إعلانات المنتدى


|*| من شمائل المصطفى : 3_التواضع |*|

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
فى روضة المصطفى

جمع رسول الله :x15:من الشمائل والصفات ما لم يجتمع فى أمة بأسرها !
فكان طرازا نادرا من الشخصية السويّة ، والفكر الصائب ، والفطنة ، والفطرة الصافية .
الأخلاق الحميدة ، التواضع ، الحلم ، الوفاء ،الرحمة ، الشجاعة ، العدل ، السخاء ، العفّة ، الحياء , الصبر,.
كثيرة هى شمائل رسول الله :x15:ومتعدّدة ، فقد جمع جميع صفات الكمال البشرى ,جمالاً خلْقيًا ، وجمالا أخلاقيًا .
واليوم نلقي الضوء على صفة من شمائله ؛ وهى



التواضع
وصف الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم بأكمل الصفات، وأعظم الشمائل وذكر ذلك في القرآن، فقال: { وإنك لعلى خلق عظيم }(القلم:4) وكفى بشهادة القرآن شهادة
وخلق التواضع من الأخلاق الفاضلة الكريمة ، والشيم العظيمة التي حث عليها الإسلام ورغَّب فيها والتي اتصف بها :x15:، فكان خافض الجناح للكبير والصغير، والقريب والبعيد، والأهل والأصحاب، والرجل والمرأة، والصبي والصغير، والعبد والجارية
والمسلم وغير المسلم، فالكل في نظره سواء، لا فضل لأحد على آخر إلا بالعمل الصالح .

والله سبحانه وتعالي خيَّره بين أن يكون نبيًا ملكًا ، أو نبيًا عبدًا ، فاختار أن يكون نبيًا عبدًا .

وكان :x15: يمنع أصحابه من القيام له، وما ذلك إلا لشدة تواضعه فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئًا على عصا ، فقمنا له

قال :( لا تقوموا كما يقوم الأعاجم ، يعظِّم بعضهم بعضاً) رواه أحمد وأبو داود ،
وقد قال عليه الصلاة والسلام :( من أحب أن يتمثَّل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار) رواه أحمد والترمذي و أبو داوود

وخلق التواضع كان سمةً ملازمةً له :x15: في حياته كلها، في جلوسه ، وفي ركوبه ، وفي أكله ، وفي شأنه كله ، ففي أكله وجلوسه نجده يقول :
(إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد) رواه ابن حبان
وفي ركوبه يركب ما يركب عامة الناس، فركب :x15:البعير و الحمار والبغلة والفرس
yellowlaceflwrule.gif

قال أنس (ض): (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويشهد الجنازة، ويجيب دعوة العبد، وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف ) رواه الترمذي.

وفي "سنن" ابن ماجه عن قيس بن أبي حازم : أن رجلاً أتي رسول الله :x15:، فقام بين يديه فأخذته رعدة فقال رسول الله :x15::
( هوّن عليك فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد) ـ والقديد هو اللحم المجفف -
وهذا من تمام تواضعه :x15:حيث بين له أنه ليس بملك، وذكر له ما كانت تأكله أمه لبيان أنه رجل منهم ، ولا يهابه الناس.


كان من تواضعه :x15: أنه لم يقبل من أحد أن يفضله على أحد من الأنبياء، مع أن القرآن قد أثبت التفضيل بين الأنبياء والرسل في قوله تعالى: { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض }(البقرة:253)
وما ذلك إلا لتواضعه :x15:
yellowlaceflwrule.gif

وقد ثبت أن رجلاً من المسلمين ورجلاً من اليهود سبَّ كل واحد منهما الآخر، فقال المسلم لليهودي: والذي اصطفى محمدًا على العالمين، فقال اليهودي:والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم يده عند ذلك وضرب اليهودي على وجهه، فذهب اليهودي إلى النبي :x15:
فأخبره بما حدث، فدعا النبي :x15: المسلم، فسأله عن ذلك، فأخبره بالذي جرى، فطلب النبي :x15: من صحابته ألا يفضلوه على أحد من الأنبياء، وأخبرهم عن منـزلة موسى عليه السلام، وأنه يوم القيامة يكون مع النبي ومن أول الذين تنشق عنهم الأرض يوم القيامة. والحديث في الصحيح

وفي الجانب المقابل يظهر تواضعه :x15: في علاقاته الأسرية مع أهله، وكذلك في علاقاته الاجتماعية مع الناس من حوله؛ أما عن تواضعه مع أسرته، فخير من يحدثنا عن هذا الجانب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، تقول وقد سألها سائل: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟
قالت: ( يكون في خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة )وفي رواية عند الترمذي قالت: ( كان بشرًا من البشر، ينظف ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه ). فهو :x15: يقوم بتنظيف حاجاته بنفسه، ويشارك أهله في أعمال بيته، ويجلب حاجاته من السوق بنفسه مع أنه :x15:خير الخلق أجمعين .

ولم يكن تواضعه عليه الصلاة والسلام صفة له مع صحابته فحسب، بل كان ذلك خُلُقًا أصيلاً، تجلى مع الناس جميعًا.
يبين هذا أنه لما جاءه عدي بن حاتم يريد معرفة حقيقة دعوته، دعاه :x15:إلى بيته، فألقت إليه الجارية وسادة يجلس عليها، فجعل الوسادة بينه وبين عدي ، وجلس على الأرض. قال عدي :فعرفت أنه ليس بملك .
ومن أبرز مظاهر تواضعه :x15: ما نجده في تعامله مع الضعاف من الناس وأصحاب الحاجات؛ كالنساء، والصبيان. فلم يكن يرى عيبًا في نفسه أن يمشي مع العبد، والأرملة، والمسكين
يواسيهم ويساعدهم في قضاء حوائجهم. بل فوق هذا، كان :x15:
إذا مر على الصبيان والصغار سلم عليهم، وداعبهم بكلمة طيبة، أو لاطفهم بلمسة حانية .


من صور تواضعه في علاقاته الاجتماعية، أنه :x15:، كان إذا سار مع جماعة من أصحابه، سار خلفهم، حتى لا يتأخر عنه أحد، ولكي يكون الجميع تحت نظره ورعايته، فيحمل الضعيف على دابته، ويساعد صاحب الحاجة في قضاء حاجته .

تلك كانت صورًا من تواضعه التى يجب أن يتحلّى بها كل مسلم ومسلمة ،اقتداءً برسول الله حتى نفوز بخيرى الدنيا والآخرة ..


 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع