- 3 ديسمبر 2020
- 318
- 145
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
-
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد ورد لفظ (الإنسان) في القرآن (65) مرة ، و أن أكثر سورة وردت فيها كلمة الإنسان هي سورة الإسراء؛ ذلك أنها تتحدث عن استخلاف الانسان في الأرض بعد أن عرضت نموذجا فاشلا لهذا الاستخلاف ممثلا في بني إسرائيل .والملاحظ أيضا كثرة تكرار لفظة القرآن في السورة نفسها إذ إن القرآن هو منهج الاستخلاف .
وأول مرات ورود الإنسان في القرآن بحسب ترتيب المصحف لا بحسب النزول في سورة النساء، وذلك قوله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً} [28]. وسورة النساء هي سورة المستضعفين بامتياز؛ فقد وردت فيها كلمة "المستضعفين" (4) مرات ولم ترد في سورة سواها.
وذكر القرآن سجود الملائكة له في عدة مرات في عدة سور، وجعل منه الأنبياء وهم أكرم المخلوقات، وسجّل كرامته في كتابه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ}، وهذا في سورة الإسراء كذلك
وجعله بالعلم أسمى المخلوقات وميّزه على الملائكة: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ} [البقرة:31]. وأودع فيه "الروح" التي لا يعلم كُنهها إلا الله، ونسبها الله إليه تشريفاً لها؛ إذ قال: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر:29].
وبيّن القرآن السنن الفطرية في الإنسان من حيث طبيعته الفردية والمتفردة، والآيات في هذا كثيرة لعلها تستأثر بأكبر حصة وأوفى وأوفر نصيب، وهذه بعض الآيات: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا} [يونس:12]، ، {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم:34]، {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً} [الإسراء:11]، {وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُوراً} [الإسراء: 67]، وراجع [الشورى:48]، {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الإنبياء:37]
- أما خلق الإنسان فقد ذُكر في العديد من الآيات، ومنها: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر:26]، {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [النحل:4
ثم بيان عداوة الشيطان للإنسان: وهذا موضوع مهم ذكرته عدة آيات.. ليأخذ الإنسان حذره من هذا العدو ويتخذه عدوّاً، وأول سورة أشارت إلى هذا بحسب ترتيب المصحف: سورة [يوسف:5]: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، ثم [الإسراء:53]: {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً}، و[الفرقان:29]: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً}.
وأما نداءات الإنسان في القرآن : فقد ورد نداء الإنسان في القرآن في سورتين من جزء (عمّ) هما: الانفطار والانشقاق: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}، {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ}،
ونقف عند آية وردت في خواتيم سورة الأحزاب ونختم بها حديثنا عن الإنسان، {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}. ولعل هذه الآية من أكثر الآيات التي تبين تميّز الإنسان ونقاط قوّته ونقاط ضعفه، أما تفوّقه وتفرّده وتميّزه؛ فالتصدي لحمل ما عجزت عن حمله أضخم مخلوقات الوجود ، السماوات والأرض والجبال، وهذا الذي عجزت عنه هو "الأمانة" وهي "العبادة بالإرادة"، أو العبادة بالتخيير لا بالتسيير،
أما مؤهلات الإنسان لحمل هذه الأمانة؛ فالعقل والإرادة وحرية الاختيار.
وأما نقاط ضعفه من خلال هذه الآية نفسها؛ فآفتان خطيرتان: الظلم والجهل. والظلم: انحياز الإنسان لنفسه على حساب أخيه، والجهل: عدم معرفة الحدود والحقوق. وهذان مقتلا الإنسان، وإذا دقّقت وجدتهما أخطر مقاتل الإنسان، والله أعلم
فقد ورد لفظ (الإنسان) في القرآن (65) مرة ، و أن أكثر سورة وردت فيها كلمة الإنسان هي سورة الإسراء؛ ذلك أنها تتحدث عن استخلاف الانسان في الأرض بعد أن عرضت نموذجا فاشلا لهذا الاستخلاف ممثلا في بني إسرائيل .والملاحظ أيضا كثرة تكرار لفظة القرآن في السورة نفسها إذ إن القرآن هو منهج الاستخلاف .
وأول مرات ورود الإنسان في القرآن بحسب ترتيب المصحف لا بحسب النزول في سورة النساء، وذلك قوله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً} [28]. وسورة النساء هي سورة المستضعفين بامتياز؛ فقد وردت فيها كلمة "المستضعفين" (4) مرات ولم ترد في سورة سواها.
وذكر القرآن سجود الملائكة له في عدة مرات في عدة سور، وجعل منه الأنبياء وهم أكرم المخلوقات، وسجّل كرامته في كتابه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ}، وهذا في سورة الإسراء كذلك
وجعله بالعلم أسمى المخلوقات وميّزه على الملائكة: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ} [البقرة:31]. وأودع فيه "الروح" التي لا يعلم كُنهها إلا الله، ونسبها الله إليه تشريفاً لها؛ إذ قال: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر:29].
وبيّن القرآن السنن الفطرية في الإنسان من حيث طبيعته الفردية والمتفردة، والآيات في هذا كثيرة لعلها تستأثر بأكبر حصة وأوفى وأوفر نصيب، وهذه بعض الآيات: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا} [يونس:12]، ، {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم:34]، {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً} [الإسراء:11]، {وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُوراً} [الإسراء: 67]، وراجع [الشورى:48]، {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الإنبياء:37]
- أما خلق الإنسان فقد ذُكر في العديد من الآيات، ومنها: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر:26]، {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [النحل:4
ثم بيان عداوة الشيطان للإنسان: وهذا موضوع مهم ذكرته عدة آيات.. ليأخذ الإنسان حذره من هذا العدو ويتخذه عدوّاً، وأول سورة أشارت إلى هذا بحسب ترتيب المصحف: سورة [يوسف:5]: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، ثم [الإسراء:53]: {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً}، و[الفرقان:29]: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً}.
وأما نداءات الإنسان في القرآن : فقد ورد نداء الإنسان في القرآن في سورتين من جزء (عمّ) هما: الانفطار والانشقاق: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}، {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ}،
ونقف عند آية وردت في خواتيم سورة الأحزاب ونختم بها حديثنا عن الإنسان، {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}. ولعل هذه الآية من أكثر الآيات التي تبين تميّز الإنسان ونقاط قوّته ونقاط ضعفه، أما تفوّقه وتفرّده وتميّزه؛ فالتصدي لحمل ما عجزت عن حمله أضخم مخلوقات الوجود ، السماوات والأرض والجبال، وهذا الذي عجزت عنه هو "الأمانة" وهي "العبادة بالإرادة"، أو العبادة بالتخيير لا بالتسيير،
أما مؤهلات الإنسان لحمل هذه الأمانة؛ فالعقل والإرادة وحرية الاختيار.
وأما نقاط ضعفه من خلال هذه الآية نفسها؛ فآفتان خطيرتان: الظلم والجهل. والظلم: انحياز الإنسان لنفسه على حساب أخيه، والجهل: عدم معرفة الحدود والحقوق. وهذان مقتلا الإنسان، وإذا دقّقت وجدتهما أخطر مقاتل الإنسان، والله أعلم
منقول بتصرف
