- 3 ديسمبر 2020
- 319
- 145
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
ورد الصبر في سورة هود في ثلاثة مواضع وهي :
أولا : اقتران الصبر بعمل الصالحات : ( إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (11) ودائما ما يقترن في القرآن عمل الصالحات بالإيمان ( آمنوا وعملوا الصالحات ) إلا في هذا الموضع قال تعالى ( صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ليدل ذلك على مقام الصبر وأنه من الإيمان
وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " الإيمان نصفان : نصفُ صبر ، ونصف شُكر ".
ولهذا جمع الله -سبحانه- بين ( الصبر ) و ( الشُّكر ) في قوله : { إنَّ في ذلك لآياتٍ لكلِّ صبَّار شَكور } .فالعبد لا ينفك عن : ( أمر يفعله ) ، و : ( نهي يتركه ) ، و : ( قدَر يجري عليه ) ، و في الثلاثة لا بد له من الصبر .
قال ابن القيم في عدة الصابرين : وأصلُ الشُّكر : صحة العزيمة وأصلُ الصَّبر : قوة الثبات .
فمتى أُيِّد العبدُ بـ ( عزيمة وثبات ) ؛ فقد أُيِّدَ بـ ( المعونة و التوفيق ).
ثانيا : اقتران الصبر مع حسن العاقبة : ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) (49)
ثالثا : اقتران الصبر مع الإحسان : ( وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) (115) وقد كان السياق يقتضي أن يقول ( وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الصابرين ) ليدل على أن الصبر من الإحسان .
قال البقاعي في تفسيره : ﴿فَإنَّ﴾ الصَّبْرَ هو الإحْسانُ كُلَّ الإحْسانِ وإنَّ ﴿اللَّهَ﴾ أيِ المُحِيطَ بِصِفاتِ الكَمالِ ﴿لا يُضِيعُ﴾ أيْ: بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ ﴿أجْرَ المُحْسِنِينَ﴾ أيِ العَرِيقِينَ في وصْفِ الإحْسانِ بِحَيْثُ إنَّهم يَعْبُدُونَ اللَّهَ كَأنَّهم يَرَوْنَهُ، فَلِذَلِكَ يَهُونُ عَلَيْهِمُ الصَّبْرُ، ولِذَلِكَ لِأنَّ الطّاعَةَ كُلْفَةٌ فَلا تَكُونُ إلّا بِالصَّبْرِ، وكُلُّ ما عَداها فَهو هَوى النَّفْسِ لا صَبْرَ فِيهِ، فالدِّينُ كُلُّهُ صَبْرٌ «حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكارِهِ والنّارُ بِالشَّهَواتِ» ولِذا فُضِّلَ ثَوابُ الصّابِرِ ﴿إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهم بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ [الزمر: ١٠] والصَّبْرُ المَحْمُودُ: حَبْسُ النَّفْسِ عَنْ الخُرُوجِ إلى ما لا يَجُوزُ مِن تَرْكِ الحَقِّ، ونَقِيضُهُ الجَزَعُ – انتهى
أولا : اقتران الصبر بعمل الصالحات : ( إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (11) ودائما ما يقترن في القرآن عمل الصالحات بالإيمان ( آمنوا وعملوا الصالحات ) إلا في هذا الموضع قال تعالى ( صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ليدل ذلك على مقام الصبر وأنه من الإيمان
وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " الإيمان نصفان : نصفُ صبر ، ونصف شُكر ".
ولهذا جمع الله -سبحانه- بين ( الصبر ) و ( الشُّكر ) في قوله : { إنَّ في ذلك لآياتٍ لكلِّ صبَّار شَكور } .فالعبد لا ينفك عن : ( أمر يفعله ) ، و : ( نهي يتركه ) ، و : ( قدَر يجري عليه ) ، و في الثلاثة لا بد له من الصبر .
قال ابن القيم في عدة الصابرين : وأصلُ الشُّكر : صحة العزيمة وأصلُ الصَّبر : قوة الثبات .
فمتى أُيِّد العبدُ بـ ( عزيمة وثبات ) ؛ فقد أُيِّدَ بـ ( المعونة و التوفيق ).
ثانيا : اقتران الصبر مع حسن العاقبة : ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) (49)
فدائما تكون حسن العاقبة مع الصبر كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عباس " واعلَمْ أنَّ في الصَّبرِ على ما تكرهُ خيرًا كثيرًا، واعلَمْ أنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ ، وأنَّ الفرَجَ مع الكرْبِ ، وأنَّ مع العُسرِ يُسرًا " صحيح أخرجه الترمذي
جاء في شرح الحديث : "وأنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ"؛ فالصَّبرُ مِفتاحُ كلِّ خيرٍ مع إخلاصِ النِّيَّةِ للهِ، "وأنَّ الفرَجَ مع الكرْبِ، وأنَّ مع العُسرِ يُسْرًا"، أي: أنَّ رَحمةَ اللهِ بعِبادِه قريبةٌ، فيَجعَلُ مع الضِّيقِ والشِّدَّةِ تَفريجًا، فلا يَيأَسِ العبْدُ مهما أصابَه.ثالثا : اقتران الصبر مع الإحسان : ( وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) (115) وقد كان السياق يقتضي أن يقول ( وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الصابرين ) ليدل على أن الصبر من الإحسان .
قال البقاعي في تفسيره : ﴿فَإنَّ﴾ الصَّبْرَ هو الإحْسانُ كُلَّ الإحْسانِ وإنَّ ﴿اللَّهَ﴾ أيِ المُحِيطَ بِصِفاتِ الكَمالِ ﴿لا يُضِيعُ﴾ أيْ: بِوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ ﴿أجْرَ المُحْسِنِينَ﴾ أيِ العَرِيقِينَ في وصْفِ الإحْسانِ بِحَيْثُ إنَّهم يَعْبُدُونَ اللَّهَ كَأنَّهم يَرَوْنَهُ، فَلِذَلِكَ يَهُونُ عَلَيْهِمُ الصَّبْرُ، ولِذَلِكَ لِأنَّ الطّاعَةَ كُلْفَةٌ فَلا تَكُونُ إلّا بِالصَّبْرِ، وكُلُّ ما عَداها فَهو هَوى النَّفْسِ لا صَبْرَ فِيهِ، فالدِّينُ كُلُّهُ صَبْرٌ «حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكارِهِ والنّارُ بِالشَّهَواتِ» ولِذا فُضِّلَ ثَوابُ الصّابِرِ ﴿إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهم بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ [الزمر: ١٠] والصَّبْرُ المَحْمُودُ: حَبْسُ النَّفْسِ عَنْ الخُرُوجِ إلى ما لا يَجُوزُ مِن تَرْكِ الحَقِّ، ونَقِيضُهُ الجَزَعُ – انتهى
هذا والله أعلم