إعلانات المنتدى


" الأمة المسلمة " في سورة البقرة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
319
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
الأمة المسلمة كما وصفتها سورة البقرة

لقد شاء الله أن يبعث محمدا بأمّة جديدة ، ويصبغها بالصبغة الربانية ، صبغة الحق والتوحيد ، قال تعالى ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ )
وكانت هذه البعثة المحمدية استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
وقد ألهم الله إبراهيم عليه السلام أن يسمّي هذه الأمة بالأمة المسلمة فلم يلقب بالإسلام بعد إبراهيم أي دين آخر غير دين محمد ، ليكون إتماما للحنيفية دين إبراهيم عليه السلام ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) وقد كان محمد صلى الله عليه وسلم من ولد إسماعيل عليه السلام ، وبذلك تحققت دعوة إبراهيم ونشأت الأمة المحمدية المسلمة .
ومن صفات هذه الأمة المسلمة كما جاءت في سورة البقرة :
أمة هداية ( أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وأولئك هم المفلحون )
الأمة الأوْلى بإبراهيم ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ )
أمة وسطا ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) فهم من أوسط العرب نسبا وشرفا والأوسط هنا الأحسن وهم وسط في الأنبياء كما قال السعدي ( بين من غلا فيهم كالنصارى ومن جفاهم كاليهود ) وهم وسط في التشريعات فلا عندهم تشديدات اليهود ولا تهاون النصارى .
أمة شهداء ( لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) فهم يشهدون للأنبياء على أقوامهم بأنهم بلغوا رسالة الله إلى أقوامهم .
أمة الاصطفاء والولاية ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ )
وهذه الولاية لها ثمنها ، وثمنها الابتلاء فنحن أمة مبتلاة ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )

ولهذه المكانة المميزة لهذه الأمة فهي محسودة عند غيرها من الأمم كما قال تعالى ( مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) وقوله أيضا ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ )
كل تلك الأيات تؤكد تفرد هذه الأمة ، وأن عليها أن لا تنظر نظرة المغلوب والمهزوم أمام الأمم الكافرة الأخرى وأنّ علها أن تستعيد مكانتها من جديد ، كما قال تعالى في آل عمران ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )

هذا والله أعلم
منقول بتصرّف


 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع