إعلانات المنتدى


دلالة أسماء السور " البينة "

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
319
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
البيّنة: من البيْن وهو الفرقة أو الانفصال لأن بها ينفصل الحق عن الباطل بعد التباسهما ، وأبان الشيء إذا اتضح وانكشف ، والبينة هي الحجة الواضحة

أثر الاسم في فهم موضوعات السورة

البينة و محور وضوح معنى الإيمان:

فأشارت السورة إلى النبوة؛ فالمقصود بالبينة في السورة هو: النبي صلى الله عليه وسلم وما أوحي إليه من القرآن، ومن مقاصد السورة تعظيم القرآن كما قال تعالى ( يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ )
فيذكر القرآن ويثنى عليه بأحسن الثناء و بأحسن الذكر ، ويصف ما فيه بأنها أخبار وأحكام مستقيمة معتدلة، فالله تعالى يقيم الحجة بإرسال الرسل مبشرين و منذرين وداعين إلى الحق المبين، وهذا من عدله ورحمته .
وتوضح السورة طريق السلوك إلى الله، قال تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )

فكما أن الله أقام الحجة البينة على أهل الكتاب والمشركين، فكذلك يجب أن يكون الإيمان واضح المعالم جل فإيمان المؤمن خالص، لا تشوبه شائبة، فالدين عند الله هو الحنيفية المسلمة

البينة و محور العدل الإلهي:

تشير التسمية إلى عدل الله تعالى ورحمته، فاّلِله تعالى يقيم الحجة بإرسال الرسل، مبشرين ومنذرين وداعين إلى الحق، فهم البينة الواضحة والحجة والبرهان، فمن آمن واتقى فمع المؤمنين الأطهار الأخيار، ومن كفر وتولى فمع المعذبين الأشرار
فالله تعالى بهذه التسمية الرمزية الفريدة للسورة ، ( البينة ) يوبخ الكافرين، ويحاجهم بالبينة الواضحة، ويستنكر عليهم تكذيبهم، إذ إنهم كانوا في انتظار البينة وما سمعوه عن إرهاصاتها، َ فلما أتتهم تكبروا وتجبروا وأعرضوا كما قال تعالى ( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ )
البينة و محور ُ يسر الدين:

فهذا الدين يسر لا عسر فيه، فهو واضح ؛ فطريق الهداية والاستقامة واضحة المعالم والظهور وهو الصراط المستقيم، من سلكه فاز بالدنيا والدين، وبين الله تعالى في السورة طريق النجاة ، قال تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
وهذا طريق العبودية لله تعالى، وإقامة شرعه وفق ما جاء به رسله

البينة و محور العمل:

يلقي اسم السورة ظلاله على الشرط والجزاء القائم بالسورة، فكما أن ( البينة ) واضحة ظاهرة جلية، لا شك فيها ولا جدال، فكذلك كان شرط الإيمان واضح لا لبس فيه ولا خفاء، وهو الإخلاص والتوجه إلى الله كلية بالنفس والفكر والعقيدة، عمل لا شرك فيه ولا رياء، عمل فيه تحقيق الألوهية بإقامة شرائع الدين وأركان الإسلام؛ فالإيمان ليس ادعاء َ فقط ولا تشدق بالقول، ولا انتساب لدين بدون إقامة البينة على هذا الانتساب ، لذلك يذكر دوما العمل الصالح بعد الايمان كما في قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )

وخشية الله هي ملاك الأمر كله ، والحاث على كل خير، وهي التي توجه العبد إلى الإخلاص؛ فهو يعلم أن الله ناظره، وهو أغنى الأغنياء عن الشرك، وهكذا يأتي التعبير القرآني الأخير في نهاية السورة ليبلور وضوح المنهج والصراط الذي جاء به هذا الدين العظيم، ونتيجة إقامة هذه البينة في قوله تعالى ( ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ )

وضوح البينة و محور وضوح الجزاء :

كما أن البينة هي الحجة الواضحة، فكذلك جاء الجزاء بشقيه جليا ؛ حتى يكون الإنسان على بينة من أمره، فيختار ما يصلح دينه ودنياه، وهذا يغلب على أسلوب القرآن ، ليحيا الإنسان على بينة، أو يهلك على بينة، مع إقامة الحجة عليه في الحالتين، قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّه )


هذا والله أعلم
منقول بتصرف
 
  • أعجبني
التفاعلات: سعــــــود

سعــــــود

مشرف ركن مزامير جزيرة العرب والحرمين الشريفين
المشرفون
2 يونيو 2008
6,505
1,400
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
جزاك الله خيرًا ونفع بك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع