- 3 ديسمبر 2020
- 319
- 145
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول وبعد :
لقد جاء وصف القرآن بأنه كتاب مبارك في ثلاثة مواضع من كتاب الله وهي :
ومعني " مبارك " كما ورد في التفاسير :
أي : كثير البركة والخير دائم النفع ( فتح البيان )
﴿مُبَارَكٌ ْ﴾ أي: وَصْفُه البركة، وذلك لكثرة خيراته، وسعة مبرّاته. ( السعدي )
﴿مُبارَكٌ﴾ أيْ كَثِيرُ الفائِدَةِ والنَّفْعِ لِاشْتِمالِهِ عَلى مَنافِعِ الدّارَيْنِ وعُلُومِ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ ( تفسير الألوسي )
(مُبارَكٌ) قالَ أهْلُ المَعانِي كِتابٌ مُبارَكٌ أيْ كَثِيرٌ خَيْرُهُ، دائِمٌ بَرَكَتُهُ ومَنفَعَتُهُ، يُبَشِّرُ بِالثَّوابِ والمَغْفِرَةِ، ويَزْجُرُ عَنِ القَبِيحِ والمَعْصِيَةِ ( الرازي)
وفي ( مُبارَكٌ ) ثَلاثَةُ أوْجُهٍ: أحَدُها: أنَّهُ العَظِيمُ البَرَكَةِ لِما فِيهِ مِنَ الِاسْتِشْهادِ بِهِ.
والثّانِي: لِما فِيهِ مِن زِيادَةِ البَيانِ لِأنَّ البَرَكَةَ هي الزِّيادَةُ.
والثّالِثُ: أنَّ المُبارَكَ أي الثّابِتُ. ( تفسير الماوردي )
والقُرْآنُ مُبارَكٌ لِأنَّهُ يَدُلُّ عَلى الخَيْرِ العَظِيمِ، فالبَرَكَةُ كائِنَةٌ بِهِ، فَكَأنَّ البَرَكَةَ جُعِلَتْ في ألْفاظِهِ، ولِأنَّ اللَّهَ تَعالى قَدْ أوْدَعَ فِيهِ بَرَكَةً لِقارِئِهِ المُشْتَغِلِ بِهِ بَرَكَةً في الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ، ولِأنَّهُ مُشْتَمِلٌ عَلى ما في العَمَلِ بِهِ كَمالُ النَّفْسِ وطَهارَتُها بِالمَعارِفِ النَّظَرِيَّةِ ثُمَّ العَمَلِيَّةِ. فَكانَتِ البَرَكَةُ مُلازِمَةً لِقِراءَتِهِ وفَهْمِهِ ( ابن عاشور )
القرآن أنزلناه على محمد ﷺ مُبارَكٌ لمن عمل به لأن فيه مغفرة للذنوب. وقال الضحاك مُبارَكٌ يعني: القرآن لا يتلى على ذي عاهة إلا برئ، ولا يتلى في بيت إلا وخرج منه الشيطان. ( تفسير السمرقندي)
ويخطئ كثير من المسلمين حين يتعاملون مع القرآن - كونه مباركا - بوضعه في الأماكن للتبرّك به ودفع الضرر عنها وكأنّه تميمة تدفع الشر والعين والحسد وما لهذا أُنزل القرآن .
ومن تأمل المواضع السابقة التي ورد فيها وصف القرآن بأنه مبارك ، وجد أنها توجهنا إلى التعامل الصحيح مع بركة القرآن ، وأن هذا التعامل يكون على أربعة وجوه :
الأول : الإيمان به وأنه كلام الله المنزل على نبيّه ( وهذا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ۚ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ)
الثاني : فهم آياته وتدبر ما فيه من المعاني والفوائد ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )
الثالث : الاتباع والعمل بما جاء فيه ( وهذا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
الرابع : وبعد الايمان والفهم والاتباع يأتي الإنذار به ودعوة الناس لما فيه من الخير و البركة ( وهذا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ القرى وَمَنْ حَوْلَهَا )
و على هذا فلا ينبغي أن تكون علاقتنا بالقرآن ، مقصورة على التلاوة والقراءة وإن كان في هذا أجر كبير ، وهو مطلوب ولا شك ، بل يجب أن يتعدى ذلك لتكون القراءة بفهم وهذا هو سبيل التدبر ومن بعده العمل به ثم تبليغه للناس ...
ومن حقّق هذه الوجوه الأربعة فقد أصاب بركة القرآن وانتفع به ونفع به غيره .
لقد جاء وصف القرآن بأنه كتاب مبارك في ثلاثة مواضع من كتاب الله وهي :
- وهذا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ القرى وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ على صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)الأنعام
- وهذا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)الأنعام
- كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)ص
ومعني " مبارك " كما ورد في التفاسير :
أي : كثير البركة والخير دائم النفع ( فتح البيان )
﴿مُبَارَكٌ ْ﴾ أي: وَصْفُه البركة، وذلك لكثرة خيراته، وسعة مبرّاته. ( السعدي )
﴿مُبارَكٌ﴾ أيْ كَثِيرُ الفائِدَةِ والنَّفْعِ لِاشْتِمالِهِ عَلى مَنافِعِ الدّارَيْنِ وعُلُومِ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ ( تفسير الألوسي )
(مُبارَكٌ) قالَ أهْلُ المَعانِي كِتابٌ مُبارَكٌ أيْ كَثِيرٌ خَيْرُهُ، دائِمٌ بَرَكَتُهُ ومَنفَعَتُهُ، يُبَشِّرُ بِالثَّوابِ والمَغْفِرَةِ، ويَزْجُرُ عَنِ القَبِيحِ والمَعْصِيَةِ ( الرازي)
وفي ( مُبارَكٌ ) ثَلاثَةُ أوْجُهٍ: أحَدُها: أنَّهُ العَظِيمُ البَرَكَةِ لِما فِيهِ مِنَ الِاسْتِشْهادِ بِهِ.
والثّانِي: لِما فِيهِ مِن زِيادَةِ البَيانِ لِأنَّ البَرَكَةَ هي الزِّيادَةُ.
والثّالِثُ: أنَّ المُبارَكَ أي الثّابِتُ. ( تفسير الماوردي )
والقُرْآنُ مُبارَكٌ لِأنَّهُ يَدُلُّ عَلى الخَيْرِ العَظِيمِ، فالبَرَكَةُ كائِنَةٌ بِهِ، فَكَأنَّ البَرَكَةَ جُعِلَتْ في ألْفاظِهِ، ولِأنَّ اللَّهَ تَعالى قَدْ أوْدَعَ فِيهِ بَرَكَةً لِقارِئِهِ المُشْتَغِلِ بِهِ بَرَكَةً في الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ، ولِأنَّهُ مُشْتَمِلٌ عَلى ما في العَمَلِ بِهِ كَمالُ النَّفْسِ وطَهارَتُها بِالمَعارِفِ النَّظَرِيَّةِ ثُمَّ العَمَلِيَّةِ. فَكانَتِ البَرَكَةُ مُلازِمَةً لِقِراءَتِهِ وفَهْمِهِ ( ابن عاشور )
القرآن أنزلناه على محمد ﷺ مُبارَكٌ لمن عمل به لأن فيه مغفرة للذنوب. وقال الضحاك مُبارَكٌ يعني: القرآن لا يتلى على ذي عاهة إلا برئ، ولا يتلى في بيت إلا وخرج منه الشيطان. ( تفسير السمرقندي)
ويخطئ كثير من المسلمين حين يتعاملون مع القرآن - كونه مباركا - بوضعه في الأماكن للتبرّك به ودفع الضرر عنها وكأنّه تميمة تدفع الشر والعين والحسد وما لهذا أُنزل القرآن .
ومن تأمل المواضع السابقة التي ورد فيها وصف القرآن بأنه مبارك ، وجد أنها توجهنا إلى التعامل الصحيح مع بركة القرآن ، وأن هذا التعامل يكون على أربعة وجوه :
الأول : الإيمان به وأنه كلام الله المنزل على نبيّه ( وهذا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ۚ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ)
الثاني : فهم آياته وتدبر ما فيه من المعاني والفوائد ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )
الثالث : الاتباع والعمل بما جاء فيه ( وهذا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
الرابع : وبعد الايمان والفهم والاتباع يأتي الإنذار به ودعوة الناس لما فيه من الخير و البركة ( وهذا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ القرى وَمَنْ حَوْلَهَا )
و على هذا فلا ينبغي أن تكون علاقتنا بالقرآن ، مقصورة على التلاوة والقراءة وإن كان في هذا أجر كبير ، وهو مطلوب ولا شك ، بل يجب أن يتعدى ذلك لتكون القراءة بفهم وهذا هو سبيل التدبر ومن بعده العمل به ثم تبليغه للناس ...
ومن حقّق هذه الوجوه الأربعة فقد أصاب بركة القرآن وانتفع به ونفع به غيره .
هذا والله أعلم