إعلانات المنتدى


بعض أساليب الجدل والاستدلال في سورتي غافر وفصلت

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

16 يناير 2008
603
5
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: بعض أساليب الجدل والاستدلال في سورتي غافر وفصلت

الحلقة القادمة

[[ الجدال في إثبات الرسالات ]]​
 
16 يناير 2008
603
5
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: بعض أساليب الجدل والاستدلال في سورتي غافر وفصلت

[align=center]الجدال في إثبات الرسالات

إن أشق مرحلة يصادفها كل رسول هي إقنا ع الناس برسالته وبصدقه
وقد اختلفت وسائل هذا الإقناع وتنوعت أساليبه .

بدأ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كأسلافه من الأنبياء بتقرير أنه رسول وأنه متصل بالسماء
وأن الوحي ينزل عليه تباعا ، ودعى إلى عبادة الله وحده لاشريك له ، وإلى ترك عبادة الأصنام ،
فظهرت معارضة قومه وجدالهم دون تحكيم للعقل والمنطق السليم .

قال تعالى :
{ قل انما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين ...} فصلت /6

وقص الله سبحانه وتعالى على رسوله أنباء بعض الرسل الذين أرسلوا قبله
وجدال أقوامهم معهم ، ومطالبتهم لرسلهم الإتيان بالآيات
وأخبره سبحانه أن مجيء الآيات يتولاه الله عز وجل حينما يريد
وأما الرسل فليس لهم من الامر شيء إلا بإذن الله , فهم بشر اختارهم الله تعالى
وحدد لهم حدود وظيفتهم ، وما هم بقادرين على تجاوز حدود هذه الوظيفة
والله تعالى هوالذي يفصل بينهم وبين أقوامهم .

قال تعالى :
{ ولقد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك
وما كان لرسول ان ياتي بآية الا بإذن الله فإذا جاء امر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون
} غافر /78

و قال تعالى :
{ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب اليم } فصلت /43

( يتبع )
[/align]
 
16 يناير 2008
603
5
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: بعض أساليب الجدل والاستدلال في سورتي غافر وفصلت

[align=center][glow1=330066]
الحلقة القادمة :

[[ الجدال في القرءان ]]
[/glow1][/align]
 
16 يناير 2008
603
5
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: بعض أساليب الجدل والاستدلال في سورتي غافر وفصلت

[align=center]الجدال في القرءان

لقد ادعوا أن هذا القرءان الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم
مختلق مكذوب جاء به محمد من عند نفسه واستعان على تجميعه وتنسيقه بقوم آخرين
فتارة يقولون أنه صلى الله عليه وسلم تعلمه من غلام أعجمي
وتارة يقولون أنه جمع أخبار الأمم واكتتبها
وجادلوا في ءايات الله بكثير من الشبهات .
قال تعالى :
{ ألم تر إلى الذين يجادلون في ءايات الله أنى يصرفون .
الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون
}غافر/ 69 -70
فهم كذّبوا كتابا واحدا ورسولا واحدا
ولكنهم إنما يكذبون بهذا كل ما جاء به الرسل , فهي عقيدة واحدة ومنهاجا واحدا
والذين يكفرون بآيات الله ، ويكفرون بالقرءان وهو كتاب عزيز قوي منيع الجانب
لايدخل عليه الباطل من قريب ولا من بعيد
وأنى للباطل أن يدخله وهو صادر من الحق سبحانه والحكمة ظاهرة في بنائه وتوجيهه
وفي طريقة تنزيله.
قال تعالى :
{ إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز .
لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
} غافر/41 - 42.
وقال تعالى :
{ ولو جعلناه قرءانا اعجميا لقالوا لولا فصلت ءاياته ءاعجمي وعربي ...} فصلت/44
وهذه إشارة إلى طريقة المشركين في التعنت والإلحاد والجدل والتحريف
فلو جعل الله قرءانا أعجميا لاعترضوا عليه أيضا ولقالوا : لو جاء عربيا فصيحا مفصلا دقيقا
ولو جعل بعضه أعجمي وبعضه عربي لاحتجواكذلك ولقالوا : ءأعجمي وعربي ؟
فهو المراء والجدل والإلحاد .

اعتمد المشركون في تشكيكهم في القرءان على أمرين :
1) أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعلم القرءان من معلم أعجمي .
2) أن هذا القرءان من وضع البشر وليس من عند الله .
وينتج عن هذين الأمرين أن محمدا صلى الله عليه وسلم كاذب فيما يدعيه من أمر الرسالة والوحي

ونقض القرءان الكريم هذه الدعوى بأمور ثلاثة :
الأول :
أن هذا القرءان جاء باللغة العربية الفصحى التي لايشكون في أصالتها وبلاغتها
التي تأخذ بالألباب ولا يعقل أن يتكلم أعجمي بمثل هذا الأسلوب
الذي يعجز عن مثله أساطين الفصاحة والبيان
فانتقض الأمر الأول الذي بنوا عليه دعواهم .

الأمر الثاني :
أن ادعاءهم بأن القرءان من وضع البشر يقتضي أن يكونوا قادرين على الإتيان بمثله
لاسيما أنهم أرباب البلاغة وملوك البيان ، وقد تحداهم القرءان في مقامات متعددة
ولم يأتوا بحديث مثله , تحداهم أن يأتوا بعشر سور ، وتحداهم أن يأتوا بسورة فقط
ثم أعلن تحديه للثقلين على أن يأتوا بمثل هذا القرءان .
قال تعالى :
{ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرءان
لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
} الإسراء/88.
فثبت بذلك الإعجاز وظهرت قدرة المعجز واتضح صدق صاحب الإعجاز ،
فبطلت دعواهم بأن هذا القرءان من وضع البشر .

والأمر الثالث :
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمّي لبث في قومه زهاء أربعين سنة قبل الرسالة
لايتحدث بشيء من القرءان ولايدعي النبوة
وقد ظهر في مجتمع تسوده العصبية الهوجاء
ولم يكن له صلة بالعلوم والقوانين العالمية الأخرى
ومع هذا أتى بأخبار الماضين وما فيها من العلوم الغيبية التي ليست في مقدور البشر
وأتى بهذا التشريع المحكم والنظام العام الذي يتحدى كل نظام وضعي إلى الأبد
ءامن به جماعة كانوا رعاة إبل وغنم ، فانطلقوا في الآفاق ، فإذا هم قادة شعوب وساسة أمم
إن هذا وحده إعجاز وبرهان على أن هذا القرءان من عند الله تعالى ،
وكونه نزل بلسان العرب لايمنع أن تقوم الحجة به على جميع البشر ، فالرسالة عامة
وإن عجز عن المعارضة أهل الصناعة البلاغية وأصحاب اللغة العربية
فغيرهم على الإتيان بمثله أعجز ، فهو معجز للعرب بطريق الالتزام ولغيرهم بطريق الإلزام .

فسبحان الذي أنزل هذا القرءان العظيم الذي قال :
{ وإنه لكتاب عزيز . لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } .فصلت/ 41 - 42.
[/align]
 
16 يناير 2008
603
5
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: بعض أساليب الجدل والاستدلال في سورتي غافر وفصلت


الحلقة القادمة :

[[ الجدال في البعث والجزاء ]]
 

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: بعض أساليب الجدل والاستدلال في سورتي غافر وفصلت

[align=center]بارك الله فيك و وفقك للخير ــــــــــــــــــــ تابعي و لك الأجر بإذن الله.[/align]
 
16 يناير 2008
603
5
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: بعض أساليب الجدل والاستدلال في سورتي غافر وفصلت

بارك الله فيك و وفقك للخير ــــــــــــــــــــ تابعي و لك الأجر بإذن الله.

أتابع إن شاء الله تعالى
وأرجوه تعالى ألا يواخذني إن نسيت أو اَخطأت


مروركم أغنى الموضوع أخي الكريم
 
16 يناير 2008
603
5
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: بعض أساليب الجدل والاستدلال في سورتي غافر وفصلت

الجدال في البعث والجزاء

الجدال في البعث والجزاء من الموضوعات المهمة التي شغلت الفكر الإنساني منذ القدم ،
وتصارعت فيها الأفكار بين السلب والإيجاب ، والإنسان بما هو مرتكز في فطرته من حب البقاء والخلود، تقاوم نفسه العدم والفناء الرهيب .
جاءت الأديان السماوية مبشرة بحياة أخرى بعد الموت ، وجعلت مصير كل إنسان مُرتهن بما قدّمت يداه في الحياة الدنيا ، وبذلك عادت للإنسانية الطمأنينة إذا هي آمنت بربها وبما جاءت به رسله
ولما كان الإقناع بحياة أخرى بعد الموت من الأمور التي تشغل الفكر الإنساني , فقد جاء القرءان الكريم وافيا بالأدلة والبراهين القاطعة على البعث والجزاء ، وعرض ذلك في نماذج حية، وضمّنها شُبه المنكرين للبعث ، ولم يتركها تمر دون مناقشة لها بالمنطق الصحيح , وإبطال الشبه والملابسات بالبراهين العقلية التي تزيل فكرة الفناء الأبدي ، وتعيد للإنسانية الطمأنينة وتدفعها للعمل .

وقد امتد الإنكار بالبعث والجزاء عبر القرون والأعصار الماضية ، واستمسك المنكرون بكثير من الشبهات
ومن شُبههم أنه يستبعدون بعد تفتت العظام وتحلل الجسد واختلاطه بالتراب ، إعادته ويستغربون من ذلك .
قال تعالى :
{ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم }
والجواب على هذه الشبهة يكون بالإحتجاج عليهم بقدرة الله تعالى الشاملة لكل شيء وبعلمه المحيط بكل شيء ،
فالذي أوجدها من العدم وأبدع خلقها أول مرة قادر على الإعادة
{ قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم } يس/78
وقد ردّ القرءان على جميع منكري البعث مهما اختلفت بيئاتهم أو تنوعت أساليبهم بمنطق الحجة والبرهان ، وأقام البراهين الحسية والعقلية المادية على المعاد .
ومن البراهين الحسية استدلال القرءان بمن أماتهم الله ثم أحياهم
فأخبر مثلا عن قوم موسى الذين أخذتهم الصاعقة ، ثم بعثهم الله تعالى لعلهم يشكرون
قال تعالى :
{وإذ قلتم يا موسى لن نومن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون . ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون } البقرة/ 56 .
وحكى عن المضروب بعضو من أعضاء البقرة ، فأحياه الله ليدل على قاتله
قال تعالى :
{ فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم ءاياته لعلكم تعقلون } البقرة /72
ومن الأدلة والبراهين المادية على البعث في هاتين السورتين الكريمتين
قوله تعالى :
{ هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا
ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون
} غافر/ 67
وقوله تعالى :
{ ومن ءاياته أنك ترى الارض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير } فصلت / 39
ففي الآيتين دليلان على إمكان البعث :
أحدهما دليل في الأنفس ، والآخر دليل في الآفاق
فدليل الآية الأولى متعلق بالنشأة الأولى وبيان للأطوار التي مر ويمر منها خلق الإنسان ,
فرتب سبحانه عمر الإنسان على ثلاث مراحل :
الطفولة والأشُد والشيخوخة ، وهذا ترتيب مطابق للعقل و الواقع المُعاش ،
وفي ذلك تمثيل لكمال قدرته سبحانه وتعالى .
ودليل الآية الثانية متعلق بالآفاق ، فاستدل بإحياء الأرض بعد همودها على إمكان البعث بعد الموت
والذي يصح منه إيجاد هذه الأشياء ، لابد أن يكون واجب الاتصاف لذاته بالقدرة ،
ومن كان كذلك فلابد أن يكون قادرا على الإعادة .
ووعد الله تعالى أن يُطلع الخلق على شيء من خفايا هذا الكون ومن خفايا الأنفس على السواء
حتى يتبين لهم أن هذا الدين حق ، وأن هذا المنهج وهذا الكتاب حق .
قال تعالى :
{ سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد } فصلت / 53 .
وكل خصومة لابد لها من منتهى في موقف ينقطع فيه الجدال بالباطل ويذهب فيه عنفوان المكابرة والعناد ، وهذا الشعور الوجداني هو الذي يشعر به كل مظلوم ،
وينتظر ساعة الفصل العادلة ، وعند الله تعالى تجتمع الخصوم ، وتوضع الموازين القسط ليوم الفصل .
قال تعالى :
{ يوم هم بارزون لايخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار.
اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لاظلم اليوم إن الله سريع الحساب
} غافر / 17.
وقال تعالى :
{ من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر اوانثى وهو مومن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب } غافر / 40.
 
