إعلانات المنتدى


دراسة حول الحمض النووي

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

11 فبراير 2018
54
14
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
‏بالنسبة للحمض النووي فهو يفرق الأنساب وليس واقعيا ولا صحيحا، لأنه يختلف عن حمض الوالدية الطبي، وقد تأكد لي أنه ليس بصحيح فالطب لم يعتمده وهي مجموعة بحوث عن كرومسومات الأجداد التي تحمل صفات الأم، لأن النتائج فيه لا تتطابق فهي كثيرا ماتحمل صفات الجدات من مختلف الشعوب،وقيل لي أنه يخطئ حتى في الأبناء وآبائهم بنسبة 30% وبالتالي لا يمكن الأخذ به كقطعية الحمض النووي الطبي الذي يحدد النسب للوالدين فقط (وليس الأجداد)، بنسبة تصل لمئة بالمئة، ولذلك فهو يفسر أصول الأفراد على قبيل صفة الدماء وليس الأصل الأبوي،‏بما يخالف علم الأنساب لدينا نحن معشر العرب والمسلمين، ولكن إذا تم التوصل لمعيار مناسب أو ربما شركة بحوث جديدة مختلفة تقوم بدراسة الأصل الأبوي عبر الكرومسوم (المسمى واي) فقط، دون صفات أمومية قد تنقل عبره كصفة الجدة المنقولة عبر كرومسوم الأبوة،فهذا سنساهم فيه ولا شك أنه يدعم أنسابنا نحن معشر العباسيين والهاشميين، فالأصل إذا ما توارثتموه من نسبتكم الشريفة لبني هاشم والنبي عليه الصلاة والسلام قال (واصطفاني من بني هاشم)، فهنيئا لكم شرف النسب وعظم الانتماء ببركة النسبة لآل الرسول صلى الله عليه وسلم،فالفحص الذي تقوم به شركة فاميلي تري دي ان ايه، يتمحور حول بحث صفات الجدات المنقولة عبر الكرومسوم واي الأبوي وهذا اختراق من اليهود لإيمانهم بفكرة الأسباط وقد قدموه لنا باعتباره (فحص للكرومسوم واي)، ولكون بني هاشم جداتهم كثيرا مايكن من أمم شتى،استخدمه المرجفون لرد الأنساب الثابتة قضائيا كالأشراف القتادات حكام مكة وأمرائها منذ عهد السلف الصالح، ولوسألت طبيبا عن هذه الفحوصات التي تدعي أن الكرومسوم اكس أو السلالة الأنثوية وجدت قبل آدم عليه السلام ثم تكاثر الجين واي فسيجيبك بأنه لا يمكن التوصل لنسب الأجدادطبيا وفق علم الطب
عدا عن أن القبائل لا تعتبر مصدر موثوق للأنساب لأن العرب المستعربة لا تنتسب إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وهذا معروف عند العرب بأن الثابت من نسل إبراهيم عليه السلام قريش وبني تميم أما قريش فهي باقية وبنو تميم درج عقبهم وتدعي القبائل الانتساب إلى السلالة الإبراهيمية وأظن أن القبائل تنتسب إلى الشعب المصري
وإليكم أيها الإخوة الفضلاء مقالة علمية كتبها أحد النسابين بشأن فتنة الدي إن إيه:


مقالة للشريف النسابة إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير -حفظه الله-
(رأينا في إثبات الأنساب ونفيها عبر الحمض النووي DNA):

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فقد وردت إلينا رسائل كثيرة من الخاصة والعامة عن رأينا في إثبات ونفي الحمض النووي للأنساب.

فأقول وبالله التوفيق: هذا الحمض النووي الذي يلجأ إليه كثير من الشاكة في أصولها والمضطربة فيها،
ضلال وأي ضلال، وكأن القائل بصحته يقول نبينا ﷺ القائل: (تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ)، وفي رواية: (اعْرِفُوا أَنْسَابَكُمْ)، لم يعلمنا كيف نحفظ ونصون أنسابنا، وهو الذي علمنا بأبي وأمي صغائر الأمور كدخول الحمام والجلوس فيه والخروج منه وآدابه.

لقد جاء القرآن بالمحافظة على النسب بأقوم الطرق وأعدلها؛ ولذلك حرم الزنا وأوجب فيه الحد الرادع، كما أوجب العدة على النساء عند المفارقة بطلاق أو موت؛ لئلا يختلط ماء رجل بماء آخر في رحم امرأة محافظة على الأنساب؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾».

ومن القواعد التي قررها علماء الإسلام في كتبهم لاثبات الأنساب ونفيها وأجمعوا عليها: أن الأنساب تثبت بالشهرة والاستفاضة الصحيحة؛ لذلك فهي الأصل والمعول عليه في إثبات الأنساب ونفيها.

وصاحب النسب الثابت المشهور لا حاجة له بالحمض النووي، لأن نسبه ثابت ومشهور، إلا إذا علم أن نسبه غير ثابت وحط من قدره ووضع نفسه في محل مجهول الأصل!! ولا أظن عاقل يضع نسبه في دائرة ( مجهول الأصل ) ؛ فديننا صان الأنساب ورفع قدرها، والأنساب الصحيحة المشهورة - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت٧٢٨هـ) - أمرها ظاهر متدارك مثل الشمس لا يقدر العدو أن يطفئه. وصاحب النسب والدين لو أراد عدوه أن يبطل نسبه ودينه وله هذه الشهرة لم يمكنه ذلك، فإن هذا مما تتوفر الهمم والدواعي لنقله، ولا يجوز أن تتفق على ذلك أقوال العلماء.

والشهرة والاستفاضة أو السماع هي إحدى الطرق الشرعية لثبوت اتصال النسب، وقد اتفقت كلمة أئمة المذاهب الأربعة عليها، بل لا نعرف مخالفة أحد لهم في ذلك سواء كان من أهل السُّنَّة والجماعة أو من غيرهم. فالإمام أبو حنيفة يعمل بالاستفاضة في خمسة أشياء؛ منها: النسب. والإمام مالك في تسعة عشر؛ منها: النسب. والإمام الشافعي في ثمانية؛ منها: النسب. والإمام أحمد بن حنبل في تسعة؛ منها: النسب. فهو متفق عليه عند جميعهم.

قيل للإمام الفقيه عبدالرحمن بن القاسم المالكي(ت191هـ) (أيشهد أنك ابن القاسم من لا يعرف أباك ولا يعرف أنك ابنه إلا بالسماع؟ قال: نعم يقطع بها ويثبت بها النسب).
وقال أبو عبد الرحمن محمد بن محمد العتقي: (الشهادة على النسب المشهور بالسماع جائزة عند جميع الفقهاء، وما أعلم أحدًا ممن يحفظ عنه من أهل العلم منع من ذلك).
وقال الفقيه برهان الدين ابن مازة الحنفي(ت616هـ): (الشهادة في الأنساب تحل بالشهرة والتسامع في النسب).
وقال الفقيه النَّسَّابة ابن قدامة الحنبلي(ت620هـ): (أجمع أهل العلم على صحة الشهادة بالاستفاضة في النسب).

ثم إن الشهرة والاستفاضة بالنسب تثبت بطريقتين: إحداهما حقيقية، والأخرى حكمية.

فالحقيقية: أن يشتهر ويسمع من قوم كثير لا يتصور تواطؤهم على الكذب. ولا يُشترط في هذا العدالة بل يُشترط التواتر بتشايع الأخبار وتشتهر بأن فلان بن فلان الهاشمي أو الخزاعي أو التميمي أو الهذلي أو الجهني أو الحميري.

والحكمية: أن يشهد عنده عدلان من الرجال أو رجل وامرأتان بلفظ الشهادة، والقضاء المقصود منه، قال العلامة ابن المنذر عن الشهادة بالنسب: (لا أعلم أحدًا من أهل العلم منع منه، ولو منع ذلك لاستحالت معرفته؛ إذ لا سبيل إلى معرفته قطعًا بغيره، ولا تمكن المشاهدة فيه، ولو اعتبرت لما عرف أحد أباه ولا أمه ولا أحدًا من أقاربه، وقد قال الله تعالى ﴿يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ﴾).

قلت: ولا يخرم هذه الشهرة والاستفاضة إلا الجرح القادح المفسر ممن يُعتد برأيه وأمانته، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني(ت852هـ): (إن النسب مما يثبت بالاستفاضة إلا أن يثبت ما يخالفه).

وقد أفردنا رسالة في ثبوت النسب ونفيه بالشهرة والاستفاضة، وهي مطبوعة باسم: (الإفاضة بأدلة ثبوت النسب ونفيه بالشهرة والاستفاضة) بسطنا الحديث عن هذه القاعدة وشروطها وقيودها وما يخرمها.

ثم يأتي بعد الشهرة والاستفاضة في ثبوت النسب، المصادر الموثوقة لعلماء النسب والتاريخ الثقات بالقيد الذي ذكرناه آنفًا.

ولذلك عدّ العلماء مسألة إثبات الأنساب من المسائل العظيمة كإقامة الحدود. ويجب على العالم أو القاضي أن يكون معها نبيهًا يقظًا محتاطًا؛ لئلا تختلط الأرحام ويصبح فساد عظيم. قال الفقيه السبكي (ت756هـ): (التمسك في إثبات الحدود كالتمسك في إثبات الشرف)، وقال الفقيه الهيتمي(ت974هـ): (النسب يحتاط له بخلاف المال).

ليست مسألة الشهرة والاستفاضة لمعرفة لاثبات الأنساب ونفيها الوحيدة التي قررها علماء الإسلام في إثبات الأنساب ونفيها، بل هناك مسائل كثيرة حررها علماء الإسلام في كتب الفقه لصيانة الأنساب وحفظها، وأبوابًا أفردت في كتبهم أبوابًا (باب ثبوت النسب) أو ( باب دعوى النسب ) ، وعنواين أخرى مشابهة، ولو جمعت هذه المسائل لوقعت في مجلدات.

لم تترك الشريعة يا كرام شيئًا في حياتنا إلا وعلمتنا إياه؛ أفتترك الأنساب التي منها النسل والأرحام مهملة مختطلة؟!
لا والله، بل صانت شريعتنا أنسابنا وحفظتها.

وفي الختام أقول لهذا المغتر بالحمض النووي: الاعتماد على هذا الحمض النووي في تحديد أصول الأنساب ومن ينتمي إليها من العبث المعاصر بعلم الأنساب؛ فلا تجافي شريعتك العظيمة التي ضبطت هذا العلم وخدمته عبر مئات القرون أخي وتركن لعلم حادث، يحتمل الصحة في هذا الباب من عدمه، ولدينا الأصول العلمية الشرعية في ضبط الأنساب ومعرفتها إثباتاً ونفياً، سيما وقد يتلاعب بذلكم الحمض النووي بالزور لخلط الأنساب وتزويرها!

ثم إن كان لهذا الحمض فائدة في الأنساب؛ فإنها لن تكون إلا في جزئية ضيقة، وهي معرفة الابن لأبيه فقط حين الإنكار، ومع هذا؛ فإن القضاة في هذه الجزئية لا يعدونه دليلاً ولا قرينة إنما يستأنس به، لأن هناك نصوصًا شرعية واردة في مثل هذه الحادثة منها قول النبي ﷺ: (الولد للفراش)، وقد المجمع الفقهي الإسلامي على أن هذا الحمض لا يثبت الأنساب البعيدة أبدًا إنما يستأنس به في نطاق ضيق جدًا حينما ينكر الأب الابن.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتبه:
أبو هاشم إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
٢ ذو القعدة ١٤٣٧هـ
 

راضِي

الإدارة التقنية للمنتدى
إدارة المنتدى
10 مايو 2015
27,653
1
5,533
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الودود حنيف
علم البلد
رائع جدا أخي

ينقل إلى الركن العام
 
11 فبراير 2018
54
14
8
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
كتب الشريف محمد الصمداني مقالة بعنوان الحمض النووي و آل البيت …رؤية شرعية نقدية
http://alalbayt.com/?p=4430
الحمد لله رب العالمين و لا عدوان إلا على الظالمين ، و أشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام المتقين ، وبعد :
فمن نوازل العصر و الأمور المشتهرة في الأونة الأخيرة بحث تحديد الأجناس و الأنساب من خلال مشاريع الحمض النووي و أبحاث الـ DNA . و هي أبحاث مجردة تعمل بصورة علمية كما يقولون ، و هي تنتشر في البلاد الغربية ، و ترعاها شركات متخصصة لها معاملها الخاصة بها ، ولها روادها و المنتفعين منها و من أبحاثها ، و منها : شركة : Family Tree DNA .
يقول الباحث النسابة فائز البدراني : ( ..و تتلخص قضية الحمض النووي في أن الغرب استطاع علميًا أن يكتشف محددات السلالات البشرية، أو عمود النسب للأفراد والأسر والقبائل بطريقة علمية لا تقوم على ما توارثه أبناء العرب من انتسابات إلى قحطان أو عدنان، أو إلى هذه القبيلة أو تلك،ولا ما دونه ابن الكلبي أو الهمداني أو ابن حزم، بل إنها قد تنسف حتى ما توارثه المؤرخون الغربيون من تقسيم للسلالات البشرية، فقلبت هذه التقنية الكثير من المفاهيم النسبية والمزاعم القبيلة!!
لقد أصبح بإمكان اختبار الحمض النووي تحديد أصل الفرد المعاصر سواء كان عربياً أو غير عربي بصورة قاطعة، وأصبح من السهل معرفة انتماءات القبائل العربية وتحديد جذورها وسلالاتها ومدى ارتباطها أو تباعدها، ومدى عروبتها أو عجمتها.. وتزداد درجة الدقة والوضوح كلما زاد عدد عينات الاختبار من القبيلة الواحدة وتفرعاتها ) . أهـ. (جريدة الجزيرة:http://www.al-jazirah.com/109557/ar2d.htm ) .
و قد لُوحِظ كثرة استخدام هذه الأبحاث لتوجيهها و تسليط الضوء على صحة أنساب آل البيت المعاصرين ، خاصةً و أنهم يهولون من شأنها بأنها أداة معيارية علمية محايدة لا تقبل التشكيك !
و رأيتُ فما رأيت ، أن دوافع ذلك التوجيه و الاستعمال لنتائج المشروع على أنساب آل البيت ، لا تخرج عن ستة حالات :
الأولى : دافع تجميع قاعدة بيانات خاصة بجينات آل البيت ، و قد يسميها البعض بجينات الهاشميين ، أو ( جين الهواشم ) فهو دافع جمعي محض ، و قد قابلتُ بعض الأشخاص الذين يوجههم هذا الدافع ، و هم أصحاب نية سليمة و قصد حسن في الجملة من هذا المشروع ، لكن يجب النظر في المآلات التي تؤول إليها أعمالهم و مشاريعها ، فقد تستخدم لأغراض مسيئة ، كالطعن في أنساب آل البيت أو التفاخر أو التعصب أو غير ذلك .
و زارني – قبل سنوات – رجل مهتم بهذا الموضوع و يحركه هذا الدافع ، و تحدث إلي كثيراً في هذا الباب ، فاستصغرت عقلَهُ ، و حمدتُ الله على العافية ، و لم أقتنع بمشروعه الذي عرضه !
أصحابُ هذا الدافع أقل الناس حضوراً في وسائل الإعلام و الانترنت !
و إذا وجدت لهم راوبط أو مواقع فهي شبه مهجورة ، كما أنها قد تغلق بعد حين !
الحالة الثانية : أن يكون دافعه الدفاع عن الدين و عقائد الإسلام ، نحسبهم كذلك و لا نزكي على الله أحداً ، فيتخذ هؤلاء الموضوع وسيلة و أداة لكشف دعاوى و زيف أنساب الرافضة و الصوفية الذين يدعون الإنتساب إلى آل البيت ، فيتم بذلك – في زعمهم – الحفاظ على قواعد الإسلام و تبصرة الناس بغش هؤلاء و دجلهم !
و أصحاب هذا الدافع هم الأكثر حضوراً و انتشاراً عبر وسائل الإعلام . و من آخر ما رأيت من إنتاج مرئي لهؤلاء : ما قدَّمَهُ الأستاذُ عمر الزيد ، و من داخله في حلقته ( الحمض النووي و آل البيت ) ، و التي بثت مؤخراً في قناة ( وصال ) !
و في الحقيقة ، فإن استخدام هذه التقنية مع أمثال أولئك ، سلاح ليس بناجع و لا حاسم لمسألة الادعاء ، لأنه يمكن أن يقولوا : إن نتائج تحليل الحمض النووي متنازع فيها ، فلماذا لا يكون جيننا نحن ( من تسموننا بالأدعياء ) هو الصحيح للهواشم ، و يكون جين الثابتين نسباً للأدعياء !!
و لهذا ، لما صدرت نتائج تحليل الحمض النووي لعائلة النمر في المنطقة الشرقية ، قام الأدعياء بحيلة جديدة ، و هي استصدار فتاوى من مراجعهم في عدم الاعتماد على نتائج تحليل الحمض النووي أصلاً ؟!!

الحالة الثالثة : أن يكون الدافع حلّ حالة الاحتقان و التعصب القبلي التي تنخر في المجتمع العربي المعاصر بسبب الأنساب ، و ذلك بإظهار أن أصول جينات القبيلة الواحدة مختلفة و متناقضة ، فيخفف هذا من التشدد و التعصب للأنساب !! و ساعد بعض المسؤولين في دولة خليجية كبرى على تقديمه كحل علمي لهموم اجتماعية مؤرقة ، كالتعصب العرقي للقبيلة ، و مسألة كفاءة النسب ، و نحو ذلك !
و عادة ما يشيع هذا الدافع في كتابات بعض الصحفيين و الإعلاميين ! و قد كتب بدر السليمان في ( السياسي ) مقالاً بعنوان : ( كشف الـdna ينهي أزمة القبيلي والخضيري في السعودية‘ ) ؟!! . و جاء فيه (يرى البعض أن كشف الحمض النووي عندما يتم فرضه على نطاق واسع في السعودية سيهدأ ويخفف من موجة التعصب القبلي وقضايا تكافؤ النسب عندما يكشف للجميع بطريقة لا تقبل الشك أن الجميع متشابهون وينتمون لسلالات بعيدة، ولا وجود فعلا لتصنيفات تشرذم المجتمع السعودي مثل كلمات ” القبيلي” و”الخضيري” التي تنتشر حتى لدى الطبقات الأكثر تعليماً ) . أهـ.
و قد يظهر جانب من هذا الدافع لدى بعض الباحثين المعاصرين في الأنساب . يقول الباحث النسابة فائز البدراني : ( .. و مع أن الكثيرين يقفون موقف المتخوف من نتائج هذه التقنية إلا أنني شخصيا أرى أن هذا الفتح العلمي جاء في الوقت المناسب بعد أن بلغ السيل الزبى من جراء العودة إلىالتفاخر بالأنساب والأحساب، ووصل الاهتمام بجانب النسب حداً غير معقول بمنهج لا يخلو من الفوضوية والغوغائية!
فهل يعود الناس إلى رشدهم؟ وهل يكتشف أصحاب التعصب لقبائل معينة ويطعنون في قبائل أخرى أنهم قد يكونون من القبائل التي تعصبوا ضدها ؟ !) . ( مقال بعنوان : مشروع الحمض النووي لتحديد السلالات البشرية!! . انظر : جريدة الجزيرة : http://www.al-jazirah.com/109557/ar2d.htm

الحالة الرابعة : أن يكون الدافع دافع طعن في انتساب آل البيت بالجملة ، و هو داءٌ قديم ، ابتلي به خلقٌ من الناس لأسباب شتى ، و يتستر هؤلاء بصورة البحث العلمي المحايد الذي لا يقبل التشكيك ..! و يصرحون بالقول : (( إنَّ كل من انتسب لآل البيت ، فيجب أن يعرض نسبه على مشروع الحمض النووي )) ؟!
و إلاّ ، فإنّ نسبه باطلٌ لا يصح !
بل قيل : (( القاعدة ، و الأصل : في كل من انتسب إلى أهل البيت أنه ليس من أهل البيت )) . ( راجع : حلقة الحمض النووي و آل البيت ، مصدر سابق ) ؟!!
و لهؤلاء حضور واضح في شبكة الانترنت ، و عند أوساط المثقفين ، و قد يشاركهم بعض أصحاب الدافع الثاني في بعض مسالكهم و قضاياهم ، و هو طعنٌ محض ، وكبيرة من كبائر الإثم ، بل هو ( كهف ملغم بالكبائر ) متصل الإثم ، لأن ذلك قاعدة و أصل يطبق على كل نسب ، و الأنساب كثيرة و عديدة ، فكل نسب فهو معروض و مشكوك فيه ، و الله المستعان !
الحالة الخامسة : استكشاف و استطلاع لجنس النسب و صحته بشكل فردي أو جماعي محدود لفخذ أو قبيلة صغيرة تروم الانتساب لآل البيت ، و الأكثر في هؤلاء أنهم أدعياء و دخلاء على النسب الشريف ، و قد يكون منهم أناس ثابتون ، لكنهم يريدون زيادة الطمأنينة و قطع الشكوك ، و نحو ذلك .
و رأيتُ بعض الباحثين – هداه الله و وفقه – متشككاً في أنساب أسر وقبائل هل تثبت في آل البيت أم لا ؟ فلما عملوا تحليل الحمض النووي و خرجوا في سلالة j1c3d ، وافقهم على مرادهم و مطلوبهم ، و أقرَّ بصحة أنسابهم في آل البيت ؟!
و هذا ليس بمحمود ..لا شرعاً ، و لا عقلاً !
الحالة السادسة : أن يكون الدافع هو محاولة الحسم السريع و سد النقص و الفجوات في المعلومات النسبية والتاريخية ، فيلجأ إلى هذه الطريقة السريعة !
و عادة ما يقوم أصحاب هذا الدافع بالتشكيك في مصادر الأنساب و روايتها ، ويرون أنها مجرد خرافات و أساطير ، و يعممون ذلك من الناحية العملية على شهادات الاستفاضة ، و الشهرة والسماع ، ويجعلونها من جنس مرويات القبائل التي لا يمكن الثقة بها !

أين تكمن الحيلة ؟
قد يأتي شخصٌ لا يصح نسبه للأشراف و آل البيت أصلاً ، فيعمل تحليلاً للحمض النووي ، فتخرج نتيجته ( j2 ) ، فيعمم ذلك على كل الأشراف ، فمن كان من J2 فهو شريف و من ليس كذلك فهو ليس بشريف ، و هذه مصيبة !
و قد حصل هذا من بعض الأدعياء في بعض الدول الخليجية حيث عمم ذلك الأمر ، و أصبح يكتب هنا و هناك في المنتديات ، و انتشر خبره في حينه !
و لا يتوقف الأمر عند ذلك ، بل رأى بعضهم نتيجة تحليل الحمض النووي لليهود ، فظهرت الكثرة منهم تحمل J2 ، فأصبحوا يستدلون على أن العرب و اليهود أبناء إبراهيم ، فيجب أن يكون العرب يحملون J2 مثل أولئك ..
و تبين بعد ذلك أن هؤلاء أدعياء أصلاً ، ويستدلون بنتائج أدعياء لنسب اليهود حتى يثبتوا انهم يحملوا خصائص جينات سلالة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام !!
إذن أين تكمن الحقيقة و كيف نثق ؟ و بمن نثق ؟
إنَّ الشركة المسؤولة تقبل أي عينات ، و تسميها باسم المرسل ، دون ثقة بصحة بياناته و ما يدلي به عن نفسه ، و ستظل هذه القضية من نقاط الضعف الأصلية في الموضوع !!
أضف إلى ذلك :
  1. 1. كيف يتم التأكد من صحة إخبار هؤلاء لنا بنتائجهم ، هل نعمل بقاعدة أنهم من أهل الكتاب ، و إذا حدثكم بنو إسرائيل فلا تكذبوهم ولا تصدقوهم ؟! ام نقول : لا دخل لهذه المسألة بها ، كما هو الظاهر !
  2. 2. هل اختلاط العينات مأمون الجانب ؟ ألا يمكن أن تخطيء الشركة في العينات ؟ فتضع عينات رجل صيني لرجل هندي ؟ و تضع عينات رجل هاشمي لرجل من الإسكيمو مثلاً ؟
  3. 3. هل النتائج الموجودة حالاً توفر حكماً استقرائياً أغلبياً ام أنها لا تزال في طور الجمع ؟ ولا تكاد توجد عينات إلا على عدد الأصابع ؟!
  4. 4. هل هذا التحليل لتلك الشركة بريء تماماً من شائبة الربح التجاري ؟ إن طبيعة الأمر و صورته تدل على شيء من ذلك ، و طبيعة الدعاية ، وتصنيف بعضهم في هذا الشأن يشير إلى وجوب توخي الحيطة والحذر !
صورة تطبيقية للموضوع :
ثلاثة أشخاص ينتسبون إلى بني هاشم ، كانت نتائجهم متباينة جداً ، حيث إن كل مشترك من فئة مختلفة :
فالأول : ( حسني النسب ) ظهرت نتيجته من : J1 .
و الثاني : ( علوي النسب ؟! ) ظهرت نتيجته من : J2 .
و الثالث : ( حسيني النسب ) ظهرت نتيجته من : G .
فيحكمون كالتالي : نسبة كل هؤلاء إلى بني هاشم غير معقولة جينياً ، ثم يرون أن نسبتهم لبني هاشم : ظنية ، و ليست قطعية .
و يقولون : لو سلمنا أن j2 ، هو لنسل إبراهيم الخليل عليه السلام ، و هي نتيجة العلوي ، فإن نسبة الحسني و الحسيني لبني هاشم ظنية و ليست قطعية .
( المصدر : دراسات للجينات والبصمة الوراثية في الجزيرة العربية والشرق الاوسط وعلاقاتها بالانساب ) .
و نحن لا ندري ما هو الفرق في الجينات بين العلوي و الحسني والحسيني ؟! أليس من الطبيعي أن تكون النتيجة متطابقة ؟ لكن لأنهم إما أدعاء او أن بعضهم شريف ثابت والبقية ليسوا كذلك ، فإنهم يتدافعون النسب ، و ينكرون على بعضهم ، ويفتنون الناس و يزينون لهم الباطل في صورة الحق و العلم !!
و من طوام هؤلاء النسابين النوويين الجدد : أنهم زعموا أن بعض أهل الأرض اليوم ليسوا من ذرية نوح عليه الصلاة والسلام .
و هو إنكار لما في القرآن الكريم ! قال ابن القيم رحمه الله : ” .. قد اتفق العلماء أن نوحاً لما نزل من السفينة ، مات من كان معه ، ثم مات نسلهم ، و لم يبق غير نسل نوح ، و الدليل على هذا قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ} ..) . أهـ .
و يكادُ يجمع كل أصحاب الدوافع السالفة على أمرين :
الأول : تغييب الرؤية الشرعية عن الموضوع .
الثاني : إسقاط كتب التاريخ و الأنساب و الشجرات الصحيحة المعتمدة !
و هذا ما يستدعي منا ، الرد عليهم من تلك الجهتين ، و سيأتي إن شاء الله بيانه في حلقة كاملة نتحدث فيها عن هذه النازلة من وجهة نظر شرعية ، و الله المستعان !
 
  • أعجبني
التفاعلات: راضِي

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع