- 6 يونيو 2006
- 1,783
- 22
- 38
- الجنس
- ذكر
[align=center](بسم الل)
مئذنة الحرم النبوي شرف تتوارثه السلالات ... والمقامات «أبرز أسرار المهنة»[/align]
[align=center]جريدة الحياة 19 / 01 / 2007م[/align]
[align=justify]لا تزال جموع الحجيج تتمسك بعادتها في التجمع وسط ساحات الحرم النبوي، وهي تنتظر صدح المؤذن بنداء التوحيد، الذي يدفع وقع روحانيته، بعض الحجيج الذين لم يألفوه إلى إرسال الدمع مدراراً، تأثراً واشتياقاً.
وفي المدينة المنورة على وجه الخصوص للأذان والمؤذنين قصة معروفة ومكانة مرموقة بين الناس يرويها السكان أباً عن جد.
وكانت انطلاقة الأذان الأولى من المدينة النبوية نفسها، حين رأى الصحابي عبدالله بن زيد رضي الله عنه رؤيا الأذان، فأمره الرسول الكريم أن يعلمها بلالاً، لأنه أندى صوتاً، فكان بلال أول من رفع الأذان بعد أن ارتقى أسطوانة مرتفعة في دار عبدالله بن عمر المواجه للمسجد النبوي، وكانت المساجد حينذاك بلا مآذن، الى أن بنيت أول مئذنة في الإسلام في عهد معاوية بن أبي سفيان في مسجد الجامع الكبير في دمشق.
لكن الحرم النبوي الشريف اشتُهر على مدى التاريخ بنداوة أصوات مؤذنيه التي تنساب في هدوء وطمأنينة، مفعمة بالعذوبة والحياة، فلا يرتقي المآذن الا أصحاب الأصوات الحسنة من تلك النوعية التي يجيء منها الشيخ «عمر عينوسة» الذي برز مؤذناً قبل نحو 50 عاماً، وميزه قوة الصوت الذي يصل مداه الى قباء جنوباً وأحد شمالاً.
والعينوسة توارث الأذان من عائلته، إذ كان جده مصطفى عينوسة شيخاً للمؤذنين قبل الشيخ محمد سعيد نعمان في السبعينات الهجرية الذي أدى الأذان بعده من أسرته مصطفى نعمان وعبدالملك نعمان ومحمود نعمان. ثم لا ينسى الشيخ محمد علي النجار وهو واحد من هؤلاء المؤذنين الكبار، ومنهم ايضاً الشيخ عبدالرحمن خاشقجي (شيخ المؤذنين الآن) وماجد حكيم وحسين عفيفي.
بينما يذكر اهالي المدينة المنورة الشيخ عبدالرزاق نجدي في الستينات الهجرية الذي كان يأسر الألباب فيقف من كان ماراً ويجلس من كان واقفاً لجودة أدائه، كما لا ينسون عبدالستار بخاري الذي كان من أبرع المؤذنين الذين أتقنوا أبجديات النغمات وأصول المقامات وخلْفه عدد من ابنائه في رفع الأذان، وهو مثل حسين بخاري الذي لم يكن يقل شأناً عنه هو وابناه عصام وعبدالعزيز بخاري.
غير أن من أتيحت له فرصة الاستماع للأذان الذي كان يعلو مآذن الحرم النبوي حتى قبل 27عاماً يلحظ أنه كان أكثر من مؤذن يرفعون صوت الحق قبل أن يقتصر الأذان على شخص واحد فقط .
ويفسر بعض الباحثين تعدد المؤذنين بأنه ربما كان باعثه سعة الحرم لذا كان على كل مؤذن أن يوصل النداء بقوة صوته لطرف من جهات المدينة، وذلك قبل ظهور المكبرات الصوتية الحديثة، واستمر هذا التقليد حتى عام 1400هـ، إذ كان هناك أربعة أو خمسة مؤذنين يرفعون الأذان يبدأون من المئذنة الرئيسة في باب السلام ثم المئذنة الشيكلية والعثمانية والرحمانية، وأضيف بعد ذلك مؤذن يرفع الأذان من المكبرية الرئيسية.
والطريف في الأمر أن الأذان كان يرفع من طريق مقامات لها اصولها وقواعدها التي ينبغي ألاّ يحيد عنها المؤذن، فأوقات الغيم والمطر يؤدى فيها مقام الماهور، والرصد لأوقات الليل، بينما مقام الدوكا لمعظم الأوقات الاعتيادية.
ولئن كان عدد المؤذنين في المسجد النبوي الشريف حالياً يبلغ 14 مؤذناً، فإن غالبيتهم يتميز بحسن الصوت الذي توارثوه أباً عن جد، لتتأكد عذوبة صوت أول من رفع الأذان في طيبة الطيبة، ولتبقى مدينة الرسول متميزة بحلاوة آذانها.[/align]
مئذنة الحرم النبوي شرف تتوارثه السلالات ... والمقامات «أبرز أسرار المهنة»[/align]
[align=center]جريدة الحياة 19 / 01 / 2007م[/align]
[align=justify]لا تزال جموع الحجيج تتمسك بعادتها في التجمع وسط ساحات الحرم النبوي، وهي تنتظر صدح المؤذن بنداء التوحيد، الذي يدفع وقع روحانيته، بعض الحجيج الذين لم يألفوه إلى إرسال الدمع مدراراً، تأثراً واشتياقاً.
وفي المدينة المنورة على وجه الخصوص للأذان والمؤذنين قصة معروفة ومكانة مرموقة بين الناس يرويها السكان أباً عن جد.
وكانت انطلاقة الأذان الأولى من المدينة النبوية نفسها، حين رأى الصحابي عبدالله بن زيد رضي الله عنه رؤيا الأذان، فأمره الرسول الكريم أن يعلمها بلالاً، لأنه أندى صوتاً، فكان بلال أول من رفع الأذان بعد أن ارتقى أسطوانة مرتفعة في دار عبدالله بن عمر المواجه للمسجد النبوي، وكانت المساجد حينذاك بلا مآذن، الى أن بنيت أول مئذنة في الإسلام في عهد معاوية بن أبي سفيان في مسجد الجامع الكبير في دمشق.
لكن الحرم النبوي الشريف اشتُهر على مدى التاريخ بنداوة أصوات مؤذنيه التي تنساب في هدوء وطمأنينة، مفعمة بالعذوبة والحياة، فلا يرتقي المآذن الا أصحاب الأصوات الحسنة من تلك النوعية التي يجيء منها الشيخ «عمر عينوسة» الذي برز مؤذناً قبل نحو 50 عاماً، وميزه قوة الصوت الذي يصل مداه الى قباء جنوباً وأحد شمالاً.
والعينوسة توارث الأذان من عائلته، إذ كان جده مصطفى عينوسة شيخاً للمؤذنين قبل الشيخ محمد سعيد نعمان في السبعينات الهجرية الذي أدى الأذان بعده من أسرته مصطفى نعمان وعبدالملك نعمان ومحمود نعمان. ثم لا ينسى الشيخ محمد علي النجار وهو واحد من هؤلاء المؤذنين الكبار، ومنهم ايضاً الشيخ عبدالرحمن خاشقجي (شيخ المؤذنين الآن) وماجد حكيم وحسين عفيفي.
بينما يذكر اهالي المدينة المنورة الشيخ عبدالرزاق نجدي في الستينات الهجرية الذي كان يأسر الألباب فيقف من كان ماراً ويجلس من كان واقفاً لجودة أدائه، كما لا ينسون عبدالستار بخاري الذي كان من أبرع المؤذنين الذين أتقنوا أبجديات النغمات وأصول المقامات وخلْفه عدد من ابنائه في رفع الأذان، وهو مثل حسين بخاري الذي لم يكن يقل شأناً عنه هو وابناه عصام وعبدالعزيز بخاري.
غير أن من أتيحت له فرصة الاستماع للأذان الذي كان يعلو مآذن الحرم النبوي حتى قبل 27عاماً يلحظ أنه كان أكثر من مؤذن يرفعون صوت الحق قبل أن يقتصر الأذان على شخص واحد فقط .
ويفسر بعض الباحثين تعدد المؤذنين بأنه ربما كان باعثه سعة الحرم لذا كان على كل مؤذن أن يوصل النداء بقوة صوته لطرف من جهات المدينة، وذلك قبل ظهور المكبرات الصوتية الحديثة، واستمر هذا التقليد حتى عام 1400هـ، إذ كان هناك أربعة أو خمسة مؤذنين يرفعون الأذان يبدأون من المئذنة الرئيسة في باب السلام ثم المئذنة الشيكلية والعثمانية والرحمانية، وأضيف بعد ذلك مؤذن يرفع الأذان من المكبرية الرئيسية.
والطريف في الأمر أن الأذان كان يرفع من طريق مقامات لها اصولها وقواعدها التي ينبغي ألاّ يحيد عنها المؤذن، فأوقات الغيم والمطر يؤدى فيها مقام الماهور، والرصد لأوقات الليل، بينما مقام الدوكا لمعظم الأوقات الاعتيادية.
ولئن كان عدد المؤذنين في المسجد النبوي الشريف حالياً يبلغ 14 مؤذناً، فإن غالبيتهم يتميز بحسن الصوت الذي توارثوه أباً عن جد، لتتأكد عذوبة صوت أول من رفع الأذان في طيبة الطيبة، ولتبقى مدينة الرسول متميزة بحلاوة آذانها.[/align]