التعديل الأخير:
16 يناير 2008
603
5
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: بعض أساليب الجدل والاستدلال في سورتي غافر وفصلت

الخاتمة

لقد ظهرت آثار الجدل القرءاني جلية واضحة في التوجيه والجدال
الذي كان يقوم به رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبليغ الرسالة عندما تدعو الحاجة لذلك .
قال تعالى
:
{ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن
إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين
} النحل /125
لأنه عليه الصلاة والسلام هو المفسر والمبين لأبعاد الوحي المنزل من السماء
سواء المتلو منه أو غير المتلو
فكان صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلقه :
" كان خلقه القرءان "
ومما تشهد به الحقائق التاريخية والآثلر الصحيحة أنه كان يتأثر بالقرءان كل من سمعه
وأصغى إليه من المشركين ، فأثر في نفوسهم تأثيرا بليغا بروعة بيانه وكمال نظمه وأسلوبه
وهذا الذي أنطق الوليد بن المغيرة بكلمته البليغة العالية
التي اعترف فيها بأن القرءان هو الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه ، وأنه يحطم ما تحته
كانت كلمة فائضة من نور عقله وصميم وجدانه
وكان كل من داناه منهم مسّ نوره قلبه ونال وجدانه أثره
حتى أنهم تناهوا عن سماعه وتعاهدوا على ذلك لما رأوه من نيله من كل من سمعه .

وأما تأثير القرءان في المؤمنين الأولين ، فقد استولى على مشاعرهم ،
وغير ما بأنفسهم من مفاسد الجاهلية , فزكّى أنفسهم وسما بأفكارهم
فعكفوا عليه يرتلونه ويتفهمونه ويتعرّفون أحكامه ومراميه .
ومما ورد في صفة الصحابة رضوان الله عنهم أن الذي كان يمر ببيوتهم ليلا
يسمع مثل دوي النحل من تلاوة القرءان .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأثر بسماع القرءان ويحب أن يسمعه من غيره .
هكذا كان تأثير هذا القرءان العظيم في نفوس المؤمنين به والمخالفين له
وإن كان تقليب القلوب والأفكار لأعسر من فلق الصخر وتحويل الجبال
وقد ضرب الله المثل لذلك بقوله تعالى :
{ لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله
وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون
} الحشر / 21

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه
والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين


رجعت في إعدادي لهذا الموضوع إلى :
مؤلف الدكتور زاهر عوض الألمعي : ( مناهج الجدل في القرآن الكريم )
وكتاب الشيخ أبو زهرة : ( تاريخ الجدل )
واستأنست بتفسير القرطبي : ( الجامع لأحكام القرآن )
وبتفسير سيد قطب : ( في ظلال القرآن )
.
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع