البر حشر , في البحر حشر , في أي مكان , لابد أن يحشر يوم القيامة و يجمع ) . قاله الإمام بن عثيمين رحمه الله .
و من بعد هذا كله , سيكون الحساب و الجزاء, و تعرض الأعمال صالحها و طالحها صغيرها و كبيرها جليلها و حقيرها, فكل شيء قد تم إحصائه, ليكون الحساب المرير, و ليكون الجزاء من جنس ما فعلت أيها العبد الضعيف الحقير, فرحماك ربي بنا يا أرحم الراحمين .
[/align]
و بعد
يقول الله جل و علا في كتابه الكريم : (( ويوم نسير الجبال و ترى الأرض بارزة و حشرناهم فلم نغادر منهم أحد )) ( الكهف 47) .
في هذه الآية العظيمة إخبار شديد عن هول يوم القيامة الرهيب, و ما يحدث فيه من الأمور العظام , و فيها من التخويف الشديد لكل مؤمن عاقل تقي نقي يعرف حقيقة ما ينطق به كتاب الله جل و علا .
فقوله تعالى : (( و يوم نسير الجبال )) أي اذكر لهم (( و يوم نسير الجبال )) و على هذا فإن ( يوم ) ظرف عامِلُهُ محذوف و التقدير اذكر (( ويوم نسير الجبال و ترى الأرض بارزة و حشرناهم فلم نغادر منهم أحد )) أي اذكر للناس هذه الحال و هذا المشهد العظيم ( يوم نسير الجبال ) قاله العلامة الإمام ابن عثيمين رحمه الله .
و قد أطبق علماء التفسير على أن هذا المشهد الكبير, هو مثال لما ذكره الله جل و علا في غير ما موضع من كتابه الكريم .
قال الإمام ابن كثير رحمه في تفسيره : كما قال تعالى : ( يوم تمور السماء مورا و تسير الجبال سيرا ) أي تذهب أماكنها و تزول كما قال تعالى ( و ترى الجبال تحسبها جامدة و هي تمر مر السحاب ) و قال تعالى ( و تكون الجبال كالعهن المنفوش ) و قال ( و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا و لا أمتا ) يذكر تعالى أنه تذهب الجبال و تتساوى المهاد و تبقى الأرض قاعا صفصفا أي سطحا مستويا لا عوج فيه و لا أمتا أي لا وادي و لا جبل ) .
قلت : إن هذا بيان صارخ من الله جل و علا, على أنه القوي المتين الجبار, فهو سبحانه و تعالى سيَدُكُ هذه الأرض دكاً, لتصير خالية من كل رموز الجبروت و الإستعلاء و الكبرياء, وضرب على ذلك مثالا شامخا بالجبال, هذا لأنها رمز كبير من رموز الصلابة و القوة و المنعة, و كيف لا و هي أوتاد داعمة لتثبيت هذه الأرض العامرة .
قال جل و علا : (( يوم ترجف الأرض و الجبال و كانت الجبال كثيبا مهيلا )) قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : ( ثم تتطاير في الجو, هذا معنى تُسيَّر ) .
أما قوله تعالى : (( و ترى الأرض بارزة )) أي : ظاهرة لأنها تكون قاعا و صفصفا .
أي لا حجر فيها و لا غيابة ... قاله قتادة و مجاهد و زاد قتادة و لا بناء و لا شجر .
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : و هي الآن ليست بارزة لأنها مكورة و أكثرها غير بارز , ثم إن البارز لنا كثير منه مختف بالجبال , فيوم القيامة لا جبال و لا أرض كروية بل تمد الأرض مد الأديم , قال الله عز و جل : (( إذا السماء انشقت () و أذنت لربها و حقت () و إذا الأرض مدت )) فقوله : ( و إذا الأرض مدت ) يدل على أن الأرض الآن غير ممدودة .
و قوله تعالى : (( و حشرناهم ) أي الناس بل و الخلائق أجمعين و حتى الوحوش و الدواب, فالكل يحشر إلى ربه جل و علا .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ( اي و جمعناهم الأولين منهم و الآخرين فلم نترك منهم أحدا لا صغيرا و لا كبيرا ) .
و قوله تعالى : (( فلم نغادر )) أي نترك (( منهم أحدا )) كل الناس يحشرون , إن مات في البر حشر , في البحر حشر , في أي مكان , لابد أن يحشر يوم القيامة و يجمع ) . قاله الإمام بن عثيمين رحمه الله .
و من بعد هذا كله , سيكون الحساب و الجزاء, و تعرض الأعمال صالحها و طالحها صغيرها و كبيرها جليلها و حقيرها, فكل شيء قد تم إحصائه, ليكون الحساب المرير, و ليكون الجزاء من جنس ما فعلت أيها العبد الضعيف الحقير, فرحماك ربي بنا يا أرحم الراحمين .
[/align]