إعلانات المنتدى


صحبة الصالحين ومعيّة الله

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
318
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
إن المؤمن العاقل هو من يصحب الفائزين لا الفاشلين ، قال تعالى " واتبع سبيل من أناب إلي "
ومن يصحب العطار لا شك يسر بما يشم من ريحه الطيبة ، ومن يصحب السيء لا شك يصيبه ما يسوؤه .
وما أروع التشبيه الذي جاء في حديث النبي – ص - عن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ: أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: " إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً " متفقٌ عَلَيهِ.

ألا ما أسعد من تكون خاتمته مع الصالحين " فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا "
إن شر الناس كما جاء في صحيح البخاري :" شر الناس عند الله الألد الخصم " وهو الذي إذا خاصم فجر وتمادى في الخصومة ، فهو شديد المخاصمة بعيد عن العفو .
لقد أثنى الله على من يعفو حتى عمن يخوض في عرضه كما ذكر الله ذلك عن أبي بكر :" ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم "
فقال أبو بكر : بلى أحب أن يغفر الله لي ، وأعاد النفقة على مولاه مسطح وكان فيمن خاض في عرض ابنته السيدة عائشة في حادثة الإفك .

إن حب الصالحين مطلوب ومرغوب وإن لم نبلغ أعمالهم ، وجاءت البشرى في ذلك في الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كَيفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أحَبَّ قَومًا ولم يَلحَق بِهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ»
قَالَ أنَسٌ: فَما فَرِحْنَا بشيءٍ، فَرَحَنَا بقَوْلِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ قَالَ أنَسٌ: فأنَا أُحِبُّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ معهُمْ بحُبِّي إيَّاهُمْ، وإنْ لَمْ أعْمَلْ بمِثْلِ أعْمَالِهِمْ

والسعيد من تدركه معيّة الله وعنايته ، جاء في التفاسير لمّا نزل قوله تعالى :" إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر *ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما * وينصرك الله نصرا عزيزا " وفرح النبي بهذه الآيات فسأله الناس : يا رسول الله هذا لك فماذا لنا ؟ فأنزل الله قوله تعالى :" ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما "

ويوسف عليه السلام حين ألقاه إخوته في البئر قال الله له :" وأوحينا إليه لتنبأنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون " فأذهب الله عنه الوحشة بتلك البشرى بوعده
وحين اشتد الكرب على مريم ووضعت عيسى عليه السلام من غير أب أوحى الله إليها :" ألاّ تحزني قد جعل ربك تحتك سريا * وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلي واشربي وقرّي عينا "
وحين خشيت أم موسى عليه أوحى الله لها :" فإذا خفت عليه فألقيه في اليمّ ولا تخافي ولا تحزني إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين "

إنها معية الله لعباده الصالحين وأوليائه المقرّبين ، حين يزفّ لهم الأمن والبشرى فتمتلأ نفوسهم بالرضا والطمأنينة .

منقول بتصرف
 

ابو العزام

مراقب الأركان العامة والتقنية
مراقب عام
27 أغسطس 2009
62,352
4,552
113
الجنس
ذكر
بارك الله فيك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع